اجمل حكمة في الشك

اجمل حكمة في الشك

تنتج الحكمة عن مجموعة من الخبرات والتّجارب التي يمرّ بها الأشخاص، ولا يشترط بذلك أن يكون الحكيم كبيراً في السّن؛ بل قد يكون الصّغار حكماء أيضاً، والحياة قطار سريع يحمل بجعبته الكثير من النصائح والتجارب، وعلينا أن ننهل منه على قدر استطاعتنا كي نتمكّن من العيش بسعادة..


ليس للحياة قيمة إذا لم نعرف الحكمة منها ومن وجودنا، ومن أجمل الحكم التي نتعلّمها من الحياة ما يأتي:


ذكر أنور العطّار العديد من الأمور التي تعلّمها في حياته وأعطته حكم عن الحياة لخّصها في الأبيات الآتية:

نعيم التأني

علمتني الحـياةُ أنّ التأنّـي

شدّ مـا كـان غايةَ المُتَمَنِّيفتزوّدتُ أيَّ زادٍ من الـصبروقـرَّبتُ حكمةَ الدهرِ منيلستُ أختارُ أن أكونَ عجولاًأدَعُ الغيبَ بين رجمٍ وظنِّقِسَمي لن تكون يوماً لغيريفـلأعوّدْ نفسي نعيم التأنّي


الهوى طفلٌ

عـلّمتني أنَّ الطـفولةَ ألـوانٌوأنّ الهوى على الدهرِ طفلُإنْ كتمتَ الهوى كتمتَ التباريحَوإن بُحتَ فالفضيحةُ شغلُأو أطعت الهوى أطعتَ الأضاليلَودربُ الـهوى هوانٌ وذلُّحار في كُنههِ الأساةُ فـما ينجيحـذارٌ وليسَ يَردعُ عذل


الوجود صراعٌ

علّـمتني أنّ الوجودَ صـراعُلا يُجيدُ الصراعَ إلا شجاعُفتـقحَّمتُ غايتي غـير هيّابٍوللـنفسِ كـرّةٌ واندفاعُإنـمـا يحذرُ الـكفاحَ جبانٌملءُ جنبيهِ رهـبةٌ وارتياعوالشّـجاعُ من دأبـهُ الحزمُومَـنْ همُّهُ السُّرى والزماع


قد يكون للرسائل وقْع على نفوس الآخرين، فمن الرسائل التي يمكن الاستفادة منها في الحياة ما يأتي:


