4 أسرار ستجعلك متمكناً في أي مجال

4 أسرار ستجعلك متمكناً في أي مجال
(اخر تعديل 2024-05-05 05:56:16 )
بواسطة

لا يمتلك الإنسان قدرات فطرية للتعلُّم الفعَّال، فطبيعة العقل البشري تميل لما هو سهل وليس بالضرورة لما هو مفيد، ومن ناحية التعلُّم، فإنَّ ما يبدو فعَّالاً قد لا ينجح، ونقيض ذلك صحيح، فكلما زادت معرفة وذكاء الإنسان، أدرك أنَّه ما زال يجهل الكثير.

يقدم "دانيال ويلينغهام" (Daniel Willingham)، أستاذ علم النفس في جامعة "فيرجينيا" (University of Virginia) في كتابه "تفوَّق على دماغك: لماذا التعلُّم صعب؟ وكيف يمكن جعله سهلاً" (Outsmart Your Brain: Why Learning is Hard and How You Can Make It Easy)، توجد طريقة للتعلُّم الفعَّال يمكن أن تكون مفيدة جداً لتعلم مهارة جديدة أو التحضير للامتحانات الدراسية أو لتطوير هواية ما، كما أنَّها مفيدة للأهل الذين يريدون تعليم أبنائهم بطريقة تؤهلهم لدخول أرقى الجامعات.

الطرائق غير الفعَّالة في التعلُّم:

معظم طرائق التعلُّم المُتَّبعة ليست فعَّالة، لذا افعل دائماً نقيض ما يريده عقلك؛ لأنَّه يبحث عن الطريقة الأسهل والأقل فاعلية، وعلى سبيل المثال، تعدُّ القراءة وتحديد الجمل بالألوان أسلوباً مُبالَغاً به لحد كبير، فهو ليس فعَّالاً لتثبيت المعلومات في الذهن، وفي المقابل فإنَّ تدوين الملاحظات له أهمية بالغة في التعلُّم الفعَّال في أثناء حضور المحاضرات أو مشاهدة المقاطع المصورة أو قراءة الكتب، وأما بالنسبة إلى القراءة السريعة، فهي غير مفيدة، وبخاصة عند محاولة تعلُّم أشياء صعبة.

1. الملخصات لا تغني عن مصدر التعلُّم الأساسي:

أظهرت الأبحاث أنَّ دليل الدراسة أو الملخص الذي يقدمه المعلمون هو مجرد وسيلة مساعدة، ولا يمكن أن يكون بديلاً عن المتابعة وتدوين الملاحظات بشكل شخصي؛ فذلك يساعد على تنشيط الذاكرة والتعلُّم بشكل أفضل من الحفظ البصم لملاحظات الآخرين.

يفيد الاطلاع على أسئلة الاختبارات السابقة في معرفة أسلوب المدرس في وضع أسئلة الاختبار، ولكنَّه لا يغني عن التحضير الشامل للمادة الدراسية.

2. الاطلاع على المعلومات لا يعني الفهم أو الحفظ:

هذه نقطة هامة جداً، فعندما تقرأ معلومة ما وتعود لمراجعتها ستشعر أنَّها مألوفة بالنسبة إليك، ولكن هذا لا يعني أنَّك حفظتها أو قادر على تذكرها وقت الامتحان.

3. أسلوب حشو المعلومات في الدراسة لن يجدي نفعاً على الأمد الطويل:

يعدُّ حشو المعلومات من الأساليب الخاطئة التي يتَّبعها الطلاب، والمفاجئ أنَّه قد يجدي نفعاً في تذكُّر المعلومات وقت الامتحان بنسبة جيدة بالمقارنة مع الوقت القليل الذي تطلَّبَته العملية، ولكن هذه الطريقة لن تثبِّت المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد كما هو الحال عند توزيع أوقات الدراسة على مدة طويلة مع اتباع أساليب فعَّالة للاستعداد للدراسة، وهذا ما سيثمر عن نتائج مبشِّرة، لذا تابع معنا لمعرفة أبرز الأساليب والأسرار للتمكُّن في أي مجال تختاره.

