الأطفال هم أمل العالم ومستقبله، وتربية الأطفال هي الأساس الذي يقوم عليه كل شيء، وهم يحملون مهمة تشكيل عالمنا وجعله أكثر إشراقاً، وفي هذا المقال، سنتحدث عن تربية الأطفال في مختلف مراحل نموهم، وسنذكر بعض الاستراتيجيات والإرشادات القيِّمة التي تساعدكم على فهم احتياجات وتطورات أطفالكم بدءاً من اللحظة الأولى لولادتهم وحتى عمر 4 سنوات.
تربية الأطفال حديثي الولادة هي إحدى أكثر المهام الجميلة التي تحمل كثيراً من التحديات في الحياة، فعندما يأتي طفل جديد إلى العائلة، يصبح كل شيء مميزاً ومذهلاً، وفي الوقت نفسه يحمل مسؤوليات كبيرة على عاتق الوالدين، وإنَّ توفير الرعاية والدعم الأمثل لهؤلاء الأطفال في مرحلة حديثي الولادة يساعد على تأسيس أسس صحية لتطورهم البدني والعاطفي والاجتماعي، وفيما يأتي أهم الاستراتيجيات في تربية الطفل حديث الولادة:
من أوائل الاستراتيجيات في تربية الأطفال حديثي الولادة ضرورة التعرف إلى حاجاتهم وتلبيتها:
حليب الأم هو الغذاء الأمثل للطفل حديث الولادة؛ لذا حاولي إرضاعه طبيعياً إذا كان ذلك ممكناً، وإذا لم تكن الرضاعة الطبيعية ممكنة أو ملائمة للأسباب الصحية أو الشخصية، يمكن استخدام الرضاعة الصناعية، وهذا يتضمن استخدام حليب صناعي مخصص للأطفال الرضَّع حديثي الولادة، ويجب تقديم الرضاعة بانتظام وفقاً للجدول الموصى به من قِبل الطبيب أو الجهة الصحية المختصة.
يجب توفير بيئة مريحة وهادئة للطفل للمساعدة على النوم، فيجب أن يتحلى الوالدان بالصبر والتفهم عند التعامل مع سلوكات النوم غير الاعتيادية للرضيع، مع العلم أنَّ الطفل حديث الولادة قد ينام من 16 إلى 20 ساعة في اليوم، وتكون فترات النوم قصيرة ومتقطعة وترتبط بفترات تغذية متكررة.
يحتاج الرضيع حديث الولادة إلى تغيير الحفاض بانتظام، ويكون هذا الأمر مطلوباً كل 2 إلى 3 ساعات تقريباً، فيجب تنظيف منطقة الحفاض بلطف باستخدام مناديل رطبة وليس بالضغط، وتجفيف البشرة بلطف بعد التنظيف، ويمكن استخدام كريم واقٍ للبشرة لمنع تهيج البشرة الناجم عن الرطوبة والفرك، وذلك بعد سؤال طبيب الأطفال عن الكريم المناسب.
يجب غسل جسم الطفل بالماء الدافئ والشامبو المخصص للأطفال حديثي الولادة، ويجب تنظيف منطقة السرة في الأسبوع الأول من الولادة وتنشيفها بشكل جيد تجنباً للإصابة بالالتهابات، وبالنسبة إلى قشرة الرأس فهي أمر طبيعي ولا داعي لحكِّها كي لا يتضايق الرضيع، وسوف تزول وحدها.
الحنان والاحتضان أمور هامة جداً لتطوير العلاقة العاطفية بين الوالدين والطفل حديث الولادة ولتعزيز شعور الطفل بالأمان والراحة، يمكن للوالدين القيام بما يأتي:
هذه أفضل النصائح في تربية الطفل حديث الولادة وتقوية الروابط مع الوالدين.
التأكد من أنَّ المحيط الذي ينمو فيه الطفل آمن، ويجب إزالة المواد الضارة والأشياء الصغيرة.
يجب فهم ما يحاول الطفل التعبير عنه من خلال نغمة بكائه، وينبغي عدم ترك الطفل يبكي لفترة طويلة دون استجابة.
يجب اتباع نصائح الطبيب بخصوص اللقاحات والفحوصات والمواعيد الصحية، ويجب الحرص على متابعة تطور الصحة العامة للطفل.
