مع أنَّ التقاط السيلفي أصبح جزءاً من حياتنا اليومية، فإنَّ هذه العملية تثير جدل بعض الأشخاص وانتقاداتهم؛ إذ يرى بعض الأشخاص أنَّ الاهتمام الزائد بالسيلفي يؤثِّر في التركيز والتواصل الحقيقي مع الآخرين.
السيلفي أو الصورة الشخصية الذاتية هي صورة يلتقطها الشخص بنفسه باستخدام كاميرا الهاتف المحمول أو كاميرا الحاسوب أو أي جهاز تصوير آخر؛ إذ تُعدُّ السيلفي ظاهرة اجتماعية شهيرة في الوقت الحالي، وقد أصبحت ظاهرة شائعة جداً في السنوات الأخيرة، وخاصةً على منصات التواصل الاجتماعي.
تُعدُّ السيلفي وسيلة شائعة للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين، وقد أصبحت جزءاً من الثقافة الشعبية في العالم اليوم، ويستخدم الأشخاص السيلفي عامة لالتقاط صورة لأنفسهم في أوضاع مختلفة، وبغرض التوثيق والمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر وغيرها.
تشمل أنواع السيلفي المختلفة: سيلفي الوجه الكامل وسيلفي المرآة وسيلفي مع الأصدقاء، وسيلفي في الأماكن العامة والأماكن الخاصة وغيرها، كما يستخدم بعض الناس السيلفي في أغراض تسويقية وإعلانية، ويستخدمها المشاهير للتواصل مع جمهورهم والترويج لأعمالهم.
في النهاية، يمثل السيلفي ظاهرة اجتماعية متنوعة ومتعددة الأبعاد، وقد تغير الشكل الذي يُعرف به الناس منذ بدايته في العقد الأخير، وما زال يشهد السيلفي تطوراً ونمواً باستمرار.
ظاهرة السيلفي هي عبارة عن التقاط الصورة الذاتية ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذه الظاهرة لها تأثيرات نفسية إيجابية وسلبية.
من الناحية الإيجابية، تساعد السيلفي على تحسين الثقة بالنفس؛ إذ يشعر الشخص بالافتخار والرضى عن نفسه بعد التقاط صورة تبرز جماله أو قوته أو أي جانب إيجابي آخر، كما أنَّ السيلفي قد تكون وسيلة للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين، وهو ما قد يُعزِّز الانتماء الاجتماعي والتواصل الاجتماعي بين الأفراد.
من الناحية السلبية، قد تؤدي السيلفي إلى الإدمان على الإنترنت والقلق الاجتماعي والشعور بالوحدة والاكتئاب، وقد تساهم السيلفي أيضاً في نمط الحياة الخاطئ؛ إذ يقضي الشخص وقتاً طويلاً في التقاط الصور ومشاركتها بدلاً من الاهتمام بأشياء أكثر أهمية في حياته.
يمكن القول إنَّ سيكولوجية السيلفي تختلف من شخص إلى آخر وتعتمد على عوامل عدة مثل نوع الصورة والغرض من التقاطها، والعلاقة بين الفرد ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لذلك يجب أن يكون الاستخدام المناسب للسيلفي هو الاستخدام الذي يعزِّز الصحة النفسية للشخص ولا يؤدي إلى أي تأثيرات سلبية فيه.
شاهد بالفيديو: كيف تلتقط صورة سيلفي بشكل احترافي:
يبتسم الناس عند التقاط الصور لهم لأسباب عدة:
توجد مناطق عدة حول العالم تحظر التقاط صور "السيلفي"، ومنها:
أُصدِر قرار بحظر التقاط السيلفي في بعض المناطق السياحية وعلى السكك الحديدية، نظراً لخطورة الأمر على السلامة العامة.
يُحظر على الزوار التقاط صور السيلفي بالقرب من الأعمال الفنية، حرصاً على سلامتها.
يُحذَّر المُتسلقون من التقاط صور السيلفي خلال التسلق بسبب خطورة المنطقة.
يُحذر الزوار من التقاط صور السيلفي في الأماكن الدينية مثل المساجد والحرم المكي والمدن القديمة، حرصاً على الاحترام والتقدير للمكان المقدس.
تحظر السلطات التقاط صور السيلفي في هذه المناطق بسبب المخاطر المحتملة التي يمكن أن تسببها، مثل الوقوع أو الازدحام الزائد، وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية الأفراد والممتلكات والأماكن العامة.
السيلفي هي ظاهرة اجتماعية شملت مختلف المجتمعات والأعمار والثقافات، ولها أبعاد متعددة تشمل:
السيلفي وسيلة للتواصل والتفاعل الاجتماعي بين الأفراد والمجتمعات، وتساهم في بناء العلاقات الاجتماعية والتواصل بين الأشخاص.
تشكِّل السيلفي وسيلة للتعبير عن الذات وزيادة الثقة بالنفس، ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في الشعور بالرضى الذاتي.
تعكس السيلفي ثقافة المجتمع وتقاليده التي ينتمي إليها الشخص، ويمكن أن تكون وسيلة لإبراز الجوانب الثقافية والتراثية.
تشكِّل السيلفي وسيلة للترويج للعلامات التجارية والمنتجات، ويمكن أن يكون لها دور في تحقيق الإيرادات والربح للشركات والمنظمات.
تشكِّل السيلفي خطراً على سلامة الأفراد والمجتمعات، ويمكن أن تسبِّب حوادث ومشكلات بسبب عدم الانتباه إلى المحيط.
