كيف تتوقف عن الاستعداد وتبدأ بالتنفيذ؟

كيف تتوقف عن الاستعداد وتبدأ بالتنفيذ؟
(اخر تعديل 2023-07-23 06:42:17 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "هيلين ماكلولين" (Helen McLaughlin)، وتُخبِرُنا فيه عن تجربتها في التوقف عن الاستعداد والبدء بتنفيذ المهام.

نحن نقرر ذلك في كل مرة نجد أنفسنا نفرط في الاستعداد؛ أي في كل مرة نشعر فيها بإغراء العودة إلى عادتنا؛ أي عندما نهم بتغيير الخط مئة مرة قبل أن نعرض صفحة الويب، أو نبحث كثيراً قبل أن نطلق الاختراع الذي نعرف أنَّه سيساعد الناس مساعدة كبيرة، وبدلاً من الانشغال الدائم بالاستعدادات جميعها التي لا تقدم ولا تؤخر كثيراً، نقرر أنَّ ما عملنا عليه وأنشأناه كافياً.

أهمية التجربة في التخلص من عادة الإفراط في الاستعداد:

أنا أهتم بالتجربة، وأركِّز على الخبرة أكثر من الاستعداد، وأجعل التعلم الناتج عن التجربة ذا قيمة، وجديراً بالثناء تماماً مثل الآثار الناتجة عن الإفراط في الاستعداد لشيء ما.

لكن من أجل القيام بذلك، يجب أن أدرك قيمة التعلم التجريبي أولاً، ويجب أن أقدِّر تجربة التعلم الخاصة بي، وأن أكون على استعداد لمشاركتها بشفافية إذا تخليت عن عادة الإفراط في الاستعداد الدائم.

يحمينا الإفراط في الاستعداد من التعلم الفوري ومن الفشل أمام الناس والخجل الذي قد ينتج عن ذلك، ويمنحنا الفرصة (فرصاً غير محدودة، إذا بقينا غارقين في دوامة حالة الشلل التحليلي) لإتقان ما نقوم به قبل أن نشاركه مع العالم.

نستطيع القول: إنَّ الإفراط في الاستعداد هو من أعراض العقلية التي تركِّز على الأداء، والاعتقاد بأنَّ وظيفتنا هي تقديم أنفسنا بصفتنا أصحاب سلطة وخبرة، يهمنا الهدف أكثر من رحلتنا نحو تحقيقه.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح عن الإنتاجية ستساعدك في استثمار ساعات العمل خلال الأسبوع

تجربتي الشخصية في التخلص من الإفراط في الاستعداد:

إليك فيما يأتي قصة من حياتي الخاصة:

قررت استضافة لقاء صباحي لتناول الشاي على خاصية البث المباشر على منصة فيس بوك (Facebook Live)، ولم يمضِ على انضمامي إلى موقع فيس بوك (Facebook) سوى أسابيع قليلة؛ لذلك لم أعرف جميع جوانب المنصة، لكن بصرف النظر عن ذلك، قررت التواصل مع قرائي بطريقة حقيقية وذات مغزى؛ لذلك أعلنت في رسالتي الإخبارية يوم الثلاثاء عن اجتماع في صباح يوم السبت التالي، وعلمت أنَّني إذا أعلنت عن ذلك، سأفعله بالتأكيد، بينما إذا انتظرت الإعلان عن هذا اللقاء حتى أشعر بأنَّني على استعدادٍ تامٍ له فقد لا يحدث ذلك أبداً.

ما استطعت فعله هو اختيار موضوع محدد للتحدث عنه وإنشاء بعض الأفكار المدروسة والحصرية لمناقشتها مع الأشخاص الذين قد ينضمون إليَّ مباشرة، ولكي يشعروا بأهمية هذا اللقاء، وقد استطعت كتابة جدول أعمال وتحضير كل شيء مثل اجتماع مُتقَن التجهيز، كما استطعت أن أفرط في الاهتمام بمظهري ليكون لائقاً أمام الكاميرا؛ ومن ثَمَّ هدر مزيد من الوقت أمام المرآة في استخدام بعض مواد التجميل.

لكنَّني لم أفعل أيَّاً من ذلك؛ بل جعلت التجربة هدفي، وقررت أن أتعرف إلى خاصية البث المباشر على منصة "فيس بوك" (Facebook Live) من خلال إجراء هذا اللقاء المباشر دون تحضير تجربة أو إجرائها على الملابس التي لا تعطي قيمة، وقررت أنَّني مستعدة كي أظهر بصفتي شخصاً هاوياً وغير محترف في هذا الشيء الذي لم أفعله من قبل.

حملت كأساً من الشاي إلى مكتبي في الطابق العلوي، وجلست أمام الكمبيوتر المحمول، وكان شَعري رطباً قليلاً، ونقرت على زر ابدأ البث المباشر (Go Live)، وكانت تجربتي الأولى على الإطلاق في بث الفيديو المباشر.

ظهرت خمس نساء من مجتمعي وتحدَّثتُ معهن لمدة 45 دقيقة، وكنت صادقة تماماً وصريحة بشأن كوني مبتدئة ومستعدة للتعلم، فقد كانت أكثر التجارب المبهجة التي مررت بها منذ فترة طويلة، وأعزو ذلك لكوني مستعدة تماماً للفرصة التي أُتيحت لي، فرصة تجربة شيء ما لأول مرة ومشاركة ذلك مع المشاهدين، في جو من الثقة والترابط معهم، بدلاً من الترقب الصارم والاستعداد المفرط اللذَين كانا سينتجان فقط في إحداث مزيد من المسافة بيني وبين متابعيني.

في الختام:

ربَّما يكون السؤال الذي يجب أن نسأله جميعاً هو: هل هدفي هو أداء هذا الشيء على أكمل وجه، وتقديمه إلى الجمهور دون الحاجة إلى إجراء أي تحسين آخر عليه؟ أو هل أنا منفتح على تجربته بطريقة قابلة للتحسين المستمر، في الوقت الذي أشارك فيه مجتمعي ما أعرفه عنه حتى الآن؟ ابدأ من نقطة تكون فيها الطالب والأستاذ في الوقت نفسه.