ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "مارك باوندرانت" (MIKE BUNDRANT) يحدثنا فيه عن العادات المدمرة.
يتمنى معظم الناس لو بقدرتهم التحكم في سلوكات معينة لديهم؛ كإدمان التدخين وتناول الوجبات السريعة إلى السلوكات الانفعالية مثل نوبات الغضب والصراخ، كما توجد عادات أخرى مرتبطة بالتوتر يمارسها كثيرٌ من الناس؛ مثل قضم الأظافر أو التململ أو حتى التسوق أكثر من اللازم، نحن مخلوقات نتبع العادات؛ لكنَّها تسيطر علينا أحياناً على الرغم من معرفتنا بعاقباتها.
ذكر موقع "ساينس ديلي" (ScienceDaily) منذ فترة دراسةً أجرتها جامعة ألبرتا (University of Alberta) تتضمن عادات نمط الحياة:
قالت الدكتورة "سيندي جاردين" (Dr. Cindy Jardine)، الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع الريفي بجامعة ألبرتا في ادمونتون (Edmonton) كندا (Canada): "كان من الواضح أنَّ الناس يفهمون أنواع السلوك الأكثر خطورةً؛ لكنَّ هذه المعرفة لم تكن كافية لتحفيزهم على تغيير أساليبهم، وقد أظهرت النتائج أنَّه لدى الناس فهم واقعي للمخاطر المختلفة في حياتهم، ووظيفتنا توعية الناس بالمخاطر - علماء وأكاديميين ومؤسسات حكومية - ويجب أن نتجاوز فكرة أنَّه إذا فهم الناس الحقائق فقط فسيتغيرون؛ إذ إنَّهم يدركون الحقائق؛ لكنَّنا نحتاج إلى التفكير في العوامل الأخرى التي لم نكن نفكر فيها"؛ إذاً نحن نفهم مخاطر هذه العادات؛ لكنَّنا نمارسها على أيَّة حال.
بعض الأسباب التي تجعلنا نمارس عادات يومية مؤذية:
شاهد بالفديو: كيف يمكن تكوين وترسيخ عادات جديدة في حياتك؟
تساعد مراقبة الذات على الشفاء من ميولنا المدمرة للذات؛ فعندما نراقب أنفسنا نشعر بمزيد من الوعي والنضج والرحمة وقبول الذات، وذكر أحد الأشخاص الذين حضروا دورة في البرمجة اللغوية العصبية على الإنترنت أخيراً ما يأتي:
"عندما قررت مراقبة نفسي وجدت أنَّني أتصفح الإنترنت بلا هدف ولا أعير انتباهاً لعائلتي؛ فشعرت بفداحة خطئي هذا، وأغلقت الجهار المحمول على الفور، وذهبت للعب مع أطفالي وقضاء الوقت مع زوجتي، وعندما راقبت نفسي بوضوح كنت أرغب في فعل شيء آخر".
تدفعنا المراقبة الذاتية الحقيقية إلى أن نكون في مركز القيادة، وتعزز لدينا النضج والوعي الذاتيَّين الرحيمين تجاه أي جانب من الجوانب التي نرغب في مراقبتها في أنفسنا.
في البرمجة اللغوية العصبية تسمى المراقبة الذاتية بالانفصال، وبالتأكيد الانفصال في البرمجة اللغوية العصبية لا يشبه الانفصال السريري أبداً؛ فهو ينطوي على مراقبة نفسك بحيادية وصورة أكثر تعاطفاً، فيسحبنا الانفصال من حالاتنا المُجهِدة والمشتتة التي قد تؤدي إلى سلوكات سيئة، ثمَّ يدفعنا إلى مراقبة أنفسنا خلال اللحظة الحالية، وعندما نفعل هذا دون إكراه أنفسنا نحقق نتائج مذهلة.
إقرأ أيضاً: كيف تتعلم العادات الإيجابية؟
ماذا لو راقبت نفسك ووجدت أنَّك تفعل السلوك غير المرغوب فيه؟ لا تتفاجأ من ذلك؛ فقد استغرق الأمر مني أسابيع من المراقبة الذاتية قبل أن أفقد رغبتي في تناول وجبة دسمة في وقت متأخر من الليل، وبالتأكيد كنت أفعل هذا السلوك المدمر للذات لمدة 20 عاماً؛ لذلك فإنَّ بضعة أسابيع هي شفاء سريع إذا فكرت في الأمر، ومع العادات والإدمان غالباً ما توجد احتياجات أعمق غير ملباة ويجب تحديدها قبل أن تصبح المراقبة الذاتية ذات مغزى؛ فإذا لم تكن على علم بتلك الاحتياجات قد تفشل المراقبة الذاتية.
عندما تفهم احتياجاتك غير الملباة يصبح للمراقبة الذاتية معنى جديداً وتعزز تعاطفاً أكبر وقبولاً للذات بصورة تلقائية؛ ما يؤدي إلى تلاشي الضغط الكامن، وقد تستغرق عملية مراقبة الذات والتعاطف والتخلص من العادات غير المرغوب فيها بعض الوقت، وقد تتطلب تلقي الكوتشينغ؛ فعندما تكون في وضع يسمح لك بالتدرب بانتظام ستندهش من النتائج؛ إذ تُعَدُّ العادات السيئة حتى القديمة منها ضعيفة مقارنةً بقوة المراقبة الذاتية.
إقرأ أيضاً: فعالية التوقعات الإيجابية
أسوأ خطأ قد نرتكبه في حياتنا هو الاعتقاد بأن أفعالنا وقراراتنا وعواطفنا مدفوعة بقوى خارجية، قد يحاربك عقلك، لكن ليس عليك السماح له بالفوز؛ بدلاً من ذلك، توخ الحذر دائماً من أفعال وأفكار التدمير الذاتي، وإذا تمكنت من التغلب على تلك الهواجس؛ فستجد أنك قادر على تحقيق أكثر بكثيرٍ مما كنت تتخيله.