تتضمن التغذية السليمة تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة التي توفِّر البروتينات والكربوهيدرات والدهون والألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم، ويجب تقليل تناول الأطعمة المُصنَّعة والغنية بالدهون المُشبَعة والسكريات المضافة والملح.
يمتد تأثير التغذية أيضاً إلى مراحل الحياة المختلفة، بدءاً من الطفولة إلى الكِبر في السن، فعلى سبيل المثال تتطلب فترة الطفولة تغذية خاصة تلبي احتياجات النمو والتطور، أما مع التقدم في العمر، فيصبح الاهتمام بتغذية صحية أكثر أهمية للوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسرطان.
إضافة إلى الفوائد الصحية، يؤدي النظام الغذائي أيضاً دوراً في تعزيز الرفاهية العامة والنشاط والقدرة على التركيز؛ فعندما تكون لدينا تغذية سليمة، يشعر الجسم بالطاقة والحيوية والقوة العقلية، وإنَّ فهم أساسيات التغذية واتباع نمط حياة صحي يمكن أن يؤدي إلى تحسين الصحة العامة والعملية.
تعتمد تغذية الطفل الرضيع بعد الولادة في الأشهر الأولى على الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الصناعية، وفقاً لتوصيات الأطباء وتفضيلات الأسرة، وإليك مُلخصاً لكيفية تغذية الطفل بعد الولادة:
تُعدُّ الرضاعة الطبيعية هي الخيار الأفضل للرُّضَّع في الأشهر الأولى؛ إذ يحتوي حليب الأم على جميع العناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل وتطوُّره، ويحميه من الأمراض والعدوى، ويوصى بالرضاعة الطبيعية حتى عمر ستة أشهر؛ إذ يمكن بدء تقديم الأغذية الصلبة تدريجياً.
يحتاج الطفل في الأشهر الأولى إلى تغذية متكررة وعلى مدار الساعة؛ إذ يجب الرضاعة كل 2-3 ساعات تقريباً، وقد يختلف التوقيت والتكرار من طفل إلى آخر، ويجب مراعاة احتياجات الطفل الفردية واستجابته.
يجب ملاحظة إشارات الجوع والشبع عند الطفل.
يحتاج الأطفال في مرحلة النمو إلى مجموعة من العناصر الغذائية لتطويرهم الصحي والجسدي، وإليك العناصر الغذائية الرئيسة التي يحتاج إليها الطفل:
تعمل البروتينات على بناء الأنسجة والعضلات وتعزيز نمو الجسم، ويمكن العثور على البروتينات في اللحوم والأسماك والبيض والألبان والبقوليات مثل الفاصولياء والعدس.
توفِّر الكربوهيدرات الطاقة اللازمة للطفل، ويمكن العثور على الكربوهيدرات في الحبوب الكاملة مثل الأرز والقمح والشوفان والخضروات والفواكه.
تؤدي الدهون دوراً هاماً في تطوير الجهاز العصبي للطفل وامتصاص الفيتامينات الدهنية، ويمكن العثور على الدهون في زيت الزيتون وزيت الكانولا والأفوكادو والمكسرات والبذور.
تؤدي الفيتامينات والمعادن دوراً هاماً في دعم النمو وتعزيز الصحة العامة للطفل، ويمكن العثور على الفيتامينات والمعادن في مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الفواكه والخضروات والألبان واللحوم والحبوب الكاملة.
يؤدي الكالسيوم دوراً حاسماً في نمو العظام والأسنان القوية، ويمكن العثور على الكالسيوم في الألبان ومشتقاتها مثل اللبن والجبن والزبادي.
يحتاج الطفل إلى كمية كافية من الحديد لتطوير الدم والوقاية من الأمراض.
شاهد بالفيديو: 8 فوائد لحليب الأم تميزه عن الحليب الصناعي.
