تجد نفسك في كل ذلك في دوامة التردُّد، في محاولة لاختيار الأفضل حسب اعتقادك، ولكنَّك في الواقع تفقد كثيراً من الفرص، ومن هنا ينبغي استكشاف كيف يمكنك التغلب على هذا الشعور الذي يُبطئ خطى النجاح، ويعقِّد المواقف، ويجعلك تتردد بين خيارات الحياة.
التردُّد في عملية اتخاذ القرار هو الحالة التي يجد فيها الفرد صعوبة في اتخاذ قرار نهائي بسبب الشك أو عدم اليقين بشأن الخيارات المتاحة والنتائج المحتملة لكل منها، أو بسبب خوفه من اتخاذ القرار الخاطئ وتأثيره السلبي المحتمل في النتائج المرتقبة.
فيما يلي 10 أسباب للتردد:
مثل التردُّد في قرار الزواج، فقد يؤجل الفرد اتخاذ قرار الزواج بسبب مخاوفه من مسؤولية الارتباط.
يكون هذا في الحالات التي تكون النتائج غير مضمونة وتحمل كثيراً من المخاطرة، مثل شخص يعتزم تقديم استقالته من وظيفته للعمل في مجال آخر يجد فيه الشغف، ولكنَّه يتردد بسبب الخوف من عدم النجاح في المجال الجديد.
مثلاً عند قيام الشخص باختيار هاتف جديد فإنَّه يواجه عدداً كبيراً من الخيارات التي تجعله يتردد في اتخاذ القرار بسرعة.
مثل شخص يعتقد أنَّه لا يملك القدرة الكافية على اتخاذ القرارات المالية، وهذا يجعله يتردد في الاختيار بين الاستثمارات الحالية.
قد يتردد الشخص باختيار التخصص الجامعي بسبب تأثره بآراء أشخاص محيطين به بشأن التخصص الأفضل.
الخوف من تبعات القرار تدعو الفرد للتردُّد.
قد يرغب الشخص بالحصول على مزيد من البيانات قبل اتخاذ أيَّة خطوة.
عندما يفتقر الشخص إلى رؤية واضحة لما يريد تحقيقه أو الوصول إليه، مثل شخص لا يعرف أي مجال مهني يريد، هذا يجعله يتردد في أخذ القرارات المستقبلية.
مثل شخص يتردد بين شراء منزل أو استئجاره خوفاً من اتخاذ قرار يؤثر في حياته المالية.
تؤثر الميول العاطفية في منطق القرار، فقد يتردد شخص في قطع علاقة عاطفية سيئة بسبب مشاعره تجاه الطرف الآخر.
سنذكر فيا يلي سلبيات التردد وتاثيره على حياتنا:
قد يؤدي التردُّد إلى تأخير اتخاذ القرارات الهامة، وهذا يؤثر في تقدُّمنا في الحياة الشخصية والمهنية، فالتردُّد قد يكون سبباً في تضييع الفرص الهامة وتأجيل تحقيق أهدافنا الهامة.
التردُّد المستمر في اتخاذ القرارات يسبب زيادة في الضغط النفسي وتصاعد مشاعر القلق، لا سيما إذا كان القرار ذا أهمية كبيرة أو يحمل تأثيراً عميقاً في مسارات حياتنا، وهذا الضغط النفسي قد يؤثر سلباً في صحتنا العقلية والجسدية، وينشئ شعوراً بالتوتر والقلق المستمر.
قد يؤدي التردُّد إلى فقدان الفرص، لنفترض مثالاً في المجال المهني؛ إذ يوجد شخص يفكر في قبول عرض عمل جديد في شركة مبتكَرة ومتقدمة، ولكنَّه يتردد في قبول العرض بسبب خوفه من المجهول أو تغيير بيئة العمل، وهذا التردُّد قد يؤدي إلى تفويت الفرصة الرائعة للانضمام إلى فريق عمل مبتكَر.
قد يقلل الشعور بالتردُّد المستمر من ثقتنا بقدرتنا على اتخاذ القرارات الصائبة، وهذا يؤثر سلباً في اتخاذ قرارات مستقبلية.
