16 خياراً في الحياة يجب أن تتوقف عن تبريره

16 خياراً في الحياة يجب أن تتوقف عن تبريره
(اخر تعديل 2024-05-06 06:07:14 )
بواسطة

حياتك هي ملكك، وفي حين أنَّه قد يحاول الآخرون إقناعك بما يجب القيام به، لكن لا يمكنهم أن يقرروا نيابةً عنك؛ لذا يمكن أن يتقاطع طريقك مع طرق الآخرين في الحياة، ولكن لا يمكن لأحد أن يفهم بالضبط ما تشعر به، وما هي الظروف التي تمر بها؛ لذلك احرص على أن يكون مسار حياتك ملائماً لما ترغب به حتى لو عارضك الجميع في خيارك.

لن يدعمك جميع مَن في حياتك في كل ما تتخذه من قرارات؛ لذلك يجب أن تتذكر أنَّه لا ينبغي أن تتكبد عناء تبرير خياراتك للآخرين؛ بل يجب أن تهتم بتحقيق الحياة التي تحلم بها، وتذكَّر هذه العبارة التحفيزية في جميع مراحل حياتك: "أحترم آراء الآخرين، ولكنَّها لا تهمني عندما يتعلق الأمر بخياراتي"، وقل ذلك لكل شخص ينتقد دون وجه حق شيئاً تؤمن فيه بشدة، وتعده من المبادئ أو القيم التي لا تتنازل عنها، وسيطلق الناس أحكامهم عليك في جميع الأحوال في بعض مراحل حياتك، وهذا أمر طبيعي؛ لأنَّنا نادراً ما نلتقي بأشخاص ينشغلون بشؤونهم عن شؤون الآخرين، لذلك لا تكن واحداً من هؤلاء، ولا تنشغل بآراء الناس عن حياتك.

سنتحدث في هذا المقال عن:

16 خياراً من خيارات الحياة التي لا ينبغي لك تبريرها لأحد:

1. عدُّ نفسك أولوية:

سُئلت "ميشيل أوباما" (Michelle Obama) عندما كانت السيدة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية (USA) في لقاء تلفزيوني عما إذا كانت أنانية عندما صرَّحت علانية أنَّها تولي نفسها الأولوية، وكان جوابها: "لا على الإطلاق، الأمر عملي، فغالباً ما نضع أنفسنا في أدنى قائمة أولوياتنا بسبب انشغالنا الشديد بالاهتمام بالآخرين، وأحد الأشياء التي أريد أن أعلِّمها لأطفالي هي أن يولوا أنفسهم الاهتمام بقدَر ما يهتمون بالآخرين"، وسواء أعجبنا ذلك أم لا، إلا أنَّها نصيحة جيدة جداً؛ لذا كن صادقاً مع نفسك وحدد أولوياتك اليومية بدقة.

2. تقبُّل عواطفك والتعبير عنها بصدق:

لا تعتذر للآخرين عن كونك عاطفياً وحساساً، فما من سبب للشعور بالإحراج مما تختبره من مشاعر، أو تعبيرك عنها طالما أنَّك صادق في هذه المشاعر، وإظهار مشاعرك دليل على إنسانيتك، ومن العار أنَّ بعضهم ينظر لذلك على أنَّه علامة ضعف أو عجز، وليس الشخص الحساس ضعيفاً؛ بل مفاهيم المجتمع هي المغلوطة والقاصرة.

إذاً ما من سبب وجيه للشعور بالإحراج من مشاعرنا والتعبير عنها، وغالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص الذين يوصفون بأنَّهم "عاطفيون"، أو "معقدون" هم من يُعقَد عليهم الأمل في بناء عالم أكثر إنسانيةً وحكمةً، لذا عبِّر عن حزنك وسعادتك ولا تخشَ أحكام الآخرين.

