10 عادات شائعة تهدر وقتنا

10 عادات شائعة تهدر وقتنا
(اخر تعديل 2024-05-08 06:42:15 )
بواسطة

ما هي أهم العادات الشائعة التي تهدر الوقت؟

عاداتك هي العامل الهام في تحديد ما إذا كنت ستحقق النجاح، أو ستُمنى بالفشل؛ لأنَّك تحصل في جميع مجالات الحياة على نتائج متوافقة مع عاداتك، لذا لن تتمكن أبداً من تحقيق التقدُّم، أو تغيير حياتك ما لم تغيِّر عاداتك اليومية، فالسر في النجاح دائماً هو عاداتك وروتينك اليومي؛ وبعبارة أخرى، بصرف النظر عن الظروف الخاصة بحياتك أو تعريفك الخاص بالنجاح، فلن تستطيع تحقيق النجاح بين عشية وضحاها؛ بل تحتاج إلى الوقت حتى تقوم تدريجياً وبشكل يومي بالأشياء الصحيحة التي تجعل منك شخصاً ناجحاً في نهاية المطاف.

يحدث الفشل بنفس الطريقة، فتتراكم إخفاقاتك اليومية التي لا تتعلم منها، وتؤدي إلى فشل ذريع:

  • تفشل في مراجعة حساباتك.
  • الفشل في إجراء الاتصالات الضرورية.
  • تفشل في الإصغاء لعملائك.
  • عدم القدرة على ابتكار مُنتج، أو خدمة جديدة.

تفشل بشكل عام في إنجاز مهامك، والنتيجة هي فشل مشروعك التجاري، والسبب هو تلك الأشياء الصغيرة التي فعلتها أو لم تفعلها وتراكمت نتائجها على مر الزمن؛ أي إنَّ فشلك لم يكن بسبب حدث واحد مأساوي طرأ فجأة.

تشبه حياتك مشروعك التجاري، وعاداتك هي ما يحدد ما إذا كنت ستنجح في هذا المشروع (حياتك) أم لا، لذا سنناقش في هذا المقال 10 عادات شائعة تهدر وقتك وتصيب أهدافك المتوقعة بالعطب:

1. عدم تغيير أي شيء وتوقع نتائج مختلفة:

يقول "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein): "الجنون؛ هو تكرار المحاولة بنفس الطريقة، وتوقُّع نتائج مختلفة"، لذا أصغِ جيداً، فإذا واظبتَ على القيام بنفس الأشياء، فستحصل على نفس النتائج، وغالباً ما يُعزى الفرق بين الشخص الناجح، والشخص الذي يحقق تقدُّماً متواضعاً في الحياة إلى الشجاعة التي يمتلكها الأول وإيمانه المطلق بأهدافه، وإقدامه على مخاطرات محسوبة، وامتلاكه الإرادة للمواظبة على تحقيق تقدُّم تدريجي يومياً، وليس إلى قدراته الخارقة، وللأسف ينتظر بعض الأشخاص حدوث المعجزات دون أن يبذلوا أي جهد، وفي حين يعلم بعضهم الآخر أنَّ تحقيق الأهداف يتطلب العمل لا أكثر.

2. انتظار الظروف المثالية:

يهدر كثير منا حتى عندما تكون لدينا النية للعمل والإنتاج الوقت في انتظار أن تصبح الظروف مثالية ولكن الظروف لا تصبح مثالية أبداً؛ لأنَّنا ننسى أنَّنا نحن من نحوِّل الظروف إلى فرص ثمينة بالجد والعمل، وليس الانتظار؛ لذلك توقف عن الانتظار فوراً، وعد اليوم هو بداية حياة جديدة، والسنة الجديدة على الأبواب، وأنت قادر على استثمارها بأفضل طريقة، ويمكنك أن تستثمر هذه السنة كما ترغب؛ لذلك استثمرها بما يعود عليك بالنفع، وأنت من يحدد النتيجة من خلال أعمالك، فكيف تريد أنت تكون هذه النتيجة؟

إياك أن تعتقد أنَّ ما تشعر به من قلق أمر غير طبيعي، فأنت لا تعرف ما ينتظرك ما لم تجرِّب؛ إذ ستشعر بالثقة عند اتخاذ الخطوة التالية، وسترى كيف تطلق العنان لإمكاناتك، وكيف تبدأ برؤية أفكارك وهي تتحول تدريجياً إلى واقع.

