من أجمل الأشعار عن الصديق ما يأتي:
يقول الإمام الشافعي:
إِذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً
فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرَْ علَيْـهِ التَّأَسُّفَـافَفِي النَّـاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَـةٌ
وَفي القَلْبِ صَبْـرٌ لِلحَبِيبِ وَلَوْ جَفـافَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ
وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـاإِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً
فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـاوَلاَ خَيْـرَ فِي خِلٍّ يَـخُونُ خَلِيلَـهُ
وَيَلْقَـاهُ مِنْ بَعْـدِ المَـوَدَّةِ بِالجَفَـاوَيُنْكِـرُ عَيْشـاً قَدْ تَقَـادَمَ عَهْـدُهُ
وَيُظْهِـرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ خَفَـاسَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِـفَايقول حسّان بن ثابت:
أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ
وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُفَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي
فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُوَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ
وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُسِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ
فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـولُيقول الشاعر في قصيدته:
المرء يعرف بالأنام بفعله
وخصائل المرء الكريم كأصلهاصبر على حلو الزّمان ومرّه
واعلم بأنّ الله بالغ أمرهلا تستغب فتستغاب، وربّما
من قال شيئاً، قيل فيه بمثلهوتجنّب الفحشاء لا تنطق بها
ما دمت في جدّ الكلام وهزلهوإذا الصّديق أسى عليك بجهله
فاصفح لأجل الودّ ليس لأجلهكم عالمٍ متفضّلٍ، قد سبّه
من لا يساوي غرزةً في نعلهالبحر تعلو فوقه جيف الفلا
والدرّ مطمورٌ بأسفل رملهوأعجب لعصفور يزاحم باشقاً
إلّا لطيشته وخفّة عقلهإيّاك تجني سكّراً من حنظلٍ
فالشيء يرجع بالمذاق لأصلهفي الجوّ مكتوبٌ على صحف الهوى
من يعمل المعروف يجزى بمثلهيقول ابن الروميّ:
فلا تستكثرنَّ من الصِّحابَفإن الداءَ أكثرَ ما تراهُ
يحولُ من الطعام أو الشرابِإذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً
مُبيناً والأمورُ إلى انقلابِولو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ
مُصاحبةُ الكثير من الصوابِولكن قلَّ ما استكثرتَ إلّا
سقطتَ على ذئابٍ في ثيابِفدعْ عنك الكثير فكم كثيرٍ
يُعافُ وكم قليلٍ مُستطابِوما اللُّجَجُ المِلاحُ بمُروياتٍ
وتلقى الرِّيّ في النُّطَفِ العِذابِيقول الشاعر محمود سامي البارودي:
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
بَلِ الصَّدِيقُ الَّذِي تَزْكُو شَمَائِلُهُإِنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُ
أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسَائِلُهُيَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ
وَلا تُغِبُّكَ مِنْ خَيْرٍ فَوَاضِلُهُلا كَالَّذِي يَدَّعِي وُدّاً وَبَاطِنُهُ
بِجَمْرِ أَحْقَادِهِ تَغْلِي مَرَاجِلُهُيَذُمُّ فِعْلَ أَخِيهِ مُظْهِراً أَسَفاً
لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُوَذَاكَ مِنْهُ عِدَاءٌ فِي مُجَامَلَةٍ
فَاحْذَرْهُ وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُصديقك لم تلق الذي لا تعاتبه