اليوم أصبح لزاماً على المنظمات الراغبة في تحقيق النجاح والاستمرار والصمود أمام المنافسة الشرسة، امتلاك أو إنشاء الميزة التنافسية؛ وذلك عن طريق استخدام الموارد المتاحة أو الحصول على موارد جديدة بكلفة أقل وجودة أفضل من المنافسين في السوق.
حظي مفهوم الميزة التنافسية بأهمية بالغة في الآونة الأخيرة، وأطلق عليها مسميات عديدة تختلف في الشكل لكنَّها تتفق في المضمون مثل: (القدرة التنافسية) و(النجاح التنافسي) و(التميز التنافسي)، فالميزة التنافسية هي الكيفية التي تعمل من خلالها المنظمة من أجل تحقيق التميز والتفوق على منافسيها، فقدرة المنظمة على البقاء والاستمرار والتكيف والانتقال من مركز المنظمة التابعة إلى مركز المنظمة المنافسة، المتحدية القادرة على الحصول على المزايا التنافسية القادرة على تحقيق العوائد الأعلى.
تتولد الميزة التنافسية من داخل المنظمة في الأساس، فهي التي تعمل على ابتكار المزايا التنافسية بوصفها تعمل ضمن بيئة خارجية تؤثر وتتأثر فيها، كما أنَّ هذه البيئة تعدُّ مصدراً لابتكار الميزة التنافسية ومواجهة التحديات الخارجية من خلال تدعيم مركزها التنافسي عبر تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة (المادية والبشرية).
المنظمة بمجرد قدرتها على إحداث إبداع بمفهومه الواسع؛ أي أن تتوصل إلى اكتشاف طرائق جديدة أكثر فاعلية من الطرائق التي تتبعها المنظمات الأخرى، نقول إنَّها لديها ميزة تنافسية.
يعدُّ الكاتب Alderson أول من أشار إلى الميزة التنافسية في عام 1965، فقد عبَّر عنها بالقول: إنَّها (تعبير عن سعي الشركة إلى إنشاء أو امتلاك سمات فريدة تميزها عن غيرها من الشركات العاملة في ذات الصناعة).
- هي المجالات والنشاطات التي تتفوق فيها المنظمة عن سواها.
- كل ما يمكن أن يميز المنظمة إيجابياً عن منافسيها من وجهة نظر المستهلكين.
- قدرة المنظمة على تقليص التكاليف النهائية وتحقيق العوائد الأعلى.
بالعودة إلى تاريخ الميزة التنافسية فقد مرت بعدة مراحل:
التي امتدت منذ نهاية الثلاثينيات إلى بداية الستينيات، وبرز فيها بشكل خاص كل من الباحثين (Chamberlin، Selznick، Alderson)، وتم في هذه المرحلة ربط الميزة بالكفاءة.
من بداية السبعينيات إلى منتصف الثمانينيات، وتم التركيز خلالها على الفرص والتهديدات ونقاط القوة ونقاط الضعف وعُدَّت الميزة التنافسية إحدى المكونات الاستراتيجية للشركة.
من منتصف الثمانينيات إلى منتصف التسعينيات، وبرز خلالها كل من (Day، Porter، Fahey) ومن أهم الأفكار التي سادت هذه المرحلة هي النظر إلى الميزة بوصفها هدفاً استراتيجياً، وتحقيق هذه الميزة سوف يؤدي إلى تحقيق الأداء المميز، فالميزة هي القيمة المضافة.
لا بد من الإشارة إلى ظهور مجموعة من العوامل التي ساهمت مجتمعة في الاهتمام بتحقيق الميزة التنافسية منها:
شاهد بالفيديو: 3 أنواع للميزة التنافسية و4 خطوات لتحديد ميزتك
تشير ميزة التكلفة الأقل إلى قيام المنظمة بإنتاج سلع ومنتجات وخدمات بتكلفة أقل مما تنتجه المنظمات الأخرى.
تشير إلى قدرة المنظمة على تقديم منتجات وسلع متميزة الجودة وتلقى رضى عملائها وتستطيع المنظمة من خلالها زيادة حصتها السوقية.
تشير إلى قيام المنظمة بالالتزام بجداول زمنية معينة في التعامل مع العملاء؛ عبر تخفيض زمن العمليات الإنتاجية أو تخفيض زمن تقديم المنتجات.
توجد مجموعة متنوعة من المؤشرات التي تشير إلى امتلاك المنظمة للميزة التنافسية، أهمها:
تنتج الربحية عن حساب صافي الدخل إلى الأصول أو الاستثمارات، ويمكن للمنظمة العمل على تعظيم الربحية من خلال زيادة الاستثمارات واستثمار مواردها بالشكل الأمثل.
يستخدم هذا المؤشر لحساب حصة المنظمة من المبيعات في السوق ومقارنتها مع مبيعات المنافسين لها، وانخفاض مؤشر الحصة السوقية يشير إلى وجود مشكلة ما يجب على الإدارة حلها، وتُحسَب الحصة السوقية بثلاث طرائق:
تضع المنظمات منذ بداية عملها أهدافاً محددة ترتبط بحجم المبيعات من أجل متابعة أداء المنظمة ونجاحها.
أصبحت قدرة المنظمة على الإبداع مصدراً متجدداً من مصادر الحصول على الميزة التنافسية.
الوصول إلى الزبون بشكل أسرع من المنافسين الآخرين يمثل ميزة تنافسية ويمكن للمنظمة خفض زمن تقديم المنتجات إلى الأسواق، تخفيض زمن دورة التصنيع، تخفيض الزمن بين طلب الزبون وبين تسليم المنتج.
يعيش العصر الحالي حالة تسمى (انفجار المعرفة)، وتعدُّ المصدر الأول والأهم في تحقيق الميزة التنافسية.
مثل الطاقة، قنوات التوزيع، الموجودات، المواد الأولية، النظم الإدارية المستخدمة، التقنيات الموجودة وسواها.
مثل ظروف العرض والطلب على المواد الأولية، الكفاءات البشرية، العلاقات التي تبنيها المنظمة مع الآخرين.
لقد مثَّل مفهوم الميزة التنافسية ثورة كبرى في عالم الأعمال، ويجب على المنظمات التي تريد الاستمرار في البقاء في السوق وزيادة حصتها السوقية السعي بجد واجتهاد إلى امتلاك هذه المزايا، فتزداد أهمية الميزة التنافسية يوماً بعد يوم بسبب ما يشهده العالم المالي الجديد من تحولات وما يوفره من فرص، والتي إذا ما استُثمِرَت استثماراً صحيحاً سوف تؤدي إلى تعظيم العائدات والأرباح.