توجد عدَّة تقنيات نتبعها لتعزيز التَّعاطف مع الذَّات، إليك بعضها فيما يأتي:
لتعزيز التَّعاطف مع الذَّات، يجب أن نفحص مشاعرنا وأفكارنا بعمق، ويمكن القيام بذلك من خلال الكتابة اليومية أو الحوار الداخلي، فقد يكون لتحليل الأمور التي تزعجك ومحاولة فهم أسبابها وكيفية التعامُل معها تأثير إيجابي في تعاطفك مع نفسك.
العناية بالصحة العقلية أمرٌ هامٌّ جداً، فيمكن تحسينها من خلال ممارسة التأمل والاسترخاء، وممارسة اليوغا، والبحث عن وسائل للتخفيف من التوتر مثل الرياضة أو القراءة؛ لذا يجب أيضاً البحث عن المساعدة الاحترافية إذا كنت بحاجة إلى ذلك.
قد يؤثر التفكير السلبي في تعاطفنا مع أنفسنا؛ لذلك يجب أن نعمل على تعزيز الإيجابية الذَّاتية من خلال تغيير التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي، ويمكن ذلك عن طريق ممارسة التحدُّث بإيجابية لنفسك وتشجيع نفسك على تحقيق الأهداف.
يجب أن نتذكر دائماً أنَّنا نحقق إنجازات صغيرة وكبيرة على مر الزمن، وعندما نقدِّر هذه الإنجازات، سيزيد ذلك من شعورنا بالرضى عن أنفسنا ويعزز التَّعاطف مع الذَّات.
تؤدي العلاقات الاجتماعية دوراً كبيراً في تعزيز التَّعاطف مع الذَّات، فيقدم التفاعل مع الأصدقاء والأحباء الدعم العاطفي الضروري ويساعد على تقدير قيمتك الشخصية.
قد تساعد النشاطات والهوايات التي تستمتع بها على التخفيف من التوتر وتعزيز السعادة الشخصية، ويعزز تخصيص وقت لممارسة ما تحب من تعاطفك مع ذاتك.
التَّعاطف مع الذَّات له فوائد صحية ونفسية كبيرة قد تؤثر إيجابياً في حياة الفرد، ومن هذه الفوائد:
يقلل التَّعاطف مع الذَّات من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول في الجسم، ويؤدي ذلك إلى تقليل بعض المشكلات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب.
الشعور بالتَّعاطف مع الذَّات يقوي جهاز المناعة ويساعد الجسم على مقاومة الأمراض بشكل أفضل، ويعزز الاستقرار النفسي القدرة على محاربة العدوى والأمراض.
يزيد التَّعاطف مع الذَّات من جودة النوم، فعندما نشعر بالراحة مع أنفسنا ونعمل على حل مشكلاتنا النفسية، قد يكون لهذا تأثير إيجابي في نومنا.
يساعد التَّعاطف مع الذَّات على تعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذَّات، فعندما نتعلم كيف نتفهم ونتقبل أنفسنا كما نحن، يصبح لدينا إيمان أكبر بقدرتنا على التغلب على التحديات.
يكون الشخص الذي يتعامل بتعاطف مع نفسه أفضل في التعامل مع الآخرين، فهو يميل إلى تقدير مشاعر واحتياجات الآخرين بشكل أفضل ويكون أكثر تسامحاً واحتراماً.
عندما تكون العقلية إيجابية ومشجعة، يكون لها تأثير إيجابي في الإبداع والإنتاجية، ويحرر التَّعاطف مع الذَّات الطاقة الإبداعية ويزيد من إمكانية تحقيق الأهداف.
عندما نتعامل مع أنفسنا بتفهم ورعاية، سيقلل ذلك من مشاعر الاكتئاب والقلق، فيخفف التركيز على الجوانب الإيجابية للذَّات من الضغوطات النفسية.
يسهم التَّعاطف مع الذَّات في زيادة مستويات السعادة الشخصية، فعندما نشعر بالرضى عن أنفسنا ونكون في سلام مع أنفسنا، يزيد ذلك من جودة حياتنا.
شاهد بالفيديو: 7 حكم تساعدك على إيجاد السعادة
يؤثر عدم التَّعاطف مع الذَّات والتعامل معها بقسوة تأثيراً سلبياً كبيراً في الصحة الجسدية والنفسية، إليك بعض الأضرار المحتملة:
قد يزيد عدم التَّعاطف مع الذَّات من مستويات التوتر والقلق، وهذا يسبب مشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب.
