5 نصائح تساعدك على السيطرة على عواطفك

5 نصائح تساعدك على السيطرة على عواطفك
(اخر تعديل 2024-05-05 06:07:13 )
بواسطة

تؤدي مشاعر مثل شعورك بالإحباط والقلق والحزن والإرباك إلى تبنِّي عادات معيَّنة، ويمنعنك عدم القدرة على التحكم في عواطفك من القيام بما يقع ضمن إمكاناتك، ومن ذلك الشعور الحقيقي بالسعادة، وفي حين أنَّك عاجز عن تغيير الأحداث التي تجري في حياتك، إلا أنَّك تستطيع السيطرة على عواطفك؛ إذ ستواجه دائماً شأنك شأن الآخرين، ظروفاً ومواقف تؤدي إلى التوتر، ولكن ما يحدد إذا كنت قادراً على تحقيق الحياة التي ترغب بها بدلاً من السماح للعقبات بمنعك من بلوغ أحلامك هي طريقة استجابتك لهذه الظروف والمواقف.

إليك:

5 نصائح تساعدك على السيطرة على عواطفك:

1. غيِّر منظورك:

من السهل أن تسيطر على عواطفك عندما يسير كل شيء على ما يرام، ولكن ليس الأمر بهذه السهولة عندما تحدث المشكلات، ويمكن أن تكون المشكلة هي خسارة الوظيفة أو المرض أو فقدان أحد أحبَّائك؛ إذاً الفكرة أنَّ شيئاً سيئاً يحدث رغماً عنك، ويؤدي إلى إحباطك؛ إذ يشرح لنا الكاتب الأمريكي "توني روبنز" (Tony Robbins) هذا الأمر، ويقول: "تنبع كل مشاعر التوتر والحزن والغضب من المعنى الذي نعطيه للأحداث وليس من الأحداث نفسها"، ومما لا شك فيه أنَّ ما يحدث معنا من أمور مأساوية هو حقيقي، وليس ضرباً من الوهم، ولكن السؤال هو: كيف ستتفاعل مع هذه الأحداث وتسمح لها بتغيير حياتك؟

يمكن أن تسمح لها بإحباطك، كما يمكن أن تستثمرها لتحفيزك من أجل تحقيق أهدافك، فمن المؤكَّد أنَّك لا ترغب بأن تسمح لمشاعر التوتر والغضب بالسيطرة على حياتك؛ لذلك تعلَّم كيف تغيِّر منظورك وتتجنب السماح للمشاعر السلبية بتدمير حياتك؛ إذ يتعلق الأمر برمته بالمعنى الذي تضفيه إلى أية تجربة.

يطرح "روبنز" علينا هذا السؤال الهام: هل فكَّرت سابقاً في أنَّ كل شيء سلبي حدث معك ومن ذلك الأحداث المؤلمة وأكثرها مأساوية مسخَّرٌ لمساعدتك من أجل تحسين حياتك، وليس من أجل تدميرها؟

عندما تضفي على الحدث المأساوي معنى إيجابياً، فسوف تكون قادراً على تغيير منظورك، وتغيير حياتك كلياً في نهاية المطاف.

2. غيِّر معتقداتك:

تغيير المعتقدات هو الخطوة التالية بعد أن تقرر المعنى الذي تحمله أحداث حياتك، وهو شيء نقوم به دائماً، ولكن دون إدراكنا.

تحدد معتقداتنا نوعية الحياة التي نعيشها، وتؤثِّر في علاقاتنا الحميمة وصداقاتنا وأهدافنا المهنية وغير ذلك، ومع ذلك غالباً ما يكون مصدر هذه المعتقدات هو عواطفنا وليس ما يحدث معنا في الحياة الواقعية، بمعنى أنَّك تستطيع أن تغيِّر من تأثير أحداث حياتك فيك بمجرد أن تتعلم السيطرة على عواطفك، ومن ثم تغيير معتقداتك عن نفسك وعن العالم.

