3 عادات يومية تُقوِّض إمكاناتنا

3 عادات يومية تُقوِّض إمكاناتنا
(اخر تعديل 2024-05-05 06:00:19 )
بواسطة

ومع ذلك يعاني معظمنا من تشتت الذهن في كثير من جوانب الحياة،

فنهدر وقتنا الثمين على كثير من الأشياء غير الهامة، ونستخف بأهم علاقاتنا، ونسمح لأعباء الحياة اليومية بإرهاقنا، والسبب في ذلك؛ أنَّنا مخلوقات بشرية غير معصومة من الخطأ، فتربكنا أفكارنا، ونشعر بانسداد الأفق، ونركِّز فقط على الجوانب السلبية في حياتنا متجاهلين عن قصد أو عن غير قصد الجوانب الإيجابية.

نحن ندقق على الأمور التافهة، ونرفع من شأنها ونعتقد أنَّ حياتنا دون أي معنى، وبينما نستمر في الاهتمام بهذه الأشياء التافهة، فإنَّنا نسعى إلى صرف انتباهنا عنها من أجل التخلص من شعور التوتر، ولكن يؤدي ذلك إلى تشتيت تركيزنا عن الأشياء الهامة في الحياة أيضاً.

3 عادات يومية شائعة جداً تؤدي إلى تشتيت انتباهنا والحدِّ من طاقتنا:

سنتحدَّث في هذا المقال عن 3 عادات يومية شائعة جداً تؤدي إلى تشتيت انتباهنا والحدِّ من طاقتنا، وإعاقتنا عن بلوغ المستوى الأقصى إمكاناتنا:

1. عدم التركيز على عيش اللحظة واغتنام الفرص الحالية:

إذا أردت أن تغيِّر حياتك إلى الأفضل، فتوقف عن انتظار حدوث الفرص والأحداث الإيجابية في المستقبل، وركِّز على حياتك في الوقت الحالي، وعلى الرغم من أهمية هذا الأمر إلا أنَّ معظمنا يعيش في حالة مزمنة من الانتظار، فنحن لا نطيق صبراً حتى ينتهي عملنا، ولا نطيق صبراً حتى يأتي يوم العطلة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإجازة السنوية، وننتظر في نهاية المطاف العمر بأكمله حتى نشعر بالسعادة.

لا تكن واحداً من هؤلاء الذين يعيشون على أمل أن تتحسن حياتهم في المستقبل، ولا تعش حياتك منتظراً حتى يفوتك قطار الزمن، وتدرك كم كانت حياتك جيدة بالفعل أو كم كانت لديك كثير من الفرص المتاحة أمامك؛ إذ يخبرك أهم الأشخاص الناجحين كيف تعلَّموا على مدار السنين أن يقدِّروا جمال الحياة، ويعيشوا حياةً أكثر بساطةً ومغزى.

لن تعرف مدى روعة الحياة حتى تتخلص من ميلك الطبيعي إلى المبالغة، وتشتيت الذهن، والانشغال بالأشياء التي لا طائل منها، فهذا الأمر الذي يتيح لك الوقت والطاقة للاهتمام بما هو ضروري فعلاً، وستكون قادراً عندها على عيش حياة بعيدة كل البعد عن التوتر، والقلق، والاضطراب، ومليئة بدلاً من ذلك بالعقلانية، والإبداع، والتفاهم مع الآخرين، والاهتمام بالمشاريع، والأعمال الهامة فعلاً.