عندما يتردد الشخص في اتخاذ قرار هام، يقضي كثيراً من الوقت في التفكير والتردُّد بين الخيارات المتاحة دون اتخاذ قرار نهائي، وهذا التردُّد يستهلك الجهد الذهني والعاطفي.
في العلاقات الشخصية، قد يؤدي التردُّد إلى عدم وضوح العلاقة وفقدان الثقة المتبادلة، إضافة إلى إنشاء الشك بين الأطراف، وفي المجال المهني أيضاً قد يعرقل التردُّد التعاون والتواصل الفعال، فقد يؤدي التردُّد في اتخاذ القرارات إلى تأجيل العمل الجماعي وتأخير إنجاز المهام، وهذا يؤثر سلباً في أداء الفريق وقدرته على تحقيق الأهداف.
شاهد بالفديو: كيف تتعلَّم فن اتخاذ القرارات الصحيحة
إليك 15 طريقة لتتخلص من التردد وتتخذ القرارات بحكمة:
وجود هدف واضح يعمل موجِّهاً نحو الخيارات التي تتوافق مع الهدف هو أمر هام لعلاج التردُّد؛ إذ يساعد الهدف المحدد على تصفية الخيارات المتعددة وتقليص نطاق الاختيار، وهذا يقلل الارتباك والتردُّد، إضافة إلى ذلك، وجود هدف محدد يمنح الفرد ثقة أكبر في القرار الذي يتخذه، ويسهم في توجيه الجهد والتركيز على الأمور التي تخدم الهدف.
يوفر تحديد الأولويات إطاراً مرجعياً واضحاً يساعد على تقليل التردُّد، على سبيل المثال، اعتاد "مارك زوكربرغ" مؤسس "فيسبوك" ارتداء قميص من نفس اللون كل يوم عند ذهابه إلى العمل حتى يتخذ أقل عدد من القرارات الثانوية غير الهامة ويعطي لتطوير عمله الأهمية الأكبر.
قد يخفِّض العمل بناءً على الحقائق والمعلومات من التردُّد؛ وذلك لأنَّ الشخص يشعر بالثقة بأنَّ أساس قراره مبني على معرفة جيدة.
تساعد هذه الخطوة على فهم النتائج المحتملة لكل خيار والتفكير في الآثار الإيجابية والسلبية لكل منها، وهذا يمنح الشخص رؤية أفضل للمسار المناسب ويقلل من التردُّد.
يساعد الحصول على آراء من أشخاص ذوي خبرة أو خبراء في المجال على توجيه القرار نحو الطريق الصحيح ويعزز الثقة في الخيار المتاح.
استناداً إلى تجارب الآخرين أو تجاربك السابقة، قد يوجهك ذلك لفهم ما قد يحدث عند اتخاذ القرار، فالحصول على توجيه من تجارب سابقة قد يقلل من التردُّد تقليلاً كبيراً.
عندما يتعلق الأمر بالتردُّد، قد تكون المخاوف إحدى أهم العوامل، فإنَّ فهم الأسباب وراء هذه المخاوف يساعد على التغلب عليها وإيجاد حلول للتعامل معها بشكل أفضل.
في بعض الأحيان، تكون القرارات العاطفية معقدة، لذلك يجب أن يكون لديك توازن بين العواطف والمنطق، فإنَّ فهم كيفية تأثير العواطف والمنطق في قرارك قد يساعد على اتخاذ القرار بشكل أكثر توازناً.
عندما تكون لديك خطة محددة لتنفيذ القرار، يساعد ذلك على تقليل التردُّد؛ إذ توفِّر الخطة إطاراً زمنياً وخطوات لتحقيق الهدف الذي قررت أخذه.
تؤدي الثقة بالنفس دوراً هاماً في التخلص من التردُّد، فعندما تكون واثقاً من قدراتك على اتخاذ القرارات والتكيف مع التغيرات اللاحقة، يصبح من الأسهل التخلص من التردُّد.
يمنع تحديد موعد محدد لاتخاذ القرار التأجيل والتسويف، فعندما يوجد وقت محدد، يتعين عليك التفكير واتخاذ القرار بدقة دون تأجيل، وهذا يقلل من التردُّد.
قد تؤثر الضغوطات العصبية والتوتر سلباً في قدرتك على اتخاذ القرارات، فعندما تستخدم تقنيات تخفيف الضغط مثل التمرينات التنفسية أو التأمل، تتخلص من التوتر، ومن ثمَّ يزول التردُّد وتصبح أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة.
