كيف تحرر نفسك من فكرة "ما من مخرج"؟

كيف تحرر نفسك من فكرة
(اخر تعديل 2023-08-22 06:39:15 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "ماري أومالي" (MARY O MALLEY)، وتُحدِّثنا فيه عن التعامل مع فكرة "ما من مخرج".

تشخيص الحالة:

يعد الاكتئاب السريري - مثل الشعور بالانتحار - تشخيصاً حقيقياً وخطيراً للغاية، ويجب أن يُعالج من قِبل مقدم الرعاية الطبية، وهذا ليس ما تعاني منه صديقتي، فغالباً ما يختبر الناس ما تواجهه صديقتي (القليل من الحزن والطاقة المنخفضة والإرهاق والشعور بعدم التحفيز والوحدة، وغير ذلك)، ويصفونه بأنَّه "اكتئاب".

يوجد فرق بين قصة "أنا مكتئب" وما يحدث في جسدك وعقلك؛ إذ يرتبط بفكرة الاكتئاب العديد من المشاعر التي تحتاج إلى انتباهك حتى تتمكن من التعامل معها بدلاً من إفساد كل شيء، فعندما تسوء الأمور، يرغب عقلك في الابتعاد عما يمر به، لذلك يبدأ بالاعتقاد بأنَّه مكتئب، ولا يرى قوة الشفاء من خلال التعامل مع ما تمر به.

سبل العلاج:

عندما تقول لنفسك: "يوجد أمر ما وراء هذا الاكتئاب"، بدلاً من قول: "أنا أشعر بالاكتئاب"، يمكن أن يثير ذلك فضولك بشأن ما يحدث، ونظراً لأنَّك لست معتاداً على مواجهة ما تمر به، فقد يكون من المفيد أن تسأل نفسك: "ما الذي أشعر به الآن في جسدي؟"، وفي أثناء فحصك لجسمك، قد تجد أنَّ يديك باردتان، أو لديك وجع في حلقك، أو معدتك متقلصة، أو لديك وجع في رأسك، ففي هذه اللحظة يمكنك معرفة ما تختبره.

عندما تكتشف قوة الشفاء المتمثلة في الجمع بين انتباهك وما يختبره جسدك، يمكنك حينها تعلُّم طريقة إعطاء هذا الانتباه نفسه إلى المشاعر التي تجعلك تقول إنَّك مكتئب، فعندما تشعر بالضغط، غالباً ما تظهر الأماكن الأكثر يأساً وألماً بداخلك، وعادة ما تكون التعويذات الثلاث الخفية هي التي تساهم في الشعور بالاكتئاب؛ فالتعويذات هي معتقدات مقيِّدة، سببها عدم شعورنا بالأمان عندما كنا صغاراً، وأسمي هذه المعتقدات "تعويذات" لأنَّها ترسخت في أذهاننا منذ الصغر، وهي ليست صحيحة ويمكن وضع حد لها.

التعويذات الثلاث المخفية هي:

  • "لأنَّني لا أفعل ذلك بصورة صحيحة، فأنا مخطئ".
  • "لأنَّني أفعل ذلك بطريقة خاطئة، فأنا غير محبوب".
  • "لأنَّني غير محبوب، أنا شخص وحيد".
  • تجتمع هذه التعويذات معاً لينتج عنها ما أسميه "أمراً لا مخرج منه"، وهو أكبر ألم نحمله جميعاً؛ إذ تقول الأصوات في هذه التعويذات أموراً مثل:

    • "أي شخص يفعل ذلك هو أفضل مني".
    • "لا شيء ينجح على الإطلاق".
    • "لن أتحسن أبداً، إنَّه أمر ميؤوس منه".

    لقد أمضينا حياتنا نهرب من هذه التعويذات، إلا أنَّها في الواقع تسيطر علينا، وعندما لا نعرف كيف نتغير ونتعامل معها، فإنَّها تسبب لنا ما نسميه الاكتئاب.

    كيف سيكون الأمر إذا انتقلت للتو من فكرة "أنا غير محبوب" إلى "يوجد شيء وراء فكرة أنَّني غير محبوب"؟ إنَّها دعوة لمعرفة السر وراء فكرة أنَّك غير محبوب لفترة طويلة، فعندما تغير طريقة تفكيرك، فإنَّك تبدأ بفهم تجربتك، فأنت الشخص الوحيد القادر على رؤية المناطق التي يشعر فيها جسدك بالتوتر.

    في أثناء عملية الصحوة، يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تتمكن من فهم فكرة "أمر لا مخرج منه"، التي تمثل مزيجاً من التعويذات الثلاث الخفية؛ إذ يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تكون قادراً على التعامل مع مشاعر اليأس والعجز، فكلنا نحمل هذه المشاعر بدرجات متفاوتة، وعندما نحاول تجاهلها، لن نكون بحالة جيدة.

    في الختام:

    الطريقة الوحيدة لتحرر نفسك من هذه الأصوات اليائسة في رأسك هي أن تتقبلها، فهذه الأجزاء مثلك تحتاج إلى من يصغي إليها ويهتم بها، وحينها تفصح لك عن السبب الكامن وراءها، تماماً كما تفعل عندما يستمع لك صديق بدلاً من الحكم عليك أو تجاهلك أو محاولة تغييرك، فعندما تتقبل ما تمر به أو تعترف به، تبدأ بحل مشكلة "أمر لا مخرج منه"، من خلال التخلص من المعتقدات المُقيِّدة التي نشأت عليها، ومن ثم العودة إلى ذاتك الحقيقية؛ لذا إذا أردت أن تعيش حياتك على أكمل وجه، فعليك تقبُّل جميع مشاعر اليأس والاكتئاب التي تمر بها.