يجب تشجيع أفراد العائلة الآخرين على المشاركة في رعاية وتربية الطفل.
الحازوقة أو الصفيرة هي حالة شائعة قد يتعرض لها الأطفال الرضع حديثو الولادة، وتحدث الحازوقة عندما تكون الممرات التنفسية للرضيع مسدودة بسبب انتقال السوائل والإفرازات من الأنف والفم إلى الحلق والقصبة الهوائية، فقد تسبب الحازوقة عدم الراحة للرضيع وتجعل التنفس صعباً، فيمكن القيام بالتدليك الخفيف ورفع الجزء العلوي من سرير الرضيع بمقدار بسيط باستخدام وسادة صغيرة أو مسند لتسهيل التنفس.
من الطبيعي جداً خروج اللبن السائل من فم الطفل وهو ما يسمى بالقشط، وهذا الأمر لا يستدعي القلق أبداً، فكلما كبر الطفل ازدادت عضلات المريء قوة وتوقَّف القشط، لكن إن صاحب حدوث القشط حالة الإسهال، يجب استشارة الطبيب.
تمثل الاستراتيجيات في تربية الأطفال جزءاً حيوياً من رحلة الوالدين، وفي مرحلة الرضاعة يأتي دور التربية بمزيد من التحديات؛ إذ يُعَدُّ الرضيع قطعة نقية تحتاج إلى الاهتمام والرعاية الخاصة، وهذه بعض الاستراتيجيات القيِّمة والمبادئ الأساسية لتربية الأطفال الرضع بشكل صحي ومتوازن، لضمان نموهم وتطورهم بشكل سليم:
حاولي إنشاء جدول زمني منتظم للرعاية والتغذية، فهذا يسهِّل على الطفل تنظيم نمط نومه، والرضاعة الطبيعية أمر جيد إذا كان ذلك ممكناً، وإذا كنت تستخدمين الرضاعة الصناعية، فاحرصي على اختيار الحليب المخصص للرضع.
يحتاج الرضيع إلى الحنان والاهتمام، فاحتضنيه وعانقيه بشكل منتظم ورددي الحديث والأغاني له، فهذا يساعد على تطوير العلاقة العاطفية بينكما، ومن الضروري رؤية طفلك يتفاعل مع حركات وجهك وصوتك.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح ذهبية لتنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال
امنحي الرضيع وقتاً للاستكشاف وتطوير مهاراته الحركية، وامنحيه ألعاباً مناسبة لعمره وتحفزه على التحرك والاستكشاف.
تفاعلي مع الرضيع من خلال الحوار والمرح، وتحدَّثي معه بلطف وأجيبي عن إشاراته واحتياجاته.
من أجل تهدئة الطفل يمكن حمله من خلال حمالة أمامية؛ إذ يسمح ذلك للطفل بالاقتراب منك والشعور بحرارة جسمك ونبض قلبك، وهذا يوفر له شعوراً بالأمان والراحة، ويوجد أيضاً الكرسي الهزاز الذي يساعد على تهدئة الطفل وجعله يستمتع بحركة الهزاز، والحركة اللطيفة تساعد على تهدئة الطفل والاسترخاء والنوم.
عمر السنتين هو فترة هامة في حياة الطفل؛ إذ يبدأ باكتساب مهارات جديدة ويتطور بسرعة، وتتطلب تربية الأطفال في هذه المرحلة فهماً عميقاً لاحتياجاتهم النمائية والاجتماعية، وهذه بعض الاستراتيجيات في تربية الأطفال في عمر السنتين:
يمارس الطفل بهذا العمر عدداً من السلوكات التي تُعَدُّ مزعجة في المنزل مثل الكتابة على جدران المنزل أو اللعب في التراب، وعلى الرغم من أنَّ هذه النشاطات هي سيئة بالنسبة إلى الكبار، إلا أنَّها ممتعة للأطفال؛ لذا يجب على الوالدين إشغال الأطفال بنشاطات تمنحهم نفس درجة المتعة، على سبيل المثال:
شاهد بالفيديو: 8 أخطاء شائعة في تربية الأطفال
الإمكانات التي يمتلكها الطفل في هذا العمر كبيرة؛ إذ تزيد مهارات اللغة لديه ويتحدث بجمل أطول وأكثر تفصيلاً، كما يبدأ ببناء علاقات مع أقرانه ويتعلم قواعد اللعب الاجتماعي، وتزداد لديه القدرة على التنسيق الحركي، وكذلك يتطور الإدراك لديه، ويصبح باستطاعته إدراك المفاهيم البسيطة، وفيما يأتي أهم الاستراتيجيات في تربية الأطفال في عمر 4 سنوات:
من أهم الاستراتيجيات في تربية الطفل التي يمكن تقديمها هنا هي تعزيز استقلالية الطفل من خلال تشجيعه على فعل بعض الأمور وحده، مثل تنظيف وجبة الإفطار، أو ارتداء ملابسه، أو ترتيب ألعابه، أو تنظيف أسنانه، أو غسل يديه بنفسه بعد اللعب أو قبل الوجبات.
