أفكار جديدة تساعدك على فهم الحياة أكثر

أفكار جديدة تساعدك على فهم الحياة أكثر
(اخر تعديل 2023-08-25 06:42:18 )
بواسطة

8 أفكار جديدة تساعدك على فهم الحياة أكثر:

1. معظم البشر لا يكونون عقلانيين في اتِّخاذ قراراتهم:

في قديم الزمان كانت مدينتا أثينا وإسبرطا في حالة عداء مستمر، وبين الفينة والأخرى تشتعل شرارة الحرب بينهما وتبدأ الجيوش بالاستعداد، لكنْ كان يُوجَدُ حكيم يوناني يُدعى بيركليز يتدخَّل في كل مرة ويُهدِّئ المشاعر الغاضبة عند الناس، ويحاول إخماد شرارات الحرب قبل اشتعالها، فعندما كان الناس يطالبون بالحرب؛ يأتي بيركليز إلى منزله ويجلس وحيداً يفكر بصفاء: "هل تُوجَد أيَّة فائدة منطقية من إشعال الحرب؟".

كان يضع في حسبانه مصالح المدينتين وبالدرجة الأولى والأهم مصالح البسطاء من المدينتين؛ والذين يُشكِّلون السواد الأعظم، ولم يكُنْ يبني رأيه أو قراره بناءً على مصالح التجار التي غالباً ما تكون أنانية، أو بناءً على رغبات القادة الذين لم يكُنْ همهم سوى إرضاء غرورهم ونرجسيتهم والانتصار في الحرب مهما كان حجم الخراب الناجم.

كان بيركليز ينجح في كل مرة في تهدئة النفوس وإقناع القادة بعدم وجود جدوى من الحرب، ولكنَّه بعد فترة من الزمن مَرضَ مرضاً شديداً عجز عنه الأطباء حينها، وتوفي بيركليز في فراشه مريضاً، وأدى ذلك فيما بعد إلى اندلاع الحرب بين إسبرطا وأثينا؛ وذلك لأنَّ العواطف لم تجد في طريقها أي متعقل يوقفها عند حدها.

2. أغلب الناس نرجسيون:

رغم أنَّ النرجسية مفهوم مُرتبِط بالاضطرابات النفسية والعقلية، ولكنَّ النرجسية في حقيقة الأمر موجودة عند جميع البشر بنسب متفاوتة؛ من النرجسية السوية أو السليمة إلى النرجسية العميقة أو الشاذة.

ترجع هذه الصفة عند الإنسان إلى أكثر مراحل الإنسان حساسية وهي مرحلة الطفولة، وعلى وجه الخصوص المرحلة الممتدة بين عمر السنة وعمر الخمس سنوات، وهي المرحلة التي يبدأ فيها الطفل بإدراك ذاته على أنَّها كيان منفصل عن والديه، ويتوقَّف عن كونه امتداداً لهما، وهنا يحدث الاضطراب في شخصية الإنسان، فعندما يهتم الأهل اهتماماً مفرطاً بطفلهم خلال تلك المرحلة، ويؤدون جميع المهام دون إشراكه، فقد يكبر الطفل ويرى أنَّ هذا الأمر طبيعي، فيلجأ إلى استغلال الآخرين لتلبية احتياجاته أو التهرُّب من واجباته وإلقائها على زملائه.

قد تكون نرجسية الإنسان ناجمة عن عدم اهتمام والديه به في مرحلة الطفولة، فلا يشعر الطفل بالحب أو الاهتمام، ولا يشعر بأنَّه محبوب من قِبَل محيطه، فيكبر على هذا النقص ويصبح عاجزاً عن حب نفسه؛ لذا فإنَّه يَستَخدِم الآخرين للشعور بالحب، ويريد من الجميع أن يهتموا به ويكون هو محور حديثهم واهتمامهم دوناً عن غيره عندما يصبح بالغاً.

لذلك فإنَّ النرجسي قد يبدو عليه وكأنَّه يحب ذاته كثيراً، ولكنَّه في حقيقة الأمر قد يكون مفتقداً بشكل كبير للحب، وعاجزاً عن إعطاء الحب والاهتمام لذاته.