الرضاعة الطبيعية لها أهمية كبيرة لصحة الطفل ونموه السليم، وإليك بعض الفوائد الرئيسة للرضاعة الطبيعية:
يحتوي حليب الأم على تركيبة طبيعية مثالية لاحتياجات الطفل الرضيع، فيحتوي على البروتينات والدهون والكربوهيدرات بنسب ملائمة وسهلة الهضم للطفل، كما يحتوي على عناصر غذائية ضرورية عديدة مثل الأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات والمعادن.
يحتوي حليب الأم على مُضادات حيوية طبيعية وعوامل مناعية تحمي الطفل من الأمراض والعدوى، وتُعزِّز الرضاعة الطبيعية نمو جهاز المناعة للطفل، وتقلِّل من خطر الإصابة بالتهابات الأذن والجهاز التنفسي والأمعاء.
تُعزِّز الرضاعة الطبيعية التواصل العاطفي والروابط بين الأم والطفل، وتبني علاقة مميزة وقوية بينهما خلال هذه الفترة؛ إذ يشعر الطفل بالراحة والأمان في أثناء الرضاعة.
تشير بعض الأبحاث إلى أنَّ الرضاعة الطبيعية قد تقلِّل من مخاطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة لاحقة من حياة الطفل.
نعم، حليب الأم هو غذاء مثالي للرُّضَّع ويمكن أن يكفي لتلبية احتياجاتهم الغذائية في الأشهر الستة الأولى من الحياة، ويحتوي حليب الأم على تركيبة متوازنة من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن، إضافة إلى الأجسام المضادة والعوامل المناعية التي تعزِّز صحة الطفل وتحميه من الأمراض.
تنصح منظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات الصحية بالرضاعة الطبيعية حصراً خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، دون إضافة أي طعام آخر، وإذا كانت والدة الطفل تنتج كمية كافية من الحليب وإذا كان الطفل يتناوله جيداً، فإنَّ حليب الأم كافٍ لتلبية احتياجاته الغذائية والمائية.
مع ذلك، في بعض الحالات قد تواجه الأمهات صعوبات في الرضاعة الطبيعية، أو قد لا تكون لديهن القدرة على إنتاج كمية كافية من الحليب، وفي هذه الحالات يمكن استخدام حليب صناعي خاص بالرُّضَّع بصفته بديلاً، ويجب استشارة الطبيب أو الخبير في التغذية للحصول على الإرشادات المناسبة عن كيفية تغذية الطفل والتأكد من حصوله على الغذاء اللازم لنموه الصحي.
إذا لم يستطع الطفل الرضيع تناول حليب الأم، سواء بسبب عدم توفُّر الحليب أم لأسباب أخرى، فيجب البحث عن بدائل غذائية مناسبة، ومن الأمور الهامة التي يجب مراعاتها عندما لا يُتناول حليب الأم:
يُعدُّ حليب الرُّضَّع الصناعي بديلاً عن حليب الأم، ويحتوي حليب الرُّضَّع الصناعي على العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاج إليها الطفل لنموه وتطوره، ويجب استشارة الطبيب أو خبير التغذية لاختيار نوع الحليب الصناعي المناسب واتباع التعليمات الموجودة على العبوة للتحضير الصحيح.
يمكن استخدام طرائق أخرى لتلبية احتياجات الطفل الغذائية، مثل تقديم الأغذية الصلبة المناسبة لعمره تدريجياً، ويمكن استشارة الأطباء أو خبراء التغذية للحصول على نصائح بشأن أنواع الأغذية المناسبة وكيفية تقديمها.
يجب التأكد من توفير السوائل الكافية للطفل لمنع الجفاف، ويمكن استخدام الماء المغلي وتبريده لتقديمه للطفل بعد عمر الستة أشهر، لكن يجب تجنب استخدام العصائر أو المشروبات الأخرى قبل سن عام واحد.