سنكون قادرين من خلال إعادة تحديد أولوياتنا، والالتزام بعادات صحية تساعد على الالتزام بهذه الأولويات على تغيير حياتنا بشكل جذري، وإذا كنت تشعر بالإرباك والإرهاق مؤخراً، فمن المفيد جداً أن تعيد تقييم الطريقة التي تقضي بها وقتك، واستبدال النشاطات العبثية بنشاطات هادفة، لذا كن صادقاً مع نفسك وحدِّد مصادر التشتيت في حياتك:

  • كم مرة تشارك في الثرثرة التي لا طائل منها؟
  • إلى أي مدى تشرُد وتفكِّر في أشياء أخرى بينما يتحدث إليك الآخرون؟
  • هل تتفقد حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي في أثناء العمل أو في أثناء قضاء الوقت مع أحبَّائك؟
  • هل تقوم بإرسال الرسائل النصية في أثناء القيادة؟

الثمن الذي تدفعه لقاء الانشغال في مصادر التشتيت غير المفيدة هو تراجع كفاءتك، وانخفاض شعورك بالسعادة تدريجياً، وعلى الأمد الطويل، عندما تعتاد على تشتيت انتباهك بين عدة نشاطات، فمن المؤكَّد أنَّك لن تركِّز فعلياً على أي منها، وإذا كان يبدو أنَّك منشغل ظاهرياً، فيؤدي انخفاض قدرتك على التركيز في النهاية إلى إرباكك وفشلك.

يكمن الحل في المثابرة والتركيز على الأشياء الهامة فعلاً في حياتك، والتخلص من الأشياء غير المفيدة، ويعتمد تحسين كفاءتك، وجودة حياتك بشكل أساسي على التخلص من الأشياء غير الضرورية؛ وهذا يتيح لك التركيز على أولوياتك.

إليك بعض النصائح التي تساعدك على تعزيز تركيزك وتحسين جودة حياتك:

  • حدِّد الأشياء الهامة بالنسبة إليك، وقلِّل قدَر الإمكان من النشاطات، والأشياء غير الضرورية، وبمعنى آخر كن صارماً في تحديد أولوياتك، وحاول ألا يوجد ضمنها أي شيء غير ضروري.
  • ركِّز بالكامل على النشاطات الهامة عند القيام بها، وحدِّد لنفسك فترة زمنية تلتزم بها بالتركيز على نشاط هام واحد فقط، ولا تنشغل بأي شيء آخر إطلاقاً حتى انتهاء الوقت المخصص للنشاط، وقاوم الأفكار التي تدفعك للتشتت، وركِّز على نشاط هام واحد فقط.
  • اكتفِ بملاحظة رغبتك بالانشغال بمصادر التشتت، والتفكير في شيء آخر غير النشاط الذي تقوم به، واكتفِ بملاحظة ذلك، ولا توبِّخ نفسك، ومن ثمَّ خذ نفساً عميقاً، وعد للتركيز الكامل على نشاطك.
  • ابذل قُصارى جهدك للتخلص من أية أحكام مُسبقة عن النشاط مثل؛ المقارنة بين أدائك الحالي، وبين الأداء المثالي، وفكِّر بفضول بأدائك في اللحظة الحالية، واكتشف ما يمكن أن تحققه، وحاول أن تلاحظ كيف يسير العمل على النشاط الحالي، واشعر بالحماسة، والدهشة بما تحققه.
  • قدِّر كل لحظة تقضيها في القيام بهذا النشاط إلى أكبر قدر ممكن.
  • استمتع بروعة النشاط الذي تقوم به، وركِّز بالكامل على الحاضر، وتذكَّر أنَّ كل شيء آخر في حياتك يتأثر فيما تقوم به حالياً.

الفكرة الأساسية من هذه النصائح البسيطة هي أنَّه غالباً ما تميل عقولنا إلى التشتت أو الانشغال بشيء آخر غير النشاط الهام الذي ينبغي أن نركِّز عليه، وهكذا نضيِّع أجمل لحظات حياتنا؛ لأنَّنا لم ندرك أهميتها، ولم نركز عليها، وتصبح حياتنا بمرور الوقت عبارة عن سعي محموم غير مجدٍ لإنجاز الأشياء الهامة؛ لأنَّنا أضعنا كثيراً من وقتنا في الانشغال بأشياء غير هامة، لندرك متأخرين أنَّنا أضعنا كثيراً من الوقت الثمين دون تحقيق ما هو هام فعلاً.