3. تقبُّل سماتك الفريدة:

كل شخص منا مميز بطريقة ما، وعلى الرغم من أنَّك قد تنظر لأحد سماتك الفريدة على أنَّها عيب في بعض الأحيان، ولكنَّها ليست كذلك أبداً؛ بل هي ما يجعلك فريداً، لذا احتفِ بشخصيتك المميزة حتى لو عدَّك الآخرون غريب الأطوار، وأدرك أنَّ ما يجعلك مميزاً هو نعمة، وليس شيئاً تشعر بالإحراج بسببه؛ إذ يوجد دائماً جانب إيجابي فيما نعدُّه عيوباً في شخصيتنا، وذلك إذا قررت رؤية هذا الجانب.

4. تقبُّل العيوب في شخصيتك:

لا يوجد ما هو أروع من مقدار الحرية التي تشعر بها عندما تتمتع بالشجاعة، ولكن التحلَّي بالشجاعة يتطلب رفض أي شيء من شأنه أن يخفي شخصيتك الحقيقية تحت أقنعة زائفة، ويتطلب الأمر إيجاد الشجاعة لتقبُّل نفسك بما فيك من عيوب، ويكمن الخطر في الهوس بالمثالية وإخفاء شخصيتنا الحقيقية، لذا لست مضطراً أن تعيش تحت رحمة الخوف؛ لذلك تخلَّص من الرغبة "اللاواعية" لتكون مثالياً في أعين الآخرين، وكن على طبيعتك فقط، وتوقف منذ هذه اللحظة عن تبرير تصرفاتك العفوية لأي شخص.

5. تجاوز الماضي وعدم أخذ الأمور على محمل شخصي:

قد لا تكون قادراً على منع الآخرين من قول أو القيام بأشياء فظة، ولكنَّك قادر على منعهم من التأثير فيك، لذا قرر ذلك وستشعر بحرية كبيرة عندما تتوقف عن التفكير في آراء الآخرين، وأخذها على محمل شخصي.

قد يخبرك بعضهم أنَّه من الأفضل أن تواجه الأشخاص المتعجرفين وتثبت لهم أنَّ آراءهم عنك خاطئة، ولكن أفضل أسلوب للدفاع عن نفسك هو ألا تتأثر فيما يقولونه أو يفعلونه، وإذا أخذت كل شيء على محمل شخصي، فستشعر بالإهانة طيلة حياتك، وغالباً ما تعبِّر سلوكات وآراء الآخرين عنهم ولا تعنيك بشيء.

شاهد بالفديو: 7 نصائح للتخلص من التفكير في إخفاقات الماضي

6. غفران أخطاء الآخرين بحقك:

اغفر للآخرين ليس من أجلهم؛ بل كي تعيش بسلام، وتوقف عن الشعور بأنَّك الضحية، فغالباً ما نشعر بالضغينة بسبب اعتقادنا بأنَّ الآخرين مدينون لنا بشيء ما، وفي حين يركِّز الشخص الحكيم على ما يمكنه التحكم فيه، ولذلك يكون قادراً على المغفرة، لذا يجب أن تعرف إذا أردت عيش حياة متوازنة سبب مشاعرك، وما الذي يدفعك للتخلص من هذه المشاعر السامة، ويتعلق الأمر بتقبُّل ما حدث معك في الماضي، ووضع الحدود الصحيحة، ورفع روحك المعنوية والمضي قدُماً في حياتك.

7. قضاء مزيد من الوقت مع أحبائك:

غالباً ما نقلق أكثر من اللازم بشأن عملنا، ومهامنا اليومية، وفي حين يجب أن نولي اهتماماً أكبر لأحبَّائنا وعائلتنا وأصدقائنا، فالحياة قصيرة، فلا تنشغل عن أحبائك حتى فوات الأوان.

8. عدم مقارنة إنجازاتك بإنجازات الآخرين:

لستَ أبداً متأخراً عن الآخرين، وإنَّما أنت في المكان والزمان المناسبَين لك تماماً، وكل خطوة في حياتك ضرورية؛ لذلك لا توبِّخ أو تقسُ على نفسك بسبب اضطرارك لقضاء فترة أطول من غيرك لتحقيق بعض الأشياء، فكل شخص منا يحتاج إلى مقدار معيَّن من الوقت يختلف عن الآخرين، لذلك لا تقيِّد نفسك بمفاهيم المجتمع عن "التوقيت" المناسب؛ لأنَّ أفضل الأشياء تحدث في الزمن المقدَّر لها وعندما تكون الظروف مناسبة؛ والخلاصة: تذكَّر أنَّه ليس عليك تبرير تأخرك في الزواج، أو عملك في وظيفة تقليدية، أو تأخرك في تحقيق الأمان المالي وغير ذلك.

