4 طرق لضمان تطبيق جميع النصائح التي تقرأها

4 طرق لضمان تطبيق جميع النصائح التي تقرأها
(اخر تعديل 2023-10-22 13:18:34 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقالُ مأخوذٌ عن الكاتب "جو بينينغتون" (JOE PENNINGTON)، ويُحدِّثنا فيه عن عدَّة طرائق لضمان تطبيق النصائح التي نقرؤها.

بدأتُ أخيراً بالتساؤل عن سبب ذلك، ووجدت عدة أسباب، وما اكتشفته حينها جعلني أتبع وجهة جديدة نحو تحقيق التعلُّم والنمو الشخصي بصورة أفضل؛ ما لم تكن أنت كاتب المقال فإنَّ جميع مقالات "المساعدة الذاتية" يُناقضُ مبدؤها مضمونَها؛ إذ تقرأها حتى يتمكن شخص آخر من مساعدتك، لا لتتعلم كيف تساعد نفسك بنفسك.

لكن يتغير ذلك كلُّه فجأة عندما تنتهي من قراءة المقال وتغلق الكتاب أو المتصفح؛ فتوجد مشكلات كثيرة في الكتابة نفسها تعوق قدرتك على تحويل النصيحة إلى عمل، ولكن أن حاولت التركيز على ما يجب عليك فعله، فما هي الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتحويل المعلومات إلى إجراءات ملموسة بصورة أكثر فاعلية؟

إليك 4 طرائق لضمان تطبيق جميع النصائح التي تقرؤها:

1. الشروع بالقراءة مع تحديد هدف:

تصفُّح مقالات المساعدة الذاتية بصورة غير هادف ليس تعلُّماً؛ إذ حينها لا يكون لديك هدفٌ مُحدَّدٌ عندما تبدأ بالقيام بذلك، على خلاف التعلُّم الهادف؛ مثل الدراسة للامتحان، فأنت تريد فقط التحسين من نفسك دون خطة لذلك، وفي الوقت نفسه لا تحبِّذ إضاعة وقتك بمشاهدة مقاطع الفيديو العشوائية بلا تفكير، وتريد أن تشعر بأنَّك تستثمر وقتك على نحو جيد؛ لذا قبل أن تبدأ قراءة مقالات المساعدة الذاتية عشوائياً؛ افهم بالضبط ما تريد استثمار وقتك فيه من خلال تحديد أهداف واضحة؛ مثلاً قُل لنفسك: "خلال النصف ساعة القادمة؛ سأعمل بجد، وسأتعلَّم طريقتين جديدتين لزيادة إنتاجيتي".

شاهد بالفيديو: 15 طريقة بسيطة لتطوير الذات قد تغير حياتك

2. عدم تشتيت انتباهك في عدة موضوعات في آن واحد:

كم من التطبيقات مفتوحة الآن على جهازك غير هذا المقال؟ من السهل جداً المماطلة عندما يكون في متناولك كثير من المُلهيات التي تتنافس على جذب انتباهك، ولكن لماذا توليها اهتماماً؟

تحتاج إلى فهم القيمة الحقيقية لوقتك، والتوقُّف عن إهداره والاستهلاك العشوائي للمعلومات من حولك؛ إذ عليك انتقاء ما تقرأه واختياره بعناية أكبر، وتكريس اهتمامك الكامل وغير المُجزَّأ للموضوع المطروح قبل المضي قدماً.

3. تنمية الإصرار وعدم التأجيل:

كثيراً ما قرأت مقالات وقلت في نفسي إنَّ ذلك يمكن أن يغيِّر حياتي حقاً، لكن سرعان ما أنساه؛ غالباً لأنَّ شيئاً آخر قد لفت انتباهي، أو قمعتُ الفكرة بسبب الخوف اللاواعي من التغيير والفشل.

إنَّ تنمية الشعور بالإصرار أمرٌ أساسيٌّ لبدء اتخاذ خطوات جدِّية؛ إذ كثيراً ما نخدع أنفسنا بأنَّنا نستطيع تأجيل ذلك ليوم غد أو ليومٍ ما، في حين أنَّه لا يوجد سوى الوقت الحاضر.

إذا كان يوجد احتمال أن تفشل غالباً ما سيفعل عقلك كلَّ ما في وسعه لمنعك من المحاولة؛ لأنَّ أدمغتنا تميل إلى تفضيل السهولة على الجهد، والمتعة على الألم، وفي كثير من الأحيان يعني ذلك التمسُّك بحياة الراحة، أو السعي إلى الحصول على مكافأة أكبر بكثير، فأيهما تُفضِّل؟

4. التعلُّم خلال فترة زمنية أطول:

نحن نعلم أنَّ العادات الجديدة لا يمكن تشكيلها على الفور، ولكن على الرَّغم من ذلك نشعر بخيبة الأمل حين نقرأ مقالاً واحداً دون أن تتحسن حياتنا إلى حدٍّ كبير في نهايته.

يُقسِّم الكاتب تشارلز دوهيج (Charles Duhigg) مؤلفُ كتاب "قوة العادة" (The Power of Habit) العادةَ إلى 3 أجزاء: "الدافع، والعمل، والمكافأة"، وغالباً ما يكون المقال هو الدافع، ولكن عليك أن تُكمِلَ الباقي بنفسك؛ مثلاً لنفترض أنَّك تعلَّمت كيف يسهم الاستحمام بالماء البارد في تحسين حياتك، وأنت الآن مقتنعٌ بالأمر؛ لكنَّك في الوقت نفسه تدرك ما يتطلَّبه من التزام، وما يمكن أن يسببه من ألم قصير الأمد، وحقيقة أنَّ المكافآت الكبيرة قد تأتي فقط على الأمد الطويل.

تشير الأبحاث إلى أنَّ التغلُّب على فكرة سلبية واحدة يتطلب ثلاث أفكار إيجابية، ويُعرَف ذلك في علم النفس باسم: "التحيُّز السلبي" (negativity bias)؛ الذي تؤثر فيه الأفكار السلبية في الحالة والعمليات النفسية للفرد أكثر من الأفكار المحايدة أو الإيجابية، حتى عندما تساويها في الشدَّة.

عزز الأفكار الإيجابية في عقلك بتذكير نفسك بها دورياً، أو من الأفضل حفظها أمام ناظرك؛ كوضع ملحوظة ورقية على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، أو باب الثلاجة، أو بجانب السرير، وما إلى ذلك.

في الختام:

نحن لدينا نزعة غريزية للتخريب الذاتي في محاولةٍ لتجنُّب الألم على الأمد القصير، كما نستسلم للمُلهيات من حولنا، ونخدع أنفسنا بأنَّنا نستطيع تأجيل أيَّ شيء لأيِّ يوم نريده، وإنَّ إدراك سبب فشلك في تطبيق النصائح التي تقرأها عبر الإنترنت يساعدك على التوقُّف عن إحباط نفسك، وإجراء تغييرات ذات مغزى، والوصول عموماً إلى مستوى أفضل من التعلُّم والنمو الشخصي.