5 دروس قاسية تجعل الحياة جميلة في النهاية

5 دروس قاسية تجعل الحياة جميلة في النهاية
(اخر تعديل 2024-05-06 05:00:16 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "آنجل كرنوف" (ANGEL CHERNOFF)، وتُحدِّثنا فيه عن 5 دروس تعلَّمَتها من الحياة.

دروس قاسية تجعل الحياة جميلة:

1. قدرات الإنسان محدودة:

لا يمكنك أبداً قراءة جميع الكتب التي ترغب في قراءتها، ولا يمكنك أبداً تدريب نفسك على جميع المهارات التي ترغب في اكتسابها أو أن تعيش حياتك كما يحلو لك، أو قضاء كل الوقت الذي تريده مع الأشخاص الذين تحبهم؛ لأنَّ قدراتك محدودة جداً تماماً مثل أي شخص آخر.

نتعرض جميعنا للمصائب وتقلبات الحياة، ولكن ما يهم هو رد فعلنا عليها، فإما أن نرضخ لها، أو أن نواجهها بقوة وعزيمة ونحاول الاستفادة منها مهما كان الأمر مفجعاً ويصعب قبوله، ففي النهاية أهم شيء هو التركيز على ما يهمك، فإن فعلت ذلك، تعيش حياة هانئة.

دعونا نتوقف لحظة ونعيد النظر في فكرة عدم قدرتك على قضاء كل الوقت الذي تريده مع شخص تحبه، فعندما يموت شخص تحبه فجأة، وهذا بلا شك أمر مفجع، فكيف تتعامل مع الأمر؟

تخيَّل أنَّ الشخص الذي أعطى معنى لحياتك اختفى فجأة منها، وأنَّك لم تعد نفس الشخص دونه؛ لقد تغيرت، ولكنَّك تريد عودة الحياة إلى سابق عهدها قبل موته، بيد أنَّ هذا مستحيل.

قدرات الإنسان محدودة

لقد فقدتُ أنا وزوجي أخوة وأصدقاء لنا بسبب المرض، لذلك نعلم يقيناً أنَّك عندما تفقد شخصاً لن تتخيل العيش من دونه، ولن تتغلب كلياً على هذه الفاجعة، ولن تنساها أبداً، ومع ذلك إذا نظرت إلى الأمر من منظور آخر، فقد تجد مخرجاً بطريقة أو بأخرى، وكما ترون الموت هو النهاية، وهو جزء ضروري من الحياة، والنهايات جميلة أيضاً، وإلا فإنَّه من المستحيل تقدير شخص ما أو شيء ما إذا كان غير محدود، فالحدود تصنع الجمال، والموت هو الحد النهائي الذي يدفعك إلى رؤية جمال الحياة وتقديرها.

الموت هو بداية أيضاً؛ لأنَّه على الرغم من أنَّك فقدت شخصاً عزيزاً، فإنَّ هذه النهاية مثل كل خسارة، هي بداية جديدة، وعلى الرغم من حزنك، فإنَّ رحيله يجبرك على تجديد حياتك، وفي هذا التجديد فرصة لتجربة الجمال بطرائق وأماكن جديدة لم تكن تراها، وأخيراً يعدُّ الموت بالطبع فرصةً للاحتفاء بحياة الفقيد، والشعور بالامتنان للذكريات الجميلة التي تركها لك.

2. مهما بذلت من جهد لن تحصل على كل ما تريد:

ينتهي الأمر في معظمنا إلى قبول الأمر الواقع في نهاية المطاف، فترانا نتخلى عن أحلام وطموحات معينة، ونتنازل، ونقايض شيئاً بآخر، ونتعلم تدريجياً أنَّه لا يمكننا الحصول على كل ما نريده كوننا لا نستطيع التحكم في كل نتائج الحياة تحكماً كاملاً، ولكن إذا فكَّرنا ملياً، فإنَّنا ندرك أيضاً قدرتنا في تحقيق أقصى استفادة من كل نتيجة مع حصولنا على كثير مما نريده في الحياة، وذلك إذا عرفنا كيف ندير وقتنا وطاقتنا وسلوكنا، ومع هذا الإدراك يبرز السؤال الآتي:

