4 نصائح للتخلي عن الأمور غير الهامة

4 نصائح للتخلي عن الأمور غير الهامة
(اخر تعديل 2024-05-06 06:21:15 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "آنجل كرنوف" (Angel Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن 4 نصائح للتخلِّي عن الأمور غير الهامة.

إنَّ السبب الجذري لمعظم التوتر الذي يصيب البشر هو ببساطة الإصرار على التشبث بالأشياء على أمل أن تسير الأمور كما أردناها تماماً، ومن ثم تتعقد الحياة عندما لا يتحقق ذلك.

كثيراً ما تقيِّد أفكار غير مفيدة أذهاننا مثل:

  • لا يُفترض أن تكون حياتي هكذا؛ بل أريدها أن تكون مختلفة.
  • أريد شيئاً واحداً، ولا أستطيع أن أكون سعيداً دونه.
  • أنا لدي كل الحق، والآخر مخطئ تماماً.
  • يجب أن يحبني هذا الشخص ويكون معي.
  • لا ينبغي أن أكون وحدي، ولا ينبغي أن يكون وزني زائداً، ولا ينبغي أن أكون كما أنا الآن.

يتشبَّث العقل بفكرة "مثالية" غير حقيقية في جميع هذه الأمثلة الشائعة، وبعد فترة يحدث ما كان يسعى المرء إلى تجنبه، فيُصاب بالتوتر والقلق والتعاسة وكراهية الذات.

نستطيع التوقف عن التشبث بالأمور بهذا الشكل حينما ندرك أنَّها غير حقيقية أصلاً؛ فمعظم الأشياء التي نحاول يائسين التمسك بها، كما لو كانت حقيقية وجزءاً من حياتنا ليست هي كذلك في الواقع، وحتى لو كانت حقيقية فهي ليست ثابتة تماماً؛ بل متغيرة ومؤقتة وأحياناً هي من نسج خيالنا فحسب؛ فعندما نفهم هذه الحقيقة تصبح حياتنا أسهل.

4 نصائح للتخلي عن الأمور التي لا تهمك:

1. دع الأمور تأخذ مجراها الطبيعي:

تريَّث لبعض الوقت ولاحظ أنفاسك، فيمكنك التحكم في تنفسك، وجعله أسرع أو أبطأ أو تغييره كما ترغب، أو تستطيع ببساطة أن تقوم بالشهيق والزفير بصورة طبيعية، ومن ثم لاحظ مقدار ما تشعر به من سكينة عندما تسمح لرئتيك بتولي عملية التنفس بشكل طبيعي دون تدخُّل منك، أو محاولة التحكُّم في العملية.

تخيَّل الآن أنَّك تسمح لأطرافك وأعضاء جسدك بالعمل بشكل طبيعي؛ واسمح لكتفيك المتشنجين بالاسترخاء دون محاولة التحكم بالأمر، وستلاحظ الراحة التي ستشعر بها، ثم انظر الآن في المكان الذي توجد فيه، واختر شيئاً من الأشياء الموجودة حولك، وراقبه فقط دون أن تحاول تغيير مكانه، وإذا كان هناك أشخاص آخرون في نفس المكان الذي توجد فيه فقد يكون هذا المكان هو منزلك حيث يوجد معك أفراد عائلتك، فدعهم يتصرفون كما يشاؤون، وراقبهم فحسب.

 دع الأمور تأخذ مجراها الطبيعي

عندما تتوقف عن محاولة السيطرة على كل ما هو حولك من أشياء وأشخاص وأحداث، فإنَّك تسمح للأمور بأن تجري وفق مسارها الطبيعي؛ ولم تعد بحاجة إلى السيطرة عليها، أو القلق بشأنها، أو محاولة تغييرها؛ بل تسمح لكل ما هو حولك "بالتنفس" مثل رئتيك بسلام، وتتقبَّل كل شيء كما هو، ومن ثم تدرَّب على هذه الممارسة، وسترى كيف ستتغير حياتك تدريجياً عند القيام بذلك.

2. تقبَّل واقعك الحالي:

تخيَّل أنَّك معصوب العينين وتسير وسط حوض سباحة وتحاول جاهداً الوصول إلى حافة الحوض الذي تعتقد أنَّه قريب، ولكنَّه في الواقع ليس كذلك أبداً، وتصيبك محاولة الوصول إلى حافة المسبح الذي تتخيله بالتوتر والإجهاد؛ لأنَّك تحاول أن تصل لسراب غير موجود.

تخيَّل الآن أن تأخذ نفساً عميقاً، وتدرك عدم وجود حافة تتمسك بها، ولا يوجد حولك سوى الماء، فإما أن تقرر الاستمرار بالتمسك بشيء غير موجود أو الاسترخاء والسماح لجسدك بأن يطفو على وجه الماء.

يبدأ السلام الداخلي في اللحظة التي تأخذ فيها نفساً جديداً، ولا تسمح لحدث لا يمكنك التحكم به بالسيطرة عليك؛ فالأحداث التي مررت بها لا تكوِّن شخصيتك؛ بل أنت تختار أن تصبح ما تريد.

