7 خطوات لإيجاد المعنى في الحياة

7 خطوات لإيجاد المعنى في الحياة
(اخر تعديل 2024-05-10 06:28:14 )
بواسطة

الطريق إلى الحياة الهادفة:

يختلف المعنى والحكمة من الحياة من شخص لآخر، ولا توجد طريقة أو صيغة موحدة لعيش حياة هادفة تشبع حاجة الإنسان إلى المعنى وتقديم الفائدة، البحث عن المعنى في الحياة هو تجربة شخصية خالصة لاكتشاف الأولويات والأهداف والسعي إلى تحقيقها، ويمكنك أن تعثر على المعنى في حياتك، ولكن يجب أن تعرف آلية الوصول إليه.

7 خطوات لإيجاد المعنى في الحياة:

اليك 7 من أهم الخطوات التي تساعدك بإيجاد معنى وغاية في الحياة:

1. إدراك قيمتك ومساهمتك في الحياة:

إدراك المساهمة والقيمة التي يمكنك أن تضيفها للعالم من حولك هو الحل الأمثل لمعضلة الصراع الوجودي والشعور بالضياع في الحياة؛ إذ يتمنى الإنسان أن يترك بصمته ويؤثر في العالم من حوله، ويشعر بأنَّ حياته تخدم أهدافاً نبيلة وسامية، وغالباً ما تتطلب هذه الأهداف النبيلة إحداث تغييرات قيِّمة وبارزة في العالم.

يكتفي بعضهم بالمساهمة في تحسين حياة شخص عزيز عليهم في حين يحتاج آخرون لإحداث تأثيرات في مستوى المجتمع أو العالم بأكمله حتى يشعروا بقيمتهم وأهمية وجودهم في الحياة، ومن ثم يجب عليك أن تحدد شغفك، وتكتشف أحلامك، والدوافع التي تملي عليك قراراتك وتوجهاتك في الحياة، ويمكنك أن تعيش حياة هادفة ومرضية عندما تكتشف شغفك وأحلامك وتستثمرها في تحسين العالم من حولك.

شاهد بالفيديو: 8 أشياء يجب أن تقوم بها حتى تعيش شغف الحياة

2. تجنُّب السعي وراء السعادة المطلقة:

لا يمكن إنكار أهمية السعادة في الحياة، ولكن تبرز المشكلة عندما تهدف كافة قرارات الفرد وأفعاله إلى تحصيل هذه السعادة المطلقة، فيفترض بعضهم أنَّ السعادة هي الوضع الطبيعي والتوازن الذي يجب أن يبذل الإنسان ما بوسعه لبلوغه، على الرغم من أنَّها لا تساهم في تنمية الأفراد وزيادة خبراتهم ومعارفهم في الحياة العملية؛ إذ يتطور الإنسان وينمي شخصيته ويحقق ذاته في الحياة بفضل الصعوبات والتجارب الفاشلة التي يتعرض لها.

"يجب أن نسعى جاهدين خلال تجربتنا الإنسانية إلى تنمية ذواتنا وتحقيق التطور الشخصي من خلال الاستفادة من كافة التجارب الحياتية بما فيها الحزن، والإحباط، والفشل، وخيبات الأمل"، عالم النفس "هيو ماكاي" (Hugh Mackay).

يقتضي مفهوم السعادة في العصر الحديث تحقيق المصالح الشخصية وتلبية الرغبات والاحتياجات والسعي إلى الكسب والاستفادة أكثر من العطاء وتقديم المساعدة للآخرين.

"تؤدي السعادة الخاوية من المعنى إلى حياة أنانية تفتقر للأهداف والأغراض السامية، ويسعى فيها الفرد لإشباع رغباته، وتلبية احتياجاته، وتجنب التعقيدات والصعوبات"، عالم النفس الاجتماعي "روي إف. باومايستر" (Roy F. Baumeister).

بالطبع عليك أن تتنعم بالسعادة عندما تحل عليك، ولكن لا يجب أن تشغل بالك بتحصيلها وتجعلها محور حياتك والهدف من كل أفعالك وقراراتك؛ إذ يحرمك السعي خلف السعادة من إحراز التقدم الشخصي وإيجاد المعنى والشغف والغاية من الحياة، كما أنَّك ستعيش وتتخذ كافة قراراتك بناءً على مصلحتك الشخصية واحتياجاتك دون أن تساهم في خدمة الآخرين وتحسين العالم من حولك.

3. اتخاذ قرارات مدروسة تساعد على إضفاء المعنى على الحياة:

يجب أن تكون جاداً في سعيك إلى إيجاد المعنى في الحياة، وتتخذ القرارات التي تساعدك في هذا الصدد، وتستثمر كافة الفرص والتجارب المتاحة في إسباغ مزيد من المعنى والقيمة على حياتك، فأحياناً يكمن غرض الحياة في الفرص والتجارب البسيطة التي تتيح لك إمكانية التواصل مع الآخرين، ومساعدتهم على تحسين حياتهم، واتخاذ القرارات التي تضفي القيمة والمعنى على تجربتك الإنسانية.

4. ممارسة اليقظة الذهنية والتأمل الذاتي:

يجب أن تكون مندمجاً وحاضرَ الذهن لكي تتمكن من إيجاد الحكمة والمعنى الكامن ضمن تجاربك الحياتية؛ إذ تعبِّر "اليقظة الذهنية" عن قدرة الفرد على إدراك الفعل الذي يقوم به، في حين يقتضي التأمل الذاتي مطالعة النفس لتحديد القيم والأهداف والدوافع الكامنة.

