سنتحدث في هذا المقال عن كيفية تغيير شخصية الطفل الخجول، وذلك من خلال طرائق عدة، منها تعزيز الثقة بالنفس، فالثقة بالنفس هي أساس التخلص من الخجل، لذلك يجب على الوالدين تشجيع الطفل على القيام بالأشياء التي يحب القيام بها، وتعزيز نقاط قوَّته، وإعطاؤه الشعور بالتقدير.
من الهام جداً تعريض الطفل للمواقف الاجتماعية؛ إذ يجب على الوالدين تعريض الطفل للمواقف الاجتماعية تدريجياً، وتقديم الدعم له خلال هذه المواقف، حتى يعتاد على التعامل مع الآخرين، فإنَّ مساعدة الطفل على تعلُّم مهارات التواصل الاجتماعي أيضاً تُعَدُّ من الخطوات الهامة جداً في مساعدته على التعبير عن نفسه بشكل أفضل، وبناء العلاقات مع الآخرين، لذلك يجب على الوالدين تعليم الطفل هذه المهارات في سبيل تخليصه من صفة الخجل.
يُعرَّف الطفل الخجول بأنَّه الطفل الذي يشعر بالخوف والقلق وعدم الراحة في المواقف الاجتماعية، ويميل إلى الانسحاب من بين الآخرين، ويظهر الخجل لدى الأطفال في سن مبكرة، وقد يستمر معهم حتى مرحلة البلوغ، ويؤثر الخجل سلباً في حياة الطفل، فيجعله يتوارى عن الأنظار، ويبتعد عن المشاركة في النشاطات سواء المدرسية أم حتى الاجتماعية والأسرية، كما يجعله يشعر بالوحدة والعزلة، ويعرِّضه للتنمر من قِبل الآخرين.
توجد بعض الصفات التي تدل على أنَّ الطفل خجول، منها:
قد يتجنب الأطفال النظر في العيون في أثناء التحدث أو الالتفات بعيداً عن الانتباه.
يعاني الأطفال الخجولون من انخفاض في مستوى الثقة بالنفس، وقد يشعرون بعدم القدرة على التعامل مع المواقف الاجتماعية.
قد يميل الأطفال الخجولون إلى الانسحاب من المواقف الاجتماعية، وقد يفضلون البقاء في مكان هادئ أو تجنُّب النشاطات الاجتماعية الخاصة بالأطفال الآخرين.
قد يكون الأطفال الخجولون مكتئبين أو مترددين في التواصل مع الآخرين، وقد يجدون صعوبة في تكوين الصداقات.
يشعر الأطفال الخجولون بمستويات زائدة من التوتر والعصبية في أثناء المواقف الاجتماعية، وهذا يؤثر في أدائهم وسلوكهم.
يعاني الأطفال الخجولون من القلق الاجتماعي، فيتوقعون المواقف الاجتماعية ويشعرون بالتوتر المستمر.
من الهام أن نلاحظ بصفتنا مربِّين أنَّ الخجل ليس ضعفاً أو عيباً؛ بل هو جزء من شخصية الطفل ويمكن التعامل معه بالتدريج والدعم العاطفي، فإذا كان الخجل يؤثر تأثيراً كبيراً في حياة الطفل وتقدُّمه العام، فقد يكون من الجيد التشاور مع اختصاصي نفسي للحصول على الدعم اللازم.
الخجل هو صفة طبيعية قد تظهر لدى الأطفال في مرحلة ما من حياتهم، وقد تستمر معهم حتى مرحلة البلوغ، وما دام هذا الخجل لا يتعدى الحدود الطبيعية فلا خوف منه، وعموماً، يرجع الخجل إلى أسباب عدة، منها:
قد يكون الخجل مرتبطاً بعوامل وراثية، فيكون لدى بعض الأطفال ميول أكثر للخجل من الآخرين.
قد يكون الخجل ناتجاً عن بعض العوامل البيئية التي يتعرض لها الطفل، مثل تجربة حدث محرج أو تعرُّض للمضايقة أو السخرية من قِبل الآخرين.
قد يكون الخجل ناتجاً عن طبيعة الشخصية ومستوى الثقة الذاتية للطفل، فيشعر بعدم الأمان أو القلق في بعض الأوقات.
قد يكون الخجل نتيجة لأسلوب التربية السلبي الذي يتبعه الوالدان، مثل الانتقاد المستمر أو التشدد الزائد، وهذا يسبب تراجع ثقة الطفل في نفسه.
توجد طرائق عدة يمكن من خلالها التعامل مع الطفل الخجول، منها:
تُعَدُّ الثقة بالنفس أساس التخلص من الخجل، لذلك يجب على الوالدين تشجيع الطفل على القيام بالأشياء التي يحب القيام بها، وتعزيز نقاط قوَّته، وإعطاؤه الشعور بالتقدير.
يجب على الوالدين تعريض الطفل للمواقف الاجتماعية تدريجياً، وتقديم الدعم له خلال هذه المواقف حتى يعتاد على التعامل مع الآخرين.
تساعد مهارات التواصل الاجتماعي الطفل على التعبير عن نفسه بشكل أفضل، وبناء العلاقات مع الآخرين، لذلك يجب على الوالدين تعليم الطفل هذه المهارات.
