الاحباط النفسي أسبابه وعلاجه

الاحباط النفسي أسبابه وعلاجه
(اخر تعديل 2024-05-01 06:07:14 )
بواسطة

إذا كنت جربت أياً من هذه المواقف، فإنَّك بالتأكيد تعرف شعور الإحباط النفسي، تلك اللحظة التي ترى فيها جهودك تذهب هباءً منثوراً، وتندم على بذلها أشد اللوم، وتقسُم لنفسك مراراً أنَّك لن تحاول مرة أخرى في المستقبل.

الإحباط النفسي شعور قاسٍ ومؤلم، وقد تكون له تبعات جسيمة على صحة الإنسان النفسية الجسدية، لنتعرف إلى تفاصيله، وتعريفه، وأسبابه، وطرائق علاجه في هذا المقال.

ما هو الإحباط النفسي؟

الإحباط النفسي؛ هو استجابة عاطفية شائعة للمعارضة المرتبطة بالغضب والانزعاج وخيبة الأمل، وينشأ من المقاومة المتصورة لتحقيق إرادة الفرد أو هدفه، ويمكن أن يحدث الإحباط في أي موقف، سواء كان ذلك في العمل أم المدرسة أم العلاقات الشخصية أم الحياة اليومية، ويمكن أن يكون سببه عدم القدرة على تحقيق هدف أو رغبة، أو الشعور بعدم التحكم في الموقف، أو التعرض للظلم أو الفشل والخسارة، ويكون تأثير الإحباط النفسي في الأفراد بطرائق مختلفة اعتماداً على شخصياتهم وظروفهم، فقد يعاني بعض الأشخاص من أعراض جسدية، وقد يعاني بعضهم الآخر من أعراض شعورية، وقسم آخر قد يعاني من ردود فعل سلوكية.

أمثلة عن الإحباط:

فيما يأتي بعض الأمثلة عن الإحباط:

1. في المدرسة:

قد يشعر الطالب بالإحباط إذا لم يتمكن من فهم موضوع ما أو إذا لم يتمكن من تحقيق درجة عالية في الاختبار، فيشعر بأنَّه ليس ذكيَّاً ولا يمكنه فعل شيء حيال ذلك مهما اجتهد في التحضير والمذاكرة؛ فيصاب بالإحباط.

2. في العمل:

قد يشعر الموظف بالإحباط إذا لم تتم ترقيته أو إذا لم يتمكن من تحقيق هدف عملي، ثم ينتابه شعور أنَّه غير مؤهل كفاية لهذا المنصب الوظيفي أو أنَّ بيئة العمل غير عادلة إذا حصل زميل له أقل منه أهلية على ذلك.

3. في العلاقات الشخصية:

قد يشعر أحد الشركاء بالإحباط إذا لم يتمكن من قضاء الوقت مع شريكه أو إذا لم يتمكن من التواصل بشكل فعَّال، إذ إنَّه من الصعب أن يشعر الشريك أنَّه غير كاف بالنسبة إلى شريكه أو غير مثير للاهتمام بما يكفي، وإنَّه من المؤلم أن تبذل كل جهدك لإسعاد الطرف الآخر أو محاولة التواصل معه ثم تفشل في كل محاولاتك.

4. في الحياة اليومية:

قد يشعر الشخص بالإحباط إذا تعطل جهازه أو إذا تأخر في موعد، فعندها يتولد لديه إحساس بأنَّه من المقدر له أن يفشل حتى في أبسط الأمور، وبخاصة إذا كان الموعد الذي تأخر عليه شديد الحساسية والأهمية كمقابلات العمل أو المواعيد العاطفية.

ما هي أعراض الإحباط النفسي؟

يكون تأثير الإحباط النفسي في الأفراد بطرائق مختلفة، ثم بالاعتماد على شخصياتهم وظروفهم، فقد يعاني بعض الأشخاص من أعراض جسدية كالصداع أو آلام العضلات أو الأرق، وقد يعاني بعضهم الآخر من أعراض شعورية مثل الغضب أو الحزن أو الاكتئاب، أما قسم آخر فقد يعاني من ردود فعل سلوكية مثل العدوانية أو الإدمان أو الانسحاب.