توجد حالات استثنائية قد تتطلب رعاية خاصة لتلبية احتياجات الطفل الرضيع الغذائية؛ لذا يوصى بالتشاور مع الأطباء والمتخصصين في التغذية للحصول على إرشادات محددة وشخصية.
شاهد بالفيديو: كيف يتم العناية بالطفل حديث الولادة؟
التغذية السليمة للطفل الرضيع هي أمر هام لتعزيز صحته ونموه السليم، وعندما يصل الطفل إلى عمر 6 أشهر، يمكن البدء بتقديم الأغذية الصلبة تدريجياً إلى جانب الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الصناعية، ويجب البدء بأغذية سهلة الهضم مثل الحبوب الناعمة أو الخضروات المهروسة، وتقديمها تجريبياً للتعرف إلى التفضيلات الغذائية للطفل وتقبُّله للأطعمة المختلفة.
نعم، يمكن للطفل الرضيع أن ينمو دون رضاعة طبيعية، وفي حالة عدم توفُّر حليب الأم أو عدم القدرة على الرضاعة الطبيعية، يمكن استخدام حليب صناعي خاص بالرُّضَّع بصفته بديلاً عنه، ويحتوي حليب الرُّضَّع الصناعي على تركيبة مُصمَّمة خصيصاً لتلبية احتياجات الطفل الغذائية.
تتوفر منتجات تجارية عديدة لحليب الرُّضَّع الصناعي في الأسواق، وتحتوي على البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن اللازمة لنمو الطفل، ويمكن للأطباء والخبراء في التغذية أن يوجهوا الأهالي فيما يتعلق باختيار الحليب الصناعي المناسب وطرائق إعداده وتغذية الطفل به.
مع ذلك، يُنصح عموماً بمحاولة الرضاعة الطبيعية في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، إذا كان ذلك ممكناً؛ إذ يوفِّر حليب الأم فوائد عديدة صحية ومناعية للطفل، وإذا وُجدت أية تحديات أو صعوبات في الرضاعة الطبيعية، يجب استشارة الطبيب أو الخبير في التغذية للحصول على الإرشادات اللازمة.
ترتبط الرضاعة الطبيعية والتغذية السليمة للطفل ارتباطاً وثيقاً، وتتكاملان معاً لتحقيق نمو صحي للطفل وتطوُّره، وإليك بعض العلاقات الهامة بين الرضاعة الطبيعية والتغذية السليمة:
توفِّر الرضاعة الطبيعية حليب الأم الذي يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاج إليها الطفل لنموه وتطوره، وفي المقابل يجب أن تتمتع التغذية السليمة بتنوع وتوازن في تقديم الأطعمة المغذية التي تزود الطفل بالبروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن الهامة.
عندما يتناول الطفل حليب الأم، فإنَّه يتعرف إلى مجموعة متنوعة من النكهات والروائح الموجودة في هذا الحليب، وهذا يساهم في تطوير الذوق والتحسينات الحسية، ومع التقدم في العمر وبدء تقديم الأغذية الصلبة، يجب تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة لتعزيز تنوُّع الطعام وتنمية تفضيلات الطعام الصحية لدى الطفل.
تنقل الرضاعة الطبيعية المُضادات الطبيعية والأجسام المناعية من الأم إلى الطفل، وهذا يُعزِّز مناعة الطفل ويحميه من الأمراض والعدوى، ومع تقديم الأطعمة الصلبة، يجب أن تشمل التغذية السليمة الأطعمة التي تعزِّز الجهاز المناعي للطفل، مثل الفواكه والخضروات والمكملات الغذائية الملائمة.
تؤدي التغذية السليمة دوراً حاسماً في صحة الإنسان ورفاهيته، وإنَّ تناول طعام صحي ومتوازن يُمدُّ الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية للنمو والتطور والوظائف الجسدية المختلفة، إضافة إلى ذلك تُسهم التغذية السليمة في الوقاية من الأمراض وتعزيز نظام المناعة.