توفير الألعاب التي تشجع على التفكير الإبداعي وحل المشكلات، مثل ألعاب البناء وألغاز الأطفال، وقراءة القصص لزيادة المفردات وتعزيز الخيال، واستخدام الألوان والأشكال لتعزيز المهارات البصرية والإدراك، وحث الطفل على طرح الأسئلة والمناقشة بشأن الأمور التي تثير فضوله؛ لذا استخدم الألعاب التي تشجع على عد الأشياء وترتيبها، واستخدم الألعاب التي تعزز مهارات اللغة مثل ألعاب تكوين الكلمات.
توفير فرص لممارسة الرياضة واللعب في الهواء الطلق، والقيام بنزهات مع الطفل والاستفادة من فرص المشي في الحدائق أو المناطق الطبيعية، وتقديم الألعاب الرياضية مثل الكرة والدراجة لتشجيعه على النشاط البدني.
يجب أن يشعر الطفل بأنَّ أفراد العائلة يهتمون بما يقولونه ويحترمون آراءهم.
يجب تحديد حدود وقواعد واضحة للسلوك والتصرفات المقبولة، فقدِّمي له جدولاً زمنياً منتظماً لنشاطاته اليومية مثل الأكل والنوم، ويجب عليه أن يعرف القواعد الأساسية للأمان مثل عدم لمس الأشياء الساخنة وعبور الشارع مع البالغين، وترتيب ألعابه وتنظيف مكان اللعب بعد الانتهاء، واحترام الكبار وزملائه في المدرسة أو الروضة.
يساعد الحفاظ على جدول زمني منتظم على توجيه الطفل وتوفير شعور بالأمان.
يجب تشجيع الطفل على التحدث عن مشاعره ومساعدته على فهمها وتحسين تنظيمه.
إشادة الطفل عند تحقيقه لأهدافه وتشجيعه على مواصلة التعلم.
التأكد من أنَّ المكان الذي يقضي فيه الطفل وقته يحتوي على الألعاب والموارد المناسبة لعمره.
متابعة تقدُّم الطفل في التعلم وتوجيهه ودعمه في المهام المدرسية.
تشجيع الطفل على استكشاف الأشياء بنفسه وتحفيز فضوله.
القيام بنشاطات مشتركة ممتعة تعزز الترابط العائلي وتعزز العلاقة بين أفراد الأسرة.
يجب على الوالدين أن يظلوا صبورين ومتفهمين، وأن يعتمدا على التوجيه بدلاً من العقوبات الصارمة.
تربية الأطفال هي رحلة طويلة تتطلب كثيراً من الحب والعناية والصبر في سنوات الرضاعة وما بعدها، فقد قدَّمنا لكم فيما سبق استراتيجيات في تربية الطفل؛ إذ تكمن القواعد الأساسية في توفير بيئة آمنة ومحبة وتقديم الاهتمام والرعاية الصحية، بينما في عمر السنتين و4 سنوات، يجب التركيز على تنمية المهارات الاجتماعية والتعلم الإيجابي وتشجيع الاستقلالية.
التوجيه الجيد، والتفهم، والحوار الدائم مع الأطفال هو مفتاح نجاح تربيتهم وتطويرهم، وتجدر الإشارة إلى أنَّ كل طفل فريد ويتطلب اهتماماً مختلفاً، كما أنَّ توجيه العناية الفردية والتفرغ لاحتياجاتهم الخاصة هو ما قد يساعد على تحقيق أفضل نتائج في تربيتهم ونموهم الصحي.