على اختلاف أشكال العنف ضد الأطفال، إلا أنَّ آثاره المدمرة واحدة، فهو قد يؤدي إلى مشكلات وتشوهات جسدية وعاطفية وسلوكية طويلة الأمد، تمتد معه حتى مراحل عمره المتقدمة، وبصرف النظر عن أسباب العنف ضد الأطفال، إلا أنَّها جريمة يجب أن تتوقف على الفور، لينعم الأطفال بنشأة سليمة تؤهلهم لبناء شخصيات سوية متوازنة، وفعالة في المجتمع.
مقالنا اليوم يضيء على أسباب العنف ضد الأطفال الأسرية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية، وفيه حلول لمقاومة هذه الظاهرة، وسوف يقتنع بضرورة تنفيذها كل من يطلع على نتائج العنف ضد الأطفال التي نستعرضها أيضاً في رحاب مقالنا.
تتنوع أسباب العنف ضد الأطفال، ويمكن تقسيمها على أسباب أسرية ونفسية واجتماعية واقتصادية:
غالباً ما يمارَس العنف ضد الأطفال من قِبل الوالدين أو أحد أفراد الأسرة، هذا المجتمع الذي من المفترض أن يكون البيئة الآمنة والحاضنة للطفل، والحامية له من أي اعتداء خارجي على شخصيته وكينونته، ومن أسباب العنف ضد الأطفال الأسرية نذكر:
قد يكون سبب العنف ضد الأطفال له مرد نفسي في شخصية الذي يعاملها بعنف، ومن الأسباب النفسية نذكر:
قد تؤدي الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب إلى سلوكات عنيفة.
إذا تعرض الشخص للعنف في طفولته، فمن المرجح أن يمارس العنف ضد الأطفال عندما يكبر.
فيقومان بتفريغه على شكل عنف ضد أطفالهما.
التي يترجمها على شكل عنف لفظي أو جسدي على أطفاله لفرض حضوره وشخصيته.
يتحمل المجتمع نسبة لا بأس بها من مسؤولية العنف ضد الأطفال؛ إذ تتحول كثير من السلوكات المجتمعية إلى مسببات العنف ضد الأطفال، ونذكر منها:
شاهد بالفديو: أهم النصائح لحماية الطفل من المشاكل النفسية
لا يمكن فصل الظروف الاقتصادية التي تعيش بها الأسرة عن تصرفات أفرادها، وتُعَدُّ الأسباب الاقتصادية من أشهر أسباب العنف ضد الأطفال، ومنها:
من الهام ملاحظة أنَّ العنف ضد الأطفال ليس جريمة فردية؛ بل هو مشكلة مجتمعية؛ إذ توجد عوامل عدة تساهم في العنف ضد الأطفال، ومن الهام العمل على معالجة هذه العوامل للوقاية من العنف ضد الأطفال.
تتنوع أشكال العنف ضد الأطفال، ويمكن تعريفها بأنَّها مجمل التصرفات التي تلحق أذية نفسية أو جسدية أو معنوية أو جنسية بالطفل، وأنواع العنف ضد الأطفال هي:
يُعرَّف العنف الجسدي ضد الأطفال بأنَّه أي شكل من أشكال الإيذاء البدني للطفل، مثل:
استخدام اليدين أو الأرجل أو الأدوات لضرب الطفل.
استخدام قوة الجسم إيذاء الطفل.
استخدام النار أو المواد الساخنة لإيذاء الطفل.
استخدام قوة الجسم لإيذاء الطفل، وهذا يؤدي إلى كدمات.
استخدام قوة الجسم لإيذاء الطفل، وهذا يؤدي إلى كسر العظام.
استخدام قوة الجسم لإيذاء الطفل، وهذا يؤدي إلى صعوبة التنفس.
إعطاء الطفل مواد سامة عن عمد.
يُعرَّف العنف الجنسي ضد الأطفال بأنَّه أي شكل من أشكال الاستغلال الجنسي للطفل، مثل:
أي اتصال جنسي غير قانوني أو غير مرغوب فيه بين شخص بالغ وطفل.
أي سلوك جنسي غير لائق أو غير مرغوب فيه من قِبل شخص بالغ تجاه الطفل.
استخدام الأطفال لأغراض جنسية مقابل المال أو أي شكل آخر من أشكال المكافأة.
يُعرَّف العنف النفسي ضد الأطفال بأنَّه أي شكل من أشكال الإساءة العاطفية أو النفسية للطفل، مثل:
عدم توفير الاحتياجات الأساسية للطفل، مثل الغذاء والمأوى والرعاية الطبية والتعليم.
التخلي عن الطفل أو تركه دون رعاية.
استخدام التهديدات أو الإهانات أو الصراخ لإخافة الطفل.
السلوك العدواني المتعمد الذي يهدف إلى إيذاء الطفل عاطفياً أو جسدياً.
معاملة الطفل بشكل مختلف أو غير عادل بسبب عرقه أو دينه أو جنسه أو أي عامل آخر.
شاهد بالفديو: 8 أخطاء شائعة في تربية الأطفال
يشمل جميع السلوكات التي تسبب تحطيم معنويات الطفل وإهانته أو تخويفه مثل:
استخدام الألفاظ البذيئة في نعت الطفل أو التحدث معه.
يشمل رفع الصوت في أثناء الحديث مع الطفل وتخويفه وإرباكه.
تشمل التصرفات والعبارات التي من شأنها تحطيم معنويات الطفل والتقليل من احترامه سواء كان وحده أم أمام الآخرين.
إنَّ العنف ضد الأطفال له آثار مدمرة في صحة الأطفال وتوازنهم النفسي واستقرارهم الجسدي، وقد يؤدي إلى مشكلات جسدية وعاطفية وسلوكية طويلة الأمد، مثل:
بالتأكيد، سوف يتأثر التحصيل الدراسي للأطفال الذين تعرضوا ويتعرضون للعنف، وعادةً ما يكون التراجع المفاجئ في التحصيل الدراسي إحدى الطرائق المسبِّبة لاكتشاف تعرض الطفل للعنف، وفيما يأتي بعض الطرائق التي قد يؤثر بها العنف ضد الأطفال في تحصيلهم العلمي:
قد تؤدي الإصابات الناتجة عن العنف إلى صعوبة التركيز في المدرسة أو المشاركة في النشاطات المدرسية.
قد يؤدي القلق والاكتئاب الناتجان عن العنف إلى صعوبة التركيز في المدرسة أو التعلم.
قد تؤدي العدوانية والسلوكات الاندفاعية الناتجة عن العنف إلى مشكلات في المدرسة، مثل الانسحاب من الدروس أو السلوك العدواني تجاه المعلمين أو الطلاب الآخرين.
فيما يأتي بعض الأمثلة المحددة لكيفية تأثير العنف ضد الأطفال في التحصيل العلمي:
إقرأ أيضاً: مشاكل الأبوين وتأثيرها على نفسية الطفل
توجد طرائق عدة يمكن من خلالها الوقاية من العنف ضد الأطفال، مثل:
إنَّ العنف ضد الأطفال مشكلة مجتمعية معقَّدة وتحتاج إلى تضافر عدد من الجهود لحلها، ويجب أن نتذكر أنَّ العنف ضد الأطفال جريمة لها آثار مدمرة في الأطفال والأسرة والمجتمع، فهو يؤدي إلى مشكلات صحية وجسدية وعاطفية وسلوكية قد تؤثر في قدرة الطفل على التأقلم وبناء شخصيته أيضاً والتعلم والتركيز في المدرسة.