احزم أمرك، وغيِّر حياتك منذ هذه اللحظة، وعد هذه اللحظة هي النقطة الفارقة في حياتك التي ستكون نقطة الانطلاق نحو حياة جديدة كلياً تستثمر فيها وقتك بأفضل طريقة ممكنة، فالركيزة الأساسية لتحقيق ذلك هي أن تتوقف عن انتظار حدوث التغيير في المستقبل، وتركِّز على اللحظة الحالية، وافهم أنَّك لا تعمل الآن من أجل تحقيق أي شيء في المستقبل؛ بل من أجل عيش حياة هادفة ومنذ اللحظة الحالية.

شاهد بالفديو: 10 عادات يومية تضيف إلى حياتك الكثير

2. الانتظار حتى تعثِر على ما يثير شغفك:

الشغف عامل فعَّال جداً لتحقيق النجاح، وهو الأساس غالباً وراء تحقيق جميع الإنجازات، والشعور بالسعادة، والحب، ومتعة الاندماج بالمطلق في العمل، وامتلاك الوضوح في الرؤية، والهدف، فهذه هي المشاعر التي نختبرها عندما نمتلك الشغف؛ إذ تتضاءل فرصنا في تحقيق النجاح عندما لا نمتلك الشغف، والحق يُقال إنَّك إذا أردتَ أن تشعر بالمعنى من حياتك، فيجب أن تعيشها بشغف، لذا يجب أن تقوم بنشاطات تثير شغفك، ولكن ما يجب أن تدركه هو أنَّه يمكن لأي نشاط أن يثير شغفك إذا سمحت لنفسك بذلك.

لست بحاجة إلى شيء يثير لديك مستويات عالية جداً من الشغف على حين غرَّة، فالشغف الحقيقي ينبع من داخلك، وقد يكون سببه شيئاًَ بسيطاً مثل العمل الذي تقوم به من أجل تأمين حياة كريمة لك ولعائلتك، والشعور بالسعادة لكونك تقوم بواجبك تجاههم، وبالطبع يحاول كثيرون منا العثور على "شغفهم" دون جدوى، معتقدين أنَّهم بذلك سيحققون لأنفسهم السعادة والحياة التي يحلمون بها، ولكن كما قلنا آنفاً، فالشغف هو عاطفة تنبع من وجدانك، ولا علاقة لها بما يحدث معك في الحياة.

إذا كنت تنتظر أن تعثُر على شغفك بغير هذه الطريقة، فمن المرجَّح ألا تعثر عليه أبداً، وأما إذا سئمت الانتظار، وكنت تتوق أن تعيش حياتك بشغف بدءاً من اليوم، وتختبر الشعور بالفرح، والمعنى من حياتك على الأمد الطويل، فالحل هو أن تشعر بالشغف في أي شيء تقوم به مهما كان بسيطاً، لذا فكِّر في الأمر:

  • متى كانت آخر مرة عملتَ فيها على مشروع بكامل تركيزك ودون أي تشتت؟
  • متى كانت آخر مرة اندمجتَ فيها بكامل طاقتك وتركيزك في ممارسة التمرينات الرياضية؟
  • متى كانت آخر مرة حاولتَ فيها فعلاً أن تبذل قصارى جهدك في أداء المهمة التي تعمل عليها؟

على الأرجح أنَّك تبذل مثل معظمنا جهداً متواضعاً في أثناء القيام بمعظم مهامك اليومية، والسبب أنَّك ما تزال تنتظر أن تجد شيئاً يثير شغفك، وعلى فرض أنَّك تعتقد بأنَّ الحياة التي ترغب بها متعلقة بشكل أو بآخر بإيجاد هذا الشيء، ولكن ما يجب أن تقوم به هو النقيض تماماً، لذا توقف عن انتظار الحصول على فرص أفضل، فلديك الآن أفضل الفرص.