3. تخلَّص من القصص السلبية التي ترويها لنفسك:

يمكن تجنب معظم حالات سوء الفهم في الحياة إذا تمهَّلنا وسألنا أنفسنا: ما هو التفسير الآخر لما حدث؟

ثمة طريقة رائعة للقيام بذلك وهي استخدام تقنية تُدعى "القصة التي تخطر ببالي"، على الرغم من أنَّ سؤال: "ما هو التفسير الآخر لما حدث؟" يمكن أن يساعد على تغيير أفكارنا وتوسيع وجهات نظرنا، إلا أنَّ استخدام عبارة بسيطة مثل: "القصة التي تخطر ببالي" في المواقف التي تسبِّب لك القلق يؤدي بالتأكيد إلى اكتشاف وجهات نظر مختلفة تخفف ذلك القلق.

شاهد بالفيديو: 5 طرق لمحاربة التفكير السلبي في الحياة

يمكن تطبيق هذه التقنية في جميع المواقف والظروف القاسية التي تثير القلق في نفسنا، وعلى فرض أنَّك تنتظر اتصالاً من أحد أحبتك منذ أكثر من ساعة، وقد بدأ صبرك ينفد، وصرت تشعر بالاستياء بسبب تأخره وتجاهله، فقد يخطر لك في هذه الأثناء أنَّه لا يعطيك الأولوية في حياته، لذلك يجب أن تضبط أفكارك في هذه الحالة، وتستخدم العبارة الآتية: القصة التي تخطر ببالي هي أنَّه لا يعطيني الأولوية في حياته، لذلك لم يتصل بي.

اطرح على نفسك الأسئلة الآتية:

  • هل أنا متيقِّن من صحة هذه القصة؟
  • كيف أشعر وأتصرف عندما أفكر بهذه القصة؟
  • ما هي الاحتمالات الأخرى لهذه القصة؟

حاول أن تخصص ما يكفي من الوقت لاكتشاف بقية الاحتمالات، وتحسين طريقة تفكيرك، والتخلص من القصص السلبية الكامنة في عقلك الباطن، والتفكير بصورة موضوعية وواقعية.

4. تخلَّص من عبء الأفكار التي تحملها:

قبل عشرين عاماً حينما كنتُ أنا وزوجي طالبَين في الجامعة علَّمتنا أستاذة علم النفس درساً لم ننساه أبداً؛ ففي آخر درس قبل التخرج صعدت إلى المنصة لتعلِّمنا درساً أخيراً، وأطلقت عليه اسم "قوة الرأي والتفكير"، وحينما حملت بيدها كأساً من الماء ورفعته إلى الأعلى توقع الجميع منها أن تتحدث عن حكمة "نصف الكأس الفارغ ونصف الكأس الممتلئ"؛ ولكن عوضاً عن ذلك سألتنا والابتسامة تعلو محياها: "ما هو وزن كأس الماء الذي أحمله؟".

تعالت أصوات الطلاب بإجابات مختلفة، وبعد بضع دقائق من الرد على الإجابات والإيماء بالرأس، أجابت: "برأيي الوزن الفعلي للكأس ليس هاماً؛ فالقضية كلها تعتمد على مدة حمل الكأس، فإذا حملته دقيقة أو دقيقتين، فالكأس خفيف نوعاً ما، وإذا حملته ساعة كاملة، قد يؤلمني ذراعي، وإذا حملته يوماً كاملاً، فسوف تتشنج ذراعي على الأرجح وتتخدر وتُشل، وسيجبرني هذا على إسقاط الكأس على الأرض، ولم يتغير وزن الكأس الفعلي في كل حالة من هذه الحالات، ولكن كلما طالت مدة حمله، ازداد إحساسي بثقله".

أومأ معظم الطلاب برؤوسهم تعبيراً عن موافقتهم على كلامها، ومن ثم تابعت قائلة: "تشبه المخاوف ومشاعر الإحباط وخيبات الأمل والأفكار المثيرة للتوتر هذه الكأس كثيراً؛ فإذا فكرت فيها برهة من الزمن لن يحدث شيء خطير، وإذا فكرت فيها مدة أطول قليلاً ستشعر بألم ملحوظ، وإذا فكرت فيها طوال اليوم ستشعر بالخدَر والشلل، وستعجز عن فعل أي شيء آخر قبل التخلص منها، لذا فكر كم ينطبق هذا على حياتك، فإذا كنت تواجه صعوبة في تحمُّل عبء الأفكار التي تدور في ذهنك، فهذه إشارة قوية إلى أنَّ الوقت قد حان لإنزال كأس الماء والتخلص من تلك الأفكار".

في الختام:

تجديد ثقتك بنفسك تدريجياً له دور هام في مساعدتك على التخلي عن الأمور التي لا تخدمك، فهذه الثقة تجعلك تتقبل غياب اليقين في الحياة، ويصبح حدسك نوراً يضيء طريقك في عتمة الظروف والأفكار، فتقف بثبات دون التشبث بالأمور التي كانت تقيدك، وتتقدم في حياتك تدريجياً.

ثِق اليوم بأنَّك كافياً كما أنت، وتحمل ما يكفي من القوة والحكمة واللطف لتتقدم في الحياة، وتقبَّل الناس والحياة كما هي، وثِق بأنَّ التقدم القليل الذي أحرزته كان كافياً اليوم، وأعِد الكرَّ مجدداً غداً.