4 نصائح تساعدك على تعزيز سيرتك الذاتية

4 نصائح تساعدك على تعزيز سيرتك الذاتية
(اخر تعديل 2024-05-04 06:21:16 )
بواسطة

في الواقع، قد تتضاءل فرصك في الحصول على الوظيفة التي تسعى إليها في حال عدم امتلاكك لحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في حال كان الوصول إليك عبر هذه الوسائل صعباً.

أظهر بحث واسع أُجري في عام 2022 أنَّ إتاحة الإمكانية للوصول إلى معلومات تخص المرشحين عبر "الهاشتاغات"، والصفحات المعجبين بها قد يؤثِّر في فرص المرشح للحصول على تقييم عالٍ من قبَل رب العمل، ويضيف التقرير الذي خلُص إليه البحث أنَّ المرشحين الذين لا يمتلكون وسائل تواصل اجتماعي يحصلون على تقييمات منخفضة مقارنةً حتى بالمرشحين الذين يعانون من مشكلات في الصحة النفسية.

وضَّح التقرير بدقة أنَّ المرشحين الذين لا يمتلكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي خسروا تقييمات تعادل امتلاك 3 سنوات من الخبرة في الوظيفة الشاغرة، ولكن كان التقييم الأضعف من نصيب الأشخاص الذين تحتوي حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي محتوىً غير ملائم، وبما يعادل خسارة 9 سنوات من الخبرة الوظيفية، والخلاصة أنَّ النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي أمر أساسي، ولكن بشرط أن يكون المحتوى ملائماً حتى يكون هذا النشاط مفيداً.

تقودنا أهمية الحضور على مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة إلى الموظف الذي يرغب بإثبات جدارته إلى السؤال الآتي: هل يجب أن تكون إمكانية الوصول إلى حساب المرشح على مواقع التواصل الاجتماعي بنداً بارزاً في السيرة الذاتية؟

سنجيب في مقالنا عن هذا السؤال من خلال مقارنة إيجابيات الأمر بسلبياته، وذلك إضافة إلى ذكر نصائح يجب تطبيقها وأمور يجب تجنبها.

بعض النصائح الضرورية قبل إضافة حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي لسيرتك الذاتية:

سوف نقدم لك في هذه القائمة مجموعة من النصائح الهامة التي عليك اتباعها قبل إضافة حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي لسيرتك الذاتية:

1. اختر محتوى حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي بعناية:

لا يحب معظم أرباب العمل فكرة عدم القدرة على الوصول إلى حسابات المرشحين لِوظائفهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ويدفعهم الأمر إلى التساؤل عن السبب الذي يدفع المرشحون إلى حماية حساباتهم الشخصية بكثير من إعدادات الخصوصية.

تفيد "كريستي برويت هاينز" (Christy Pruitt-Haynes) الرئيس العام لقسم الأداء والمواهب في مؤسسة "نيورو ليدرشيب إنستيتيوت" (NeuroLeadership Institute): "يبحث كثير من خبراء توظيف المواهب عن ملفات تعريف المرشحين على مواقع التواصل الاجتماعي، وإتاحة المرشح للرابط الذي يؤدي إلى صفحته دون طلب من رب العمل أو الموظف الذي يبحث عن مرشحين يمنحهم شعوراً بأنَّك لا تمانع أن يتم البحث عن ملفك الشخصي، والأهم من كل ذلك أنَّه يمنح المرشح طريقة سهلة ومجانية لمشاركة ملف شخصي مصمم بعناية يُظهر من خلاله شخصيته ومهاراته واهتماماته".

تؤكِّد "كريستي" على عبارة "ملف شخصي مصمم بعناية"؛ بمعنى أنَّه في حين أنَّك لست مضطراً لإخفاء شخصيتك الحقيقية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يجب أن تكون مدركاً في أثناء السعي وراء وظيفة أحلامك أنَّ رب عملك المُحتمل قد يعرف كثيراً من المعلومات عنك من خلال حسابك العام على مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب أيضاً أن تفهم التداعيات المُحتملة لمنشوراتك في هذه المواقع على حياتك المهنية.

