من المهارات التي تلزمنا للنجاح والتميُّز نذكر القدرة على التواصل، فالإنسان الناجح هو مَن يتمكَّن من إيصال رسالته بأسلوبٍ راقٍ ومرونة وشجاعة، واستعداد لتلقِّي النصائح من الآخرين، وأخذ العبر ممَّن يمتلكون خبرة أكبر، وعندما يدخل الفرد في نقاشات وحوارات هامَّة سواء مع زملاء العمل أم العملاء أم المدير؛ فسيحتاج إلى مهارة التفاوض لتقديم الأفكار والاقتراحات بالطريقة المثلى، وفي مقالنا هذا سنوضِّح لك أهمية الاتِّصال والتفاوض وكيفية تحسينهما لتضمنَ نجاحك في العمل.
هي مجموعة من السمات التي تجعل الفرد قادراً على خوض أي حوار فيه تباين بالآراء أو الأفكار بين طرفي الحوار، وتجعله قادراً على حسم الحوار لصالحه، وعلى الرغم من أهمية الاتِّصال والتفاوض في الحياة اليومية والشخصية، إلَّا أنَّ أهميته العظمى تكمن في الحياة العملية والمهنية؛ فيمكن أن تُعَدَّ هذه المهارة أحد مفاتيح النجاح والتميُّز في العمل، وتفرض على الفرد امتلاك عدَّة مهارات ليستطيع التأثير إيجاباً في الآخرين وأهمها ما يأتي:
نحن نحتاج إلى هذه المهارات في كل مكان وكل زمان وفي جميع المهن التي نعمل فيها؛ وذلك لأنَّها تفيد الفرد بما يأتي:
شاهد بالفيديو: ما هي مهارات التواصل الفعال؟
تُوجَدُ عدَّة أشكال للمفاوضة نتعرَّض لها في الحياة العملية أو حتى الشخصية من الضروري أن نعرفها، وهي كما يأتي:
في هذا الشكل من التفاوض يمتلك كل طرف من الأطراف شيئاً معيناً يخشى خسارته في هذه المفاوضة، ويؤمن بأنَّ الطرف الآخر سيكسب شيئاً، فإن ربح؛ فيجب الوصول هنا إلى حل يرضي الطرفين.
هذا النوع من التفاوض يجعل جميع الأطراف رابحة؛ لذلك يأخذ وقتاً أطول من غيره.
الذي يشعُرُ الفردُ بالقلق حياله؛ وذلك لأنَّه سيتحدَّث عن احتياجاته ومتطلباته في العمل إلى الإدارة أو رئيس القسم الذي يعمل فيه، وقد يكون التفاوض بهدف الحصول على وظيفة؛ وهنا يجب على الفرد محاولة إظهار مهارات الاتصال والتفاوض التي يمتلكها لإثبات جدارته في العمل وأنَّه يستحق الوظيفة.
يختلف ذلك بحسب نوع العمل والمهنة، فأحياناً طبيعة العمل تفرض على الموظف العمل ضمن فريق؛ ومن ثم تصبح أهمية مهارات الاتصال والتفاوض أكبر بكثير للحفاظ على الاستقرار في العمل.
هذا الشكل يؤثِّر بشكل كبير في نجاح الموظَّف بعمله واستمراره فيه؛ وذلك لأنَّ نجاح الشركة يعتمد على حسن إيصال خدماتها للزبائن والعملاء.
تُوجَدُ العديد من النصائح والنقاط التي تساعد على تحسين مهارات الاتِّصال والتفاوض لضمان النجاح في الحياة العملية والشخصية أيضاً، أهمها ما يأتي:
ركِّز في نفسك جيداً وفكِّر في الأشياء والصفات التي تحرجك أو تسبِّبُ فشلك في تأسيس العلاقات الاجتماعية أو استمرارها، ومن ثمَّ حاولْ مواجهتها والتخلُّص منها.
من الهام قبل إجراء أي حوار أو نقاش بهدف إقناع شخص أو حل الخلافات أن يتم تحديد الهدف النهائي من هذا الحوار؛ فمثلاً لا تفكِّر في أنَّك يجب أن تقنع الزبون ليشتري المنتج فقط؛ بل فكِّر في أنَّها الطريقة التي ستميِّزك في العمل وتضمن استمرارك، ومن ثم قد يفرض ذلك بعض التضحيات في سبيل حسم النقاش لصالحك.
شاهد بالفيديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف
التي تساعدك على الوصول إلى أهدافك من كل نقاش وتُخفِّف الضغوطات التي يعاني منها المتفاوض ليصل إلى اتِّفاق يرضي الجميع، ويتم بناء العلاقات الاجتماعية الناجحة بالاهتمام بالآخرين والمبادرة للسؤال عنهم وإظهار الاحترام والتقدير لهم.
فكِّر جيداً في عدَّة خيارات يمكن تقديمها للطرف الآخر الذي تتفاوض معه؛ فذلك يجعل إمكانية كسب التفاوض لصالحك أكبر؛ لأنَّ الاختيار من متعدِّد أسهل.