3. الإعتقاد بأنَّ النجاح يأتي دون بذل الجهد:

يحتاج تحقيق الهدف إلى الجهد والتضحية، وما من هدف ثمين يمكن تحقيقه دون بذل الجهد والتضحية، ولن تتذكر وأنت في مراحل حياتك الأخيرة الفترات السهلة من حياتك؛ بل ستفتخر بما مررت به من فترات عصيبة تمكَّنت بفضل جهودك من تجاوزها، وستتذكر إرادتك القوية التي ساعدتك على تحقيق ما كان يراه الآخرون ضرباً من الخيال.

لذلك لا تركن إلى الراحة، بل قم بما يتطلب منك استخدام كامل طاقتك، وفاجئ نفسك بما تستطيع تحقيقه، وتذكَّر بينما تكافح من أجل هدفك أنَّ الإرهاق الناجم عن الجهود التي تبذلها خير لك من السأم الناجم عن عدم فعل أي شيء، فلا يمكن أن يضيع الجهد سدىً حتى عندما يؤدي إلى نتائج مخيبة للآمال؛ لأنَّك حتى عندما لا تحصل على ما تحلم به، فإنَّك تصبح أقوى، وأكثر خبرة على الأمد الطويل.

4. رفض الإقدام على المخاطرات الضرورية لتحقيق النجاح:

يتطلب عيش الحياة خوض غمارها والتعلُّم من التجارب والإقدام على المخاطر؛ إذ ينطوي كل ما نقوم به من اتخاذ القرارات، والتعامل مع الأشخاص الآخرين والعمل، وحتى الاستيقاظ صباحاً والخروج لمواجهة الحياة على شيء من المخاطرة، ويكمن المعنى الحقيقي من الحياة في أن تُدرك أنَّك تُقدِم يومياً على هذه المخاطرات، وأن تثق بقدرتك على اتخاذها وتحقيق نتائج إيجابية منها.

لن تستمتع بالحياة طبعاً إذا ركنتَ إلى مخاوفك، واعتقدتَ واهماً أنَّك في أمان؛ لأنَّ ذلك لن يعني سوى الموت ببطء، ودون أن تكون قد اختبرت معنى الحياة الحقيقي، لذا فكِّر في الأمر على هذا النحو، وإذا تجاهلت حدسك وسمحت لمشاعر عدم اليقين بإعاقتك، فلن تدرك أي شيء على وجه اليقين، وسيكون جهلك هذا أسوأ بكثير من اكتشافك بأنَّ حدسك كان خاطئاً؛ لأنَّك قادر في حال كنت مخطئاً على تعديل النتيجة بدلاً من التحسر على ما كنت قادراً على فعله.

5. السماح لتجارب الرفض من الماضي بتحديد هويتك الحالية:

لا تخش التخلي عن الأشخاص عندما تشعر بأنَّك لم تعد مرغوباً؛ إذ يعلِّمنا رفض الآخرين أن نرفض بدورنا الأشياء التي تقوِّض سعادتنا، وليس الفراق سهلاً في جميع الأحيان، ولكنَّه أمر لا مفر منه في بعض مراحل حياتنا، فما من فائدة أبداً في محاولة الاستمرار في علاقة قُدِّر لها الفشل، وغالباً ما نسمح للمواقف التي تعرضنا فيها للرفض بأن تحدد لنا مسار حياتنا الحالية.

للأسف نحن نقلل من قيمة أنفسنا بسبب رأي شخص متعجرف، أو بسبب ما عشناه من ظروف قاسية، ولا يعني تعرُّضنا للرفض في كافة الأحوال أنَّنا لسنا على قدر جيد من الكفاءة، وإنَّما يتعلق الأمر بالطرف الآخر، وأما في حالة الظروف، فإنَّ الرفض يعني أنَّ إمكاناتنا لم تكن ملائمة لتلك الظروف لا أكثر، وهذا يعني بدوره أنَّنا نملك متسعاً من الوقت لتعزيز إمكاناتنا في الوقت الحالي، والعمل على تحويل أحلامنا إلى واقع، وإتقان عملنا، وتكريس مزيد من الوقت والطاقة لممارسة شغفنا، وهذا ما عليك القيام به منذ هذه اللحظة.

شاهد بالفيديو: 7 عادات تستنزف طاقتك عليك التخلص منها

6. رفض تحمل المسؤولية:

بالطبع لست مسؤولاً عن كل ما حدث معك، ولكنَّك مسؤول عن تغيير أنماط السلوك والتفكير السلبية التي أدت إليها هذه الأحداث المؤلمة، ولن تستفيد شيئاً من امتلاك عقلية تحد من إمكاناتك، وتدفعك لإلقاء اللوم على أحداث الماضي، لذا غيِّر استجابتك لهذه الذكريات، وامضِ قُدماً في حياتك مع الشعور بالامتنان، وواقعك الحالي ما هو إلا نتيجة لقراراتك، والظروف التي لم تكن تمتلك التحكُّم فيها في السابق.

