5 نصائح تساعدك على الشعور بالسعادة بشكل دائم

5 نصائح تساعدك على الشعور بالسعادة بشكل دائم
(اخر تعديل 2024-04-30 05:00:15 )
بواسطة

لكن لنسأل أنفسنا هذا السؤال: لماذا لا نكون سعداء ونبقى كذلك على الدوام؟

الإجابة؛ لأنَّ طبيعتك البشرية تمنعك من ذلك.

لقد شرح المؤلف "روبرت رايت" (Robert Wright) السبب وراء ذلك بشكل واضح، وبيَّن أنَّه سرعان ما تزول المتعة بعد تحقيق شيء ما، لِجعلك تسعى وراء مزيد من المتعة.

لا ترغب أن تراوح في مكانك طوال الوقت؛ بسبب طبيعتك البشرية، لذا تدفعك طبيعتك البشرية إلى أن تكون مُنتجاً أو أن تشعر بذلك على الأقل؛ لذلك فإنَّك تتوقع الشعور بالمتعة عند تحقيق شيء جديد، ولكن سرعان ما يتلاشى هذا الشعور، وهذا ما يحافظ على زخمِك، فحين ترفض السعي وراء المتعة ستتوقف عن السعي وراء إنجاز مزيد من الأشياء؛ لذلك تجد أنَّ الجميع يسعى بشكل محموم لتحقيق مزيد من الإنجازات، وذلك من أجل الحفاظ على شعوره بالسعادة، ولكن المشكلة هي أنَّنا غالباً نقوم بالأشياء الخاطئة لكي نكون سعداء، إذاً ما هي الأشياء الصحيحة؟

يمكن تلخيصها في 5 نصائح:

  • اختبر المشاعر الإيجابية.
  • اشعر بالاندماج.
  • اهتم بالعلاقات.
  • اجعل لحياتك مغزى.
  • اشعر بمتعة الإنجاز.

قد تعتقد أنَّ هذه الأشياء أبسط من أن تكون سبباً لسعادتك، لكن تُظهر أكثر من 8 آلاف دراسة أنَّ هذه النصائح فعَّالة، ولكي تكون على بيَّنة، فقد تم التوصل إلى هذه العناصر الخمسة للسعادة من قبل عالم النفس "مارتن سيلجمان" (Martin Seligman)، وهو أستاذ علم النفس في جامعة "بنسلفانيا" (University of Pennsylvania) والرئيس السابق لجمعية علم النفس الأمريكية (The American Psychological Association)، والباحث الرائد في مجال علم النفس الإيجابي، والذي يركِّز في طريقة تحقيق السعادة، ولنتحدث الآن عن كل واحدة من هذه النصائح:

5 نصائح تساعدك على الشعور بالسعادة:

1. اشعر بمزيد من المشاعر الإيجابية:

تعزز المشاعر الإيجابية شعورك بالراحة، ونعرف جميعاً هذه الحقيقة، وربما نلجأ إلى تطبيقها أكثر من اللازم، وبمعنى أنَّنا نسعى إلى الشعور بالرضى على الدوام، ولكنَّنا لا نريد في نفس الوقت أن نختبر المشاعر السلبية التي ترافق الاستراتيجيات الكثيرة التي نطبِّقها من أجل هذه الغاية، ولكن لا يمكنك أن تختبر أي تجربة من جانب واحد فقط، فلا بدَّ من تقبُّل السلبيات كما تتقبل الإيجابيات.

يمكننا زيادة المشاعر الإيجابية المتعلقة بالماضي من خلال الشعور بالامتنان، والمتعلقة بالحاضر من خلال التلذذ، والمتعلقة بالمستقبل من خلال نظرة متفائلة، لذا سنركِّز على آلية التلذذ؛ لأنَّه نادراً ما يتم تداولها، وتسمى إحدى الطرائق لتعزيز مشاعرنا الإيجابية ببناء الذاكرة، ونحن نلجأ لهذا الأسلوب، ولكن في بعض الأحيان فقط وبشكل عشوائي، وما يجب أن تقوم به هو تحويل هذا السلوك العشوائي إلى عادة، لذا كل ما عليك فعله هو أن تقضي مزيداً من الأوقات الممتعة، لذا ركِّز في المستقبل على هذا النوع من التجارب، ولا تسمح لشيء بأن يحوِّل تركيزك عن الجانب الإيجابي للحياة، وخصِّص بعض الوقت لترسيخ هذه الذكريات.