الأعراض الجسدية للإحباط:

  • الصداع.
  • آلام العضلات.
  • الأرق.
  • مشكلات المعدة.
  • سرعة ضربات القلب.
  • التعرق.
  • الشعور بالتعب.

الأعراض الشعورية للإحباط:

  • الغضب.
  • خيبة الأمل.
  • الحزن.
  • الشعور بالظلم.
  • الشعور بالعجز.
  • فقدان الاهتمام بالأشياء التي يتمتع الفرد بها عادة.
  • الانسحاب الاجتماعي.

الأعراض السلوكية للإحباط:

  • العدوانية.
  • الإدمان.
  • الانسحاب.
  • السلوك المعادي للمجتمع.

أعراض أخرى للإحباط:

شاهد بالفديو: 8 أمور عليك فعلها لتشعر بالرضا التام عن نفسك

أسباب الإحباط النفسي:

توجد عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى الإحباط النفسي، منها:

1. عدم القدرة على تحقيق هدف أو رغبة:

على سبيل المثال، قد يشعر الطالب بالإحباط إذا لم يتمكن من الحصول على درجة عالية في الاختبار، أو قد يشعر الموظف بالإحباط إذا لم تتم ترقيته.

2. الشعور بعدم التحكم في الموقف:

على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالإحباط إذا كان محاطاً بالأشخاص الذين لا يتفقون معه أو إذا كان يعيش في حالة اجتماعية أو سياسية غير مستقرة.

3. التعرض للإساءة أو الظلم:

على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالإحباط إذا تعرض للتمييز أو الإساءة.

4. الفشل أو الخسارة:

على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالإحباط إذا فقد وظيفته أو شخصاً عزيزاً.

5. رفع سقف التوقعات:

من المؤسف القول إنَّ في كثير من الأحيان يكون سبب الإحباط النفسي رفع سقف التوقعات بالآخرين أو بالأشياء التي ننتظرها، وبطريقة تعمي أبصارنا عن وضع احتمالات أخرى أو أخذ الخسارة بالحسبان، فعندما يحدث ما لم يكن متوقعاً بالنسبة إلينا، أو إذا لم يحقق الأمر النسبة التي توقعناها منه، ندخل في دوامة الإحباط الشديد.

إضافة إلى هذه الأسباب، يمكن أن يؤدي عدد من العوامل الأخرى إلى الإحباط، مثل:

  • الضغوطات المستمرة أو المفرطة.
  • المشكلات الصحية.
  • الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب أو القلق.
  • العوامل البيئية، مثل الفقر أو التمييز.

كيف يمكن علاج الإحباط النفسي:

يمكن علاج الإحباط النفسي بعدة طرائق، ومن ذلك:

1. تحديد سبب الإحباط:

يمكن أن يساعد فهم سبب شعور الإحباط على تطوير خطة علاج فعَّالة.

2. تطوير استراتيجية للتعامل مع الموقف:

قد يشمل ذلك تحديد أهداف واقعية، أو تعلم كيفية قول "لا" عندما يحتاج الموقف إلى ذلك، أو تطوير مهارات التأقلم الصحية.

3. ممارسة مهارات التأقلم:

يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، على التعامل مع مشاعر الإحباط.

4. طلب المساعدة المهنية:

إذا كان الفرد يعاني من الإحباط الشديد أو إذا كان يؤثر في حياته اليومية، فقد يكون من المفيد طلب المساعدة المهنية من أخصائي الصحة العقلية.

فيما يأتي بعض العلاجات المهنية التي يمكن أن تساعد على علاج الإحباط النفسي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يمكن أن يساعد (CBT) الأشخاص على تغيير أفكارهم وسلوكاتهم التي تساهم في الإحباط.
  • العلاج العاطفي السلوكي (DBT)، يمكن أن يساعد (DBT) الأشخاص على تعلُّم كيفية إدارة المشاعر الصعبة، مثل الغضب والإحباط.
  • العلاج النفسي الداعم، يمكن أن يساعد العلاج النفسي الداعم الأشخاص على تطوير مهارات التأقلم والدعم؛ من أجل التغلب على الإحباط.

