آثار العنف المدرسي على الأطفال

آثار العنف المدرسي على الأطفال
(اخر تعديل 2024-05-04 05:00:14 )
بواسطة

العنف باختلاف أشكاله له آثار مدمرة في صحة الطفل النفسية والجسدية، كما أنَّه يعرقل النمو الاجتماعي والتطور التعليمي للطفل، ويسبب للطفل مشكلات لا يمكن محو آثارها بسهولة، وقد تستمر معه حتى مراحل عمرية لاحقة وقد تبقى آثارها إلى الأبد، وفي هذا المقال سنتوسع في الحديث عن آثار العنف المدرسي في الأطفال، علَّنا نعي خطورته ونسعى إلى وضع حلول جذرية له.

أشكال العنف المدرسي:

قد يمارَس العنف المدرسي على الأطفال بصور متعددة، فجميع ما قد يؤذي الطفل من قِبل زملائه أو معلميه يمكن تصنيفه تحت تسمية العنف المدرسي على الأطفال، وعليه فإنَّ أشكال العنف المدرسي هي:

1. الأشكال الجسدية للعنف المدرسي:

تشمل الضرب، واللكم، والركل، والطعن، والدفع، ورمي الأشياء، واستخدام الأسلحة.

2. الأشكال اللفظية للعنف المدرسي:

تشمل الشتائم، والإهانات، والمضايقات، والترهيب، والعبارات العنصرية أو الدينية.

3. الأشكال النفسية للعنف المدرسي:

تشمل التنمر، والتهديد، والإقصاء، ونشر الشائعات، والتمييز.

4. الأشكال الجنسية للعنف المدرسي:

تشمل التحرش والاعتداء الجنسي.

أسباب العنف المدرسي:

العنف المدرسي هو أي سلوك يهدف إلى إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي أو المعنوي بالآخرين في البيئة المدرسية، وقد يكون هذا العنف موجَّهاً من طالب إلى طالب، أو من معلم إلى طالب، وتوجد أسباب عدة تؤدي إلى العنف المدرسي، ويمكن تقسيمها إلى أسباب فردية، وأسباب أسرية، وأسباب مجتمعية.

أولاً: الأسباب الفردية للعنف المدرسي

1. العوامل النفسية:

مثل ضعف الثقة بالنفس، والشعور بالنقص، والغضب، والانفعال.

2. العوامل الاجتماعية:

مثل ضعف المهارات الاجتماعية، وقلة التفاعل مع الآخرين، وعدم وجود أصدقاء.

3. العوامل السلوكية:

مثل تقليد السلوك العنيف الذي يتعرض له الطالب في المنزل أو المجتمع.

شاهد بالفديو: أعراض التنمر المدرسي وعلاجه

ثانياً: الأسباب الأسرية للعنف المدرسي

1. العنف الأسري:

مثل تعرض الطالب للضرب أو الإهمال أو الإهانة من قِبل الوالدين أو أحد أفراد الأسرة.

2. مشكلات الأسرة:

مثل التفكك الأسري، أو الفقر، أو البطالة.

3. أسلوب التربية:

مثل استخدام العقاب البدني أو القسوة في التربية.

ثالثاً: الأسباب المجتمعية للعنف المدرسي

1. انتشار ثقافة العنف:

في وسائل الإعلام، أو الألعاب الإلكترونية، أو المجتمع.

2. الضغوطات الاجتماعية:

مثل الضغط على الطلاب لتحقيق نتائج أكاديمية عالية.

آثار العنف المدرسي في الأطفال:

يؤدي العنف المدرسي إلى عدد من الآثار السلبية في الأطفال، وتختلف آثاره من طفل لآخر، ويمكن تقسيم آثار العنف المدرسي في الأطفال على الشكل الآتي:

1. الآثار الجسدية للعنف المدرسي في الأطفال:

تشمل الآثار الجسدية للعنف المدرسي في الأطفال ما يأتي:

  • قد يتسبب العنف الجسدي في إصابات خطيرة، مثل الكدمات والجروح والكسور والتشوهات، وفي بعض الحالات قد يؤدي العنف الجسدي إلى الوفاة.
  • قد يؤدي العنف الجسدي إلى مشكلات صحية مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
  • قد يؤدي العنف الجسدي إلى زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، مثل القلق والاكتئاب.

