تُظهِر دراسة لـ "ميلينيال براندينغ للأبحاث والاستشارات" عام 2014 أنَّ 71% من المهنيين الأمريكيين العاملين في حقل الموارد البشرية يعطون الأولوية للمرشحين الموصى بهم في أثناء اتخاذ قرارات التوظيف.
في عالم العمل اليوم، تصبح العلاقات الاجتماعية مفتاحاً لفتح أفق جديد من الفرص المهنية وتعزيز النجاح المهني، فإنَّ بناء شبكة علاقات قوية قد يكون العنصر المحوري للحصول على دعم ومشورة قيِّمين من الآخرين، سواء كنت تقوم بتوسيع شبكتك في مكان العمل الحالي أم خارجه، وتؤدي العلاقات الاجتماعية دوراً حاسماً في تعزيز سمعتك المهنية وتوسيع فرص التعلم والتطور المهني.
هذه العلاقات أيضاً قد تكون مفتاحاً لفهم احتياجات سوق العمل واستكشاف الفرص المحتملة التي قد تكون غير واضحة وحدها، لذلك انضم إلينا لتعرف كيف يمكن للعلاقات الاجتماعية أن تفتح لنا صفحة جديدة من رحلتنا المهنية مليئة بالفرص والتحديات المثيرة.
في العلوم الاجتماعية، تُعرَف العلاقة الاجتماعية أو التفاعل الاجتماعي بأنَّها أيَّة علاقة تنشأ بين فردين أو أكثر، فإنَّ العلاقات الاجتماعية القائمة على الاستقلالية الفردية تشكل أساس البناء الاجتماعي والموضوع الأساسي للتحليلات التي يقوم بها علماء الاجتماع.
أما شبكة العلاقات تعني الارتباطات الاجتماعية والشخصية التي يمتلكها الفرد مع الآخرين، وهي استراتيجية تهدف إلى الكشف عن مزيد من الفرص المهنية وبناء العلاقات الفعالة بهدف تبادل المصالح من خلال التواصل مع الآخرين، منهم الأشخاص المحيطون مثل الأسرة والعائلة والجيران والأصدقاء وزملاء الدراسة وزملاء العمل السابق والحالي، إضافة إلى التخطيط للتواصل مع أشخاص مؤثرين في مجال العمل الذي يهتم به الشخص من خلال حضور الفعاليات والمؤتمرات التي تقام بهدف التواصل وبناء العلاقات.
يمثل بناء العلاقات الاجتماعية الفعالة جوهر تطوير الفرص الوظيفية؛ إذ تعزز هذه العلاقات الشخصية لدى الأفراد اتصالاتهم المهنية، وتفتح أبواباً جديدة للفرص المهنية؛ لذا نقدِّم لك في هذه الفقرة طرائق بناء علاقات اجتماعية مؤثرة، وكيف تؤدي هذه العلاقات دوراً حاسماً في توسيع دائرة الفرص الوظيفية ورفع مستوى النجاح المهني:
في سعيك إلى تعزيز فرصك المهنية، كوِّن اتصالات وابنِ علاقات اجتماعية قوية مع الأفراد الموجودين في مجال عملك أو الصناعة التي تهمك، وابنِ علاقات مع محترفين آخرين في مجالك المهني، واستفد من فرص المشاركة في المؤتمرات والندوات الصناعية، أو من خلال الفعاليات المهنية وورش العمل.
المشاركة في النشاطات المجتمعية والاجتماعية مثل المؤتمرات والندوات، والحفلات والمناسبات الاجتماعية تعطيك فرصة للتعرف إلى أشخاص جدد وتوسيع شبكة علاقات، فقد يتم تبادل الأفكار والمعارف، وربما تؤدي هذه العلاقات إلى فرص عمل جديدة.