يمكن أن يساعدك تحديد السبب الأساسي للإحباط في اختيار العلاج المناسب لك.

شاهد بالفديو: 9 نصائح للتغلب على الإحباط

كيف يمكن الوقاية من الإحباط النفسي؟

فيما يأتي بعض النصائح للمساعدة على الوقاية من الإحباط النفسي:

1. حدد أهدافاً واقعية:

إذا كانت أهدافك غير واقعية، فمن المرجح أن تشعر بالإحباط عندما لا تتمكن من تحقيقها.

2. تعلَّم كيفية قول "لا":

لا تحاول القيام بكل شيء في وقت واحد، تعلَّم كيفية قول "لا" للمسؤوليات الإضافية؛ فهذا يمكن أن يساعدك على تقليل التوتر.

3. اعتنِ بصحتك الجسدية والعقلية:

احصل على قسط كافٍ من النوم، واتبع نظاماً غذائياً صحياً، ومارس الرياضة بانتظام.

4. تعلَّم كيفية إدارة التوتر:

يمكن أن تساعدك تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، على تقليل التوتر والشعور بالهدوء.

5. ابحث عن الدعم الاجتماعي:

يمكن أن يساعدك التحدث إلى الأصدقاء أو أفراد الأسرة أو المعالج على التعامل مع الإحباط.

فيما يأتي بعض النصائح المحددة التي يمكنك اتباعها في حياتك اليومية:

  • خصصْ بعض الوقت للنشاطات التي تستمتع بها؛ يمكن أن تساعدك النشاطات الممتعة على تخفيف التوتر والشعور بالسعادة.
  • خذ قسطاً من الراحة عندما تحتاج إليه؛ إذ يمكن أن يؤدي الإرهاق إلى زيادة الإحباط.
  • تعلَّم كيفية قول "لا"؛ لا تحاول القيام بكل شيء في وقت واحد، فتعلَّم كيفية قول "لا" للمسؤوليات الإضافية، وهذا يمكن أن يساعدك على تقليل التوتر.
  • مارس الرياضة بانتظام؛ يمكن أن تساعد التمرينات الرياضية على تقليل التوتر وتحسين المزاج.
  • خذ قسطاً من الوقت للراحة والاسترخاء؛ يمكن أن تساعدك تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، على تقليل التوتر والشعور بالهدوء.
  • تحدَّث إلى شخص تثق به عن مشاعرك؛ يمكن أن يساعدك التحدث إلى صديق أو أحد أفراد الأسرة أو معالج على التعبير عن مشاعرك ومعالجة الإحباط.

في الختام:

إنَّ الإحباط النفسي؛ هو استجابة طبيعية للمواقف التي نشعر فيها بالعجز أو عدم السيطرة، وقد يكون سببه عدم القدرة على تحقيق هدف أو رغبة، أو الشعور بعدم التحكم في الموقف، أو التعرض للظلم، ولا يمكن تجاهل تأثيرات الإحباط النفسي في الأفراد، والتي يمكن أن تظهر على شكل أعراض جسدية أو نفسية أو سلوكية، وهذا يعود إلى طبيعة الفرد وشخصيته وظروفه.

على أي حال إذا كنت تعاني من الإحباط؛ فمن الهام أن تبحث عن طريقة للتعامل معه بشكل صحي؛ إذ يمكن أن يساعدك ذلك على تقليل الآثار السلبية في صحتك العقلية والبدنية، ولا تتردد أبداً في طلب المساعدة المهنية إذا كنت تعاني من الإحباط الشديد أو إذا كان يؤثر في حياتك اليومية؛ فقد يكون من المفيد طلب المساعدة من أخصائي الصحة العقلية.