تجارب عملية مشوقة للأطفال في المنزل
أهمية التجارب العملية في المنزل للأطفال:
يؤكد خبراء التربية والتعليم بأنَّ السنوات الأولى من عمر الطفل وحتى بلوغه 6 سنوات هي أفضل مرحلة ليتعلم كل شيء حوله، ويكتشف ذاته، ويكوِّن شخصيته، وتقع مسؤولية هذا الأمر على الآباء والأمهات.
تكمن أهمية الاهتمام بتنمية مهارات الطفل بأنَّها تجعله متقبلاً لفكرة التعلم في المدرسة، ولأنَّه يصبح أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين، فيشعر براحة عند وجوده في المناسبات الاجتماعية أو في مدرسته لأنَّها تمنحه مهارات قيادية وثقة بالنفس، إضافة إلى أنَّها تنمي مهاراته المتعلقة بالقراءة والكتابة لأنَّها تكشف نقاط الضعف والقوة لديه.
كل ما سبق يساهم في زيادة قدرة الطفل على حل المشكلات ومواجهة الصعوبات دون أن يعتمد على الآخرين، وهذا ما يفتقده كثير من الأطفال، فنجد الطفل يستعين بوالدته مثلاً في حل واجباته وإنجاز النشاطات المطلوبة منه، لذلك مقالنا الحالي يتحدث عن التجارب العملية التي يمكن القيام بها مع طفلك في المنزل ضمن بيئة تعليمية وترفيهية تضيف كثيراً من الفائدة وتزرع الثقة في نفس طفلك.
كيف تساهم التجارب بتنمية مهارات الأطفال؟
إجراء تجارب بسيطة ومشوقة وعملية للطفل في آنٍ معاً له أهمية كبيرة؛ إذ تساعد التجارب على تحقيق ما يأتي:
شاهد بالفيديو: نصائح لزيادة القدرات العقلية لدى الأطفال
ما هي أهم التجارب العملية المشوقة للأطفال في المنزل؟
فيما يأتي مجموعة من التجارب التي يمكن تنفيذها في المنزل برفقة طفلك:
1. الرسم:
يؤدي الرسم دوراً هاماً في تنمية خيال الطفل ومساعدته على التعبير عن مشاعره سواء الجميلة منها أم السيئة، لذلك تعليم الطفل الرسم وتنمية مهاراته الإبداعية في هذا المجال من أكثر التجارب متعة بالنسبة إليه، لذلك جهِّز مجموعة من الأقلام الملونة الخشبية أو المائية والأوراق والدفاتر المخصصة للأطفال ليقوموا بتلوين الرسومات، ويمكنك الاستعانة بالإنترنت؛ إذ توجد طرائق تعليم الأطفال الرسومات البسيطة.
2. تجربة الزراعة:
الزراعة من التجارب المسلية التي يتعلم الطفل منها الصبر والاهتمام والتي لا تحتاج إلى كثير من المعدات؛ إذ يمكنك تخصيص جزء صغير من حديقة المنزل أو شراء مجموعة من حاويات الزراعة الملونة ووضعها على شرفة المنزل بعد تعبئتها بالتراب، ومن ثمَّ تقوم برفقة طفلك بزراعة الحبوب مثل الفاصولياء أو العدس أو شتول نباتات الزينة، ومن ثمَّ إخبار الطفل بالتعليمات وترك مسؤولية الاهتمام بالنبات له ليشاهد كيفية تحول النمو من بذرة إلى نبات كامل، ويمكن استثمار الفرصة وتعليم الطفل أجزاء النبات وتعريفه إلى البذور أحادية وثنائية الفلقة وغيرها من المعلومات الزراعية المفيدة.
3. تجربة الحبر السري:
تجربة مسلية تعلِّم الطفل التركيز، فمثلاً يمكن القيام بها بأن تغمس فرشاة صغيرة في عصير ليمون، ثم ترسم أو تكتب على ورقة وتنتظرا جفافها، ومن ثمَّ تقرِّب الورقة إلى مصدر حراري لتحصل الأكسدة وتخبر طفلك بأنَّه محقِّق ويجب أن يشاهد العملية بدقة ويكتشف الشيء الموجود على الورقة ليربح قطعة سكاكر مثلاً.
4. تجربة الرسم باستخدام الكربونات والخل:
يجب عليك استخدام ورقة من الكربونات وتحضير فرشاة مبللة بالخل، ثم الرسم بواسطتها على الورقة، فيشاهد الطفل تفاعل الكربونات مع الخل الذي ينتج عنه تغيُّر في الألوان سيعجب به الطفل حتماً.
5. تجربة صناعة قوس قزح:
يحب الأطفال قوس قزح ويندهشون فيه، لذلك يمكن القيام بهذه التجربة الممتعة في المنزل بالاستعانة بكوب زجاجي شفاف ممتلئ بالماء يتم وضعه على طاولة في مكان معرَّض لأشعة الشمس المباشرة، ويتم وضع ورقة بيضاء على الأرض في مكان مقابل وتحريكها بحيث يعكس كوب الماء أشعة الشمس على الورقة، فتظهر ألوان قوس قزح، ويمكنك أن تطلب من طفلك رسم ما يراه على ورقة أخرى.
6. تجربة اكتشاف المواد القابلة للذوبان:
أيضاً من التجارب البسيطة والممتعة التي تتطلب وعاء كبيراً قليلاً وممتلئاً بالماء، ومجموعة من المواد المتوفرة في المنزل مثل القليل من الملح، والسكر، والرز، والزيت، وأكواباً بلاستيكية أو زجاجية، وقطعة قماش، ثم تطلب من طفلك أن يخمِّن قبل إسقاط المادة ما إن كانت ستذوب أم لا تذوب، ومن ثمَّ يكتشف الحقيقة بعد إسقاطها.
