12 خرافة ستصدمك عن الاكتئاب

12 خرافة تصدمك عن الاكتئاب:

قد يُظهِر الشخص الذي يعاني من الاكتئاب علامات التهيج أو القلق بدلاً من الحزن، حتى لو كان يعيش مشاعر الحزن داخلياً أيضاً، وهذا شيء يشير إليه الاختصاصيون في كثير من الأحيان للآباء القلقين بشأن سلوك طفلهم، ليبينوا لهم أنَّ التكتم الزائد وسوء المزاج المستمر قد يكون علامة على الاكتئاب.

بالنسبة إلى الكبار، قد يكون الأشخاص الذين يشعرون بعدم الراحة في التعبير عن العواطف التي ترتبط بالضعف أكثر عرضة لإظهار التهيج بوصفه علامة على اكتئابهم، ولكنَّ الأعراض ليست النوع الوحيد من الافتراضات المتعلقة بالاكتئاب، وفيما يأتي 12 خرافة ستصدمك عن الاكتئاب؛ وذلك لأنَّ الحصول على معلومات صحيحة، قد يساعدك أنت أو أحد أفراد عائلتك على محاربته:

1- ستعرف إن كان شخص ما مصاباً بالاكتئاب:

يذهب عدد من المصابين بالاكتئاب إلى المدرسة أو العمل ويبدو عليهم التوتر والقلق أكثر من الحزن، ومن الممكن أيضاً أن يكون لديهم صعوبة في التركيز و/ أو الكلام أو الحركة البطيئة؛ وذلك لأنَّ تأثير الاكتئاب في الدماغ يؤثر أيضاً في بعض وظائف الحركة.

الأمر الرئيس هو البحث عن تغييرات كبيرة؛ فقد يصبح الشخص أكثر جدالاً أو يائساً أو أقل اجتماعية بشكل ملحوظ، وقد يبدأ بشرب الكحول بإفراط، أو تناول الطعام بشكل مفرط نتيجة للإجهاد، أو يفقد شهيته لتناول الطعام، فإذا لاحظت مثل هذه التغييرات، فكن مستمعاً جيداً وقدِّم التوصية برؤية اختصاصي نفسي.

2- يصاب الجميع بالاكتئاب في بعض الأحيان:

يقول معظمنا عبارة "أنا مكتئب جداً" في بعض الأحيان، ولكنَّ الاكتئاب الحقيقي هو تشخيص محدد يمكن أن يختبره نحو واحد من كل ستة بالغين خلال حياتهم، فالحزن هو عاطفة تتجدد وتتلاشى، ولكنَّ الاكتئاب السريري هو أكثر ثباتاً ويستمر لفترة طويلة "غالباً شهر أو أكثر".

يتضمن الاكتئاب السريري أعراضاً عدة قد تظهر عليك معظم اليوم، وتقريباً كل يوم لمدة لا تقل عن أسبوعين، وقد لا تعرف السبب، وتوجد علامات أخرى مثل الشعور بالذنب أو فقدان تقدير الذات، وفقدان الاهتمام بالنشاطات التي كنت تحبها في السابق، و/ أو أفكار انتحارية.

يوجد أيضاً الـ (dysthymia)؛ وهي شكل أقل تطرفاً من الاكتئاب الدائم الذي يمكن أن يتذبذب، وتشمل الأعراض اليأس وتدني تقدير الذات والإرهاق، وإذا كنت تشعر بالتدهور غير العادي لمدة أسبوعين أو أكثر و/ أو تفكر في الانتحار، فتحدَّث مع محترف في الصحة العقلية.

3- يؤثر الاكتئاب فقط في المزاج:

المزاج جزء من الصورة الكلية، ولكنَّ الاكتئاب قد يفقد الناس طاقتهم وشهيتهم ويعوق نومهم، كما أنَّه مرتبط بمجموعة من الأعراض الجسدية؛ من الطفح الجلدي والصداع النصفي إلى مشكلات التنفس والقلب والجهاز الهضمي، فحالتك العقلية والعاطفية قد تثير ردود فعل جسدية محددة، وخلاف ذلك صحيح.

يبدو أنَّه يوجد ارتباط قوي بين الالتهاب والأمراض المناعية والاكتئاب، فقد أظهرت دراسة دانماركية كبيرة أنَّ المرضى الذين يعانون من مرض مناعي لديهم احتمالية 45% أكبر لتطوير اضطراب مزاجي، فإذا كنت تعاني من حالة صحية، فتحقق من صحتك النفسية أيضاً.