لن يتغيَّر أي شيء بامتلاك عقلية سلبية وإلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف، في حين يمكنك أن تغيِّر حياتك جذرياً من خلال تبنِّي نمط تفكير إيجابي يدفعك لتحمُّل المسؤولية عن الخطوات التي ستتخذها في حياتك من الآن فصاعداً، لذا تجاوز الماضي؛ لأنَّه من المستحيل تغييره، وركِّز بكل إمكاناتك على حياتك في الوقت الحاضر.

إنَّ جميع الفرص التي يمكن أن تغيِّر حياتك مُتاحة أمامك في الوقت الحاضر، فتحلَّ بميزة تحمل المسؤولية الشخصية اللازمة لاغتنام هذه الفرص، وتحقيق أفضل النتائج منها.

اقرأ أيضا: كيف تكتسب مهارة تحمُّل المسؤولية في حياتك ومستقبلك؟

7. رفض الانفتاح على أفكار ووجهات نظر مختلفة:

تذكَّر أنَّ النجاح في الحياة لا يعني أن تكون دائماً على صواب، ويجب إذا أردت أن تحقق تقدماً حقيقياً، أن تتخلَّى عن اعتقادك الخاطئ بأنَّك تعرف كل شيء؛ بل وحتى عندما تصبح أكثر حكمةً مع تقدُّمك في العمر يجب أن تتذكر دائماً أنَّك لا تمتلك معرفة مطلقة، وفي حالات كثيرة لا نستطيع الجزم بصحة أو خطأ شيء ما، فما هو صحيح أو خاطئ اليوم، قد يصبح على النقيض من ذلك غداً؛ لذلك فإنَّ أحد أنماط التفكير الهدامة هي التشبث بوجهة نظر واحدة إلى الأبد.

لذلك لا تتوقف عن التعلُّم أو الاستثمار في نفسك، واقرأ الكتب، وراجع معلوماتك، واستفد من خبرات الناس، مثل أولئك الذين يخالفونك الرأي، واطرح الأسئلة، وأصغِ باهتمام، ولا تسعَ فقط إلى تعزيز معارفك؛ بل شارك معارفك مع الآخرين، واستثمر معارفك في تحقيق مزيد من النجاح المُستدام.

8. السماح لآراء الآخرين السلبية بالتأثير فيك:

عقلك ملكك فلا تسمح لأحد بأن يشتت قدراتك الذهنية بمعتقداته السلبية، وضع حدوداً واضحة لما تتقبَّله من آراء الآخرين، وستلتقي بالطبع في حياتك دائماً بهذا النوع من الأشخاص الذين يوجِّهون لك الانتقاد أياً يكن ما تفعله، فإذا أخبرتهم بأنَّك ترغب بأن تصبح موسيقياً، فسوف يسخرون من ذوقك الفني، وإذا أخبرتهم بأنَّك تريد تأسيس مشروع تجاري، فسوف يتنبؤون بفشلك قبل أن تبدأ حتى.

يعتقد هؤلاء الأشخاص بأنَّك لا تمتلك ما يلزم للنجاح، ومهمتك هي أن تتجاهل معتقداتهم السلبية، فمن الأسهل بكثير أن يكون الشخص سلبياً بدلاً من أن يكون إيجابياً، وأن يوجِّه للآخرين الانتقادات بدلاً من الاهتمام بشؤونه الخاصة، وبدلاً من التأثر بالطاقة السلبية التي ينشرها الأشخاص السلبيون، احصل على الدعم المعنوي من خلال الحديث مع شخص إيجابي يعترف بإمكاناتك، ويُظهر لك الإحترام.

9. التشبث بأشياء تعتقد واهما أنَها حقيقة:

ذكِّر نفسك دائماً أنَّ ليس كل ما تفكِّر به حقيقة؛ بل يجب عليك أحياناً أن تراجع نفسك، وتصل إلى نتيجة مفادها أنَّك كنت مخطئاً بشأن شيء ما؛ إذا تشبثت أحياناً بالوهم لفترة طويلة لنكتشف لاحقاً بأنَّ ما كنا نؤمن به هو من نتاج خيالنا لا أكثر، وبالطبع يصعُب تقبُّل هذه الحقيقة؛ لأنَّك تشعر بأنَّك خسرت شيئاً ما، على الرغم من أنَّ هذا الشيء لم يكن ملكك أصلاً، والفكرة الأساسية هي التعلُّم من هذه التجربة، وتجاوز الأمر، ومن ثمَّ متابعة حياتك باتخاذ المسار الصحيح.