قد يجعل تشتت الانتباه التركيز على اتخاذ القرارات الصعبة صعباً، فإنَّ ابتعادك عن المشتتات مثل الأجهزة الإلكترونية يزيد من تركيزك ويساعدك على اتخاذ القرار بشكل أفضل وإزالة التردُّد.
قد يساعد تسجيل الأفكار والملاحظات على تنظيم الأفكار وتحليلها بشكل أفضل، وهذا يقلل من التردُّد ويجعل القرار أكثر وضوحاً.
يساعد تغيير النظرة نحو الأمور بشكل إيجابي والتركيز على الفرص والتحديات المحتملة بدلاً من المخاوف على تجاوز التردُّد.
شاهد بالفديو: 7 نصائح للتفكير الإيجابي من ديل كارنيجي
إليك مهارات تساعدك على اتخاذ القرارات:
يقلل وضع خطط مُحكَمة وتنظيم الأفكار والمعلومات من التردُّد ويسهم في اتخاذ القرارات.
تزيل القدرة على التفكير الإبداعي والبحث عن حلول للمشكلات المعقدة الشكوك وتسهم في اتخاذ القرار بثقة.
تتعلق هذه المهارة بالقدرة على تحليل المعلومات وتقييم الوضع بشكل منطقي ومنهجي، ويتضمن ذلك فهم الأسباب والتأثيرات والعلاقات بين الأحداث والمعلومات، فقد يمنحك التفكير التحليلي رؤية أعمق للموقف ويساعد على اتخاذ القرارات بناءً على أساس موضوعي.
تسهم القدرة على تقييم الأمور بشكل منطقي وتحليل البيانات والمعلومات بشكل صحيح في اتخاذ قرارات أكثر حكمة.
يتضمن القدرة على التفكير بشكل مبتكَر والبحث عن حلول جديدة وفريدة للمشكلات، ويسمح التفكير الإبداعي لك برؤية الأمور من زوايا مختلفة واستكشاف خيارات مبتكَرة قد لا تكون ظاهرة بشكل واضح في البداية.
تتعلق هذه المهارة بفهم وإدارة العواطف، سواء للشخص نفسه أم للآخرين، فقد يساعد الذكاء العاطفي على فهم تأثير المشاعر والعواطف في قراراتنا وسلوكاتنا، ويسمح لنا بالتحكم بها بشكل فعال.
تُعنى هذه المهارة بالتفاعل مع الآخرين بشكل فعال وبناء علاقات صحية وإدراك احتياجات ومشاعر الآخرين، فقد يساعد الذكاء الاجتماعي على فهم الديناميات الاجتماعية وتوجيه القرارات بشكل يلبي احتياجات الجميع.
تتعلق هذه المهارة بتحقيق التوازن بين الأولويات والمهام المختلفة، وتخصيص الوقت بفاعلية لإنجاز الأعمال بجودة عالية، وتساعد إدارة الوقت على تقليل التأجيل وتجنب الضغط الزمني الذي قد يزيد من التردُّد في اتخاذ القرارات.
التخلص من التردُّد مشكلة تواجه كثيراً منَّا، فقد يعرقلنا في اتخاذ القرارات الحاسمة ويعوقنا عن تحقيق أهدافنا، وقد تفاوتت الطرائق والمهارات المفيدة في هذا المجال، ولكنَّ إدراك أنَّ التردُّد قابل للتغيير هو الخطوة الأولى نحو التحرر منه.
للتخلص من التردُّد، يجب الاعتماد على مجموعة من المهارات، مثل القدرة على التفكير التحليلي والإبداعي، وفهم دور العواطف والعلاقات الاجتماعية في عملية اتخاذ القرارات، ويجب علينا أيضاً أن نتقن فن إدارة الوقت والثقة بقدراتنا الشخصية.
بتطوير هذه المهارات وتطبيقها في حياتنا اليومية، نستطيع أن نحقق تقدُّماً كبيراً في التغلب على التردُّد، ويجب أن نتذكر جيداً أنَّ التخلص من التردُّد ليس مسألة سحرية؛ بل هو عمل مستمر يحتاج إلى الصبر والتدريب.