متى يجب علينا التنازل وقبول الواقع؟ ومتى يجب علينا المواجهة لتحقيق ما نريده؟

لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع عن هذا السؤال، ولكن عندما تواجه موقفاً تتردد فيه بين قبول الواقع ومواجهته، فاسأل نفسك السؤال الآتي:

هل أنا محتاج إلى هذا الشيء بحق أم أنَّها مجرد رغبة عارضة؟

القدرة على التمييز بين الاحتياجات والرغبات هي أمر ضروري في كل مناحي الحياة، فلا تتخلَّ أبداً عن النتيجة التي تحتاج إليها في حياتك، ولكن لا تتمسك بالنتائج التي ترغب فيها وتستطيع العيش بهناء دونها؛ وبمعنى آخر، اختر معاركك بحكمة، ولا تدع رغبتك في الكمال تثنيك عن بلوغ العظمة، واعلم أنَّ ما تركز عليه ينمو ويعظُم سواء أكان حسناً أم سيئاً، لذا ركِّز على ما يهمك واترك ما لا يهمك.

لا تستمر في وظيفة مسدودة الأفق لا تجلب لك سوى الشقاء والبؤس، ولا تهمل أهدافك وأحلامك التي حاربت لأجلها، وما تزال تضفي معنى إلى حياتك، وإذا كنت في أمس الحاجة إلى شيء ما، فاسع لأجله بلا كلل أو ملل، وفيما عدا ذلك تنازل وتساهل قليلاً.

شاهد بالفيديو: أهم الدروس التي يجب أن نتعلّمها من الحياة

3. إذا أردت شيئاً فعليك دفع الثمن:

يريد معظم الناس المكافأة بلا مخاطرة، والتألق دون تعب، ولكن يستحيل أن تبلغ وجهتك دون طريق تسلكه، وللطريق تكلفة، ففي الأقل عليك أن تستثمر وقتك وطاقتك في كل خطوة على الطريق، لذا عندما تريد تحقيق شيء ما اسأل نفسك أولاً:

ما هو الثمن الذي عليَّ دفعه؟ أو ما الذي يستحق المعاناة لأجله؟

فكر في الأمر، وإذا كنت تريد عضلات بطن مشدودة وجسماً رشيقاً، فعليك تحمُّل ألم العضلات، والملابس المتعرقة، وممارسة الرياضة في الصباح أو بعد الظهر، والالتزام بحمية غذائية محددة، أو إذا كنت تريد نجاح شركتك، فعليك تحمُّل أيام العمل الطوال، والصفقات والقرارات المجهدة، وتقبُّل الفشل لتحقيق النجاح على الأمد الطويل، ولكن إذا كنت ترغب في شيء ما ولا تتخذ أي إجراء بشأنه، ولا تحرز أي تقدم، فلعلك لا تريده بحق؛ لأنَّك لا تريد دفع الثمن، ولكن إذا حسمت أمرك وقلت إنَّك تريد تحقيق هدفك بأي ثمن، فانظر إلى عاداتك وطقوسك اليومية، واسأل نفسك سؤالاً آخر:

أين سأكون بعد عام من الآن بناءً على عاداتي وطقوسي اليومية؟

يفيدك هذا السؤال إذا كانت لديك فكرة عن شكل الحياة المستقبلي الذي تنشده، فإنَّك ستواظب على فعل كل ما يلزم لإنجاح هذه الفكرة، فلا فائدة من الفكرة ما لم تسع لتحقيقها؛ بل قد تضرك إذا بقيت حبيس دماغك؛ لأنَّ عقلك الباطن يعرف أنَّك تماطل في شيء يهمك، ويصيبك الاستمرار في تأجيل إجراء ما يلزم بالتوتر والقلق والخوف، وعادةً بمزيد من المماطلة، فتجد نفسك في حلقة مفرغة تتفاقم شيئاً فشيئاً إلى أن تتخذ إجراء صائباً يُخرجك منها.