خذ الانكماش الاقتصادي على سبيل المثال؛ إذ يمكن لأحدهم أن يتفاعل مع هذا الحدث، ويقول لنفسه: "سوف أُفلس لا محالة"، وبينما يقول شخص آخر لنفسه: "إذا كان هناك من شيء يمكن أن أقوم به، فهو العمل الجاد ومحاولة الادِّخار بوسائل مبتكرة"، فمن المؤكَّد أنَّ لكل من نمطي التفكير السابقين تأثيراً مختلفاً؛ إذ سيستجيب كل منهما بطريقة مختلفة للركود الاقتصادي، ومن ثم تتكون عاطفة مختلفة لدى كل منهما، ومصدر كل ذلك هو المعنى الذي أضفاه كل من الشخصين في مثالنا السابق على حدث الركود الاقتصادي.

لنأخذ مثالاً يتعلق أكثر بجوانب الحياة الشخصية؛ فكِّر في امرأة كانت يتيمة وتم تبنِّيها عندما كانت طفلة، لذا يمكن لهذه المرأة أن تشعر بالدونية وعدم جدارتها بالحب كونها لم تعش حياة طبيعية كبقية الأطفال، ويمكن أيضاً أن تفكِّر في نفسها بطريقة مختلفة، وتأخذ بالحسبان أنَّ مَن تبناها قد اختارها من بين أطفال آخرين ومنحها الحب، فهل تلاحظ أهمية اختيارها للمعنى الذي تضفيه إلى قصتها؟ وكيف سيؤثِّر ذلك في سلوكها في حياتها اليومية؟ وكيف سيؤثِّر ذلك في قراراتها المصيرية؟

تشعر هذه المرأة في المثال السابق بشعور الحرمان في الحالة الأولى، بينما تؤكِّد على قيمتها وقيمة حياتها في الحالة الثانية، فعندما تتعلم كيف تسيطر على عواطفك، وتعيد تأليف قصتك التي ترويها لنفسك، فإنَّ ذلك من شأنه أن يؤثِّر في حياتك برمتها؛ لأنَّ القرارات التي تؤثِّر فينا هي قرارنا المتعلق بالمعنى الذي نمنحه للحدث، وليس الحدث بحد ذاته، وتنبع كل عواطفك من هذا المعنى الذي تضفيه على أحداث حياتك.

شاهد بالفديو: التحكم بالعواطف: 3 عقبات تمنعك من امتلاك هذه المهارة

3. ركِّز على الإيجابيات وليس السلبيات (استبدل توقعاتك بالشعور بالامتنان):

لست الوحيد الذي يتبنى معتقدات مثبِّطة للمعنويات؛ إذ نختبر جميعاً بين الحين والآخر نوعاً من الحديث الذاتي السلبي الذي يجعلنا نشعر بالحزن الشديد، وذلك في الوقت الذي يمكن أن تغمرنا فيه السعادة، فنحن ندفع أنفسنا للشعور بالحزن والقلق والخوف والخجل والشعور بالذنب والغضب، والسبب أنَّ طبيعتنا البشرية تفرض علينا هذه المشاعر؛ إذ لا يمتلك الدماغ آلية تلقائية تساعده على التخلص من العواطف التي تؤدي إلى تدمير حياتك، ومهمتك هي تعليمه ذلك، ويركِّز عقلك دائماً على ما يمكن أن تخسره كلياً أو جزئياً، وما قد لا تحصل عليه من الأساس، وقد يبدو هذا الأمر غير منطقي، ولكنَّه يعمل بهذه الطريقة لحمايتك.

نحن مهيئون بحكم طبيعتنا البيولوجية للتفكير والاستعداد لأسوأ الاحتمالات؛ لذلك يعتمد الأمر عليك للقيام بجهد واعٍ لتحديد القصص التي تخبر نفسك بها وما ينتُج عنها من عواطف، وكي تتمكن من السيطرة على عواطفك، يجب أن تستبدل توقعاتك بالامتنان؛ إذ ستتغير حياتك بأكملها وفوراً بمجرد أن تقوم بذلك، وستستمر في التحسُّن ما دمت مواظباً على هذا النمط من التفكير.