انغمس في محيطك المهني بالانضمام إلى جمعيات ومجموعات متخصصة في مجالك؛ إذ تنطوي على فرص لاستكشاف احتياجات الصناعة وتبادل المعرفة والخبرات، فهذا التفاعل يفتح الباب للتعرف إلى شخصيات مؤثرة والاستفادة من فرص عمل مثيرة قد تنشأ عن هذه الاتصالات، وتكون المشاركة في هذه الجماعات محفزاً لنموك المهني وتوسيع دائرة اتصالاتك في عالم العمل.
استثمر قوة التواصل المباشر واللقاءات الشخصية مع الأفراد لبناء علاقات قوية، فهذه التفاعلات المباشرة تفتح الباب لفرص عمل جديدة؛ إذ تساهم في تعريفهم بقدراتك ومساهمتك الفعالة، وتكون هذه اللحظات الشخصية منصة لترسيخ مكانتك واكتساب فرص جديدة تنعكس إيجاباً على مسيرتك المهنية.
شاهد بالفديو: بناء العلاقات: 8 قواعد للترويج الذاتي
الاستعداد للمشاركة والمساعدة أمر هام في بناء علاقات اجتماعية تفيدك في توسيع دائرة الفرص الوظيفية، فعندما تكون مستعداً للمشاركة بمعرفتك ومهاراتك والمساعدة دون انتظار المقابل، تكون هذه المبادرات محفزة للآخرين لإظهار اهتمامهم ودعمهم لك، وهذا النوع من التفاعلات يبني الثقة وينشئ صلات ودية تؤدي في النهاية إلى فتح أبواب لفرص عمل جديدة؛ إذ يكون الأشخاص على استعداد للتعاون وتقديم الفرص استناداً إلى العلاقات المشتركة والدعم المقدَّم.
قدِّم نفسك وتبادل المحتوى المفيد عبر منصات التواصل الاجتماعي المهنية مثل (linkedin)، واستفد من هذه المنصات لبناء صورة احترافية وتوسيع نطاق تواصلك مع الآخرين في صناعتك.
تُعَدُّ العلاقات الاجتماعية سلاحاً ذا حدين في بناء فرص العمل الجديدة، فبينما تمثل مفتاحاً للتوسع والوصول إلى فرص مهنية مثيرة، قد تحمل أيضاً نقاط ضعف قد تؤثر سلباً في المسار المهني:
قد تسهم العلاقات الاجتماعية في تمكينك من التواصل مع شبكة متنوعة من الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك على العثور على فرص عمل جديدة، ويمكنك أيضاً الاستفادة من الاجتماعات المختلفة والمناسبات لتوسيع شبكتك المهنية.
قد تكون لديك فرصة أكبر للحصول على فرصة عمل عندما تتعرف إلى شخص ما ويوصي بك؛ إذ يؤكد على قدراتك وكفاءتك.
قد تحصل على معلومات خفية أو فرص عمل غير معلَنة من خلال شبكة علاقاتك الاجتماعية، فقد يكون لدى الأشخاص الذين تعرفهم معلومات أكثر دقة عن الفرص المتاحة بالشركات أو الصناعات المعينة.
قد يكون مدى شبكتك الاجتماعية محدوداً، وهذا قد يؤثر في فرصتك في الحصول على فرص عمل جديدة إذا كنت تعتمد فقط على علاقات قليلة، فقد يكون من الصعب الوصول إلى الفرص الأكثر تميزاً.
على سبيل المثال، شخص يحظى بصداقة وثيقة مع مدير التوظيف قد يحصل على الوظيفة على الرغم من وجود مرشح آخر يمتلك المهارات الأفضل والأكثر تأهيلاً للوظيفة، وهذا النوع من التحيز يؤثر سلباً في العدالة والفرص المتاحة للأشخاص الأكفاء الذين قد لا يمتلكون علاقات قوية في المجال المهني.
في بعض الحالات، قد تؤدي العلاقات القوية إلى منح فرص العمل بشكل غير عادل أو غير مستند إلى الكفاءة الحقيقية، وقد يتم تفضيل مرشح عن آخر لمنصب وظيفي بناءً على العلاقات الاجتماعية دون النظر إلى مهاراته الفعلية أو كفاءته في العمل.