السيرة الذاتية ومواقع التواصل الاجتماعي

2. استفد من عادة مسؤولي التوظيف في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي:

تقول "برويت هاينز" إنَّ مسؤولي التوظيف هم بشر في نهاية المطاف، وهم بطبيعة الحال ميالون إلى تصفح مواقع التواصل الاجتماعي مثلنا تماماً، والحكمة هي أن تستفيد بصفتك شخصاً يبحث عن وظيفة من هذا الميل الطبيعي لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بدلاً من الاعتماد على متوسط زمن قليل لا يتعدى 7.4 ثانية، وهو ما يستغرقه مسؤول التوظيف لِيتفحص السيرة الذاتية للمرشح حسب نتائج دراسة أُجريت في عام 2018 بعنوان "تتبُع العين" (Eye-Tracking Study).

تقول "برويت هاينز": "معظمنا معتاد على قضاء ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصفح الملفات الشخصية للمستخدمين بغرض التعرف إليهم، ويشكِّل هذا الفضول الطبيعي الفرصة المثالية بالنسبة إلى المرشح، فيستطيع أن يتيح لأرباب العمل المُحتملين قدرة الوصول إلى معلومات شخصية عنه، كما يستطيع تصميم ملف شخصي يحقق لك أكبر فائدة بهذا الخصوص".

تشير "هاينز" إضافة إلى ذلك إلى فكرة تمثُّل المرشح لثقافة الشركة، مع الإشارة إلى إحصاءات مؤسسة "داتا دوكيومينتيشن إنتياتيف" (Data Documentation Initiative) والتي وجدت أنَّ 40% من المديرين التنفيذيين الذين ذُكروا في مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو" (Harvard Business Review) والمديرين التنفيذيين ذوي الأداء العالي لعام 2019 كانوا من النشطين على موقع "لينكد إن" (LinkedIN) أو منصة "تويتر" (Twitter) أو كليهما معاً، وتمثِّل هذه النسبة زيادة عن إحصاءات عام 2016 التي وجدت أنَّ 20% من المديرين التنفيذيين ذوي الأداء المميز كانوا نشطين على هاتين المنصتين، ولأنَّ حضور القادة على مواقع التواصل الاجتماعي يتنامى؛ فمن المنطقي أن يحذو المرشحون للوظائف حذوهم عند إعداد سيرهم الذاتية.

شاهد بالفيديو: 34 مهارة ضمّنها سيرتك الذاتية لتحظى بوظيفة أحلامك

3. احتفظ لنفسك في بعض الحسابات الخاصة بحياتك الشخصية والعائلية:

قد يكون تطبيق "انستغرام" (Instagram) مثلاً هو مساحتك الخاصة على الإنترنت، وقد تمتلك على تطبيق "فيسبوك" (Facebook) كثيراً من الصور العائلية والشخصية لا ترغب بأن يراها رب عملك.

تؤكِّد المديرة التنفيذية لشركة "سكيل سايكل" (SkillCycle) "كريستي ماكان فلين" (Kristy McCann Flynn)، والتي تمتلك خبرة لأكثر من 20 عاماً في مجال إدارة الموارد البشرية، أنَّه لا بأس في بعض الخصوصية، وتضيف "كريستي": "يتوقع كافة أرباب الأعمال بأن تمتلك حساباً متاحاً على تطبيق "لينكد إن"، وهو عنصر أساسي للسيرة الذاتية، ويساعد الشركات ومديري أقسام التوظيف على التعرُّف إلى المرشحين بشكل شخصي، وكزملاء عمل مُحتملين في بيئة مخصصة للعمل، ولكن ليس مطلوباً منك أن تشارك جميع معلوماتك مع رب عملك عبر كافة تطبيقات التواصل الاجتماعي، وذلك لأنَّ التوازن بين الحياة الشخصية والعمل هو أمر أساسي من أجل بيئة عمل إيجابية؛ لذلك من الحكمة أن تضع حدوداً بين حياتك الشخصية والمهنية"، وترى ماكان أنَّ تصفح الحسابات الشخصية للمرشحين على عجالة ما هو إلا مضيعة للوقت مقارنةً بالأسئلة الهادفة عن الكفاءات، والأهداف، مع تقديم أمثلة وقصص.

4. حدد ما إذا كان مجال عملك ملائماً لإضافة حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي إلى سيرتك الذاتية:

ليست جميع مجالات العمل مناسبة من أجل تخصيص قسم كامل من السيرة الذاتية لحسابات مواقع التواصل الاجتماعي، فوفقاً "لكاتي بودرو" (Katie Boudreau) مدير العمليات في شركة "كولر سمارت" (CallerSmart) إنَّ إضافة حسابك الشخصي على "لينكد إن" في سيرتك الذاتية، والذي يُعدُّ أمراً لا غنى عنه في أيامنا هذه، وإضافة أي روابط أخرى مثل حسابك على "فيسبوك"، أو منصة "إكس" (x)، يعتمد بشكل كبير على طبيعة الوظيفة، ومجال العمل الذي تعمل فيه".

