آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن الأمانة الشك

آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن الأمانة الشك

فيما يلي سنتحدَّث عن موضوع الأمانة وسنستعرض مجموعةً من أهم الآيات التي وردت في القرآن الكريم عن الأمانة والأحاديث النبويّة الشريفة التي تحدَّث فيها الرسول الكريم عن الأمانة وأهميتها.

ما هي الأمانة؟

1. الأمانة لُغةً:

مشتقة من مادة (أ م ن) الهمزة والميم والنون، يُقَال أَمِنَ يَأمَنُ أَمَانَة أي صار أميناً.

والأمانة: هي ضدَّ الخيانة ومعناها سُكون القلب.

وتُطْلَق الأمانة على الصِفَة التي يتَّصف بها الإنسان، قال تعالى: {فإنْ أَمِنَ بعضُكُم بعضاً فليؤدِ الذي اؤتُمِنَ أمانته}، (سورة البقرة)، فيُقَال فلان أمينٌ، والعرب تقول: (رجلٌ أُمَّانٌ) إذا كان أميناً، كما يُطْلَق الأمين على المُؤتَمَن والمُؤْتَمِن، وكل حق سواء كان ماديّاً أم معنويّاً يجب عليك حفظه فهو أمانة.

2. الأمانة اصطلاحاً:

عرَّف الطبري الأمانة تعريفاً جامعاً إذ هي: "جميع معاني الأمانات في الدين والفرائض وأمانات الناس"، وقد أخذ به جمهور المفسِّرين.

والأمانة: "كل شيء يؤتَمَن عليه الإنسان من أمر ونهي، وشأن دين ودنيا، فالشرع كلّه أمانة.

أنواع الأمانة:

تدخل الأمانة في كثير من المجالات؛ أو بمعنى آخر إنَّ الإسلام حثنا على الأمانة في كل أمر وعمل، وأنواع الأمانة هي:

آيات عن الأمانة:

آيات قرآنية عن الأمانة في العمل:

قال الله - عزّ وجلّ - في قصة النبي موسى - عليه السلام - ما يدل على تخلّقه بالأمانة في عمله: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ* فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) (القصص/ 23 - 25).

الأمانة في الكتاب والسنة:

الأمانة في القرآن الكريم:

قال الله - تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)، فتأدية الأمانات وإرجاعها لأصحابها واجبٌ من الواجبات على المسلم.

وقال - تعالى - أيضاً: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً)، فقد عظَّم الله - تعالى - الأمانة وبيّن أنّ حملها ثقيلٌ فبيّن عدم قدرة السماوات والأرض على تحمّلها، فعلى المرء حفظ الأمانات لينال الأجر والثواب، وإلّا فإنّه سيظلم نفسه في الدنيا والآخرة إن قصّر في حفظها أو إن خان من ائتمنه في الأمور المادية أو المعنوية من أحاديث وأسرارٍ، وتكون الأمانة في العديد من تصرفات الإنسان؛ كأن يؤدي عمله بأمانةٍ وألا يفرِّط في الوقت بانشغاله بغير وظيفته أو تأخّره عن عمله، وأن يعطي ما هو مطلوبٌ منه بحقٍّ دون تقصيرٍ، فالأمانة صفةٌ من صفات المؤمنين، وقد وعد الله - تعالى- بالجنة مَن اتّصف بها، قال – سبحانه -: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ*وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ*أُولَـئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ).

الأمانة في السنة النبوية:

الأمانة صفةٌ عُرف بها نبيّ الله محمد - صلّى الله عليه وسلّم - بين المشركين فكانوا يثقون به، ويضعون أمانتهم عنده منذ الجاهلية، ثمّ أنكروا عليه أمانته بعد أن جاءهم بصفته نبياً.

وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحثّ على التخلّق بالمنة، والتي تبيّن بعض ما يتعلّق بها من أمورٍ، ومن تلك الأحاديث:

ومن الأمانة حفظ الأموال وعدم غِش الناس أو أكل أموالهم بالباطل، وتأدية الفرائض من صلاةٍ وصيامٍ وغير ذلك بأمانةٍ ونيةٍ خالصةٍ لله – تعالى -.

خلق الأمانة في القرآن:

ذكر المفسّرون أنّ الأمانة في القرآن الكريم جاءت على ثلاثة أوجه وهي على النحو الآتي:

خيانة الأمانة في القرآن الكريم:

وردت في القرآن الكريم آيات عديدة تتحدث عن خيانة الأمانة والغدر لتحذير المسلمين من الإقدام على ذلك منها ما يأتي:

أحاديث نبوية عن الأمانة:

وَرَدَت العديد من الأحاديث النبويّة الشريفة التي تدل على أهميّة الأمانة وعظمتها والحَث على حفظها ونذكر منها:

1. ضياع الأمانة ونزعها من قلوب الرجال من علامات الساعة:

حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَجلَدَهُ مَا أَظرَفَهُ مَا أَعقَلَهُ! وَمَا في قَلبِهِ مِثقَالُ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ مِن إِيمَانٍ " وَلَقَد أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالي أَيَّكُم بَايَعتُ، لَئِن كَانَ مُسلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ، وَلَئِن كَانَ نَصرَانِيًّا أَو يَهُودِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، وَأَمَّا اليَومَ فَمَا كُنتُ لأُبَايِعَ مِنكُم إِلاَّ فُلاَنًا وَفُلانًا))، أخرجه أحمد والبخاري ومسلم.