لنعد إلى مثالنا عن المرأة التي عاشت طفولتها كطفلة مُتبنَّاة؛ إذ كانت تتوقع في الحالة الأولى أن يرعاها والداها الحقيقيان، وكان من الممكن أن يعكِّر هذا التوقع صفو حياتها بأكملها، ولكن عندما استبدلت توقعاتها بالشعور بالامتنان لوجود من اختارها ليرعاها دون غيرها ويمنحها الحب دون أن يكون والدها أو أمها الحقيقية تغيَّرت حياتها بالكامل، وهنا تكمن قوة استبدال التوقعات بالامتنان.

4. طوِّر الوعي بالذات:

من غير الممكن أن تسيطر على عواطفك ما لم تتعرف إليها في البداية، وتُسمى القدرة على إدراك وتحديد وتقييم أفكارك وعواطفك بالوعي بالذات؛ إذ يعيش بعض الناس حياتهم دون امتلاك أي وعي بالذات، وبعضهم الآخر واعٍ بذاته لدرجة كبيرة جداً، ولكن معظمنا غير واعٍ بذاته على الأغلب.

لنعد مجدداً إلى مثال المرأة التي عاشت طفولتها في التبنِّي، فمن الممكن أن تعيش هذه المرأة حياتها وهي تعوِّل على الحظ للنجاح في العلاقات، وتشعر بأنَّ لا أحد يحبها، ولكنَّها ستكون قادرة على الربط بين تجاربها في العلاقات وخوفها من الرفض عندما تمتلك الوعي بالذات، وستدرك عندها أنَّه ينبغي عليها بدايةً أن تحب نفسها حتى تتمكن من بناء علاقات صحية؛ أي إن قدرتها على تغيير منظورها، ومعتقداتها تعتمد كلياً على قدرتها على إدراك عواطفها وفهم العلاقة بينها وبين ماضيها، وهذا ما يُسمى الوعي بالذات.

استخدم إذا كنت عاجزاً عن السيطرة على عواطفك استراتيجيات تهدف إلى تعزيز الوعي بالذات مثل التأمل الذاتي، وكتابة اليوميات، والتأمل، والسعي إلى تغيير منظورك، فهذه هي الركيزة الأساسية التي تساعدك على تطوير ذكائك العاطفي، وفهم عواطف الآخرين إضافة إلى القدرة على التعبير عن عواطفك الخاصة بطريقة بنَّاءة.

5. تحمَّل المسؤولية:

يجب أن تقرر أخيراً أن تتحمل مسؤولية عواطفك، لذا قرر أنَّك لن تعيش بعد اليوم تحت سيطرة الخوف والغضب أبداً، وحدد ما تريد أن تركِّز عليه، وما هي المعتقدات التي ستسمح لها بإرشادك خلال حياتك، واختر المعنى الذي تريد أن تضفيه على كل ما يحدث معك، والتزم بهذه القناعة، فهذه القدرة مُتاحة لنا جميعاً، وينبغي علينا أن نستثمرها؛ لأنَّ من شأنها أن تغيِّر كل شيء، وما من شيء يعوقك عن تحقيق ما تحلُم به سوى معتقداتك، وما من شيء يقوِّض قدرتك على الشعور بالسعادة سوى ما تتبنَّاه من معتقدات مثبِّطة للمعنويات.

تذكَّر ما يقوله "روبنز": هل فكَّرت سابقاً في أنَّ كل شيء سلبي حدث معك ومن ذلك الأحداث المؤلمة وأكثرها مأساوية مسخَّرٌ لمساعدتك من أجل تحسين حياتك، وليس من أجل تدميرها؟

ماذا لو أنَّ كل ما يحدث معك، ومن ذلك الأحداث المؤلمة يُهيئك لعيش حياة أفضل، ويمنحك مزيداً من القدرة على العطاء والشعور بمزيد من السعادة.

في الختام:

يقول "توني روبنز" أيضاً: "الحرية الحقيقية هي قدرتك على منع الأحداث الخارجية من تحديد عواطفك"، وستختبر الحرية الحقيقية عندما تتعلم كيفية السيطرة على عواطفك، واختيار المعنى المحفِّز الذي ستضفيه على كل ما يحدث معك في حياتك.