الإنسان في العموم لا يلفت انتباهه الشخص الذي يتحدَّث بتردُّد، فلا يقتنع بكلامه ولا يعدل عن رأيه من أجله؛ فكُنْ واثقاً في نفسك لتكسب النقاش حتماً، ويتم تعزيز الثقة في النفس من خلال الانتباه جيداً إلى لغة الجسد "طريقة الوقوف أو الجلوس" ونبرة الصوت وطريقة التحدُّث.
لا تنظر إلى الشخص الذي تتفاوض معه ويرفض رأيك على أنَّه رفضَكَ شخصياً؛ كي لا يصبحَ الأمر أسوأ، فكثيراً ما تحوَّلَ نقاشٌ إلى مشكلة تعالت فيها الأصوات وانقطعت العلاقات نتيجة الإساءة في الكلام؛ لذلكَ فكِّر فقط في أنَّ اقتراحك لم يعجب الطرف الآخر لأنَّه لا يلبي احتياجاته، وحاولْ أن تقترح الأفضل له مستقبلاً.
مهما كان النقاش الذي تريد الخوض فيه مع الشخص؛ فيجب الاستعداد جيداً، ويتم ذلك من خلال ما يأتي:
حاولْ أن تعرف الشخص الذي ستتفاوض معه جيداً لتفهمَ ما يحتاج إليه وما يمكنه تقديمه؛ لتتمكَّنَ من تقديم العرض المناسب الذي يرضي جميع الأطراف.
كما قلنا سابقاً التفاوض قد يفرض عليك التنازل عن بعض الأشياء لتصلَ إلى الحل الأمثل؛ لذلكَ قبل الدخول في المفاوضة؛ حدِّدْ الأشياء التي لا يمكن التنازل عنها مهما كانت النتيجة.
بالطبع تُوجَدُ أسباب منطقيَّة تجعل الطرف الآخر يرفض أفكارك واقتراحاتك؛ فعليك أن تتهيَّأ جيداً إلى إيجاد المبررات التي تدافع بها عن مطالبك.
التخطيط الجيد للتفاوض مع الآخرين لا يقتصر على محاولة إقناع الطرف الآخر برأيك؛ بل يتعيَّن عليك وضع أفضل البدائل في حال رُفِضَ اقتراحك؛ فمثلاً إن كنتَ تتفاوض مع مديرك من أجل تخفيض عدد ساعات العمل ورفضَ بحجَّة عدم القدرة على القيام بالمهام المطلوبة يومياً؛ فحينها يمكنك أن تطلبَ زيادة في الراتب ليصبح مناسباً للجهد المبذول في العمل.
الأفضل لك أن تحافظَ على العلاقة لتكون طويلة الأمد، ولا نعني بذلك أن تخسر؛ بل تحاول بناء علاقة جيدة تمكِّنك من الربح في المرات القادمة.
أحياناً الخطأ في اختيار الوقت يكون هو السبب بفشل التفاوض؛ فمثلاً لا تفاوضْ مديرك من أجل زيادة الرواتب أو زيادة الإجازات في مرحلة حرجة من حياة الشركة؛ كأن تكون الشركة قد خسرَت صفقة جيدة مؤخراً.
بهدف تعزيز مهاراتك لتصبح قادراً على التفاوض في كل زمان ومكان، ويمكن ذلك بالاستعانة بصديق مقرَّب أو أحد أفراد العائلة؛ كأن تَعُدَّهُ زبوناً وتحاول إقناعه بشراء المنتج؛ فيطرح عليك كافة الأسئلة التي يحتمل أن يطرحها الزبائن؛ فتصبح لديك فكرة واضحة وتصبح أكثر قدرة على إدارة الحوار.
نجاح الإنسان في حياته العملية يتطلَّب اكتسابه العديد من المهارات وأهمها مهارات الاتصال والتفاوض؛ ليكون قادراً على حل الخلافات وكسب النقاشات لصالحه، وليكون أكثر قدرة على التعبير عن نفسه بشكل صحيح.
تشمل مهارات الاتِّصال والتفاوض عدَّة مهارات؛ كحسن الاستماع والتواصل مع الآخرين وإقناعهم بعد طرح الأسئلة المناسبة، إضافة إلى امتلاك الفرد تفكيراً استراتيجياً، وللتفاوض عدة أشكال؛ منها التوزيعي والتكاملي والإداري والتفاوض مع زملاء العمل والزبائن.
لتحسين مهارات الاتصال والتفاوض تعرَّف إلى نقاط ضعفك وعالجها لتزداد ثقتك في نفسك، وحدِّد أهدافك النهائية المرجوة من كل مفاوضة، وتدرَّب على بناء العلاقات الاجتماعية واستمرارها، وقبل كل تفاوض حاولْ الاستعداد جيداً بإجراء البحث الذي يعرِّفُك جيداً إلى الطرف الآخر، وحدِّد أهدافك من المفاوضة وحدِّد الأولويات التي لا يمكن التنازل عنها مهما كان الثمن، وركِّز في علاقتك بالشخص الذي تتفاوض معه أكثر من تركيزك في الربح، وحاولْ أن تتدرَّب دائماً على التفاوض مع الآخرين بالاستعانة بأصدقائك؛ ليصبح الأمر بمنتهى السهولة والسلاسة بالنسبة إليك