وجدَ الباحثون أنَّ الطفل الرضيع يُوجَدُ لديه قدر أكبر من العدوانية بالمقارنة ببقية المراحل العمرية، وهذا يعني أنَّ بعض العدوانية قد تكون فطرية.

شاهد بالفديو: 8 صفات تدل على صاحب الشخصية النرجسية

3. معظم البشر قصيرو النظر:

لو قارنَّا كمية الأموال التي تصرفها الدول الكبرى أو المنظمات الدولية - بما فيها منظمة الأمم المتحدة وجميع المؤسسات التابعة إليها - على مكافحة الإرهاب، مع تلك التي تُصرَف من أجل الاحتباس الحراري أو الحفاظ على البيئة، فستكون الكفة راجحة لصالح الأولى، فالأموال التي تُصرَف على مكافحة الإرهاب أكبر بأضعاف مضاعفة من مجموع الأموال التي تُصرَف للحفاظ على البيئة.

على الرغم من أنَّ تهديدات الاحتباس الحراري واحتمالية ذوبان جليد القطب الشمالي على سبيل المثال قد تُخلِّف كوارث حقيقة وخسائر كبيرة على صعيد البنى التحتية والناحية البشرية بما يعادل أو ربما يفوق خسائر النشاطات الإرهابية، إذاً لماذا هذا الاهتمام غير العادل لصالح الإرهاب على حساب المشكلات البيئية؟

4. لماذا يُعَدُّ البشر قصيري النظر؟

الجواب قد يكون متشعِّباً ويحمل جوانب عديدة، ولكنَّ أحد الجوانب الهامة هو أنَّ البشر تبرمَجوا على أن يكونوا قصيري النظر، وأكثر ما يخيفهم هو المشكلات الآنية أو تلك الأخطار القريبة منهم أو الاضطرابات التي تؤثر في حياتهم بشكل مباشر، لقد تطوَّر الإنسان منذ القِدَم على هذه الفكرة، فالأهم أن يتخلَّص من الحيوان المفترس الذي يلاحقه أولاً ومن ثم يفكِّر في تأمين الطعام على سبيل المثال.

على الرغم من التطوُّر الهائل الذي حقَّقته البشرية خلال العقود الماضية، غير أنَّ بعض الأشياء لم تتغير على ما يبدو، فحمل الإنسان خوفه القديم من الأخطار القريبة على حساب نظيرتها البعيدة.

لذلك عندما يُقال: نشعر بأنَّنا قصار نظر، فلا يجب أن نحزن كثيراً، فهذا جزءٌ لا يتجزأ من طبيعتنا البشرية، ولولاها لما استطعنا النجاة من الافتراس والتعامل مع الأخطار الشديدة.

5. إدارة طباعنا بدل محاولة تغييرها:

يمتلك الناس الأنماط المتعددة والمختلفة من الشخصيات التي يتميزون بها عن غيرهم، وقد لا تكون شخصياتهم قدراً محتوماً لا يمكن تغييره، لكنْ في بعض الحالات قد يكون من الأفضل إدارة طباعهم وشخصياتهم من أجل الوصول إلى نتائج أفضل بطرائق أسهل.

على سبيل المثال تُوجَد نسبة من الناس يمتلكون شخصية كمالية تدفعهم إلى أداء جميع المهام المطلوبة منهم بأنفسهم، ولا يُحبِّذون أبداً إسناد المهام إلى أشخاص آخرين أو تفويضهم في أجزاء محددة من العمل؛ لذلك قد يكون من الأفضل أن يبحث هؤلاء الأشخاص عن وظيفة أو عمل لا يتطلَّب منهم إسناد أيَّة مهام إلى الآخرين، ليكونوا قادرين على إتمام جميع المهام بأنفسهم دون تضرُّر جودة ما ينجزونه من أعمال.

قد لا تتوافق طباعنا أو نمط شخصيتنا مع المكان الذي تضعنا الحياة فيه، وقد لا يكون الحل بمحاولة إقناع أنفسنا بالواقع، فيمكننا التفكير خارج الصندوق وإيجاد الحلول التي تريحنا وتفيدنا.