9. المحاولة مراراً وتكراراً والتعلُّم من الأخطاء:

عندما تقع في نفس المشكلة التي كنت تظن أنَّك تعلمت منها درساً، فلا تيأس واعلم أنَّ في التكرار إفادة؛ إذ يمنحك التكرار القدرة على تحويل الفشل إلى ركيزة لتحقيق النجاح ما دمتَ تتعلم من خلال التكرار كيفية القيام بالأمور بالشكل الصحيح.

الإخفاقات ما هي إلا فرص للبدء مجدداً بطريقة أذكى من السابق، فلا تعر انتباهاً لأولئك الذين لا يؤمنون بهذه الحقيقة، وحاول مراراً وتكراراً، ولو أخفقت كثيراً، فحاول مرةً أخرى، وتعلَّم من أخطائك، وواصل العمل والمحاولة، فلا يعني مجرد إخفاقك من المرة الأولى أنَّك ستُمنى بالإخفاق مجدداً، لذا استرح بعض الوقت، وكرر المحاولة، ولا تهدر طاقتك في تبرير إصرارك على المحاولة للأشخاص المتشائمين.

10. مسامحة نفسك على أخطاء الماضي:

نخطئ جميعاً، ولكنَّ أخطاءنا هذه هي التي شكَّلت شخصياتنا، وما كنت لتبلغ هذا المستوى من الحكمة لولا أخطاء الماضي؛ لذلك لا تشعر بالإحراج من أخطاء الماضي؛ لأنَّها كانت مرحلة ضرورية للوصول إلى حيث أنت الآن، واغفر لنفسك الأوقات التي لم تمتلك فيها وضوح الرؤية، والقرارات المتهورة التي أدَّت إلى إجهادك.

باختصار تقبَّل حقيقة أنَّك كغيرك من البشر غير معصوم عن الخطأ، وأنَّك مررت بطيش الشباب مثل الآخرين، ومنحَتْك تجربتك كثيراً من الدروس القيِّمة، وما يهم الآن هو مدى استعدادك للتعلُّم من هذه الدروس.

11. اختيار مظهرك بصرف النظر عما يعتقده الآخرون:

يعتقد بعض الخبراء أنَّ ثمة علاقة بين احترام الشخص لذاته، ومظهره الجسدي؛ إذ قام أحد عملاء المدرب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff) بإخباره بأنَّه في كل مرة يخرج فيها من المنزل دون أن يكون بكامل أناقته ومظهره العصري، ويلتقي بشخص من معارفه، فإنَّه يشعر بالإحراج والحاجة لتبرير ذلك أمام هذا الشخص، فلا يتعيَّن عليك أن تبرر مظهرك لأي سبب كان، والشخص الوحيد الذي يجب أن تعتذر له هو نفسك التي حملتها هذا العبء غير الضروري.

12. اتِّباع حمية غذائية صحية:

كثيراً ما تربط ثقافتنا المعاصرة الحميات الغذائية الصحية بإنقاص الوزن والحصول على جسم رشيق، وقد يكون ذلك أحد الأسباب، ولكن السبب الأهم هو الرغبة في الحفاظ على صحتنا، لذا لا تبرر للآخرين رغبتك في تناول الطعام الصحي، فأنت تفعل ذلك من أجل صحتك لا من أجل تحسين مظهرك كما يفعل معظم الناس، لذا اتَّبع حمية غذائية صحية من أجل صحتك، وتجاهل ما يقوله الآخرون.