تُعدُّ السيلفي ظاهرة متعددة الأبعاد، وتتأثر بالعوامل الاجتماعية والثقافية والنفسية والاقتصادية.
يُعدُّ الالتقاط المفرط لصور السيلفي أو الالتقاط في مواقف غير مناسبة أمراً قد يزعج الآخرين لأسباب عدة، منها:
عندما يحاول شخص التقاط صورة سيلفي في مكان عام أو مزدحم، فقد يتسبَّب ذلك في التشتيت والإزعاج للآخرين الذين يرغبون في الحصول على مساحة خاصة لأنفسهم.
قد يشعر الأشخاص بالانزعاج إذا وُجد شخص يلتقط صورة سيلفي في مكان يُعدُّ خاصاً أو يحتوي على معالم خاصة مثل مكتبة أو متحف أو مركز تسوق؛ إذ قد يرغب الأشخاص الآخرون في الحفاظ على خصوصيتهم وحرية التنقل في المكان دون الشعور بالإزعاج.
قد يشعر الأشخاص الآخرون بالإزعاج إذا التقط الشخص صورة سيلفي حاول الظهور فيها ظهوراً متفاخراً أو يريد جذب الانتباه إليه، وقد يتسبَّب ذلك في التحديق المُزعج من قبل الآخرين.
قد يشعر الآخرون بالإزعاج إذا التقط الشخص صورة سيلفي يتصرف بطريقة غير مناسبة أو يفعل أشياء تثير الإزعاج أو التشتيت للآخرين.
بشكل عام، يمكن لالتقاط السيلفي أن يكون ممتعاً ومثيراً للإعجاب، لكن يجب التقاط الصور التقاطاً مناسباً ومع الاهتمام بمشاعر الآخرين.
توجد أسباب وراء رغبتنا في التقاط صور السيلفي، منها:
يمكن أن يكون التقاط السيلفي ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للتواصل مع الآخرين ومشاركتهم تجاربنا وأحداثنا.
يمكن أن يساعد التقاط السيلفي على توثيق اللحظات الخاصة والأحداث المميزة وتذكرها فيما بعد.
يمكن للسيلفي أن يساعدنا على التعبير عن أنفسنا وشخصيتنا ومظهرنا الخارجي.
قد يكون التقاط السيلفي أمراً ممتعاً ومسلياً، ويمكن أن يساعد على رفع المعنويات والاستمتاع بالوقت.
قد يكون للسيلفي أيضاً قيمة عاطفية؛ إذ يمكن للصورة أن تحتفظ بذكرياتنا وأحبائنا وأماكننا المفضلة.
بشكل عام، يرضينا التقاط صور السيلفي لأسباب مختلفة، ويمكن لهذه الصور أن تكون ذات قيمة عاطفية واجتماعية وترفيهية، ومع ذلك يجب أن تُلتقَط هذه الصور التقاطاً مناسباً ودون إزعاج الآخرين أو التشويش على المكان العام.
السيلفي ليست مرضاً نفسياً بذاته، لكن قد يشير إلى بعض الاضطرابات النفسية التي قد تكون موجودة لدى الفرد، على سبيل المثال قد يشير الاهتمام المفرط بالتقاط صور السيلفي إلى اضطرابات النمط الشخصي مثل اضطراب الشخصية النرجسية التي تتميز بالاهتمام المفرط بالذات والرغبة في الانتباه والتقدير من الآخرين.
كما أنَّ الاهتمام المفرط بالتقاط السيلفي يمكن أن يكون علامة على اضطرابات القلق الاجتماعي؛ إذ يمكن للأفراد الذين يعانون هذا الاضطراب أن يشعروا بالقلق والرهبة في الأماكن العامة والمجتمعية ويستخدمون التقاط السيلفي بوصفه وسيلة للتخفيف من القلق والشعور بالتحكم في الوضع.
مع ذلك يجب الانتباه إلى أنَّ السيلفي لا يشير بالضرورة إلى وجود مشكلات نفسية، فهو مجرد ظاهرة ثقافية واجتماعية ووسيلة لتوثيق اللحظات الخاصة والتواصل مع الآخرين، ويمكن أن يكون الاهتمام المفرط بالتقاط السيلفي مجرد عادة أو هواية لدى بعض الأشخاص، دون وجود أي مشكلة نفسية خلف ذلك.
التقاط السيلفي أصبح جزءاً من ثقافتنا الحديثة؛ إذ يُعدُّ وسيلة شائعة للتواصل الاجتماعي والتوثيق الشخصي، ومن الهام أن نتعامل معه بطريقة مسؤولة وأكثر احتراماً للآخرين والبيئة المحيطة.
مع أنَّ التقاط السيلفي يستمر في جذب الكثيرين، فإنَّه من الهام الحفاظ على التوازن بين استخدامه واحتياجاتنا الحقيقية للتواصل الاجتماعي وتوثيق الذكريات، كما يجب الحرص على عدم التسبب في إزعاج الآخرين عند التقاط السيلفي، والالتزام بالتعليمات الأمنية في المناطق الخطرة مثل الأماكن العامة والمناطق الوعرة.
أخيراً يجب أن نفهم أنَّ التقاط السيلفي ليس مرضاً نفسياً بذاته، لكن من الضروري الحفاظ على صحتنا النفسية والبدنية من خلال استخدامه استخداماً مسؤولاً ومتوازناً.