10 دروس عليك تعلمها قبل فوات الأوان

10 دروس عليك تعلمها قبل فوات الأوان
(اخر تعديل 2024-05-05 06:28:16 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "آنجل كرنوف" (Angel Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن 10 دروس يتعلمها الناس بعد فوات الأوان.

خذ وقتك واكتشف نفسك بهدوء، وحدد ما تريده وتحتاجه حقاً، وأقدم على مخاطر محسوبة واضحك وأحب وابكِ وتعلَّم واعمل وسامح وأعطِ كل شيء حقه، فالحياة أقصر مما تظن.

يدرك الناس في الأزمات ومع اقتراب خريف العمر أنَّ رحلة الحياة قصيرة، والقصتان الآتيتان مثالان عن ذلك:

  • تقول امرأة مصابة بمرض عضال: "أكثر ما أندم عليه هو أنَّني لم أحيَ كل سنة من عمري بنفس القدر من الشغف والهدف الذي عشته آخر عامين بعد تشخيص إصابتي بمرض السرطان، فقد حققت إنجازات كثيرة مؤخراً، وكنت سأبدأ مبكراً لو علمتُ ما كان سيصيبني".
  • يقول ابنٌ فَقَدَ والده في حادث سيارة: "لقد وجدت في الحاسب المحمول الخاص بأبي مقطع فيديو سجَّله قبل شهر من وفاته، ولم نره أنا وأمي من قبل، لقد تحدَّث فيه عن امتنانه لوجوده معنا، وأنَّه لا يندم على أي شيء في حياته، وينعم بالسلام الداخلي، وقال إنَّه يعلم أنَّنا سنحزن عليه حزناً شديداً، ولكنَّه يتمنى أن نبتسم لذكراه دوماً؛ لأنَّه عاش حياة طيبة".

هذه القصص ملهِمة ومؤلِمة في آنٍ واحد، ولكنَّها شائعة جداً؛ إذ ندرك جميعاً كم هي الحياة قصيرة بشكل أو بآخر، وأحياناً أقصر مما توقعنا، لذا علينا التوقف عن الانتظار، ونبدأ التعلم والنمو والتقدم إلى الأمام، وذلك كي يتسنى لنا على الأقل الرحيل قريري العين دون ذرة شعور بالندم مثل ذلك الأب في القصة الثانية.

يعيش معظمنا في حالة مزمنة من الانتظار؛ فلا نطيق صبراً حتى ينتهي دوامنا، ولا نطيق صبراً حتى يأتي يوم العطلة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإجازة السنوية، وننتظر في نهاية المطاف العمر بأكمله حتى نشعر بالسعادة، فلا تكن واحداً من هؤلاء الذين يعيشون على أمل أن تتحسن حياتهم في المستقبل، ولا تعش حياتك منتظراً حتى يفوتك قطار الزمن، ومن ثم تدرك كم كانت حياتك جيدة بالفعل أو كم كان لديك كثير من الفرص المتاحة أمامك.

10 دروس عليك تعلمها قبل فوات الأوان:

إليك فيما يأتي 10 دروس عليك تعلمها قبل فوات الأوان:

1. حياتك هي اللحظة الراهنة:

حياتك ليست عبارة عن الفترة الزمنية الممتدة بين ولادتك ومماتك؛ بل تكمن بين اللحظة الراهنة واللحظة التالية، والحاضر هو ملكك فحسب، لذا تعلَّم أن تعيش اللحظة بطيبة وسلام، وتحيا دون خوف مما سيأتي أو ندم على ما فات، واستثمر كل جهدك في حدود المتاح في هذه اللحظة؛ لأنَّ لا أحد قادر على فعل أكثر من ذلك، ولا حتى أنت.

2. الحياة قصيرة جداً:

لا أحد يضمن ما تبقى من عمره، إنَّها حياتك وعليك أن تكافح من أجلها ومن أجل ما تؤمن به ويهمك، وتدافع عن الحق وتكافح في سبيل مَن تحب، ولا تتوانَ أبداً عن إبداء مشاعرك تجاههم قبل أن يفوت الأوان أو يؤرقك الندم، لذا تأكد أنَّك محظوظ بامتلاك الفرصة لفعل ذلك الآن، فافعل ما عليك فعله الآن، ومن يدري ربما لن يأتيك الغد.

شاهد بالفديو: أهم الدروس التي يجب أن نتعلّمها من الحياة

3. ستُثمر تضحياتك اليوم لا محالة:

حينما تعمل بجد لتحقيق حلم، سواء أكان الحصول على درجة علمية أعلى أم تأسيس مشروع تجاري، أم أي إنجاز شخصي آخر يحتاج إلى الوقت والتفاني، فعليك أن تسأل نفسك سؤالاً هاماً: هل أنا مستعد لقضاء بعض الوقت يومياً في العمل وبذل الجهد حتى أستثمر الوقت بما يخدم هدفي بدلاً من التسلية والانشغال في مصادر التشتيت كما يفعل غيري؟

لتكن أحلامك أعظم من مخاوفك، وأفعالك أبلغ من أقوالك، والنجاح حليفك.

4. التسويف عدوك الأول:

سترتاح كثيراً عندما تسابق الزمن وتبادر في العمل وكأنَّ أحداً أزاح حملاً عنك، لذا أنجز اليوم عملاً يسرُّك غداً.