4- يمكنك التحلي بالقوة فحسب لمكافحة الاكتئاب:

لا يتعلق الأمر بالإرادة؛ إذ إنَّ الحالة تسبب تغييرات في الجسم والدماغ، ويشمل ذلك اختلالاً في المواد الكيميائية التي تنظم المزاج، ولا يمكن للشخص المصاب التخلص منه فحسب، وبمساعدة اختصاصي نفسي، يمكن للشخص الذي يعاني من الاكتئاب أن يتعلم مهارات للتحكم في الأعراض أو التعامل بشكل أفضل معها إذا ظهرت.

على سبيل المثال، يتعلم المرضى كيف يعيدون تصوير الطريقة التي يرون بها الأمور، ويقاومون التفكير الهزيل الذي يرى كل شيء إما فوزاً كاملاً أو هزيمة، ويحتفون بالإنجازات الصغيرة، وهذا يجعلهم يشعرون بالتحسن ويتجنبون التخلي عن أنفسهم.

يمكن أيضاً للعلاج أن يعلِّم الناس "إكمال المهام" بشكل تدريجي وبناء طريقهم للعودة إلى فعل الأشياء التي يستمتعون بها، مما يحسن مزاجهم، وقد يحتاج بعضهم إلى دواء للمساعدة على تحقيق توازن المزاج والمساعدة على النوم، فالاكتئاب هو اضطراب، ولكنَّه اضطراب قابل للعلاج بشكل كبير.

5- من الصعب حقاً علاج الاكتئاب:

في الواقع، إنَّه أحد أبسط الاضطرابات العقلية للعلاج؛ وذلك لأنَّه أحد أكثر اضطراباتنا توثيقاً بالنسبة إلى كيفية استجابة الناس، والجزء الصعب هو الوصول إلى العلاج الصحيح، فضلاً عن التعامل مع حالات مثل القلق واضطراب ما بعد الصدمة وإدمان المواد التي غالباً ما تأتي مع الاكتئاب.

مع العلاج والدواء (الذي تشير الأبحاث إلى أنَّه الأكثر فاعلية للأشخاص الذين يعانون من اكتئاب متوسط ​​أو حاد)، يظهر تحسن لدى ما يصل إلى 70% من الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب كبير.

لقد أقرَّت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخراً إصداراً من الكيتامين بوصفه علاجاً لبعض المرضى، وفي عدد من الدراسات الصغيرة أظهر استخدام الأدوية النفسية لعلاج الاكتئاب المقاوم للعلاج واضطراب ما بعد الصدمة نجاحاً، والشيء الهام هو عدم الانتظار للحصول على المساعدة، فكلما بدأ العلاج في وقت أبكر، كان أكثر فاعلية، وذلك وفقاً لمعهد الصحة العقلية الوطني.

شاهد بالفيديو: 6 طرق تساعدك في التغلب ذاتياً على الاكتئاب

6- الاكتئاب ليس مرضاً حقيقياً:

يعتقد عدد من الأشخاص مخطئين أنَّ الاكتئاب هو مجرد حزن أو حتى ضعف في الشخصية، لكن في الواقع، الاكتئاب هو اضطراب نفسي معقد، ولديه جذور اجتماعية ونفسية وبيولوجية، ويمكن علاجه بطرائق متنوعة.

إذا كنت تعتقد أنَّك قد تعاني من الاكتئاب، فلا تتجاهله على أنَّه أمر طبيعي، وبدلاً من ذلك، تحدَّث مع طبيبك، فقد يساعدك على الحصول على الدعم اللازم للتعامل مع حالتك.

7- مضادات الاكتئاب تعالج الاكتئاب دائماً:

الاكتئاب قابل للعلاج، ومن بين التداخلات العلاجية قد يصف طبيبك أدوية مضادة للاكتئاب، وهذه الأدوية تعدِّل كيمياء دماغك، فقد تساعد على معالجة المشكلات البيولوجية العميقة التي قد تكون سبباً لحالتك.

لكن بالنسبة إلى كثير من الأشخاص، لا تكفي المضادات الاكتئابية وحدها، فقد يقترح طبيبك أيضاً العلاج النفسي، وإنَّ الجمع بين الأدوية والعلاج النفسي هو استراتيجية علاج شائعة.

8- الاكتئاب يحدث بسبب حالة حزن:

الجميع يشعر بالحزن أحياناً، على سبيل المثال، قد تشعر بالاكتئاب بعد وفاة شخص عزيز أو نهاية علاقة، ومثل هذه الأحداث قد تزيد من خطر الاكتئاب، ولكنَّ الاكتئاب لا ينجم دائماً عن حدث سلبي، فالاكتئاب قد يسبب فترات طويلة من الإحباط والحزن والخمول، وقد تظهر نوبات مفاجئة وغير مفهومة، حتى عندما تبدو الأمور في حياتك على ما يرام.