2. الأمانة دليل على إيمان المرء وحسن خُلُقه وهي من أغلى ما يرزقه الله للعبد:

3. المسؤوليّة أمانة، فكل إنسان لديه أمانة في عنقه هو مسؤول عنها:

إنَّ للأمانة شأن عظيم، يُلزِم على العباد رعاية حقّها والاهتمام بها، فهي والرحم يأتيان يوم العرض للأمين والخائن، والواصل والقاطع ، فيحاجان عن المحق الذي راعاهما، ويشهدان على المُبطل الذي أضاعهما ليتميّز كل منهما عن الآخر:

4. حِفْظ الأمانة وحُسن أدائها دليل على صدق إيمان العبد وخيانة الأمانة دليل على نفاق العبد:

5. أداء الأمانة ضمانة للعبد من النبي صلّى الله عليه وسلّم بدخول الجنّة والنجاة من النار:

6. الأمانة في العمل واجبة على كل إنسان وذلك بأن يُحسِن ويُنجِز عمله بكل أمانة وصدق:

7. الأمانة سبب من أسباب نَيْل محبّة الله عزّ وجل ومحبّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم:

الأمانة صفة مُمَيِّزَة ومُرافِقَة للرسل:

فقد ذُكِرت (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) خمس مرَّات متتالية على لسان الأنبياء في سورة الشُّعراء: فقد قالها نبيُّ الله نوح في آية [107]، ونبيُّ الله هود في آية [125]، ونبيُّ الله صالح في آية [143]، ونبيُّ الله لوط في آية [162]، ونبيُّ الله شعيب في آية [178].

ولقد اتّصف النبي صلّى الله عليه وسلّم منذ صغره ولُقِّبَ بين قومه (بالصادق الأمين)، ففي قصّة هرقل مع أبي سفيان رضي الله عنه قال هِرَقل: سألتُك عن ماذا يأمركم -أي: النبي- فزعمتَ أنَّه يأمُر بالصلاة والصِّدق والعفاف والوفاءِ بالعهد وأداء الأمانة، وهذه صِفَة نبي. (متّفق عليه).

ومن آخِر ما أوصى به النبي صلّى الله عليه وسلّم من الوصايا في حجّة الوداع الوصيّة بالأمانة فقال: ((وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا - وَبَسَطَ يَدَيْهِ فَقَالَ - أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ - ثُمَّ قَالَ - لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَسْعَدُ مِنْ سَامِعٍ))، (أخرجه أحمد وأبو داود).

شاهد: أقوال وحكم رائعة عن أهمية الصدق والأمانة

حديث عن الأمانة في العمل:

حذَّرَنا الرسول الكريم في كثير من الأحاديث من الخيانة في العمل وأمرنا بالأمانة والصدق، ومن الأحاديث نذكر ما يأتي:

حديث عن الأمانة للأطفال:

حثَّنا الإسلام على تعليم الأطفال القيم الأخلاقية الحميدة، ومنها الأمانة لبناء مجتمع صالح ومتين، وفيما يأتي حديث عن الأمانة للأطفال:

عن عبد الله بن عبد المطلب رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: يا غلام إنِّي أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. (رواه الترمذي).

هذا الحديث يحث الأطفال على الابتعاد عن الكذب والخيانة والسرقة ويحفزهم على حفظ الأمانات لأنَّه خير لهم في الدنيا والآخرة.

حديث عن ضياع الأمانة:

وردت أحاديث نبوية تحدثنا عن ضياع الأمانة في آخر الزمان منها ما يأتي:

في الختام:

وأخيراً نورِد قول ابن كثير في الأمانة ومعناها، فقد قال رحمه الله في الأمانة: "إنَّ الله تعالى يأمُر بأداء الأمانات إلى أهلها، وهو يعمُّ جميع الأمانات الواجبة على الإنسان، من حقوق الله عز وجل على عباده، من الصلاة والزكاة والصيام، والكفَّارات والنُّذُور، وغير ذلك، ممَّا هو مؤتَمن عليه، ومن حقوق العباد بعضهم على بعض، كالودائع وغير ذلك ممَّا يأتمنون به، فأمر الله تعالى بأدائها، فمَنْ لم يفعل ذلك في الدنيا أُخِذ منه ذلك يوم القيامة، كما أَمَرَ الله تعالى بالحُكْم بالعَدْل بين الناس، وأداء الأمانات، وغير ذلك من أوامره وشرائعه الكاملة العظيمة الشاملة، فهو سبحانه سميع للأقوال بصير بالأفعال".