توقف عن التخطيط لإنجاز كل شيء بطريقة مثالية، واعمل على إنجازه بما هو مُتاح لديك، وتوقف عن الانتظار حتى تصبح الظروف مثالية، وابذل قُصارى جهدك لإنجاز ما ترغب به، وبالموارد المُتاحة أمامك، وقم بتحسين النتيجة لاحقاً، فربما لم تكن تعلم أنَّ هذه النصائح مدعومة بأبحاث علم النفس الحديث، ولطالما اعتقد علماء النفس أنَّ حالتنا النفسية تؤثِّر بشكل مباشر في حالتنا الفيزيولوجية، وفي حين لا تؤدي حالتنا الفيزيولوجية أي دور في التأثير في حالتنا النفسية.

لكن اتضح حديثاً أنَّ تعبيرات وجهنا، ووضعية وقوفنا مثلاً تؤثِّر بشكل مباشر في وضعنا النفسي؛ أي إنَّ الحالة النفسية، والوضع الفيزيولوجي يتبادلان التأثير، وهو ما يمكنك استثماره لصالحك؛ أي إذا أردتَ الشعور بمزيد من الشغف، فاقنع نفسك بأنَّ ما تقوم به ممتع وهادف، ووجِّه كل طاقتك ومشاعرك على المهمة التي تعمل عليها، ولا تنتظر حتى تُتاح لك فرص أفضل في المستقبل؛ بل ركِّز واستمتع بالفرصة المُتاحة أمامك في الوقت الحاضر.

في كل شيء بدءاً من التمرينات الرياضية، والمحادثات مع الأصدقاء وزملاء العمل، لديك بلا شك كثير مما يستحق الوقت والجهد والتركيز والعواطف، فلديك مواقف وأشخاص في حياتك يحتاجون إلى تركيزك، وأنت تمتلك مقداراً كبيراً من الشغف الذي ينتظر أن تطلق له العنان؛ لذلك توقف عن الانتظار، وكرِّس كل طاقتك، وتركيزك من أجل إنجاز أبسط المهام، افعل ذلك وستشعر بالشغف الذي لطالما بحثت عنه، وستشعر بأنَّ كل ما تفعله هام جداً.

حاول بأقصى إمكاناتك أن تعيش حياتك بدءاً من اليوم بالتركيز الكامل على الحاضر، وعش كل يوم من حياتك بشغف ونشاط، ولا تنتظر أن تتحسن ظروفك أو حظوظك في المستقبل.

3. محاولة التحكُّم في كل ما يحدث معك في حياتك:

يقول الشاعر الأمريكي "هنري وادسورث" (Henry Wadsworth): "أفضل شيء يمكن أن يفعله المرء عندما تمطر؛ هو أن يستمتع بالمطر"، فهناك الكثير من الحكمة في هذا التشبيه، ويتعلق معظمه بتقبُّل ما يحدث معك، ويعني ذلك التخلي عن محاولة التحكم في كل شيء، والسماح لأشياء معيَّنة بأن تحدث وفق مسارها الطبيعي.

لا يعني ذلك أنَّك لا يجب أن تحاول تحسين واقعك، وإنَّما أن تدرك أنَّ الشيء الوحيد الذي تتحكم فيه في حياتك هو أنت، ومعتقداتك عن كل شيء، وهذا هو الأساس للسكينة، والسلام الداخلي، والتطوُّر على الأمد الطويل، ولكن السؤال؛ هو كيف تغيِّر طبيعتك وتتخلى عن محاولة السيطرة على كل شيء؟

توجد عدة وسائل لتحقيق ذلك، ولكن لنبدأ بالطريقة التي تقوم على التأمل والاسترخاء؛ إذ يبدو كل شيء أبسط عندما تراقبه من بُعد، وتحتاج أحياناً فقط إلى اتخاذ منظور أوسع حتى ترى الأشياء بمزيد من الوضوح.

نُخطئ عندما نعتقد أنَّ ما يحدد هويتنا هو ما يحدث معنا من أشياء إيجابية أو سلبية، ففي نهاية المطاف أنت أكثر أهميةً من ذلك؛ إذ يوجد لديك جانب رائع في شخصيتك أكثر قوةً مما يثير قلقك وشكوكك، ولا يتأثر هذا الجانب فيما تواجهه من متاعب، وأشياء مُحبطة في الوقت الراهن، فحاول أن تتأمل، وتلاحظ بهدوء هذا الواقع.

