6 نصائح لمعاملة الرفض بإيجابية

بالنسبة إلى الأشخاص ضعاف الثقة بالنفس فهذه مشكلة خطيرة جداً؛ لأنَّهم قد يفقدون إيمانهم بأنفسهم بسرعةٍ كبيرة؛ ما قد يضر بفرصهم المستقبلية، حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين يثقون في أنفسهم ثقةً ملحوظة فإنَّ التعرض للنقد والسخرية مراراً وتكراراً سيؤثر عاجلاً أم آجلاً في احترامهم لذاتهم؛ إذاً ما الذي يمكن أن يفعله المرء ليواصل المضي على الرغم من السخرية والرفض؟

إليك 6 نصائح مفيدة للغاية لمعاملة الرفض:

1. ميِّز الحقائق من الآراء:

كثير من الأشياء التي يقولها الناس هي محض آراء، وليست حقائق مطلقة، والفرق بين الاثنين هو أنَّ الحقائق ثابتةٌ وصحيحة بصرف النظر عن الظروف، أمَّا الآراء فهي تختلف من شخص إلى آخر؛ فمثلاً كروية الأرض هي حقيقة لا ريب فيها، أما مدى جمال شخصٍ ما فهو رأي، إنَّ دوران الأرض حقيقة وستظل حقيقة، ومن ناحية أخرى إذا ظنَّ شخص ما أنَّك لست حسن المظهر فهذا لا يعني بالضرورة أنَّك لست كذلك، ربما تكون جذاباً بالنسبة إلى شخص آخر أو في ثقافة مختلفة، إنَّ معظم المشكلات التي يسببها لك الناس تعتمد الآراء وليس الحقائق؛ لذا لا تدعهم يحبطونك.

2. حاوِل أن تفهم وجهة نظر الطرف الآخر:

إنَّنا نخلط أحياناً بين آرائنا والحقائق، فنظنُّ أنَّه لمجرد أنَّ شيئاً ما صحيح في رأينا يجب أن يوافقه الجميع؛ لكنَّ هذا غير صحيح، عليك أن ترى الأشياء من وجهة نظر الشخص الآخر، وفي بعض الأحيان عليك أن تدرك أنَّك قد لا تناسب ذلك الشخص، وليس عليك أن تأخذ ذلك على محمل شخصي.

لنفترض أنَّك رُفِضتَ في مقابلة توظيف، فحاول الحصول على تغذية راجعة عن سبب الرفض، واسأل نفسك أيضاً ما إذا كنت ستوظف شخصاً مثلك، هل تناسب مؤهلاتك حقاً احتياجات الشركة؟ في معظم الأوقات ستدرك أنَّ ثمَّة تبايناً بين ما تحتاج إليه الشركة وما يمكنك تقديمه لها، ولكن ربما تبحث شركة مختلفة عما يمكنك أن تقدمه لهم بالضبط؛ لذا لا تأخذ الأمور على محمل شخصي وواصل المضي قدماً.

3. تذكَّر نقاط قوتك:

قال عالِم الفيزياء ألبرت أينشتاين (Albert Einstein) ذات مرة: إذا حكمت على السمكة بقدرتها على تسلق شجرة فسوف تحسب طوال حياتها أنَّها غبية.

السبب الأساسي لتدني الثقة بالنفس التي تضعف أكثر عند تعرض المرء للسخرية أو النقد هو تركيز الناس على الأشياء التي لا تُعَدُّ نقاط قوتهم، والحقيقة هي أنَّك لا يمكن أن تكون بارعاً في كل شيء؛ بل غالباً ما ستكون سيئاً في كثيرٍ من الأشياء، ولكن هذا لا يعني أنَّك فاشل؛ لأنَّك حتماً تتمتع بموهبة عالية في أشياءٍ محددة.

لدك حتماً شيء ما ستكون بارعاً به، وحتى الموهوبون في المجالات الأخرى سوف يتطلعون إليك عندما يرتبط الأمر بهذا الشيء، وعندما تفكر ملياً وتكتشف موهبتك ستدرك كم أنت مميز، وأنَّك محظوظ للغاية.

شاهد بالفيديو: 8 علامات قوة في شخصيتك، كيف تعرفها؟

4. اطلب من الناس توضيح سبب رفضهم لك:

إنَّها إحدى أفضل الطرائق لتمييز الحقائق من الآراء، إذا رفضك شخصٌ ما لسبب غير منطقي فسوف يبدو الأمر واضحاً من الحجة التي يستخدمها، وإذا رأيته يختلق عذراً وراء العذر فاعلم أنَّه لا يملك سبباً مقنعاً وملموساً لرفضك، وإذا كانت حجته غير منطقية فليس عليك أن تشعر بالسوء حيال ذلك؛ لأنَّه رفضك بناءً على الآراء وليس الحقائق.