يضر التوتر المستمر وعدم التَّعاطف مع الذَّات بجهاز المناعة ويجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض والالتهابات.
قد يؤدي الشعور بالذنب أو القلق إلى صعوبة في النوم وزيادة مشكلات الأرق.
قد يصبح الشخص الذي لا يتعاطف مع ذاته أقل قدرة على التعامل بفاعلية مع الآخرين، وهذا يؤدي إلى مشكلات في العلاقات الشخصية والاجتماعية.
يزيد عدم التَّعاطف مع الذَّات من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، فقد يكون الشعور بالعجز أو القلق بشأن الذَّات عوامل مساهمة رئيسة في هذه الاضطرابات النفسية.
قد يؤدي عدم التَّعاطف مع الذَّات إلى انخفاض مستويات الثقة بالنفس وقدرة الشخص على تحقيق الأهداف والنجاح.
يؤدي عدم التَّعاطف مع الذَّات إلى تقليل مستويات الرضى عن الحياة، ويقلل الشعور بالذنب والندم من السعادة والرفاهية الشخصية.
قد يزيد عدم التَّعاطف مع الذَّات من مخاطر الإصابة بالاضطرابات النفسية الأخرى مثل اضطرابات الهوية واضطرابات الشخصية.
التَّعاطف مع الذَّات والشفقة عليها هما مفهومان مختلفان تماماً يتعاملان مع الذَّات بطرائق مختلفة:
يشمل التَّعاطف مع الذَّات التفهم والرحمة تجاه نفسك عند مواجهة التحديات أو الأخطاء، ويعني أن تكون صديقاً لنفسك وتعامل نفسك بلطف ودعم عندما تحتاج إلى ذلك.
يشجع التَّعاطف مع الذَّات على قبول النفس كما هي، دون الانتقاد الصارم أو الانتقاد الذَّاتي السلبي؛ إنَّه يساعد على إنشاء بيئة داخلية تعزز من الثقة بالنفس والسلام الداخلي.
الشفقة على الذَّات تشير إلى التركيز على الآلام والمعاناة الخاصة بك دون أخذ الإجراءات الفعلية للتغلب عليها؛ إنَّها تميل إلى التركيز على الجانب السلبي من الأمور دون محاولة للتحسين أو التغيير، وتميل الشفقة على الذَّات إلى تعزيز الانعزال والسلبية، فتتسبب في الانغماس في الألم دون البحث عن حل أو تحسين الوضع.
إذاً، الفارق الأساسي بينهما يكمن في التفهم والتفضيل، ويشجع التَّعاطف مع الذَّات على الرحمة والدعم الذَّاتي، بينما تميل الشفقة على الذَّات إلى التركيز على الشكاوى والاحتجاج دون السعي إلى التحسين.
التَّعاطف مع الذَّات لدى الأزواج غير المنجبين له دور هام في العلاقة الزوجية والسعادة، فإليك كيف يؤثر التَّعاطف مع الذَّات في العلاقة الزوجية في هذا السياق:
يعزز الإسلام التَّعاطف مع الذَّات من خلال تعليم الرحمة والعدالة والاهتمام بالنفس والآخرين، ويشجع على التواضع والتفكير في الآخرين ومساعدتهم في الحاجات الضرورية، كما يعلِّم أهمية العناية بالجانب الروحي والنفسي للإنسان من خلال الصلاة والذكر والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة، وهذا يساهم في تعزيز التَّعاطف والرفق مع الذَّات والآخرين في إطار قيم دينية إسلامية.
تُظهر التقنيات المختلفة لممارسة التَّعاطف مع الذَّات أهمية كبيرة في تعزيز الصحة النفسية والعافية الشخصية، وإنَّ القدرة على فهم احتياجاتنا ومشاعرنا والتَّعاطف مع أنفسنا تسهم بشكل كبير في تحسين جودة حياتنا وعلاقاتنا مع الآخرين.
سواء كنا نمارس الصدقة، أم نمارس الاسترخاء والتأمل، أم نلجأ إلى التواصل الاجتماعي الصحيح، فإنَّ تلك الأساليب تعزز الرفاهية النفسية وتساعدنا على بناء أسس حياة أكثر توازناً وسعادة؛ لذا دعونا نستثمر الوقت والجهد في تطبيق هذه التقنيات لتحقيق تحسينات إيجابية في حياتنا اليومية.