موضوع تعبير عن المرأة

موضوع تعبير عن المرأة
(اخر تعديل 2023-06-08 01:09:03 )
بواسطة


إنّ المرأة هو ذاك الكائن اللطيف الذي أودعه الله أسرار الكون في الحبِّ والحنان، والتي رفعت لها القبعات لدورها الفعال في المجتمع، فكانت هي المسؤولة عن تربية أجيال جديدة ذكورًا وإناثًا بهدف بناء مستقبل أفضل للوطن، فكانت المرأة تلك البذرة التي تنتج ثمارًا تنفع المجتمع بأسره، بصلاح المرأة يصلح المجتمع، وبفسادها يفسد المجتمع، وذلك لأنّها الأساس في تكوين أجيال هذا المجتمع والسّواعد التي ستعمل فيه، فلا يمكن إنكار دورها أومكانتها التي حباها الله إيّاها، وقد قال حافظ إبراهيم متغنيًّاعن دور المرأة في تنمية المجتمع والأسرة:

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها

أَعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِ

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا

بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى

شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ


للمرأة دورها الفعال الذي لا يُنكر في نهضة المجتمع وتطوّره، فهي لاتقل شأوًا عن الرجل أهمية ولا قيمةً، ولها وجودها ومكانتها بإرساء أساسات المجتمع، فالمرأة نصف المجتمع شاء من شاء وأبى من أبى، فهي الأم والزّوجة والأخت والصديقة، وإلى جانب ذلك هي الطّبيبة والمهندسة والمعلمة والمربيّة، ومن هنا يبرز دورها الفعال في إصلاح المجتمع وبنائه، وذلك من اتّخاذ دورها في كل المهن التي توافق طبيعة جسمها وبما حدّده لها الشّرع من دون كلل أو ملل، وليس هذا فحسب، بل حازت المرأة على الدور الأهم والأساسي في بناء الأجيال والنهوض بالشّباب من خلال العمل على تربية الأبناء والمساهمة في تنشئة جيل المستقبل.


هي الحجر الأساسي في الأسرة والرّكن العتيد الذي يلجأ إليه الأبناء لحل مشاكلهم؛ إذ إنّها تتحمل إدارة البيت ومسؤوليّة اقتصاده ونظامه، فالمرأة عندما تتمثّل دور الأم تكون ذاك المصدر والنّبع الذي لا ينضب للحنان والعطف، فهي الجوهرة التي تضيء بالأمان لكل من حولها، وما الاعتماد الحقيقي للأسرة إلا على الأم التي ترسم لنجاح أسرتها، والتي لو غابت يومًا لفُقدت الرعاية والحنان ونشأ جيل قد افتقد للعطف والرحمة.


كما لا يمكن إخفاء نور الشّمس بإصبع، كذلك الأمر لا يمكن إخفاء منزلة المرأة في الأسرة والمجتمع، ولا يمكن أن ينكر أن مشاركة المرأة في الحياة العامة له دورٌ أساسي بصقل تجربتها من أجل بناء جيلٍ قويّ، ولهذا يجب تقديرها والحفاظ عليها، فهي التي تخرج الأجيال من آباء وأمهات، فهي أساس التربية ونواة بناء المجتمع، ولهذا يُقال إنّ المرأة هي الحياة.


تعدُّ المرأة الركيزة الأساسية لبناء المجتمع والأسرة، فمن خلالها توجد تلك التنمية الفاعلة في المجتمعات، فالمرأة استطاعت أن تسطر يوماً بعد يوم ملامح ذاك الأفق الجميل للنّجاح والتّميز والإبداع، وما هذا إلّا من خلال تلك التضحيات التي تقوم بها بدءاً من محيطها المتمثل بأسرتها ومروراً بذاك المجتمع الذي تحكّمها من خلال بعض التّحديات التي زرعها أمامها كسدودٍ تعيق نجاحها وتقدّمها.