13. العمل بجد من أجل تحقيق أهدافك:

غالباً ما نسمع من الآخرين عبارات التحفيز مثل: "اسعَ لتحقيق أحلامك بكل ما لديك من إمكانات"، أو" أصغِ لحدسك"، وهذا ما يجب أن تفعله في الواقع إذا أردتَ تحقيق أحلامك، ولكن المشكلة أنَّ كثيراً من الناس يكتفون بالأحلام، ولا يبذلون أي جهد لتحقيقها، لذا لا تكن واحداً من هؤلاء، فالعبرة في الأفعال وليس في الأقوال.

عليك القيام ببعض الأمور الصعبة حتى تشعر بالسعادة في حياتك؛ لأنَّ ما يعزز ثقتك بنفسك ويمنحك الشعور بالحافز هو إنجاز المهام الصعبة، لذا اعلم أنَّ هناك فرقاً بين أن تكون موجوداً وحسب، وأن تعيش حياتك على أكمل وجه؛ وبين أن تعرف الطريق، وأن تسلكه؛ وبين أن تحلم، وأن تحقق أحلامك.

14. امتلاك موقف ذهني إيجابي في مواجهة الصعوبات:

لا يعني التمتُّع بموقف ذهني إيجابي تجاهل السلبيات المحيطة بك، وإنَّما التغلب على الأفكار السلبية لديك؛ إذ تعتمد قدرتك على الشعور بالسعادة والأمان وعيش حياتك بكفاءة على طبيعة أفكارك، وبالطبع لن تكون حياتك بأكملها حافلة باللحظات الجميلة، ولكن لا بدَّ من وجود قليل من الإيجابية في أكثر الظروف قساوةً، ومهمتك هي أن تبذل قصارى جهدك لرؤية هذا الجانب، فلا يعرف أيٌّ منا على وجه الدقة ما هو مقدَّر له في الحياة؛ لذلك حاول أن تلاحظ الجانب المشرق في كل يوم من أيام حياتك.

أذكى قرار يمكن أن تتخذه هو أن تستثمر كل مرحلة من مراحل حياتك على أفضل وجه، وسيساعدك موقفك الذهني الإيجابي تدريجياً على إدراك أنَّ كثيراً من المنغصات التي تواجهها في حياتك ما هي إلا تجربة ضرورية من أجل اختبار لحظات الفرح والامتنان.

15. منح نفسك الشعور بالأمل:

يُقال إنَّ الإنسان يحتاج إلى 3 أشياء ليشعر بالسعادة فعلاً في حياته: شخص يحبه، وعمل يؤديه، وشيء يأمل بتحقيقه، وفي حين نركِّز كثيراً على أهمية أول شيئين، لكن يجب ألا ننسى أن نمنح أنفسنا الأمل، وتذكَّر لا يعني الأمل الاعتقاد بأنَّ الحياة ستمنحك دائماً ما تحلم به؛ بل يعني الإيمان بأنَّ الحياة ستمنحك تدريجياً ما هو ملائم لك.

شاهد بالفديو: كيف تزرع التفاؤل في حياتك؟

16. الشعور بأنَّك جيد بما فيه الكفاية كما أنت الآن:

لا تحتاج إلى إنجازات كبيرة وثروة هائلة أو ترقية وظيفية حتى تشعر بأنَّك كفؤ وتستحق السعادة، فأنت جيد بما فيه الكفاية بما أنت عليه، ولست مضطراً لتبرير أي شيء، لذا لا تهتم برأي الناس عنك؛ بل اهتم بنظرتك إلى نفسك، وستتجنب خيبات الأمل والشعور بالمرارة في اللحظة التي تتوقف فيها عن السعي إلى تبرير نفسك أمام الآخرين.

في الختام:

يفوِّت عليك السعي إلى تبرير نفسك أمام الآخرين بشكل دائم فرصةَ الاستمتاع بجمال الحياة عندما تعيشها على طبيعتك، فأنت مميز بشخصيتك الحالية، وبما تمتلكه من أفكار ورغبات وتجارب، وإذا قضيت حياتك وأنت تحاول إرضاء الآخرين، فلن تهنأ في عيشتك.