إذا كان سبب الرفض منطقياً؛ فهذا مفيد لك حقاً، قد تؤذيك الإجابة الصريحة أحياناً، ولكن إذا كانت تستند إلى حقائق فعليك الاستفادة منها وتصحيح أسباب الرفض، وإذا لم تكن كذلك فتجاهلها، وإذا حسَّنت من نفسك بناءً على الحقائق التي تسمعها فسيكون ذلك مفيداً جداً لك في المستقبل، حتى لو كانت مزعجةً قليلاً في الوقت الحاضر.

5. لا تبالغ في التفكير:

بمجرد أن تفهم حقيقة الموقف وتفرق بين ما هو صحيح وما هو خاطئ عليك أن تتجاوز الأمر، لا تُفكر في الأمر ولا تركز عليه إن الموقف تجاوز سيطرتك، إلا إذا كنت تتلقى معلومات قيمة عنه، فكلما أوليته اهتماماً لا يستحقه أصبح التفكير به مؤذياً أكثر، قد تغرق حتى في الاكتئاب إذا لم تتجاوز الأمر بالسرعة الكافية.

إذا تمكنت من تجاوز الأمر بسرعة دون إضاعة وقتك في التفكير به، يمكنك عندها التركيز على أشياء أخرى تؤتي ثمارها في المستقبل، وتذكر أنَّ تلقي التغذية الراجعة ثمَّ اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح المشكلة قد يساعد على حلها؛ لكنَّ الإفراط في التفكير يؤدي فقط إلى تعقيد المشكلات، ولا يحلها أبداً؛ لذا ركِّز على شيء آخر ولا تضِع وقتك في التفكير بالأمور السلبية.

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الرفض وتتغلب على الخوف منه؟

6. أدرك أنَّه لا يمكن للناس أن يؤذوك إلا إذا سمحت لهم:

أي شيء يقوله الناس هو محض كلمات، والكلمات لا تعني شيئاً ما لم تقرر أن توليها الأهمية بنفسك، عندما تسمح للكلمات الفارغة بالتسلل إلى عقلك وتعطيها الأهمية عندها فقط يمكنها أن تضايقك وتسبب لك الاكتئاب، ولكن يمكنك أيضاً أن تختار بصورةٍ واعية رفضها والمضي قدماً في حياتك.

لقد تعرض بعض الأشخاص الأوسع نفوذاً للإهانة والرفض في حياتهم؛ مثلاً قيل عن العالِم توماس إديسون (Thomas Edison) إنَّه أخرق، وأخبر الناس مقدمة البرامج أوبرا وينفري (Oprah Winfrey) بأنَّها لا تستحق الظهور على التلفاز، وقيل لأميتاب باتشان (Amitabh Bachchan) الممثل الهندي الشهير إنَّ صوته سيئ للغاية؛ لكنَّ صوته العميق المتميز هو الذي يميزه اليوم عن المنافسين، كما قيل للممثل أرنولد شوارزنيجر (Arnold Schwarzenegger) إنَّ لهجته غريبة جداً؛ لكنَّه حظي بشعبيةٍ كبيرة بسبب هذه اللهجة نفسها.

لقد حوَّل هؤلاء الناس الإساءة التي تعرضوا لها إلى دافع ليثبتوا أنَّ منتقديهم مخطئون، ولقد نجحوا في ذلك نجاحاً ذاهلاً.

في الختام:

عليك أن تحلل أقوال الناس؛ فإذا بدت أنَّها صحيحة فاستفد من تلك المعلومات وأجرِ تغييراً إيجابياً، أما إذا كانت محض آراء لا أساس واقعي لها، أو كانت تختلف من شخص لآخر، فتجاهلها وامضِ في الاتجاه الصحيح متحلياً بالعزم لإثبات خطأ منتقديك.

أخيراً ضع في حسبانك دائماً أنَّ العالم لا ينسى الشخص الناجح؛ لكنَّه سينسى حتماً الإساءات الفارغة التي تلقاها؛ لذا اجعل من هذه الإساءات دافعاً يحفزك لتحقيق النجاح، ودعهم يفعلون ما يجيدون فعله، في حين تفعل أنت ما تجيد فعله أيضاً، سوف يضيعون وقتهم في غيرةٍ في حين يسطع نجمك في كل الأنحاء، وسوف يُنسَون بسرعة في حين يحتفل الآخرون بك.

تذكر دائماً أنَّه لا يمكن لأحد أن يحبط من عزمك إذا كنت مصمِّماً على الارتقاء عالياً، فماذا تنتظر إذاً؟ انطلق واصنع التاريخ.