ركِّز انتباهك وراقب نفسك بينما تفكِّر وتتخذ الإجراءات وتختبر مختلف العواطف، فقد تشعر بالألم في جسدك، ومع ذلك فإنَّ هذا الألم شيء مختلف عن هويتك الحقيقية، وقد تنشغل بالتفكير بالمتاعب، ومع ذلك فهذه المتاعب شيء، وهويتك الحقيقية شيء آخر، لذا فكِّر في أكثر التحديات صعوبةً، والتي تواجهها في الوقت الحالي، وتخيَّل أنَّها شيء آخر مختلف عن هويتك الحقيقية، لذا إليك هذه الحيلة: تخيَّل أنَّ صديقك هو من يواجه هذه الصعوبة التي تواجهها حالياً، فما هي النصيحة التي ستقدمها له؟

إذا كنت قادراً على الفصل بين حقيقتك وما تواجهه من مشكلات، وتنظر إلى الموقف بصفتك مراقباً حيادياً، فمن المُحتمل أن تكون قادراً على النظر إلى المشكلة من وجهة نظر مختلفة، لذا فكِّر في النصيحة التي ستقدِّمها لصديقك في حال كان يواجه نفس الموقف الذي تمر فيه، والآن بعد أن نصحت صديقك، فهل تتَّبع نفس النصيحة التي قدَّمتها له؟

لا تسمح لمشكلاتك الحالية بأن تشوِّش تفكيرك، وراقب الوضع عن بُعد إلى بعض الوقت، ومن ثم قدِّم لنفسك بعض النصائح الرائعة، فقد تجد أنَّ كل ما تحتاج إليه هو التنفس بعمق، لذا تريَّث لبعض الوقت، وتنفس ببطء، ولاحظ ما يحدث في جسدك، ويمكنك التحكم في تنفسك وجعله أسرع أو أبطأ، أو تغييره كما ترغب، أو يمكنك ببساطة أن تقوم بالشهيق والزفير بشكل طبيعي، ولكن هل تلاحظ مقدار ما تشعر به من سكينة عندما تسمح لرئتيك بتولي عملية التنفس بشكل طبيعي دون تدخل منك أو محاولة التحكُّم في العملية؟

تخيَّل الآن أنَّك تسمح لأطراف وأعضاء جسمك بالعمل بشكل طبيعي، مثل كتفيك المتشنجين، واسمح لكتفيك المتشنجين بالاسترخاء دون أي تدخل منك، وستلاحظ كم تشعر بالراحة، وانتقل الآن إلى المكان الذي توجد فيه، واختر شيئاً من الأشياء الموجودة حولك، وراقبه فقط دون أن تحاول تغيير مكانه، وإذا كان هناك أشخاص آخرون في نفس المكان الذي توجد فيه، قد يكون هذا المكان هو منزلك، حيث يوجد معك أفراد عائلتك، فدعهم يتصرفون كما يشاؤون، وفقط راقبهم.

عندما تتوقف عن محاولة السيطرة على كل ما هو حولك من أشياء، وأشخاص وأحداث، فإنَّك تسمح للأمور بأن تجري وفق مسارها الطبيعي، ولم تعد بحاجة إلى السيطرة عليها أو القلق بشأنها أو محاولة تغييرها، فأنت تسمح لكل ما هو حولك "بالتنفس" مثل رئتيك بسلام، وتتقبَّل كل شيء كما هو.

تدرَّب على هذه الممارسة واجعلها عادةً يومية، وسترى كيف تتغير حياتك تدريجياً عند القيام بذلك.