شاهد بالفيديو: علاج الخجل الزائد عند الاطفال
التعامل مع الطفل الخجول في حقيقة الأمر ليس صعباً، لكن يجب على الوالدين أن يلتزما ببعض النصائح والتعليمات التي ستكون خير مساعد لهما على مساندة الطفل وتخليصه من الخجل:
يحتاج الطفل الخجول إلى الوقت والصبر حتى يتمكن من التغلب على خجله.
قد يكون للمعلمين أدوات واستراتيجيات لمساعدة الأطفال الخجولين على الشعور بالثقة والتحاور في المجموعات.
قد تؤدي مقارنة طفلك بأطفال الآخرين إلى زيادة خجله.
إذا كنت واثقاً من نفسك، فسوف يشعر طفلك بالثقة بالنفس.
اسأل طفلك عن مشاعره عندما يكون في مواقف اجتماعية، وادعمه دائماً.
ادعم طفلك في النشاطات التي يتمتع بها، وساعده على تحديد نقاط قوَّته.
ابدأ بتعريض طفلك للمواقف الاجتماعية البسيطة، ثم قم بزيادة مستوى التحدي تدريجياً.
استشر طبيباً أو معالجاً نفسياً للأطفال إذا كنت تعتقد أنَّ خجل طفلك يؤثر تأثيراً كبيراً في حياته.
شاهد بالفديو: كيف تزيدين من الثقة بالنفس عند طفلك؟
عند التعامل مع طفل خجول في المدرسة، فإنَّ الأمر يتطلب الحنان والصبر والتفهم، وستجد فيما يأتي بعض الاتجاهات التي تساعدك على تعزيز ثقة الطفل الخجول ومساندته في التكيف مع بيئة المدرسة:
أظهِر الاهتمام الحقيقي بالطفل الخجول، وكن موجوداً معه، واستمع لمشكلاته وأفكاره، وأظهِر له أنَّك متفهم وداعم له.
تأكد من أنَّ الطفل يشعر بالراحة والأمان في المدرسة، وقدِّم دعماً له للتكيف مع البيئة والتفاعل مع الأصدقاء، وقد يكون تعيين صديق للطفل يشاركه نفس اهتماماته مفيداً أيضاً.
يمكنك تشجيع الطفل الخجول على التواصل من خلال القراءة أو الألعاب الجماعية، وتأكد من أنَّه يشعر بالثقة خلال هذه النشاطات وأنَّه لا يشعر بالضغط للتحدث.
استخدم الكلام اللطيف والمشجِّع مع الطفل الخجول، وعزز نقاط قوَّته وشجِّعه على تجاوز تحدياته، فقد يحتاج الطفل إلى دفع إضافي للاعتقاد بنفسه.
تواصل مع المدرسين للعمل معاً على تطوير جدول زمني خاص للطفل يساعده على الاندماج في الفصل الدراسي، وقد توجد نشاطات إضافية للتواصل وتعزيز الثقة.
احترم خصوصية الطفل الخجول، ولا تضغط عليه ليتحدث أو يشارك في النشاطات بسرعة، وأعطه الوقت الكافي ليتخذ هو بنفسه قرار المشاركة.
أخيراً، يجب أن نتذكر أنَّ الخجل هو صفة طبيعية، وقد يكون علامة على الحساسية والذكاء.
يجب أن ندرك أنَّ الخجل هو جزء طبيعي من تطور الطفل ونموه العاطفي، فإنَّ تجربة الخجل تؤدي دوراً هاماً في بناء الشخصية وتعلُّم كيفية التعامل مع الآخرين، فعندما يشعر الأطفال بالخجل، يمكننا مساعدتهم على التغلب عليه بهدوء وتفهُّم.
في أثناء تعاملنا مع الأطفال الخجولين، يجب أن نبني بيئة داعمة ومحفزة لهم، ويمكننا توفير فرص للتواصل الاجتماعي واللعب برفق، وتشجيعهم على طرح أفكارهم ومشاركة أفعالهم، كما يجب أن نقدم لهم الثناء الإيجابي والتشجيع عندما يحاولون التغلب على خجلهم والمشاركة بنشاط.
توجد استراتيجيات عدة يمكننا متابعتها لمساعدة الأطفال على التغلب على الخجل، مثل دعمهم في تنمية مهارات التواصل وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وأيضاً يجب أن نتذكر أنَّ ثمة عوامل مختلفة قد تؤثر في خجل الأطفال مثل البيئة المحيطة بهم وتجاربهم السابقة؛ لذا يجب أن نتعامل مع كل طفل بصورة فردية ونعتمد على تفهُّمنا وشخصيتهم الفريدة.
في النهاية، يجب أن نتذكر أنَّ الخجل ليس سلبياً بالضرورة، فقد يعكس شخصية المراهق المجتمعة وأكثر قدرة على التعاون؛ لذا دعونا ندعم الأطفال وهم يتعلمون التغلب على خجلهم بشكل طبيعي وخطوة بخطوة ليصبحوا نماذج للاحترام والثقة في أنفسهم.