أسرار النجاح في أي مجال

أبرز الأساليب والأسرار للتمكُّن في أي مجال تختاره:

1. تنظيم المعلومات:

إنَّ تنظيم المعلومات التي تنوي دراستها هام جداً في جميع مراحل التعلُّم:

  • لا تنسخ المحاضرات: يجب أن تصغي جيداً وتفكر بالمعلومات التي تتلقاها، ومن ثم تكتب ملاحظاتك بأسلوبك الخاص، فهذا يعزز فهم واستيعاب ما تدرسه، وقد يأخذ الأمر وقتاً إضافياً، ولكن يمكنك الكتابة بعفوية دون الالتزام بالقواعد النحوية أو علامات الترقيم، من الهام أن تكون الملاحظات مفهومة بالنسبة إليك.
  • أعد ترتيب ملاحظاتك: بعد ذلك يجب مراجعة وإعادة تنظيم كل ما كتبته، وهذا جزء من عملية الدراسة وليس تحضيراً لها، كما يساعد على فهم المعلومات واستيعابها بشكل فعلي، ويعدُّ تنظيم المعلومات وملاحظة ارتباطها مع بعضها وتفسيرها من أكثر الطرائق فاعلية لتذكُّرها وتقوية الذاكرة.

2. ترابط المعلومات:

يسهل حفظ وتذكر المعلومات ذات المعنى المترابط، لذا يمكن تشبيه الأمر بتذكُّر قصة فلم أو رواية ذات أحداث مترابطة، ومعظم الأشياء المخزنة في ذاكرتك لم تحفظها عمداً؛ لأنَّها جاءت من فهمك لسلسة أحداث مترابطة؛ لذلك لا تجد صعوبة في تذكُّرها، لذا خذ وقتاً كافياً لإعادة قراءة الملاحظات التي دونتها، وحاول أن تفهم المعنى الذي يربطها، ومن ثم اطرح أسئلة مثل "كيف" و"لماذا"؛ وذلك للتأكد من فهمك للمعنى الحقيقي من المكتوب.

هذا المستوى من الفهم هو عملية نشطة تتطلب خطوات مدروسة ووقتاً إضافياً، وهو شرط أساسي في دراسة المواد الصعبة كالرياضيات، أما بالنسبة إلى المواد المبنية على حقائق ثابتة كالتاريخ مثلاً؛ فإنَّ حفظها سيكون أسهل بكثير عندما تدرك أهمية حقبة تاريخية محددة أو سبب نشوء حرب ما ومصير الذين شاركوا بها.

تساعد أساليب الاستذكار على ربط المعلومات غير المألوفة بشيء مألوف أكثر ليكون لها معنى يجعلك تتذكرها، ولهذا يجب أن تكون الأساليب هذه ملجأك الأخير، والأفضل اختيار المعلومات التي لها معنى بحد ذاتها، كما يمكن أن يساعدك فهم المحتوى فهماً عاماً على التوصل إلى الإجابة الصحيحة للسؤال، ولكنَّه ما يفيد في تذكر معلومات محددة تستلزم الحفظ.

أفضل طريقة لتتأكد من فهمك لموضوع ما هي قدرتك على شرحه لشخص آخر بطريقة واضحة ومفهومة، وليس بمجرد فهمه عندما يشرحه شخص آخر، وتذكَّر دائماً أنَّ الاطلاع على الأشياء أو معرفتها لا يعني الفهم الكامل لها أو حفظها.

شاهد بالفيديو: 12 طريقة علمية لتعلم أي شيء أسرع وبذكاء أكبر

3. الاختبار الذاتي:

يحقق الطلاب الذين يدعمون دراستهم باختبارات ذاتية نتائج دراسية أفضل، ومن إحدى طرائق هذه الاختبارات هي كتابة أسئلة على بطاقات بحيث تغطي كل المقرر الدراسي وليس فقط الملاحظات التي كتبتها.

إنَّ كتابة تلك البطاقات هو بحد ذاته جزء هام من عملية الدراسة يستوفي كل المعلومات المطلوبة، وبشكل متجدد كل مرة، ومن ثم يثبِّتها في الذهن بصورة أعمق بكثير حتى قبل أن تختبر نفسك.

طريقة الاختبار الذاتي تكون بالإجابة عن أسئلة الاختبارات بصوت مسموع، وقد يبدو هذا غريباً، ولكن أثبتت الأبحاث أنَّ هذه الطريقة فعَّالة لتعزيز عملية الحفظ والتذكر، إضافة إلى سرعتها؛ إذ يمكنك التأكد على الفور من صحة إجابتك.

تسمى هذه الطريقة "الممارسة الاسترجاعية"؛ وهي ذات فاعلية كبيرة في تقوية الذاكرة؛ لأنَّها تعتمد على مبدأ استخراج المعلومات من الذاكرة بشكل متكرر وعلى فترات متباعدة، وفي حين أنَّ المراجعة السريعة ستجعل المعلومة مألوفة بالنسبة إليك لتصبح غير قادر على التمييز بين التعرف إلى المعلومة وتذكُّرها بشكل فعَّال.