7. تجربة صناعة الدمى من الأوراق والأغصان:
هي تجربة مسلية تعلِّم الطفل كيفية ابتكار شيء هام من أشياء بسيطة متوفرة للجميع، بحيث يتم استخدام الأغصان الصغيرة لإنشاء ساقين وذراعين وربطهم بواسطة أشرطة رفيعة، ثم استخدام أوراق أشجار بأشكال مختلفة لصناعة ملابس للدمية، ويمكن أيضاً صناعة قوارب باستخدام أغصان رفيعة، لكن تحتاج إلى بعض الخبرة في صناعتها، ومن ثمَّ يتم تجربتها في وعاء يحتوي الماء.
8. تجربة مشي الماء:
تحتاج هذه التجربة إلى عدد من الأوعية البلاستيكية لا يقل عددها عن 6 أوعية، بحيث تكون 3 منها تحتوي على الماء الشفاف و3 تحتوي على ماء مضاف إليه ملونات الطعام المختلفة مثل الأحمر والأزرق والأصفر مثلاً.
يتم ترتيبها بالتناوب ليكون لدينا كوب ملون يليه كوب شفاف، ومن ثمَّ نصنع جسراً من المناديل الورقية المطوية البيضاء ليشاهد الطفل كيف يمشي اللون وينتقل عبر المناديل الورقية من كوب إلى آخر، ويلاحظ اندماج الألوان ببعضها، ويُسحَر بالألوان الجديدة الناتجة.
9. تجربة الحليب السحري:
هي تجربة مذهلة جداً وتحتاج إلى مواد بسيطة أيضاً، فكل ما تطلبه وعاء عميقاً يحتوي على حليب كامل الدسم، إضافة إلى بعض ملونات الطعام المختلفة والقطن والصابون أو سائل للغسيل، فبعد إضافة قطرات من ملونات الطعام إلى الحليب، دع طفلك يلمس المحلول بواسطة القطن المبلول بسائل الغسيل، فيحدث تفاعل ناتج عن كسر الصابون للتوتر السطحي للمحلول، فيشاهد الطفل دوران الألوان من تلقاء نفسها بمشهد يشبه السحر بالنسبة إليه.
10. تجربة العَفَن:
تجربة العَفَن من التجارب التي توضح أهمية النظافة للطفل، كما أنَّها توضح كيفية نمو العفن ليتعلم الطفل كيفية المحافظة على الطعام، بحيث تحتاج إلى عدد من قطع الخبز، ويتم فرك إحداها بيدين تم غسلهما بمطهر لليدين، وأخرى فقط بالماء، وغيرها لم يتم غسلها، ووضع كل منها في كيس بلاستيكي شفاف وإغلاقه وملاحظة نمو العَفَن عليها مع مرور الوقت.
11. تجربة نفخ البالونات بشكل ذاتي:
من التجارب المذهلة للأطفال بحيث يتم وضع صودا الخبز في زجاجة فارغة، وفي البالون يتم وضع القليل من الخل، ومن ثمَّ يتم وضع فوهة البالون على فم الزجاجة فيتدفق الخل ويحدث التفاعل الذي ينتج عنه صعود الأبخرة الكافية لنفخ البالون من تلقاء نفسه، وهذا ما يسعد الطفل كثيراً.
12. تجربة مصباح الحمم البركانية:
تحتاج التجربة إلى زجاجة بلاستيكية وبعض الزيت النباتي وملوِّن للطعام والأقراص الفوارة، بحيث يتم ملء ربع الزجاجة البلاستيكية بالماء، ومن ثمَّ إضافة الزيت النباتي في الجزء المتبقي، ثم إضافة ملون الطعام والانتظار لبضع دقائق.
في النهاية أطفئ الضوء في الغرفة لزيادة التشويق ووجِّه ضوءاً إلى الزجاجة فقط، ثم ضع القرص الفوار في الزجاجة ودع طفلك يشاهد الفوران الحاصل الذي يشبه الحمم البركانية.
13. تعلُّم الشطرنج:
من أهم الألعاب والتجارب التي تنمي قدرات الطفل ومهاراته العقلية والاجتماعية، وتحفز تفكيره الإبداعي، وتزيد صبره، وتقوي ذاكرته، لكن يصعب تعليمها للطفل؛ إذ تحتاج إلى وقت طويل، لذلك يجب البدء بعمر صغير.
14. ممارسة الرياضة:
تفيد ممارسة الرياضة الطفل من الناحية النفسية والصحية والعقلية والاجتماعية، وتحسن لياقته البدنية، لذلك يمكنك ملء وقت الفراغ لطفلك بممارسة الرياضة معاً، وتعليمه الألعاب الرياضية التي تنمي روح المنافسة لديه مثل كرة الطائرة أو القدم.
في الختام:
تنمية مهارات الطفل وقدراته ومواهبه مسؤولية الآباء والأمهات في الدرجة الأولى، والتي تتم بواسطة عدد من الطرائق منها القيام بتجارب عملية مشوقة في المنزل ضمن أجواء من المتعة والتسلية التي تحفز التفكير الإبداعي للطفل وتنمي روح التعاون والتنافس لديه. ذكرنا في مقالنا مجموعة من التجارب السهلة والممتعة مثل تعليم الطفل الرسم بواسطة أدوات مختلفة، وتجربة قوس قزح، والحليب السحري، بالإضافة إلى العديد من التجارب الأخرى الممتعة، ننصحك بتجربتها وتعليمها لطفلك.
