3 نصائح للتوقف عن محاولة إنجاز كل المهام وحدك

3 نصائح للتوقف عن محاولة إنجاز كل المهام وحدك
(اخر تعديل 2023-09-19 13:30:31 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويقدِّم فيه 3 نصائح تجنِّبك الإرهاق بسبب تزاحم المسؤوليات.

إذاً أنت تحاول أن تكون شخصاً مثالياً، لكنَّك لست كذلك، ولا يمكنك فعل كل شيء وحدك.

لقد ظننتُ لفترة من الوقت أنَّني ذو إمكانات خارقة، وكنت أقوم بكل المهام في العمل وحدي، كما ظننتُ أنَّ في إمكاني كتابة المقالات ونشرها في مدونتي، وإعطاء دورات تدريبية على الإنترنت، ونشر مقاطع على مدونتي الصوتية وعلى قناتي في "يوتيوب" (Youtube).

لكن أدركتُ لاحقاً أنَّني غير واقعي أبداً، ليس بسبب أنَّ كثيراً من العمل والمسؤوليات تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي، فقد كنت أعمل بجد منذ كنت مراهقاً، وكانت لديَّ وظيفة عندما كنت في الجامعة، وبينما كنت أُعِدُّ أطروحة الماجستير كانت لديَّ شركة أُديرها.

إذ ازدادت على مدار السنين أعبائي المهنية، وهنا يمكن تشبيه العمل برياضة الجري، فعندما تبدأ لأول مرة لا يمكنك أن تعدو بسرعة كبيرة، لكنَّك من خلال التدريب المستمر تزيد من قدرتك على الركض.

هكذا يجب أن نفهم العمل، فعلى مدار السنين، تتحسَّن قدرتك في التعامل مع ضغوطات العمل، وتتمتَّع بقدر أكبر من الفاعلية، وتستطيع العمل لساعات طويلة، لكن يتطلَّب هذا منك العمل يومياً؛ أي إنَّك يجب أن تُقبل على العمل على حساب مُتع الحياة.

القضية الأساسية، ليست القدرة على التعامل مع كثير من المهام، بل ما يُعدُّ أمراً هاماً هو قدرتك على التعامل مع المهام الضرورية، فاسأل نفسك هل تريد حقاً القيام بكل شيء وحدك؟

لن ترغب بذلك إذا عرفت أنَّ الأمر سينتهي بك وحيداً ومعزولاً عن الآخرين؛ لأنَّك قادر على القيام بكل شيء وحدك، ويعبِّر عن هذه الفكرة الدالاي لاما الـ 14 "تنزين غياتسو" (Tenzin Gyatso) بقوله: "الأنانية في الحياة تؤدي إلى العزلة، ويرافقها الشعور بالوحدة والخوف والغضب، إذاً الأنانية المُبالغ فيها هي مصدر المعاناة".

سلوك الأشخاص الذين يرغبون بالقيام بكل شيء وحدهم هو سلوك أناني، وهؤلاء ينتهي بهم الأمر وحيدين دون أي أحد، وعلمياً تؤدي الوحدة إلى الموت بسنٍّ مبكِّر، إذاً حان الوقت للتخلي عن هذا الموقف من خلال هذه النصائح:

1. تجنَّب المبالغة في تقدير المسؤوليات:

يبدأ سلوك الأشخاص الذين يرغبون بالقيام بكل شيء وحدهم بفكرة مفادها أنَّ أيَّ مهمة هي من ضمن مسؤولياتهم، وفي حال لم يقوموا بها، فلن ينجزها شخص آخر، فإذا كنت تفكِّر بهذه الطريقة فأنت مخطئ بلا شك.

حرِّر نفسك من الضغوطات، واسأل نفسك، هل ما أقوم به صحيح؟ ستجد أنَّ سلوكك هذا أسوأ من الكسل بحدِّ ذاته، ففي الوقت الذي تقول فيه لنفسك إنَّك لا تبالي بأي شيء غير العمل، فأنت تُهمل كل شيء آخر في حياتك.

تحلَّ بالمسؤولية، وتولَّ زمام الأمور في حياتك، لكن في نفس الوقت افهم أنَّك لا يجب أن تُلقي بعبء كل الأشياء على كاهلك.

شاهد بالفديو: 10 طرق لزيادة الإنتاجية في العمل

2. ثِق في الآخرين:

يتظاهر الأشخاص الذين يبالغون في الاعتماد على أنفسهم بأنَّهم يفعلون ذلك من أجل مساعدة الآخرين، لكنَّهم في الواقع لا يثقون بالآخرين، وهذا هامٌّ خاصةً إذا كنت قائداً، فإذا كنت ترغب في العمل مع الآخرين، عليك أن تثق بهم، فلن يتَّبع الناس قيادتك فقط لكونك ذكياً ولأنَّك تحقق نتائج مبهرة؛ لذا إنَّ مندوبي المبيعات الناجحين غالباً ما يكونون مديرين سيئين؛ إذ إنَّهم لا يثقون في الآخرين للقيام بالمهمة جيداً.

تتطلَّب الثقة جهداً لبنائها، فأنت تثق في الآخر، والآخر يثق بك، لكن يجب أن تكون الشخص المبادر، فعندما تُبنى الثقة، يعمل الجميع من أجل مصلحة الفريق، وهذا يخفِّف العبء عن كاهل الجميع، وعندها لن تضطر للقيام بكل شيء وحدك.

3. حدِّد الهدف:

العائلة، والشركة، والعلاقات، والفريق الرياضي، كل المؤسسات الاجتماعية والعملية والرياضية تحتاج إلى هدف موحَّد حتى يتمكَّنوا من تأدية العمل جيداً، فاشترك مع أعضاء الفريق في تكوين الرؤية والهدف وتحديد القيم المشتركة.

الأمر بسيط لدرجة أنَّنا نتجاهله تماماً، فالمشكلة أنَّنا نفترض أنَّ الجميع يعملون بقلب شخص واحد؛ لذلك نتفاجأ بالخلافات، فكل شخص يظنُّ أنَّ الآخر يعرف الهدف المشترك لدى الفريق، فلا تتوقع أن يعرف الناس الهدف ما لم توضِّحه لهم، فهم لن يتنبؤوا بذلك طبعاً، الفكرة هي تحديد الهدف، فربما ليس لديك هدف حالياً؛ لذلك يجب أن تعمل على تحديده.

في الختام:

مهما يكن الأمر، سواء كنت في مرحلة تحديد الأهداف، أم مرحلة بناء الثقة، يجب أن تتوقف عن المبالغة في تقدير مسؤولياتك؛ حاول أن تسترخي قليلاً وتوكل بعض المهام لأشخاص آخرين؛ إذ سيولِّد هذا الأمر الثقة المتبادلة، وهي العامل الأساسي في إنجاز العمل بالطريقة الصحيحة، وفي نفس الوقت ستشعر بنوع من التحرر.