يقول الشاعر "ويليام بليك" (William Blake): "يقود درب الإفراط إلى الحكمة"، ويمكن تطبيق هذه المقولة على الدراسة؛ لأنَّ الغاية ليست التعلُّم فقط، وإنَّما الإفراط في التعلُّم، فعندما تُتِم عملاً ما يجب ألا تتركه حتى تنجز زيادة بنسبة لا تقل عن 15% عن المطلوب حتى لو بدا الأمر مرهقاً إلا أنَّه هام لتحقيق الاستفادة المطلوبة، وشعورك بأنَّه غير ضروري يعني أنَّ عقلك عاد إلى حالة الكسل مرة أخرى.

4. الاستعداد في أثناء الامتحان:

اقرأ التعليمات في البداية واطلع على جميع الأسئلة لتأخذ فكرة عن الوقت المتاح ثم اقرأ كل سؤال بتأنٍّ شديد، فمهما حضَّرتَ جيداً لن يفيدك ذلك إذا لم تقرأ السؤال بشكل صحيح، لذا اترك مجالاً لمراجعة الإجابات في نهاية الوقت، وأحياناً تصعُب الإجابة عن سؤال ما، وكأنَّك تعرف الجواب ولكنَّك عاجز عن تذكره، وهنا عليك تجربة تقنية أصعب قليلاً، وهي محاولة التذكر؛ لأنَّ معظم الأشخاص لا يقومون بمحاولات كافية عند مواجهة سؤال صعب وعند فشل أول محاولة لتذكر الجواب، إما يضعون إجابة عشوائية أو ينتقلون للسؤال التالي، وكل الطرائق المذكورة سابقاً بدءاً من تنظيم المعلومات واستخراج المعنى والاختبارات الذاتية ستمكِّنك من حفظ أي معلومة تريدها، لذا عليك فقط أن تبذل جهداً إضافياً لتذكُّرها.

أثبتت الدراسات أنَّه مع كل محاولة إضافية ستتذكر مزيداً من المعلومات؛ لذا جرب أول مرة لمدة 30 ثانية ثم أعد المحاولة لاحقاً، فإذا عجزت عن تذكُّر شيء ما، فكر في المعاني والأفكار والقصص المرتبطة به والتي ستساعدك على الوصول له، ولا تخف من تغيير إجاباتك، ففي الغالب سيكون هذا التغيير صحيحاً.

ملخَّص لما سبق:

لتتفوق على قدراتك الذهنية وتتعلَّم بشكل فعَّال انتبه لما يأتي:

1. الطرائق غير الفعَّالة في التعلُّم:

دوِّن ملاحظاتك وتجنَّب طريقة القراءة وتحديد الجمل بالألوان، وتذكَّر أنَّ الاطلاع لا يعني الفهم أو الحفظ، وكذلك أسلوب حشو المعلومات في الدراسة لا يجدي نفعاً على الأمد الطويل.

2. التنظيم:

التحضير الجيد هو جزء من عملية الدراسة، كما أنَّ تنظيم الملاحظات هام جداً لتقوية الذاكرة، ففي البداية جرِّب أن تدوِّن ملاحظات عن هذا المقال.

3. ترابط المعلومات:

في أثناء دراسة المواد الصعبة حاول أن تستخلص المعنى الذي يساعدك على الفهم والحفظ، ومن خلال إنشاء مخطط يجمع بين الحقائق والأفكار بأسلوب مترابط بعيداً عن الحفظ النظري المجرد.

4. الاختبار الذاتي:

إنَّه العنصر الأهم، لذا اصنع كثيراً من البطاقات واختبر نفسك من خلالها، ولا تجعل غايتك التعلُّم فقط، وإنَّما الإفراط في التعلُّم.

5. الاستعداد في أثناء الامتحان:

لا تسمح للأفكار السلبية أن تشتتك وتعجزك، وابذل جهدك في عملية التذكر ولا تتردد في تغيير إجاباتك إذا شعرت بالحاجة إلى ذلك.

إقرأ أيضاً: ما هو التعلم بالممارسة؟ ولماذا هو أسلوب فعال؟

في الختام:

عملية التعلُّم لا تنتهي عند الامتحان، لذا راجع أخطاءك بعد صدور النتائج والأسباب التي أدت لها وابحث عن الإجابات الصحيحة، فقد يؤثر ذلك في ثقتك بنفسك أو يجعلك تشعر بالغباء، ولكن اطمئن، فهذه دلالة على الذكاء والحكمة.

تساعد الطرائق المذكورة في هذا المقال الطلاب على وجه الخصوص إضافة لأي شخص لديه رغبة بتعلُّم وإتقان شيء ما، ويساهم التعلُّم الفعَّال في نضج الإنسان وتغيير حياته للأفضل، فعندما تتعلَّم شيئاً ممتعاً يتملكك شعور رائع يجعلك ترى نفسك والحياة بمنظور مختلف.