اليقظة الذهنية هي عبارة عن الوعي الذي ينجم عن التركيز على المعنى والغرض الكامن في الأشياء والأفعال في الزمن الحاضر دون إصدار الأحكام عليها"، الأستاذ الجامعي والمؤلف "جون كابات زين" (Jon Kabat-Zinn).

يقتضي إيجاد المعنى الاندماج في التجارب الحياتية ومطالعة الذات واكتشاف الجوانب الكامنة فيها من خلال الإجابة عن أسئلة من قبيل: ما هي الأشياء الهامة بالنسبة إلي؟ وما الذي يزيد من شعوري بالرضى عن تجربتي الإنسانية؟ وما هي الأهداف التي أريد أن أحققها في حياتي؟

5. الإقدام على المخاطر:

تتطور شخصية الإنسان بعد كل تجربة تجبره على مواجهة مخاوفه وتجاوزها، كما تزداد قدرته على اكتشاف الفرص المتاحة أمامه عندما ينجح في تجاوز منطقة راحته.

لا بدَّ أن تتعرضَ للخطر عندما تسعى إلى إيجاد المعنى والغرض في حياتك، فهو لا ينجم عن القيام بالأعمال الاعتيادية، ولا يبرز من تلقاء نفسه؛ بل أنت تحتاج إلى السعي في سبيله من خلال استثمار كافة التجارب والفرص المتاحة التي تجبرك على تجاوز منطقة راحتك.

يعيش كثير من الأفراد بشغف، ولكن تمنعهم أفكارهم المحدودة عن أنفسهم وقدراتهم وإمكاناتهم من القيام بالأعمال اللازمة لتحقيق أحلامهم وأهدافهم على أرض الواقع"، المؤلف والمتحدث الأمريكي "أنتوني روبنز" (Anthony Robins).

تعدُّ المقابر أثرى بقاع الأرض بما تحتويه من إمكانات مهدورة وقدرات ضاعت سدى دون أن يستثمرها أصحابها بسبب استسلامهم لمشاعر الخوف، فيمكنك أن تعيش حياة هادفة عندما تندفع لخوض المخاطر واستثمار كافة الفرص المتاحة لتحقيق أحلامك وأهدافك، وذلك حتى لا تقضي عمرك متحسراً على الفرص التي أضعتها والقرارات الخاطئة التي اتخذتها.

6. بناء علاقات إنسانية هادفة:

تضفي العلاقات الإنسانية كثيراً من المعنى إلى حياة الفرد، وهي تؤدي دوراً بارزاً في تنمية شخصيته، وإنَّ الأشخاص الذين يعدون أنفسهم عصاميين هم في الحقيقة مدينون لوجود كثير من الأشخاص الطيبين والداعمين في حياتهم.

"العلاقات الإنسانية هي المصدر الأساسي للمعنى في الحياة"، الممثل الأمريكي "مايكل ستيجر" (Michael Steger).

يحرم معظم الأفراد أنفسهم من التقرب إلى الآخرين وبناء علاقات إنسانية هادفة في بعض مراحل حياتهم، ويمتنعون عن مشاركة أحلامهم وأسرارهم والكشف عن نقاط ضعفهم والتصرف على طبيعتهم أمام الآخرين.

يمكن أن تنجم هذه المقاطعات عن شعور الإنسان في قرارة نفسه بأنَّه لا يستحق تلقي الحب والود من الآخرين أو بسبب خوفه من الرفض، ويؤدي تجنُّب العلاقات وفرص التواصل مع الآخرين إلى زيادة مشاعر الوحدة وعدم الرضى عن الحياة، ويمكنك أن تعيش حياة هادفة مفعمة بالمعنى والقيمة عندما تبني علاقات إنسانية طيبة مع الآخرين، وتكشف لهم عن شخصيتك الحقيقية، وتشاركهم أسرارك وأحلامك وأهدافك في الحياة.

7. الإيمان بقيمتك وأهمية وجودك في الحياة:

يرضى الإنسان عن نفسه ويشعر بقيمته وأهميته في الحياة ويقدِّر المساهمة التي يقدمها للعالم من حوله عندما يحقق هدفاً يخدم أكبر عدد ممكن من الناس، ولكن ينجح بعتحسين حياة الضهم في تحسين حياة كثير من الأفراد دون أن يدركوا مساهمتهم وفضلهم في إحداث هذه التغييرات الإيجابية في العالم من حولهم، وهو ما يؤدي إلى عجزهم عن تقدير قيمتهم وأهميتهم في الحياة.

أنَّى لك أن تكتشف قيمتك في الحياة إذا كنت لا تؤمن بقدرتك على إضفاء المعنى إلى العالم من حولك؟

يقتضي إيجاد المعنى في الحياة إدراك القيمة الذاتية والثقة بالنفس والقدرات والإمكانات، ويواجه بعضهم صعوبةً في تقدير قيمة أنفسهم، وعندها يُنصَح بتكرار عبارات التحفيز الإيجابية التي تؤكد أهمية الفرد وقدرته على تقديم مساهمة فاعلة في العالم من حوله.

لا يتسنى للفرد أن يحصل على جميع الأجوبة للأسئلة الوجودية التي تخطر بباله، ولكن يمكنه على الرغم من ذلك أن يعيش حياة هادفة وحافلة بالمعنى عندما يتقصَّد تقدير تجاربه وتحقيق أقصى فائدة ممكنة منها، ومن ثمَّ عليك أن تتخذ زمام السيطرة على حياتك، وتستثمر الفرص التي تضفي مزيداً من المعنى والقيمة إليها، وتنتبه للأفعال والسلوكات والقرارات التي تتخذها بشكل تلقائي ومتكرر، وتحاول أن تُمعن التفكير فيها.