إنّ أولى التّحدِّيات التي تواجه المرأة وتنشب أظافرها في مستقبل المرأة وعملها هي تلك العادات والتّقاليد البالية الموروثة عن الآباء والأجداد، فإلى الآن هناك الكثير من البلدان التي كبّلت أحلام المرأة بقيد تلك العادات، ووقفت عائقًا أمام تحقيقها ما تريد، فهم ينظرون للمرأة على أنّها ذاك النّخب الثّاني للبشريّة، فلا يحق لها الحياة ولا حتّى الحلم إلّا بعد أن تستشير ذاك القيم عليها والذي مُنح صفة الذّكوريّة وعدّها تفوقًا على المرأة التي لم تحمل ذنبًا في حياتها إلّا أنّها خُلقت أنثى، ليس هذا فحسب بل هناك من حلّت عليها أنوثتها باللعنات، فكان كلّ من يريد أن يوظف تلك المرأة نظر لها تلك النّظرة التي لا ترقى لمستوى البشريّة المتحضرة، وإنّما نظر لها تلك النّظرة الحيوانيّة والمليئة بالخبث.


من التّحديات التي تقف عائقًا في وجه المرأة هو الجهل وتفشي الأميّة، على الرُّغم من أنّ هذا التّحدي سيقف في وجه الذّكر والأنثى على حد سواء، إلّا أنّ الأسرة إذا خُيرت بين تعليم الذكر أو الأنثى فحتمًا ستختار تعليم الذكر على اعتباره صاحب مسؤولية ويتحمل أعباء الأسرة فيما بعد، وبهذا ستكون نسبة معاناة المرأة من الجهل والأميّة أكثر بكثير من معاناة الرجل، وبالتالي فإن حق المرأة في التعليم يذهب ضحية لأفكار بعيدة عن المنطق والعدالة الاجتماعية.


وفي حال استطاعت المرأة تخطي كلّ تلك العقبات والتّحديات واستطاعت الخروج إلى سوق العمل، فستصطدم بنوعٍ آخر من التّحديات ألا وهو أكل حقّها وأجرها، فإن ما تتقاضاه المرأة لقاء تعبها هو أقلّ بكثير مما يتقاضاه الرّجل، على الرُّغم من أنهما يقدّمان نفس المجهود والتّعب، ومن هنا يجب ألّا ننسى أنّ كل هذه الأموروالتّحديات التي تواجهها المرأة إن لم تتخطاها ستضعها في الصّفوف الأولى بل في المقدمة من ضمن الأشخاص الذين سيعانون من العنف سواء أكان العنف الأسري أم العنف الاجتماعي، فالمرأة إذًا هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع وهي عاملٌ أساسيٌ فيه، ولن يستطيع أحد تخيّل شكل الحياة من دون المرأة، فالحياة عندها لن تكون سوى كومة من المشكلات التي لا تنتهي، ولهذا يجب أن يقف الجميع في وجه هذه التّحديات والمعوقات التي يسجن خلفها عطاء المرأة.


المرأة نصف المجتمع وصنو الرّجل، إنّ المرأة قادرةٌ على أن تغير المجتمع بيمينها التي ترعى فيها أجيال المستقبل وهي تهزُّ بشمالها مهد صغيرها، دائمًا ما يُحكى عن قوة المرأة وإسهامها في بناء الأسرة والمجتمع وتطويره على مدار التاريخ، وهذا يعني أنّه يجب احترامها وتكريمها حق التكريم، وضمان الحقوق لها في مجتمع آل على نفسه في كثيرٍ من الأحيان أن يسحق لها تلك الحقوق، وأن يكون جاحدًا لها ما تقدمه في سبيله من عطاء وتضحيات، فتلك الحقوق ستؤمن لها استقرارها المادي والنفسي وستمكنها من حماية نفسها، فالحضارات لا تُبني ولا تزدهر إلى بأيدي النساء.


لكي نحقق للمرأة تمكنها من حقوقها ومسيرتها في الحياة بشكل يليق بها ويحفظ لها إنسانيتها ووجودها، علينا أولًا تحدي نظرة المرأة لنفسها، وذلك لأنّ المرأة عندما تقتنع أنّها إنسانٌ كاملٌ له وجوده وله الأهلية الكاملة في المجتمع، ويجب أن تتمتّع بكامل حقوقها، نكون بذلك قد تجاوزنا المعضلة الأساسية، وذلك لأنّ المرأة عندما تقتنع بهذا ستجابه كلّ من يقف في طريقها أو يحاول اغتصاب إنسانيتها ووجودها، ولن تحتاج لكلِّ تلك الألسنة المدافعة عنها، لأنّها ستكون هي المحامي والقاضي في آن واحد في وجه الجميع، وعندما تقتنع بنفسها ستقتنع بدورها وتعمل على البحث عن دورها بنفسها من أجل كسب المزيد من الاحترام والاعتراف بها.