5. ليس الفشل إلا درساً:

يأتي الخير لأولئك المفعمين بالأمل على الرغم من تعرُّضهم للخيبات، والذين حافظوا على إيمانهم على الرغم من أنَّهم ذاقوا مرارة الفشل، والذين ما زالوا يحبون على الرغم من انكسار قلوبهم، لذا تجاوز المواقف التي لم تخدمك، وتذكَّر أنَّك حتى لو خيَّبت ظنَّ بعضهم، إلا أنَّك كاف كما أنت؛ فربما فشلت، ولكنَّك ذكي وموهوب على الرغم من ذلك، وربَّما خاب ظن أحدهم بك، ولكنَّ قيمتك كبيرة وتستحق الحب والإعجاب، فجميعنا نخطئ أحياناً، ولكنَّ ذلك من طبيعة البشر، وعلينا تقبُّل أخطائنا والتعلم منها.

6. أنت أعز صديق لنفسك:

نحن نحاول أحياناً أن نظهر أشخاصاً مثاليين على أمل أن يحبنا الآخرون ويتقبلونا، ولكن لا يمكننا أن نرضي الأشخاص الذين نحبهم من خلال شخصية مزيفة، ولا يجب أصلاً أن نحاول امتلاك شخصية غير شخصيتنا الحقيقية.

يكمن جمالنا في عفويتنا وعواطفنا المعقدة وعيوب شخصيتنا، فعندما نتقبل أنفسنا كما نحن، ونقرر أن نكون صادقين بدلاً من السعي لنكون كما يريدنا الآخرون، فإنَّنا نكون مستعدين للعلاقات الحقيقية والسعادة الحقيقية والنجاح الحقيقي، لذا حسِّن علاقتك مع نفسك، فأنت رائع وذكي وقوي كما أنت، ولست مضطراً لنيل استحسان أي أحد؛ لأنَّ قيمتك كبيرة أصلاً.

7. الأفعال أبلغ من الأقوال:

ستقابل أناساً في حياتك يصدحون بالحق في كل وقت، ولكن في نهاية المطاف أفعالهم هي الفيصل، لذا انتبه لما يفعله الناس، فوحدها أعمالهم كفيلة بالكشف عن حقيقتهم.

تذكَّر أنَّ يومك هام، فلا تهدره، وامتنَّ للنعم التي أنعم الله بها عليك، وقدِّر الأشخاص الذين يستحقون التقدير، وابتعد عن المآسي وتوافه الأمور التي تزعجك وتستنزف طاقتك، وذلك لتحقق النمو والقوة.

8. الخير الذي تقدمه للآخرين كفيل بتغيير العالم:

تذكَّر دوماً أنَّ للجميع مخاوف وأحلاماً وأشخاصاً يحبونهم وآخرين فقدوهم، وكن لطيفاً فحسب، فاللطف استثمار لا يخيب، وحيثما وُجد إنسان، فثمة فرصة للطف، لذا تعلَّم العطاء حتى ولو بابتسامة، وذلك ليس لأنَّك تملك كثيراً؛ بل لتشعر بأولئك الذين لا يملكون أي شيء على الإطلاق.

9. وراء كل حياة جميلة كثير من الألم:

لا أحد منا مثالي، وجميعنا نخطئ ونفشل، ولكنَّ الأهم أن نصمد ونتعلم من أخطائنا، طالما تعرَّضت للأذى، ولكنَّك حي ترزق، فلا سبيل أعظم للنمو من هذه التجارب: أن تحيا وتفكر وتكافح في وجه الشدائد وفي سبيل ما تحب وترغب في امتلاكه، فقد نمر خلال رحلتنا في هذه الحياة بلحظات من الحزن والشقاء، ولكن بالمقابل نعيش لحظات مليئة بالحب والفرح، لذا عليك بالمضي قدماً حتى لو تسبب ذلك بإزعاجك؛ لأنَّك تعرف حق المعرفة أنَّ القوة التي أوصلتك إلى هذه النقطة ستعينك حتى تبلغ مرادك.

10. الوقت والتجارب كفيلة بتجاوز الألم:

عندما سألتُ والد زوجي البالغ من العمر 80 عاماً عن كيفية التغلب على المِحن والآلام، رسم لي دائرتين سوداوتين داخل كل منهما دائرتين صغيرتين حمراوتين، وشرح قائلاً: انظري إلى هذه الدوائر؛ تمثِّل السوداء منها تجاربنا الشخصية، ودائرتي أكبر من دائرتك لأنَّني أكبر سناً، ومررتُ بتجارب أكثر نسبياً من تجاربك، أما الدوائر الحمراء الصغيرة فتمثل التجارب السلبية في الحياة، ولنفترض أنَّنا مررنا بنفس التجربة أياً كان نوعها، لذا لاحظي أنَّ دوائر الأحداث السلبية هي بنفس الحجم بالنسبة إلى كلينا، ولاحظي أيضاً أنَّها تمثِّل ذات النسبة المئوية من مساحة الدوائر السوداء؛ إذ تظهر تجربتك السلبية أكبر حجماً؛ لأنَّها تشغل نسبة كبيرة من إجمالي تجاربك في الحياة، وذلك لأنَّك ما زلت شابة.

لست بصدد التقليل من أهمية هذه التجربة السلبية؛ ولكنَّني ببساطة أريد إعطاء وجهة نظر مختلفة عن الأمر، وما أريدك أن تفهميه الآن، هو أنَّ ما يبدو لك الآن تجربة مؤلمة ستصبح يوماً ما جزءاً ضئيلاً من ماضيك الواسع، ولن تكون بالأهمية التي أوليتها لها من قبل.

في الختام:

أتمنى لك يا عزيزي القارئ أن تحظى بالإلهام الذي تحتاج إليه، وتتحلى بالطموح، وتحرز التقدم في حياتك، وتعثر على الحب الصادق، والقدرة على قبول الظروف الصعبة التي لا يمكنك تغييرها، وتتخذ قراراتك بحكمة، وتتعامل بلطف ومودة مع نفسك ومع الأشخاص المحيطين بك.