3 طرق فعالة لتجاوز منطقة الراحة

3 طرق فعالة لتجاوز منطقة الراحة
(اخر تعديل 2023-09-23 06:33:15 )
بواسطة

قد تنهال الفرص على المرء عندما يتعلَّم كيف يتجاوز منطقة راحته في الوقت المناسب؛ لأنَّه لن يستفيد عندما يكتشفها بعد فوات الأوان وضياع الفرصة؛ بل يجب أن يُدركها حالما تبدأ بإعاقة مساعيه ومنعه من خوض تجارب جديدة، ويتخذ قراره بتجاوزها وعيش حياته دون قيودها؛ إذ يحدث التقدم في حياة الإنسان عندما يعي القيود التي تفرضها منطقة راحته عليه، ويتَّخذ قراره بتجاوزها، ويرسِّخ هذه العقلية في نمط حياته.

يجب أن يتعلم الفرد كيف يتجاوز قيود منطقة راحته حتى يكتشف إمكاناته ومدى النجاح الذي يمكن بلوغه، وبهذه الطريقة سيتمكَّن من التقدم، وعيش حياة هادفة ملؤها النجاح بأقل الجهود الممكنة.

فيما يأتي 3 طرائق فعَّالة لتجاوز منطقة الراحة:

1. دراسة الوضع بطريقة منطقية:

تهدف منطقة الراحة بالأساس إلى حماية الإنسان، وتتشكَّل من مجموعة المفاهيم السائدة وتلك المُستخلصة من التجارب الحياتية السابقة، وهي تعدُّ سلاحاً ذا حدين؛ لأنَّها تعمل على تزويدنا بالراحة من جهة، وإعاقة تقدُّمنا في الحياة من جهة أخرى.

تكمن المشكلة الحقيقية في أنَّ الفرد لا يدرك سيطرة منطقة راحته عليه؛ وذلك لأنَّ عقله سيخترع آلاف الحجج لإقناعه بخطورة الوضع، فيقتضي المنطق السليم أن تكفَّ عن التركيز على المكاسب والخسائر على الأمد القصير، وتناقش نفسك بالأسباب الكامنة خلف رفضك لتجاوز منطقة الراحة؛ أي أن تحدِّد الأضرار المُحتملة التي تهدف إلى تجنبها من خلال التمسُّك بمنطقة الراحة؛ وستكتشف في معظم الحالات أنَّك تهدر فرصك في الحياة في سبيل حماية نفسك وتجنُّب أذى غير موجود بالأساس؛ بل هي مجرد أوهام لا تمتُّ للواقع بصلة.

شاهد بالفيديو: كيف تتجاوز منطقة الراحة؟

2. ترجيح الرغبة في التقدُّم على الرَّغبة بالراحة:

تتنازع المرء هاتان الرغبتان المتناقضتان عندما يتعيَّن عليه اتخاذ قرارات مصيرية في مواقف معيَّنة في حياته، فعندما يستسلم الإنسان إلى رغبة الراحة، فإنَّه يُخضِع كافة قراراته إلى معايير عقلية الندرة التي تهدف إلى ضمان الحماية أو التستُّر على الوضع الحقيقي والتظاهر بأنَّ كل شيء على خير ما يرام، وبالنتيجة يعود الإنسان إلى نمط سلوكاته المعتاد الذي يمده بمشاعر الراحة والألفة، وتكمن المفارقة في أنَّ تحصيل الراحة في الحياة يشترط خوض تجارب تتجاوز منطقة الراحة.

تعني الرغبة في التقدم الدافع الذي يحملنا على تعزيز إمكاناتنا وتطورنا بصفتنا بشراً، من الناحية النوعية وليس الكمية، ويحدث هذا الأمر عندما نتعلم مهارة جديدة، أو نخوض تجربة خطرة، أو نجازف عاطفياً.

عندما تعي هذا الفارق ستتمكَّن من تخطي منطقة راحتك بكل نجاح، في حين أنَّك كلما استسلمت إلى رغبة الراحة، فإنَّ شعورك بالراحة سيقل؛ لأنَّ منطقة الراحة بحدِّ ذاتها ستتضاءل، لكنَّك ستلاقي مزيداً من الراحة كلما نزلت عند رغبة التقدم أكثر؛ لأنَّك تعمل على تنمية ذاتك باستمرار وزيادة مرونة منطقة راحتك.

3. إدراك المشاعر التي تعوق خروجك من منطقة الراحة:

يخفق كثير من الأفراد في تجاوز منطقة الراحة؛ لأنَّهم يعجزون عن تحديدها، فهي تبدو في كثير من الأحيان منطقية وداعمة للنجاح، وهذا ما يدفع الفرد إلى الانقياد وراءها، ويحدث هذا لأنَّ المرء يبحث عنها باستخدام ملكاته العقلية، غافلاً عن حقيقة أنَّها تتحكَّم بنا عن طريق عواطفنا.

عندما تكون متيقظاً للمشاعر التي تنتابك عندما تعمل عملاً يتجاوز منطقة راحتك، فإنَّك ستتعلم تحديد العاطفة التي تجعلك تتردَّد، وعندما يصل الإنسان إلى حدود منطقة راحته، سيشعر بالغرابة والخطر؛ لأنَّه لم يسبق أن وصل لهذا الحد، وغالباً ما يُخلط بين هذا الشعور والخوف، فيبدأ الإنسان نتيجة لذلك مدفوعاً بالخوف بتفحُّص محيطه باحثاً عن المخاطر والمشكلات المُحتملة، لكنَّه عندما يقيِّم الوضع عقلانياً، سيكتشف عدم وجود أخطار ومشكلات تستدعي الخوف، وعندما يعتاد على تمييز هذا الشعور، لن يتملَّكه الخوف، ولن تنتابه مشاعر الغرابة؛ بل سيتمكَّن من تجاوز المنطقة بكل ما أُوتي به من ثقة، ويحقِّق التقدم في حياته.

يقتضي الحل أن تخوض تجارب تنطوي على مقدار بسيط من الخطورة خارج منطقة راحتك، مع الانتباه للمشاعر المتولِّدة في جسدك التي تتحوَّل في نهاية المطاف إلى رغبة بالاستسلام والبحث عن الراحة.

في الختام، يمكنك أن تجرِّب التمرين الآتي:

خض تجارب تتجاوز منطقة راحتك، ثمَّ لاحظ استجابتك والكيفية التي تحاول بها منطقة راحتك التحكُّم بقرارك من خلال العواطف، والأحاسيس، والأفكار، فستتمكَّن عبر تكرار التمرين لعدة مرات من تحديد هذا الشعور بكل سهولة، واتخاذ قرارك بوصف القيود التي يحاول فرضها عليك دعوة صريحة للنمو والتحرر والتقدم في الحياة.