عند ذلك يأتي دور المؤسسات والجمعيات التي عليها أن تدافع عن حقوق وحرية المرأة ولكن ضمن الإطار الشّرعي الذي أباحه لها الشّرع، وعلى الأسرة بحدّ ذاتها أن تكون هي الصّوت الأول الذي يعلو في سبيل تمكين المرأة من أخذ حقوقها والوقوف بوجه كلّ معتدٍ على إنسانيتها مغتصبٍ لحقوقها التي أعطاها إيّاها الشّرع والدين، وقد قال حافظ إبراهيم بمثل ما يشبه هذا الكلام:

أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِرًا

بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ

كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا

في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ

فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا

فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ

رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها

في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ

وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم

نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي


في النهاية يجب علينا أن نُقدّر وجود المرأة ونساعدها على تحصيل حقوقها كاملةً، فهي تُشكّل بما حباها الله وأعطاها دافعًا أساسيًا بل من أهم دوافع النّجاح والتّطور، وتنمية المجتمع، فالمرأة في حقيقتها لا تختلف عن الرجل أبدًا ولا تنزل عنه درجةً في إنسانيتها، بل هي في كثير من الأحيان تمسك بيد الرجل، وتسانده وتعينه في مسؤوليّته بالإنفاق والاقتصاد.


إنّ المرأة هي الصورة الحقيقية المعبِّرة لكل التّضحيات التي تقدم للمجتمع، فهي تؤدي تلك الرسالة المقدسة المنوطة بها متمثلةً كل معاني الصبر والألم والأمل، متخطيةً كلّ التحديات من أجل تأدية مهامها المتمثلة برسالة السلام والخير وكل معاني الإخلاص والوفاء والعطاء، ومن أجل ذلك جاء الإسلام ليعلن أنّ المرأة هي صنو الرّجل في التّكريم والإجلال والتّقدير فقد قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}،ولقد حضّ النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- على معاملة المرأة بالخير والاحترام فقال: "استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ"، ولقد رفع بعض المستشرقين شعاراتٍ واهيةٍ في سبيل تحرير المرأة، وتجاوزوا الحدود في هذا الأمر ليطالوا بدعواهم بعض الأحكام الشّرعيّة من حجاب وميراث وغيره، فقد زعموا أن الإسلام ظلم المرأة وضيق عليها، وهم يرتعون في كذبهم وأباطيلهم جاءهم رد الإسلام.


حرص الإسلام على احترام المرأة والتّأكيد على دورها ومكانتها في الحياة، فقد أوصى الرجال على معاملة المرأة معاملة حسنة، وإعطائها كامل حقوقها، فقد شرع الله تعالى لها حق المرأة في الميراث بعد أن كانت في الجاهليّة تُورث كالأمتعة، قال تعالى في محكم تنزيله: {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا }،ومن الحقوق التي أقرّها الإسلام للمرأة هي طلب العلم، فقد حثّ المسلمين رجالاً ونساءً أن يصلوا الي أعلى المستويات العلمية، فكانت المرأة المسلمة فقيهة معلمةً في أمور دينها، فلم يحرم عمل المرأة بحدود الشّرع والدّين فها هي السيدة عائشة -رضي الله عنها- من خيرة فقهاء الصّحابة -رضوان الله عليهم-.


علينا ألّا نتناسى أنّ الله قد كرّم المرأة، وذلك بتخصيص سورة كاملة لها في القرآن الكريم، وأسماها باسم سورة النساء، لتوضح للمرأة واجباتها وحقوقها في الشّريعة الإسلاميّة، وبهذا نعلم أنّ الإسلام قد كرَّم المرأة وجعلها شقيقة للرجل ليتكئ عليها وهي تستند إليه، فما كان الرجال قوّامين على النساء إلّا قوامةً من أجل أن يساعدها في شؤون الحياة ويقوم على خدمتها وتكريمها، لا قوامة مهانةٍ وتسلط كما يفهما البعض، فالمرأة أعزها الله بعد أن أذلتها العادات البالية في الجاهليّة، أو بعض الحركات التي تنادي بعريّ المرأة وتجردها من حيائها وأنوثتها بدعوى التّحرر، تلك الادّعاءات التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.


لقراءة المزيد من مواضيع التعبير عن المرأة، انقر هنا: موضوع تعبير عن دور المرأة في بناء المجتمع.