10. وضع توقعات صارمة جدا:

تصبح الحياة البسيطة معقَّدة عندما نبالغ في توقعاتنا، والتوقعات الصارمة هي السبب الأساسي للصدمات، فلا تسمح لنمط التفكير هذا بتثبيط معنوياتك، فيمكن أن تكون كل صعوبة تمر بها في الحياة سبباً للشعور باليأس، أو فرصة من أجل تطوير الذات، وذلك اعتماداً على رد فعلك تجاه الأمر؛ لذلك ابدأ بالتخلي عن التوقعات التي تضر بمصلحتك، ولن تتأذى غالباً بسبب ارتكاب خطأ أو تلقي الرفض أو غير ذلك، ولكنَّك ستتأذى عندما لا تحصل على ما كنت تتوقعه.

لذلك تذكَّر أنَّ معركتك الحقيقية هي مع أفكارك، ومع هواجسك التي تدفعك للخوف من أشياء لا تحدث في الغالب، ومع توقعاتك التي تسلب منك شعورك بالسعادة، وتجعلك حبيساً في حلقة مفرغة من اجترار الأفكار السلبية، ولا نقصد بذلك أن تقبل بأهداف متواضعة، وإنَّما أن تتخلص من التوقعات الصارمة كي تتجنب الشعور بخيبة الأمل بسبب أي شخص، أو أي شيء تواجهه.

الحقيقة أنَّ أحد أهم اللحظات في الحياة هي اللحظات التي تمتلك فيها الشجاعة لتجاوز ما لا يمكن تغييره، فعندما تكون عاجزاً عن تغيير وضع ما، فإنَّ الحكمة تقتضي أن تغيِّر نفسك حتى تتجاوز الوضع غير القابل للتغيير، وهذا من شأنه أن يغيِّر حياتك بالكامل.

اقرأ أيضا: أهمية تنمية الشجاعة

4 نصائح تساعدك على توفير الوقت وبناء عادات إيجابية:

يمكن أن يساعدك هذا التدريب المؤلَّف من 4 نصائح على التخلص من العادات السلبية المذكورة آنفاً واستبدالها بعادات إيجابية، لذا اختر أي مجال في حياتك ترغب بتحسينه، ومن ثمَّ:

  • دوِّن التفاصيل الخاصة بظروفك الحالية؛ أي ما الذي يزعجك، وما هو الجانب الذي تشعر فيه بانسداد الأفق، وما الذي تريد تغييره.
  • دوِّن إجابتك عن هذا السؤال: ما هي العادات اليومية التي ساهمت في ظروفك الحالية؟ وكن صادقاً مع نفسك في الإجابة عن: ما الذي تفعله بانتظام والذي يساهم بالفعل في الوضع الذي أنت فيه حالياً والخروج من منطقة الراحة؟
  • دوِّن بعض التفاصيل المحددة عن "الظروف الأفضل" التي ترغب في تحقيقها لنفسك وأجب عن: "ما الذي يجعلك سعيداً؟ وما هو هدفك؟"صف لنفسك الوضع الأفضل الذي ترغب بتحقيقه.
  • دوِّن إجابتك عن هذا السؤال: ما هي العادات اليومية التي ستساعد على تغيير واقعك الحالي وتنقلك إلى واقع أفضل؟ ومن ثم فكِّر في الأمر على هذا النحو: ما هو الروتين اليومي البسيط الذي التي سيساعدك على المضي قُدماً تدريجياً من الوضع الحالي إلى الوضع المرغوب؟
  • في الختام:

    الخطوة الأهم بعد أن تتخلص من عاداتك السلبية التي تؤدي إلى إهدار الوقت هي ألا تعود إلى هذه الأنماط السلوكية، وتكمن الصعوبة في أنَّ هذه العادات تقع في منطقة الراحة الخاصة بنا، ومنطقة الراحة التي يجب أن نخرج منها إذا أردنا أن نحقق التقدُّم في حياتنا وعلى أي صعيد، لذا تذكَّر أن تطبِّق النصائح الأربع التي ذكرناها في نهاية المقال، وستكون قادراً على التخلص من الأنماط السلوكية السلبية، وبناء عادات إيجابية مُنتجة.