4. إظهار شخصيتك خير من إخفائها:

لا أعتقد أنَّ الآخرين يحبونني، إنَّهم يحبون شخصية تقمصتها، أو شخصية اخترعوها في أذهانهم، أو شخصية تروقهم وفيها من الخصال ما تهواه أنفسهم، ولكن هذه ليست شخصيتي الحقيقية، وهذا يخيفني، فمَن سيحب فتاة مترددة بكَّاءة لا تسيطر على نفسها وتتهرب من مشكلاتها ولا تختلط بالآخرين؟ ومَن سيحب ضعفي ويقبل شخصيتي الحقيقية؟

لقد كتبتُ هذه الكلمات في مفكرتي قبل خمسة عشر عاماً عندما كنت أعاني نوبة اكتئاب خفيفة، ولم أستعد عافيتي إلا بعد أن قررت إظهار شخصيتي الحقيقية وما فيها من ضعف، ولكن لم يكن الأمر سهلاً بالطبع؛ إذ كان علي التحلي بالشجاعة لإظهار ضعفي أمام الجميع؛ بل إظهار شخصيتي الحقيقية لا تلك التي يحبها الآخرون، وأن أتقبَّل رد فعلهم بصدر رحب، وإنَّه لأمر صعب لكنَّه أهون من الاستغناء عن الحب الحقيقي والصدق وقبول الذات؛ أي أهون من نكران التجارب الثمينة التي شكَّلت شخصياتنا وصقلتها على مر السنين.

فقط عندما نتحلى بالشجاعة لسبر أغوار أنفسنا، سنكتشف القوة الخفية الساكنة في داخلنا، لذا اعلم بصرف النظر عن عمرك أو عرقك أو جنسك، أنَّ تحت كل المظاهر الخارجية روح نقية صافية، ونور ينتظر أن يخرج ويتألق، لذلك احتفِ باختلافك، وسماتك الفريدة وإبداعك المميز، وإذا عجزت عن إقناع العالم بشخصيتك، فاتركهم وابحث عن أناس تحبهم ويحبونك كما أنت بقوتك وضعفك، وبمحاسنك ومثالبك.

  • كن أنت في عالم يريدك أن تعيش على هواه.
  • اسلك الطريق الذي ترى فيه سعادتك حتى لو لم يسلكه أحد من قبلك.
  • لا تكن موجوداً وحسب، فنحن جميعاً موجودون، والهام هو: هل تعيش بحق؟

5. ليس كل من تثق به جديراً بالثقة:

عانى كل واحد منا خيانة الثقة يوماً ما، ولكن الهام هو ألا تدع سلوك شخص وضيع يدمر ثقتك في الآخرين، فلا تدعه ينال منك.

الثقة ضرورية لبناء علاقات عميقة وذات مغزى، وإنَّها عماد أي علاقة من أي نوع كانت، لذا إعادة بناء الثقة بعد الخيانة ليست أمراً سهلاً، وفي بعض الأحيان يستحيل أن تثق بالشخص الذي خانك مرة أخرى، ولكن بصرف النظر عن التفاصيل وعن قرارك إزاء علاقتك مع هذا الشخص بالذات، فإنَّ القرار الأهم هو كيف ستكون بعد الخيانة.

تصرَّف بحكمة، واعلم أنَّ الابتعاد عن الشخص المؤذي هو رعاية ذاتية، وأنَّ الانسحاب من المواقف التي تشعر فيها بعدم التقدير أو عدم الاحترام هو رعاية ذاتية، لذا اختر احترام مشاعرك وحدودك، ففي النهاية يدخل الناس حياتك ويخرجون منها لأغراض وفترات زمنية مختلفة، ولك أن تتعلم من كل واحد منهم إذا أردت ذلك، فبعض الدروس تؤلم أكثر من غيرها، ولكنَّها جميعها تقوِّي شخصيتك، لذا عندما تتعامل مع خيانة الثقة بحكمة، فإنَّك تستخلص منها العبر وتنسى الألم تدريجياً مع مرور الوقت.

باختصار، يعاشرك بعض الناس لغاية في أنفسهم، وما إن تنقضي مصلحتهم يغادرون، فما يخفف من بشاعة هذا السلوك هو أنَّك ستبقى في النهاية مع أناس تحبهم ويحبونك، لذا قدِّر هؤلاء واستمتع بصحبتهم وافتخر بهم.

في الختام:

تعلَّم من تجاربك ومن الآخرين، وواجه الحياة، وادفع نفسك برفق إلى حافة منطقة راحتك حتى تتمكن من توسيعها وزيادة ثقتك بنفسك كل يوم، وثق بنفسك وقدرتك على النجاح، وثق بحدسك واختر طريقك بنفسك، واعلم أنَّ المتعة في طريقك إلى الهدف لا في تحقيق الهدف ذاته.