غالباً نكون مشغولين جداً بالصور التذكارية التي نشاركها على تطبيقات التواصل الاجتماعي، لدرجة أنَّنا ننسى التركيز على الحاضر بشكل كامل، ولكن لا ينبغي أن تفرِّط بالتجربة من أجل جمع صور تذكارية، يجب أن تندمج في اللحظة؛ ولذلك اصنع مزيداً من الذكريات واستمتع بها، وليس من الضروري أن تكون هذه الذكريات ناتجة عن إجازات مُكلِفة مالياً وتجارب، ويمكن لأي شيء أن يجلب لك المشاعر الإيجابية، فقد تكون أغنية تحبها، أو أي شيء آخر مهما بدا بسيطاً، فالأشياء الصغيرة لها أهميتا أيضاً؛ لذلك عش اللحظة بكل ما لديك من قدرة.

من الأخطاء التي نرتكبها؛ هي الاكتفاء بالتركيز على المشاعر الإيجابية، ولكن من المؤسف أنَّ ما نحققه من ملذات آنية لا يحقق لنا السعادة على الأمد الطويل؛ لذلك يجب ألا نكتفي بتعزيز المشاعر الإيجابية لتحقيق السعادة.

2. اشعر بمزيد من الاندماج:

نشعر في بعض الأوقات بأنَّ كل شيء مستقر للغاية، وأنَّ الوقت يسير ببطء، وعلى الرغم من أنَّ كل شيء يكون على ما يرام، إلا أنَّنا نشعر بالملل، والتوق لشيء ما، وقد يكون السبب في ذلك أنَّك لست مندمجاً.

يقول "سليجمان": "الاندماج هو تجربة يستثمر فيها الشخص مهاراته ونقاط قوته، وتركيزه من أجل إنجاز مهمة صعبة"؛ فنحن بحاجة إلى الاندماج، لذا يجب ألا تعيش حياتك دون شغف؛ بل يجب أن تعمل على الاندماج فيها، فربما سمعت عن نظرية التدفق؛ الحالة التي يندمج فيها الشخص كلياً بنشاط ما، وهي الحالة التي تفقد فيها الشعور بالوقت، وتندمج كلياً فيما تقوم به.

التدفق هو الحالة الطبيعية، فلن يحقق لك الاستلقاء على الأريكة، ومشاهدة التلفاز طوال الوقت شيئاً من السعادة، ويمنحك التدفق الشعور بالسعادة؛ لأنَّك تشعر بأنَّك تحرز تقدماً نحو هدف ما، ويكمن السر في المرحلة التي تندمج فيها بنشاط معيَّن دون أن يؤدي ذلك إلى شعورك بالتوتر، فلا تفكَّر في النتيجة النهائية؛ بل تفكِّر في العملية فقط.

المدهش أنَّ الدخول في حالة التدفق يجعلك تشعر بالرضى لكنَّك لا تلاحظ ذلك إلا بعد انتهاء النشاط، والسبب أنَّنا نستمتع لدرجة ننسى معها أن نلاحظ ما نشعر به، ولا يفكِّر الشخص كثيراً عندما يدخل في حالة التدفق، والأمر أشبه برياضي مندمج تماماً في رياضته المفضلة، فكيف تصل إلى حالة التدفق؟

تحقق ذلك غالباً من خلال القيام بأكثر النشاطات التي تؤدي إلى شعورك بالمتعة، مثل القراءة، والتحدث مع الأصدقاء، أو سماع الموسيقى، أو ممارسة الرياضة، أو أي شيء يجعلك تفقد إحساسك بمرور الوقت، ويجعل كل تركيزك موجهاً إلى ما تقوم به، لذا مارس مزيداً من هذه النشاطات، وخصص لها وقتاً في جدولك الزمني.