6. تقبُّل الحسد:

يُعَدُّ الحسد والغيرة جزءاً لا يتجزأ من طبيعتنا الإنسانية، فكما يقول المثَل الشهير: "العشب أكثر اخضراراً في الضفة المقابلة طالما لم تطأها أقدامنا بعد"؛ إذ إنَّ الإنسان طمَّاع بطبعه فهو يسعى دائماً إلى امتلاك ما ليس لديه، وعندما يمتلكه فإنَّه يسعى إلى امتلاك المزيد، ولكنَّ جميع الناس يرفضون الاعتراف بالغيرة؛ لأنَّ ذلك يُشعِرُهم بأنَّهم أقل من الآخرين، ويَظهَرون في موقف الضعيف، وهذا ما لا يريده أي إنسان.

7. رغباتنا ليست رغباتنا:

قد يظن الكثيرون من الناس أنَّ كل أو معظم رغباتهم الشخصية تنبع عن أعماق ذواتهم، ولقد كان هذا الاعتقاد سائداً إلى حدٍّ كبير دون أن يجدَ مَن ينقده أو يفكر فيه، إلى أن جاء الفيلسوف والمؤرِّخ رينيه جيرارد؛ والذي كان يرى أنَّ الرغبة لا يمكن أن تنبع عن الذات؛ وذلك لأنَّ الرغبة في أساسها تكون رغبة في شيء نفتقده أو نفتقر إليه؛ أي هو غير موجود في الذات أو الكينونة حتى ينبع عنها.

يرى رينيه أنَّ العوامل الذاتية قد تؤثر في الرغبة، هو لا ينكر ذلك على أي حال، لكنْ لا تقتصر عملية توليد الرغبات عند هذا الحد؛ إذ تُوجَد العديد من العوامل الثقافية والاجتماعية والدينية وغيرها التي تؤثر بشكل كبير في رغباتنا وربما تصنعها.

8. كيف يمكن أن تكون رغباتنا رغبات الآخرين؟

يريد صديقنا أحمد شراء سيارة جديدة أحدث بجيل واحد من السيارة الموجودة لديه، ويُبرِّر رغبته في شرائها بما تتمتع به من مرونة في المنحدرات والطرق الجبلية؛ بغية اصطحاب عائلته في نزهة إلى المناطق البرية في ريف المدينة التي يعيشون فيها، وقد كان يَعتَقِدُ أنَّ رغبته هذه منطقية ونابعة عن رغبته وحاجته، حتى جاء الوقت الذي قرأ فيه لرينيه جيرارد، وبعدها بدأ يبحث في أعماق نفسه ويسأل: "تُرى متى بدأ يرغب في شراء سيارة جديدة؟ ما هو الحدث الذي أَوحى إليه بهذه الرغبة؟".

تذكَّرَ ذلك اليوم الذي كان يتابع فيه فيديوهات على اليوتيوب؛ حيث شاهد رجلاً يقود تلك السيارة على طرق وعرة جبلية بكل سلاسة ومرونة، قبل رؤيته لذلك المقطع لم تكُنْ لديه أيَّة رغبة في شراء سيارة جديدة، حتى إنَّه لم يكُنْ يعلم أصلاً بوجودها.

في الختام:

تبقى النفس البشرية بحراً من الأسرار، والتي ما إن تعرَّفنا إلى بعضها وفهمناها؛ شَعَرنا بأنَّنا نقود زمام حياتنا وأكثر قدرة على السيطرة عليها والتحكُّم بها، والتعامل مع الصعوبات والمشكلات التي تعترض طريقنا بمرونة أكثر؛ لذلك فإنَّ حياتنا يجب أن تكون سلسلة متَّصلة من القراءة والتعلُّم والتجربة والتعلُّم من الأخطاء، فكلَّما أخطأنا أكثر، تعلَّمنا أكثر، ولن تُصبِحَ مُحترِفاً في أي مجال حتى تُخطِئ عدداً كافياً من الأخطاء التي تمنحك الخبرة والمعرفة، فالخطأ هو المُعلِّم الأول.