ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتوضِّح لنا فيه كيف يمكن الوصول إلى الحياة التي نحلم بها.
قبل بضع سنوات سألت نفسي هذا السؤال، وصُدِمتُ من الإجابة التي توصَّلت إليها؛ إذ كانت حياتي على ما يرام؛ لكنَّني لم أرغب أبداً في أن يكون أي شيء على ما يرام وحسب، فكنت قد بدأت أشعر بالملل والراحة وفقدت شغفي بما فعلته، وفي تلك اللحظة أدركت أنَّ لا شيء سيتغير ما لم أُجرِ التغيير بنفسي، وبعد أسبوع واحد أصغيت إلى حدسي وقدَّمت استقالتي من وظيفتي متجاوزةً الشعور بالخوف، ومنذ تلك اللحظة شعرت بأنَّني بُعِثتُ إلى الحياة من جديد، ولم تعد حياتي روتينية أو متوقعة؛ بل شعرت بالانتعاش والإثارة.
إليك فيما يأتي 5 خطوات للوصول إلى الحياة التي تحلم بها:
الصدق شرطٌ أساسي حين يرتبط الأمر بتغيير حياتك، فكر في أسلوب حياتك، هل تشعر بالشغف والرضى حيال وظيفتك وعلاقاتك وأسلوب حياتك؟
حين تلتقي بأصدقائك المقربين بعد انقطاع هل تتطلَّع لمشاركة كلِّ ما يحدث في حياتك معهم أم تبدأ حديثك بتنهيدة مُتعبة؟ وهل تجد حياتك ملهمة؟ يفيض الأشخاص الذين يجدون الإلهام في الحياة بالحيوية والثقة بالنفس.
أول ما فعلته بعد ترك وظيفتي هو البحث عمَّا سيعيد إليَّ الشغف والمتعة، وقد أردت حقاً أن أتحدى نفسي؛ لذا بدأت عملي الخاص وعدت إلى الجامعة متجاهلة كثيرين ممَّن قالوا لي إنَّ الأوان قد فات على ذلك، وبعد 3 سنوات وإلى جانب العمل 50 ساعة في الأسبوع حصلت على درجة البكالوريوس.
قبل أن أترك وظيفتي كانت حياتي أكثر استقراراً وكنت أجني مالاً وفيراً وكان من المقرر أن أتولى الإدارة في عملي آنذاك؛ لكنَّ ما أعرفه الآن هو أنَّ المال والاستقرار والمناصب لا تؤدي بالضرورة إلى الشعور بالرضى؛ إذ يتَّصل الرضى الحقيقي بعيش حياتك بشغف وإلهام، فما هي التحديات التي من شأنها أن تعيد إليك الحيوية والرضى والإلهام مرة أخرى؟
شاهد بالفديو: قرارات هامة لتغيير حياتك نحو الأفضل
المخاطرة ليست سوى الوجه الآخر للتميز والالتزام، ولا يعني ذلك العمل بجدية أكبر أو لفترة أطول؛ بل ينطوي على تقبُّل التغيير، إن لم تكن علاقتك بشريكك على ما يرام فكر في الطريقة التي كنت تتواصل بها ومقدار الجهد والتنوع الذي أضفته للعلاقة أخيراً، وإذا لم تكن بصحة جيدة ألقِ نظرة إلى نظامك الغذائي ونمط حياتك وأجرِ تغييرات مناسبة لما تفعله وتأكله، وإذا كنت تعاني التفكير السلبي، احرص على أن تكون أكثر وعياً بما تقرؤه وتشاهده وتستمع إليه، وانتقِ أولئك الذين يؤثرون فيك بعناية.
ترتبط المخاطرة بطرح السؤال: "إذا كان ما أفعله حالياً لا يحقق النتائج التي أريدها، فما الذي أريده؟ وهل أنا على استعداد للمخاطرة من أجل تحقيقه؟".
إقرأ أيضاً: ما الذي يعيقنا عن عيش الحياة التي نريدها؟
من أكثر الأسئلة التي أتلقاها شيوعاً هو: "كيف أعلم ما عليَّ فعله لتحقيق التغييرات التي أريدها في الحياة؟"، مع تقدُّم الإنترنت وتوافر المكتبات الإلكترونية والمواقع والمدونات أصبح من الأسهل بكثير العثور على الإجابات التي تحتاج إليها، فيرتبط الأمر بالإبداع في العثور على المعلومات، فحين ترغب في شيء بشدة ستجد طريقة للوصول إليه؛ لذا كن مبدعاً بما تملأ به وقتك، واعمل مع كوتش أو منتور وأبقِ ذهنك منفتحاً دائماً.
لم يقل أحد أنَّ الحياة ستكون سهلة، ولكن من أجل إحداث تغيير تحتاج أولاً إلى تغيير وجهة نظرك، فحين أفكر ببدء شيء جديد أشعر بالخوف والرهبة؛ لكنَّني أحاول رؤية الأمر على أنَّه مغامرة جديدة عوضاً عن الخوف ممَّا هو قادم، لقد أدركت أنَّ نصف الطريق إلى تغيير حياتك ينطوي على عدم المبالغة في التفكير والثقة بأنَّك واسع الحيلة بما يكفي لمعاملة كلِّ ما يأتي في طريقك.
إن كنت على استعداد لتحمل المخاطر اللازمة ستحقق النتائج التي تريد، وستحصل على الوظيفة والعلاقة والجسد ونمط الحياة الذي تريده، ولكن مع ذلك لا تؤمن بالحلول السريعة تحت أي ظرف من الظروف، إن لم تُقدِّم سوى قليلاً من الجهد فلن تحظى بنتائج ترضيك.
الحياة قصيرة ولا شيء مضمون؛ لذا لا تُضِع الوقت في محاولة رسم خريطة للسنوات الخمس المقبلة، ابدأ بخطة أساسية وشاملة واتخذ إجراء، وإن شعرت بالشغف تجاه شيء ما، فكر ملياً لكن لا تتجاهل ما يخبرك به حدسك، وتذكر أنَّ عقلك مسؤول عن حمايتك؛ لكنَّ حدسك مسؤول عن إرشادك.