قد يسهل الاعتماد الزائد على العلاقات الاجتماعية إهمال الجهود الفردية التي يجب القيام بها للبحث عن فرص عمل، فيجب ألا يعتمد الشخص اعتماداً كبيراً على الآخرين؛ بل يجب أن يعمل على تطوير مهاراته وكفاءته الشخصية أيضاً.
بنى "بيل غيتس" مؤسس "مايكروسوفت" شبكة قوية من العلاقات الاجتماعية مع رواد الأعمال والمستثمرين المختلفين، واستفاد من هذه العلاقات لتحقيق نجاح مذهل في مجال التكنولوجيا وبناء فرص عمل جديدة لنفسه ولشركته.
استخدم مؤسس "فيسبوك" علاقاته الاجتماعية لبناء شبكة متنوعة من المستثمرين والمشاهير والشركات التقنية الكبرى، وقد ساهمت العلاقات في توسيع نطاق "فيسبوك" ودفعه نحو النجاح الكبير الذي نراه اليوم.
كانت علاقاته الاجتماعية في صناعة "هوليوود" مفتاحاً في بناء فرص عمله، فبفضل شبكته العريضة من الممثلين والمخرجين والمنتجين، استطاع "شوارزنيجر" الوصول إلى فرص تمثيل هامة في السينما والتلفزيون وبناء مسيرة ناجحة في عالم الترفيه.
شاهد بالفديو: تأثير العلاقات الاجتماعية على إيجاد فرص العمل
شبكتك الاجتماعية في مكان عملك سلاح حاسم لنجاحك المهني وتطوُّرك الشخصي، فبناء علاقات قوية داخل البيئة العملية قد يفتح الأبواب لفرص عمل جديدة ودعم مستمر وترقيات أيضاً؛ لذا نقدِّم لك استراتيجيات فعالة ومجرَّبة تسهم في تعزيز شبكتك الاجتماعية في مكان العمل، لنجعل تلك الروابط الاجتماعية أداة قوية تحقق النجاح المهني والشخصي لك:
يعزز بناء بيئة عمل إيجابية الدعم المتبادل والتشجيع.
استثمار فرص التواصل مع أشخاص يمكنهم توجيهك نحو فرص مهنية مميزة.
إقامة علاقات توفِّر لك الدعم والمساعدة على تحقيق النجاح والتغلب على التحديات.
اعتماد تواصل فعال واستخدام لغة الجسد لتعزيز التفاهم والدعم المتبادل.
يعزز تبادل الأخبار والاهتمام بالزملاء العلاقات المتبادلة ويعزز أيضاً الثقة.
تجنُّب نشر الشائعات والكذب، وتعزيز الصدق في أثناء تعاملك مع الآخرين.
يسهم دعم زملائك في العمل في تعزيز روابط الفريق والنجاح المشترك.
تعزز المشاركة في مساعدة الزملاء في أوقات الحاجة الترابط والعلاقات القائمة على المساعدة.
تشكل الشبكات الاجتماعية جسراً حيوياً نعبر من خلاله نحو مستقبل مهني مزدهر، كما يقول الحكيم الصيني: "إن أردت أن تذهب بسرعة، اذهب وحدك، لكن إذا كنت تريد أن تذهب بعيداً، اذهب مع أحدهم".
أن تبني علاقات قوية يعزز فرص النجاح والتقدم المهني، ويجسد الفهم العميق لأهمية الروابط الاجتماعية في بناء جسور إلى مستقبل يتسم بالفرص الوفيرة، فلنسعَ جميعاً إلى بناء شبكاتنا وتعزيزها؛ إذ تكمن فيها مفاتيح فتح أبواب الفرص وتحقيق النجاح المهني، وتذكر جيداً أنَّ العلاقات الاجتماعية ربما تكون الرافعة التي تسهم في بناء مستقبلك المهني.