شاهد بالفديو: كيف تتخلص من الشعور بالفتور وتبدأ الوصول إلى حالة التدفق؟ ادم غرانت " Adam Grant"

3. اهتم بعلاقاتك:

العلاقات هامة جداً لسعادتنا، فتجلب العلاقات لنا السعادة، وتعزز شعورنا بالبهجة بسبب الأشياء التي نشعر حيالها بالامتنان، كما أنَّها تتيح لنا الحصول على الدعم من الآخرين، ولا يمكن ألا تستمتع بمساعدة الآخرين إلا إذا كنت شخصاً عدوانياً للغاية، وتُظهر الأبحاث أنَّ التعامل بلطف مع الآخرين يعزز شعورنا بالسعادة.

إذاً بماذا ننصح من أجل الاستفادة من العلاقات في سبيل تحقيق السعادة؟

يمكنك مثلاً أن تلتقي بأحد الأشخاص الذين عاملوك بلطف، أو تبعث له برسالة تعبِّر له من خلالها عن امتنانك لمعرفته، أو يمكنك أن تخبره ذلك بشكل مباشر وجهاً لوجه، فالأمر بهذه البساطة، ولكنَّه فعَّال للغاية، وكثيراً ما يتأثر الناس الذين يُبدُون هذه المعاملة اللطيفة، وترسخ مثل هذه المواقف في ذاكرتهم للأبد.

تشير الدراسات إلى أنَّ الارتفاع في معدَّل السعادة الذي نختبره بعد هذه المواقف يمكن أن يستمر لمدة 3 أشهر.

4. اجعل لحياتك مغزى:

يمكن أن تمتلك في حياتك كل ما من شأنه أن يجعلها رائعة، ولكن المعنى هو أكثر الأشياء أهميةً للشعور بالسعادة، ومن الممكن أن يصبح كل شيء بلا قيمة عندما نفتقر إلى الشعور بالمعنى من الحياة، ولا يوجد ما يمكن أن يحقق لك السعادة أكثر من وجود معنى في حياتك، فيصبح لكل شيء قيمة وأهمية بوجوده حتى أنت نفسك.

يقول "سليجمان": "نشعر بالمغزى من الحياة عندما نتفانى في تحقيق غاية أكبر من أنفسنا".

يمكن أن تحقق الشعور بالمعنى من الحياة من خلال الدين، أو الأسرة، أو خدمة قضية اجتماعية، أو التفاني في عملك، وإذا كنت تعرف ما يجعلك تشعر بالمغزى من الحياة، فهذا أمر رائع، وأما إذا لم يكن الأمر كذلك، ففكِّر ببساطة بشيء ترغب بأن يتذكرك الناس فيه بعد موتك.

قد يكون تحديد ذلك أمراً صعباً، ولكن ثمة طريقة بسيطة، وربما مخيفة بعض الشيء، تخيَّل أنَّك توفيت وخرج الناس في جنازتك، فكِّر فيما تريد أن يتذكرك به أصدقاؤك، فكل ما يتطلبه الأمر هو التفكير في الشيء الذي ترغب بأن يتذكرك الآخرون به، ومن ثمَّ القيام بهذا الشيء، والأمر الرائع هو أنَّه من المُحتمل جداً أن تكون محط إشادة من قبَل الآخرين بسبب جهودك في هذا المجال الذي اخترته وأنت ما تزال على قيد الحياة.

نعيش معظمنا نفس الروتين الرتيب، فنذهب إلى العمل، ونعود لنرى عائلتنا، وننتظر في زحمة المرور، ولكن ما يجعل من كل واحد منا شخصاً مميزاً؛ هو الطريقة التي نؤدي بها هذه المهام.