يقوم على سبيل المثال "ديفيد ماثيني"، خبير العلاقات العامة والتخطيط الاستراتيجي الرقمي في شركة "دي جي إم كونسالتينغ إل إل سي" (DJM Consulting LLC) والذي يعمل أيضاً في مجال وسائل التواصل الاجتماعي بإضافة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ذات الطابع المهني إلى سيرته الذاتية أو رسالة الدافع؛ إذ لا يعرف "ديفيد" على وجه اليقين ما إذا كانت هذه الطريقة قد ساعدته أو قللت من فرصه في الحصول على وظيفة عندما كان يبحث عن عمل، ولكنَّه يقول: "لديَّ حسابات عمل على مواقع التواصل الاجتماعي، وأستخدمها في العلاقات ذات الطابع المهني، والتطوير، والتقدُّم لوظائف، وغير ذلك، إضافة إلى كوني أمتلك حسابات شخصية مستقلة أستخدمها مع بريد إلكتروني خاص، ولا أنشر فيها أي شيء يتيح للآخرين معلومات تمكِّنهم من ربطها بي شخصياً".

على النقيض من ذلك تماماً تستخدم "إيماني ماتوكا" (Imani Maatuka)؛ وهي محامية مختصة في الدعاوى، والمنازعات التجارية في شركة "سيدلي أوستن إل إل بي" (Sidley Austin LLP) وسائل التواصل الاجتماعي لإثبات كفاءتها في مجال عملها، وتقول بهذا الشأن: "تشير قدرة المحامي على استخدام تطبيق "لينكد إن" بشكل فعَّال إلى قدرته على تعزيز التواصل مع عملائه، ولطالما كانت وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعَّالة لتطوير العمل التجاري، وقد أدت الجائحة إلى تعزيز استخدامنا للإنترنت من أجل تواصلنا ونشاطاتنا المهنية".

بعض العوامل التي تساعدك على تحديد ما يجب أن تشاركه مع رب عملك وما يجب أن تحتفظ به:

تقترح "بودرو" عدداً من الخطوات التي تساعدك على تحديد ما إذا كان مجال عملك ملائماً من أجل إضافة حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي لسيرتك الذاتية أم لا، وإليك هذه الخطوات:

  • إذا كنت نشطاً بشكل جيد على منصة "إكس"، وتتفاعل مع محتوى يتعلق بمجال عملك أو الوظيفة التي تتقدم للحصول عليها، فمن المنطقي أن تضيف حسابك على "إكس" إلى سيرتك الذاتية.
  • من غير الجيد أبداً مشاركة روابط الملف الشخصي على "فيسبوك" أو "إكس" إذا كان محتوى صفحتك على هذه المواقع لا يتوافق مع المحتوى المهني ذي الصلة بمجال عملك.
  • من المفيد أن تشارك روابط "إنستغرام"، أو قناتك على "يوتيوب" (Youtube) إذا كان المحتوى يتضمن إنجازاتك في مجال عملك، أو نماذج عن عملك، أو مواقع شخصية على الإنترنت أو مدونات إلكترونية.

تحذِّر "بودرو" من عدم إضافة كثير من الروابط في السيرة الذاتية، بحيث لا تُربك مسؤولي التوظيف بكثرة الروابط، وتقول "بودرو" إنَّ هذا قد يسبب انطباعاً سلبياً؛ لذلك اقتصر في سيرتك الذاتية على حسابين من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي كحد أقصى، وما لا يتجاوز 3 روابط أيضاً.

في الختام:

قد لا نبالغ إذا قلنا إنَّ وجودك الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي لا يقل أهميةً في عالم الأعمال المعاصر عن وجودك في العالم الحقيقي، فنحن نقضي معظم وقتنا في التواصل عبر هذا الفضاء "الافتراضي"، ومن المفيد أن نذكر أنَّ كثيراً من الأشخاص تم قبولهم في وظائف بعد أن اطلع مسؤول التوظيف على ملفاتهم الشخصية على هذه المواقع؛ لذلك لا تتردد في الاستفادة من وجودك على منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز فرصك في الحصول على وظيفة.