لا يتعلق الأمر بالعمل فحسب، فعندما نعمل ونحن في حالة صحية ونفسية جيدة، تزداد قدرتنا على الإنتاجية كما يساعدنا ذلك على عيش حياة أطول، فنحن نعيش حياة واحدة؛ لذلك يجب أن نعيشها بطريقة جيدة.
لا تتفاجأ عندما يُضعِف التوتر من مناعتك؛ فقد أُجرِيَت دراسة لمدة 11 عاماً على طلاب الطب لمعرفة كيف يُضعف التوتر جهاز المناعة لديهم، واكتشف الباحثون أنَّ مناعة الطلاب تنخفض كل عام بسبب التوتر البسيط المرتبط بالامتحانات التي تستغرق 3 أيام، كما لاحظوا أنَّ لدى بعض المتقدمين للاختبار القليل من الخلايا الطبيعية التي تقاوم الأورام والالتهابات الفيروسية، فقد توقف جسمهم عن إنتاج إنترفيرون غاما المعزز للمناعة، وكانت الخلايا التائية لديهم تستجيب أسبوعياً فقط للتحفيز ضمن أنبوب الاختبار.
بطبيعة الحال، فإنَّ الأنواع الرئيسة للخلايا المناعية هي خلايا الدم البيضاء، وهي الخلايا اللمفاوية والخلايا البلعمية، ولا يمكن أن تتأثر هذه الخلايا عندما يكون الجسم متوتراً، ويفقد الجهاز المناعي قدرته على محاربة المضادات، ويمكن لهرمون التوتر الكورتيكوستيرويد (corticosteroid) أن يُثبِّط الجهاز المناعي في الجسم ويعرض الجسم للعدوى.
من غير المدهش أنَّ 75-90% من جميع زيارات عيادة الأطباء هي بسبب الأمراض المرتبطة بالتوتر، بصرف النظر عن فكرة أنَّ التوتر يزيد المشكلات الصحية، إلا أنَّ الأبحاث تشير وفقاً لمنظمة الصحة العالمية إلى أنَّ أحد نتائج التوتر المزمن هي الإصابة بالتشوهات والموت.
يمكن أن يسبِّب التوتر المزمن مجموعة من الأمراض ويؤثِّر في صحتك العامة؛ إذ يتفاعل الجسم مع أعراض التوتر باستجابات جسدية ونفسية وعاطفية، إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي دوراً كبيراً في المشكلات الصحية ويساهم في الإصابة بأمراض طويلة الأمد، مثل مشكلات القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب والقلق.
شاهد بالفيديو: 15 نصيحة لتحافظ على نفسيتك وتتلّخص من التوتر والإجهاد
هل تُعدُّ مدمن عمل أو توصَف بأنَّك شخص متفوق في عملك؟ عندما يتعلق الأمر بأداء نشاطات عدة دون أن تمنح نفسك استراحةً، يمكن أن يؤثِّر ذلك في صحتك، لأنَّ التوتر المتراكم يمكن أن يتسبب في انهيار مفاجئ؛ لذلك عليك إيجاد طرائق لا ترهق فيها جسمك عندما تتعرض لأي موقف.
يذكر 53% من الأمريكيين إصابتهم بمشكلات صحية شخصية نتيجة التوتر، كما أنَّ 80% من هذا التوتر ناتج عن نشاطات طويلة الأمد، مثل القيادة لمسافات طويلة.
أفضل طريقة للتغلب على التوتر هي تحقيق التوازن بين قدرة جسمك وكمية العمل أو النشاطات التي يمكنك القيام بها، وهي ممارسة بسيطة ومعقولة للتغلب على التوتر والحفاظ على صحتك.
توجد طريقة بسيطة لتجنب التوتر، وهي القدرة على التحكم بعواطفك في ظل الظروف والضغوطات المختلفة، ولسوء الحظ، أصبح التوتر نشاطاً مزمناً مرتبطاً بالعقل البشري.
مع ذلك، من الصعب على الناس التوقف عن العمل بسبب التوتر، والطريقة الوحيدة لتجنب التوتر في العمل هي استخدام الذكاء العاطفي، فقد أظهر بحث أجرته شركة "تالنت سمارت" (TalentSmart) مع أكثر من مليون شخص أنَّ 90% من أصحاب الأداء المتميز ماهرون في إدارة عواطفهم من ناحية التوتر؛ إذ يمكنهم الحفاظ على الهدوء والسيطرة على أنفسهم.
يمكن أن يكون التوتر عاملاً مميتاً للجسم بسبب مشكلات صحية خطيرة عدة يسببها، لكن لحسن الحظ، كلما تمكَّنت من التحكم بمشاعر التوتر في وقت مبكر، أصبحت حالتك الصحية أفضل.