حياتُكَ أَنفاسٌ تُعَدُّ فكلَّما

مضَى نَفَسٌ أنقصتْ به جزءا

ويحييكَ ما يُفنيكَ في كل حالة

ويحدُوك حادٍ ما يريدُ بك الهُزْءا

فتصبحُ في نفْسٍ وتمشي بغيرِها

ومالكَ من عقْلٍ تُحسُّ به رزءا

إنّي لأعْلَمُ ، واللّبيبُ خَبِيرُ

أن الحَياةَ وَإنْ حَرَصْتُ غُرُورُ

ورَأيْتُ كُلا ما يُعَلّلُ نَفْسَهُ

بِتَعِلّةٍ وإلى الفَنَاءِ يَصِيرُ

حياة ٌ ما نريدُ لها زِيالا

ودنيا لا نَوَدّ لها انتقالا

وعيشٌ في أُصول الموتِ سمٌّ

عُصارتُه ، وإن بَسَط الظلالا

وأَيامٌ تطيرُ بنا سحابا

وإن خِيلَتْ تَدِبّ بنا نِمالا

نريها في الضمير هوى

وحبّا ونُسمِعها التبرُّمَ والملالا

قِصارٌ حين نجري اللهوَ فيها

طوالٌ حين نقطعها فعالا

ولم تضق الحياة بنا ، ولكن

زحامُ السوءِ ضيَّقها مَجالا

ولم تقتل براحتها بَنيها

ولكن سابقوا الموتَ اقتتالا

ولو زاد الحياة الناس سعيا

وإخلاصا لزادتهم جمالا

وما الحياةُ سوى حسناءَ فارِكة

مخطوبة من أحبَّاء وأعداء

قد تمنعُ النفسَ أكفاء ذوي شغف

ورّبما وهبتها غيرَ أكفاء

ولا يزالُ على الحالينِ صاحبُها

معذَّبَ النفسِ فيها بيِّنَ الداء

فإنْ عجِبتَ لشكوى شاعر طرِب

طولَ الليالي يُرى في زيّ بكاء

فلستُ أجهلُ ما في العيش من نِعمٍ

أنا الخبيرُ بأشياء وأشياء

ولا أحبُّ ظلامَ القبر يغمُرني

أنا الخبيرُ بأشياء وأشياء

وإنَّما أنا والدُّنيا ومحنتُها

كطالبِ الماء لمَّا غَصَّ بالماء

أُريدُها لمسرات ، فتعكِسُها

وللهناءِ ، فَتثنيهِ لايذاء

وقد تتبَّعتُ أسلافي فما وقعتْ

عيني على غير مشغوفِ بدُنياء

ذَمَّ الحياةَ أُناسٌ لم تُواتِهُمُ

ولا دَروا غيرَ دَرَّ الإبْل والشاء

وقلَّدَتْهُمْ على العمياء جَمهرةٌ

تمشي على غير قصد خبطَ عشواء

ولو بدَتْ لهمُ الدُّنيا بزيِنتها

لقابلوها بتبجيل وإطراء

على جنبات هذه الأرض نمشي

زمانا ثم ندفن في ثراها

ويأتي بعدنا قوم وقوم

يعيشون الحياة كما تراها

يذوقون النعيم بها وطورا

يذوقون المرارة من أساها

وكم من قد مضى من ألف جيل

على منوالهم نخطو رباها

وليس يعاد للإنسا ن دهر

إذا صفحاته يوما طواها

إن الحياة هي السعادة للذي

يزورُّ عن تزويرها وغرورها

وهي الشقاء لمن يرى أشواكها

فيفر من أزهارها وعبيرها

والشهم من حذر المضرة واجتنى

وردَ الحياة وأمَّ روض سرورهاوقال أيضاً:

إن الحياة أزاهر منظومة

والموت ينثر عقدها بيد القدر

وأخو النهى من لا تطيش حصاته

فيخال خلب لمعها برق المطر

إن الحياة سفين إن نحوت بها

نحو الفضيلة تبلغ ساحل الظفر

وإن قصدت الهوى الخلاب تلق على

سيف يصيبك فيه فادح الضرر

وما الحياة سوى رؤيا فآونة

فيها الهناء وطورا حادث الغير

من سره زمن ساءته أزمنة

فالمرء ما بين صفو العيش والكدر


علينا أن نكون متفائلين في الحياة مهما واجهنا من صعاب وتحديات، وذلك بالاستفادة من الأقوال الآتية:


الخواطر تتدفق فيها الحياة و تفيض قوة عليها، وتحمل معانٍ رقيقة مفعمة بالحنان، كما أنّ كُل الأشياء الجميلة في الحياة هشة، ومن المُمكن خسارتها بسهولة، ومن تلك الخواطر ما يأتي:

لتنجو في هذه الحياة عليك أن تكون خفيفاً، ألا تتعلق بشيء ولا بأحد، ما دام تناله ينال منك، وما تملكه تشقى به، فبعض الشقاء سببه داء الجشع حين تخلق لدينا هوس جمع المزيد منها، في جميع الحالات، ما لا تفارقه سيفارقك، لا أحد يمتلك أحداً أو شيئاً حقاً، أو يضمن الاستحواذ الأبدي عليه.


بعض الأيام ليست سوى أياماً سيئة، هذا كُل شيء، فنحنُ يجب أن نشعُر بالحُزن لمعرفة طعم السعادة بعد ذلِك، دائماً ما أُذكر نفسي كُلما نسيت، أن الأيام لن تكون كلها جيدة، هذه هي الطريقة التي تسير بها الحياة دائماً.


هُناك مزحة قديمة حول عجوزتين تزوران مطعماً، تقول الأولى: يا إلـهي، كم أنّ الطّعام في هذا المكان رديء لترُد عليها الأُخرى: أعلم تماماً، والكمّيات كم هي ضئيلة أيضاً! هذا بالضّبط ما أشعُر به إزاء الحياة، مليئة بالوحدة والبؤس والمُعاناة والتّعاسة، وفوق كلّ هذا تنتهي أسرع مِمّا نتخيّل.


إن الانتصار الحقيقي لأي إنسان ليس في أن يستثمر مكاسبه وأرباحه، وإنما الانتصار الأهم هو أن يحول هزائمه وعثراته وخسائره الشخصية إلى نجاحات وانتصارات، وهو أن يؤمن دائماً بأن الإرادة والكفاح والصبر على المكاره هي أسلحة الصباح لتحقيق الأماني والأحلام وقهر خفافيش الظلام التي تجمع بين الهاربين من الحياة.

الحياة الطيبة ليست كما يفهمها بعض الناسِ، السلامة من الآفات من فقرِ ومرضِ، لا بل الحياة الطيبة أن يكون الإنسان طيب القلبِ مُنشرح الصدر، مطمئناً بقضاء الله وقدره، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.

ليس هناك ما ينقذنا من ملاحقة أحزاننا ويخرجنا من ذواتنا كالأطفال وعالمهم الخاص المسحور، إنه عالم البراءة والصدق والحرية، العالم الذي لم يصبغ بصباغ التمويه والزيف ولم تنقسم فيه الحياة بعد. كم أحب النظر في عيون الأطفال؛ كلما نظرت في عيني طفل أحسست بمزيج من البهجة والإشفاق، الإشفاق من أجل البراءة التي سيسرقها عالم الكبار بكل ما فيه من تشوش وبشاعات.