5. اشعر بمتعة الإنجازات:

يملؤنا الشعور بالكفاءة، والنجاح، بالفخر والحماسة، سواء كانت إنجازاتنا في العمل، أم الهوايات، أم الرياضة، أم غير ذلك، فالشعور بالإنجاز فريد من نوعه؛ لأنَّه ليس من الضروري أن نستمتع دائماً بالمحاولة بحد ذاتها، ولكنَّنا نستمتع بالجهد المبذول أكثر عندما نحقق الإنجازات بصعوبة، إذاً ما عليك فعله هو تحقيق مزيد من الإنجازات، فمن البديهي أنَّ الإنجازات تدعم رفاهيتك النفسية، ولكنَّها أيضاً من الأساليب المُثبتة في علم النفس لعلاج الاكتئاب، وهو ما يُسمى بالعلاج التنشيطي السلوكي (علاج موجَّه يهدف إلى تعديل الأفكار، وما ينجم عنها من سلوكات).

نعرف جميعاً ما نشعر به عندما ننجز الأشياء الموجودة في قائمة مهامنا، كما نعرف جميعاً الشعور المناقض عندما نضيِّع وقتنا على مواقع التواصل الاجتماعي ونشعر بالمتعة مؤقتاً، ولكنَّك تشعر بالندم بعد مرور بعض الوقت وتقول لنفسك: ما الذي أفعله بحياتي؟

أفضل شيء فيما يتعلق بالشعور بالإنجاز هو أنَّه يدفعنا إلى إنجاز مزيد من الأمور، بسبب ما نختبره من مشاعر رائعة؛ إذ أظهرت الأستاذة في جامعة "هارفارد" (Harvard University) "تيريزا أمابيل" (Teresa Amabile) من خلال دراسة أجرتها أنَّه لا يوجد شيء يمنحنا مزيداً من الحافز أكثر من إحراز التقدُّم، وكوننا نتحدَّث هنا عن فائدة إحراز التقدُّم في منحنا لمزيد من الشعور بالسعادة، فلا داعي لأن تكون إنجازاتك هائلة، ويكفي أن تقوم بما من شأنه أن يمنحك الشعور بالإنجاز مهما بدا بسيطاً؛ لذلك لا ينبغي أن يكون حافزك هو المال، أو الحصول على ترقية وظيفية، يجب أن يكون حافِزك هو الشعور بالرضى وحسب.

كيف تكون سعيداً على الدوام؟

الإجابة ببساطة من خلال 5 نصائح أساسية:

1. اشعر بمزيد من المشاعر الإيجابية:

توقف عن التفكير في الماضي والمستقبل، وعش سعادتك في اللحظة الحالية، ومن ثم اصنع لنفسك مزيداً من الذكريات السعيدة.

2. اندمج:

يمكن أن تساعدك حالة التدفق على رفع مستوى السعادة لديك إلى درجة كبيرة؛ لذلك خصص مزيداً من الوقت للقيام بالأشياء التي تندمج بها، وتنسيك مرور الوقت.

3. اهتم بالعلاقات مع الآخرين:

يمكن أن يؤدي الإفراط في العزلة إلى الشعور بالوحدة والكآبة، لذا قم بزيارة لشخص ما تهتم بأمره، واجعله يشعر بالسعادة.

4. اجعل لحياتك مغزى:

فكِّر فيما تريد أن يذكرك به الناس بعد وفاتك، وقم به.

شاهد بالفديو: 10 طرائق مثبتة علمياً تمنحك سعادة دائمة

5. اشعر بمتعة الإنجاز:

غالباً ما يكون أداؤنا المتواضعَ بسبب قرار منا شخصياً سواء أدركنا ذلك أم لا، لذا لا تكتفِ بأداء متواضع؛ بل حقق مزيداً من الإنجازات، فلا يوجد ما يؤدي إلى سعادة الإنسان أكثر من الرضى الذي يستمده من إنجاز عمله بإتقان.

من المُحتمل أنَّ السؤال الأبدي الذي طرحه الإنسان على نفسه: كيف أكون سعيداً؟ هو بحد ذاته أحد أسباب تعاستنا، وما قرأته في هذا المقال هو عبارة عن أشياء نعرفها كلنا، ونقوم بها، ولكن قليلاً، ودون إدراكنا أحياناً، لذا طبِّق هذه النصائح، وستبقى سعيداً طيلة حياتك.

في الختام:

حاول اتباع النصائح أعلاه وستلاحظ ان حياتك بدأت بالتغير بشكلٍ فعلي.