تمرين يساعدك في عاداتك:

إذا كنت تشعر أنَّك لم تنجح في التعامل مع واحدة أو أكثر من النقاط التي ذكرناها آنفاً، أو إذا كنت تشعر بأنَّك تفتقد لشعور الفرح أو تحقيق النجاح مؤخراً، فإنَّ هذا التمرين من شأنه أن يساعدك كثيراً على معالجة هذه الجوانب:

اختر أي مجال في حياتك تريد تحسينه، ومن ثم:

  • دوِّن التفاصيل الخاصة بظروفك الحالية مثل؛ ما الذي يزعجك؟ وما هو الجانب الذي تشعر فيه بانسداد الأفق؟ وما الذي تريد تغييره؟
  • دوِّن إجابتك عن هذا السؤال: ما هي العادات اليومية التي ساهمت في ظروفك الحالية؟ وكن صادقاً مع نفسك، فما الذي تفعله بانتظام والذي يساهم بالفعل في الوضع الذي أنت فيه حالياً؟
  • دوِّن بعض التفاصيل المحددة عن "الظروف الأفضل" التي ترغب في تحقيقها لنفسك، فما الذي يجعلك سعيداً؟ وما هو هدفك؟ وصف لنفسك الوضع الأفضل الذي ترغب بتحقيقه.
  • دوِّن إجابتك عن هذا السؤال: ما هي العادات اليومية التي ستساعد على تغيير واقعك الحالي وتنقلك إلى واقع أفضل؟ وفكِّر في الأمر على هذا النحو: ما هي العادات اليومية البسيطة التي ستساعدك على المضي قُدماً تدريجياً من الوضع الحالي إلى الوضع المرغوب؟

تذكَّر بينما تعمل على إنجاز التغييرات المطلوبة في حياتك ما يأتي:

هدفك هو كفيل في إرشادك إلى ما ينبغي القيام به، ولكنَّه غير كافٍ وحده لإحداث التغييرات؛ بل ما يحقق لك ذلك هو عاداتك اليومية.

غالباً ما نفكِّر طوال الوقت بهدفنا، أو النتيجة النهائية التي نرغب بتحقيقها، ولكنَّنا نعاني من قلة التركيز عندما يتعلق الأمر بالعادات التي تساعدنا على تحقيق هذا الهدف، وبعبارة أخرى، إنَّنا غالباً نبالغ بتقدير أهمية الهدف المُنجز، وذلك في حال الوصول إليه، بينما نقلل من أهمية الخطوات البسيطة اليومية التي لا يمكن أصلاً تحقيق الهدف دون الالتزام بها؛ لذلك ضع في حسبانك ما يأتي: إذا تجاهلت بالكامل هدفك خلال الأسابيع القليلة القادمة، وركَّزت بالمطلق بدلاً من ذلك على العادات اليومية التي تزيد من احتمالية تحقيق هذا الهدف، فهل ستحصل على نتائج إيجابية؟

على سبيل المثال، إذا كنت تحاول خسارة الوزن الزائد، ولكنَّك تناسيت عمداً هذا الهدف، وركَّزت في المقابل على تناول طعام صحي، وممارسة التمرينات الرياضية يومياً، فهل ستحصل على النتيجة المطلوبة؟

بالطبع نعم؛ لأنَّك ستقترب تدريجياً من تحقيق هدفك النهائي، وليكن خسارة 12 كيلوغرام ودون التفكير حتى في هذا الهدف؛ لذلك استخدم هذه التقنية من أجل تحقيق أهدافك، وابدأ من اليوم.

شاهد بالفديو: 10 عادات يومية ستُغيِّر حياتك تغييراً جذرياً

في الختام:

حان الوقت كي تدرك العادات السلبية التي تمنعنا من تحقيق أهدافنا والاستمتاع بعيش حياة بسيطة، والسبب أنَّها عادات سهلة الممارسة، على الرغم من أنَّها سيئة، لذا تذكَّر أنَّك تتخلى عن هذه العادات لهدف نبيل، وهو تحسين حياتك، فلا يمكن لك أن تتقدم إلى الأمام بينما ما تزال متشبثاً بعادات الماضي، لذا لقد حان الوقت لإطلاق العنان لإمكاناتك القصوى، واستثمار كل يوم تعيشه لجعل حياتك أفضل.