9- إذا كان والداك يعانيان من الاكتئاب، فسوف تعاني منه أيضاً:

إذا كان لديك تاريخ من الاكتئاب في عائلتك، فإنَّك أكثر عرضة لتطويره بنفسك، ولكنَّ الخبراء غير متأكدين من مدى أهمية الوراثة في تحديد مخاطر الاكتئاب، فلا يعني إن كان والداك أو أحد أفراد عائلتك مصابين بالاكتئاب أنَّك ستمر بنفس التجربة.

من الحكمة أن تكون على دراية بتاريخ عائلتك، لكن حاول ألا تقلق كثيراً بشأن العوامل المحتملة التي لا يمكنك التحكم فيها، وبدلاً من ذلك، ركِّز على العوامل التي يمكنك إدارتها، على سبيل المثال، تجنب إساءة استخدام الكحول أو المخدرات للمساعدة على تقليل مخاطر الاكتئاب.

10- المضادات الاكتئابية ستغيِّر شخصيتك:

تغيِّر المضادات الاكتئابية تركيبة دماغك، فقد يبدو هذا أمراً مخيفاً، وقد تقلق من أن تصبح شخصاً مختلفاً تماماً عند تناولها، ومن المفيد أن ندرك أنَّ المضادات الاكتئابية مصممة لتغيير بعض المواد الكيميائية في دماغك فقط، فقد تساعد على تخفيف أعراض الاكتئاب دون تغيير شخصيتك الأساسية.

بعد تناولها، يبدأ عدد من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بالشعور بأنفسهم مرة أخرى، فإذا كنت لا تحب كيف تشعر في أثناء تناول المضادات الاكتئابية، فتحدَّث إلى طبيبك بشأن خيارات العلاج المتاحة لك.

11- سيتعين عليك تناول المضادات الاكتئابية للأبد:

توفِّر المضادات الاكتئابية خيار علاج طويل الأمد لكثير من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، لكن قد يتغير الوقت الذي يُنصَح لك بتناولها استناداً إلى شدة حالتك وخطة العلاج الموصوفة لك.

قد لا يكون عليك أن تتناول المضادات الاكتئابية لبقية حياتك، وفي كثير من الحالات، قد يقوم طبيبك بوصف العلاج النفسي جنباً إلى جنب مع الدواء، وقد يساعدك هذا العلاج على تعلُّم طرائق جديدة للتعامل مع تحديات الحياة، كما قد يقلل من حاجتك إلى الدواء مع مرور الوقت، وفي حالات أخرى، قد يكون تناول المضادات الاكتئابية لفترات أطول هو الخيار الأفضل لك.

12- الاكتئاب يؤثر فقط في النساء:

نظراً للضغوطات الاجتماعية، قد لا يشعر كثير من الرجال بالراحة في مناقشة مشاعرهم أو طلب المساعدة؛ ونتيجة لذلك، يعتقد بعض الأشخاص بشكل خاطئ أنَّ الاكتئاب هو مرض يؤثر فقط في النساء.

هذا غير صحيح تماماً؛ إذ تبلِّغ النساء عن أعراض الاكتئاب بشكل أكثر شيوعاً، لكن قد يؤثر في الرجال أيضاً، وفي الواقع، قد يكون له تأثيرات خطيرة في الرجال؛ إذ إنَّهم أكثر عرضة للانتحار من النساء، ولهذا السبب يُعَدُّ الحصول على المساعدة أمراً هاماً.

اقرأ أيضا: 5 نصائح فعالة لعلاج الاكتئاب النفسي

في الختام:

الاكتئاب هو مرض خطير محاط بعدد من الأفكار الخاطئة، وتُسهم بعض هذه الخرافات في زيادة الوصمة المرتبطة بالاكتئاب، فضلاً عن المضادات الاكتئابية والعلاج، ولكنَّ الاعتراف بوجود الاكتئاب والحصول على المساعدة أمور هامة.

إذا تم تشخيصك بالاكتئاب، فقد يصف طبيبك مجموعة من العلاجات، مثل الدواء، والعلاج النفسي، والإجراءات الطبية، والعلاجات البديلة، وتغيير نمط الحياة، وإذا كنت تشعر بأنَّك تعاني من الاكتئاب، فاتَّصل بطبيبك اليوم لتحديد موعد، واطلب منه مزيداً من المعلومات عن خيارات العلاج المتاحة لك.