شعر عن العلم
أَدَّبتُ نَفسي فَما وَجَدتُ لَها
بِغَيرِ تَقوى الإِلهِ مِن أَدَبِفي كُلِّ حالاتِها وَإِن قَصُرَت
أَفضَلُ مِن صَمتِها عَلى الكَربِوَغَيبَةُ الناسِ إِنَّ غَيبَتَهُم
حَرَّمَها ذو الَجَلال في الكُتُبِإِن كانَ مِن فِضَّةٍ كَلامُكِ يا
نَفسُ فَإِنَّ السُكوتَ مِن ذَهَب
ومن أبياته الشعريّة أيضًا:
ليس الجمال بأثواب تزيننا
إنّ الجمال جمال العلم والأدبوليس اليتيم من لا والدين له
إنّ اليتيم يتيم العلم والأدب
ومن أبياته أيضًا:
كُن اِبنَ مَن شِئتَ واِكتَسِب أَدَبًا
يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِفَلَيسَ يُغني الحَسيبُ نِسبَتَهُ
بِلا لِسانٍ لَهُ وَلا أَدَبِإِنَّ الفَتى مَن يُقولُ ها أَنا ذا
لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبيولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً
تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّيَ جاهلفوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقصٌ
ووا أسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضلوكيف تَنامُ الطيرُ في وُكُناتِها
وقد نُصِبَتْ للفَرْقَدَيْنِ الحَبائلفَقرُ الجَهولِ بِلا عَقلٍ إِلى أَدَبٍ
فَقرُ الحِمارِ بِلا رَأسٍ إِلى رَسَنِوَمُدقِعينَ بِسُبروتٍ صَحِبتُهُمُ
عارينَ مِن حُلَلٍ كاسينَ مِن دَرَنِوما انتفاعُ أخي الدنيا بِناظِرِهِ
إذا استَوَتْ عِندَهُ الأنوارُ والظُّلُمُأنا الذي نظَرَ الأعمى إلى أدبي
وأسْمَعَتْ كلماتي مَنْ به صَمَمُأَنامُ ملءَ جفوني عَنْ شوارِدِها
ويسهرُ الخلقُ جَرّاها وَيَخْتصِمُوجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي
حتى أتتهُ يَدٌ فَرّاسةٌ وَفَمُإذا نظرتَ نيوب اللّيثِ بارزةً
فلا تظنَنَ أَنَّ اللّيثَ يبْتسِمُومُهْجَةٍ مُهْجتي مِنْ هَمِّ صاحِبها
أَدْرَكتها بجَوادٍ ظَهْرُهُ حَرَمُرجلاهُ في الركضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ
وفعلُهُ ما تريد الكَفُّ والقَدَمُومُرْهَفٍ سِرْتُ بين الجَحْفليْنِ بِهِ
حتى ضَرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يلتطِمِفالخيلُ والليل والبيداء تعرفني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُقُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولاأَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقولاسُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولىأَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلاوَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولاأَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِدًا
وَاِبنَ البَتولِ فَعَلَّمَ الإِنجيلاوَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّدًا
فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلاعَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا
عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولاوَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ
في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلامِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت
ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلايا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ
بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلاذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم
وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلالا تقلْ قدْ ذهبَتْ أربابُهُ
كلُّ مَنْ سارَ على الدربِ وصلْفي ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى
وجمالُ العلمِ يا صاحِ العملْجمِّلِ المنطقَ بالنَّحوِ فَمَنْ
يُحرمِ الإعرابَ في النطقِ اختبلْوانظمِ الشعرَ ولازمْ مذهبي
فاطراحُ الرفدِ في الدنيا أقلْفهْوَ عنوانٌ على الفضلِ وما
أحسنَ الشعرَ إذا لمْ يُبتذلْحَـسود مَريض القَلب يَخفي أَنينه
وَيُضحى كَئيـب البال عِندي حَزينهيَلوم عَلي إِن رُحت في العلم راغِبًا
أَجـمِّعــ مِن عِـند الرُواة فُـنونهوَأَملك أَبكار الكَلام وَعَونه
وَاِحفَظ مما أَستَفيد عُـيونهوَيَزعم إِن العلم لا يَجلب الغِنى
وَيُحسن بِالجَهل الذَميم ظُنونهفَيا لائِمي دَعني أُغالي بِقيمَتي
فَقـيمة كُل الناس مِما يحسِنونهالعَيشُ لا عَيشَ إِلّا ما اِقتَصَدتَ فَإِن
تُسرِف وتبذر لَقيتَ الضُرَّ وَالعَطباالعِلمُ زَينٌ وَتَشريفٌ لِصاحِبِهِ
فاِطلُب هُديتَ فنونَ العِلمِ وَالأَدَبالا خَيرَ فيمَن لَهُ أَصلٌ بِلا أَدَبٍ
حَتّى يَكونَ عَلى ما زانَهُ حَدِبا