2. الآثار النفسية للعنف المدرسي في الأطفال:

تشمل الآثار النفسية للعنف المدرسي في الأطفال ما يأتي:

  • قد يؤدي العنف المدرسي إلى شعور الأطفال بالقلق والاكتئاب والخوف، وقد يشعر الأطفال بالخوف من الذهاب إلى المدرسة أو التفاعل مع الآخرين.
  • قد يؤدي العنف المدرسي إلى انخفاض احترام الذات والثقة بالنفس لدى الأطفال، وقد يشعر الأطفال بالنقص أو العار.
  • قد يؤدي العنف المدرسي إلى زيادة خطر الإصابة بأفكار وسلوكات انتحارية لدى الأطفال.

3. الآثار الاجتماعية للعنف المدرسي في الأطفال:

تشمل الآثار الاجتماعية للعنف المدرسي في الأطفال ما يأتي:

  • قد يؤدي العنف المدرسي إلى شعور الأطفال بالخوف والقلق، وهذا قد يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي والعزلة.
  • قد يؤدي العنف المدرسي إلى انخفاض الثقة بالنفس واحترام الذات، وهذا قد يجعل الأطفال يشعرون بالانطواء ويصعب عليهم التفاعل مع الآخرين.
  • قد يؤدي العنف المدرسي إلى تكوين علاقات متوترة أو عدائية مع الآخرين.
  • الانسحاب الاجتماعي، قد يتوقف الأطفال عن المشاركة في النشاطات المدرسية أو الاجتماعية.
  • صعوبة التفاعل مع الآخرين، قد يجد الأطفال صعوبة في التحدث إلى الآخرين أو بناء علاقات.
  • مشكلات في العلاقات الاجتماعية، قد يدخل الأطفال في صراعات مع الآخرين أو يتعرضون للتنمر.

4. الآثار التعليمية للعنف المدرسي في الأطفال:

تشمل الآثار التعليمية للعنف المدرسي في الأطفال ما يأتي:

  • قد يؤدي العنف المدرسي إلى تشتيت انتباه الأطفال وصعوبة التركيز في التعلم، وهذا قد يؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي.
  • قد يؤدي العنف المدرسي إلى زيادة معدلات الرسوب بين الأطفال.
  • قد يؤدي العنف المدرسي إلى ترك الأطفال المدرسة.
  • قد يجد الطفل صعوبة في التركيز في الدروس أو تذكُّر المعلومات.
  • قد يشعر الطفل بالخوف والقلق من الذهاب إلى المدرسة، وهذا قد يؤدي إلى قلة حضوره في المدرسة.

طرائق الحد من العنف المدرسي:

فيما يأتي بعض طرائق الحد من العنف المدرسي:

1. تعزيز القيم الإيجابية:

من خلال غرس القيم الإيجابية، مثل التسامح والاحترام والعدالة في الأطفال، ويمكننا مساعدة الأطفال على فهم أنَّ العنف ليس طريقة مقبولة للتعامل مع المشكلات، وبناءً على ذلك يمكن تعليم الأطفال أصول التعامل الصحيح معها، وضرورة اللجوء إلى المعلم في الحالات التي يستعصي على الطلبة حلها.

2. تطوير المناهج الدراسية:

قد تساعد المناهج الدراسية التي تعالج موضوعات العنف وكيفية مكافحته الأطفال على فهم مخاطر العنف وكيفية مواجهته.

3. تدريب المعلمين:

قد يساعد تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الطلاب العدوانيين ومنع العنف في المدرسة.

4. توفير النشاطات المدرسية:

قد تساعد النشاطات المدرسية التي تعزز التفاعل الاجتماعي بين الطلاب على بناء علاقات إيجابية بين الطلاب وتقليل فرص العنف.

5. التدخل المبكر:

من الهام التدخل مبكراً مع الطلاب الذين يُظهِرون سلوكاً عدوانياً، فقد يساعد ذلك على منع تطور العنف إلى مشكلة أكثر خطورة.

6. البرامج العلاجية:

قد تساعد البرامج العلاجية الطلاب الذين تعرضوا للعنف أو الذين يمارسون العنف على تعلُّم كيفية التعامل مع المشكلات بطريقة صحية.

7. الدعم العائلي:

قد يساعد الدعم العائلي للأطفال الذين تعرضوا للعنف على التكيف مع التجربة، ومن خلال الأسرة يجب أن يتعلم الطفل خصوصية جسده وحدوده الشخصية التي لا يجب لأحد أن يتجاوزها ولا أن يتجاوزها هو في التعامل مع أي أحد.

شاهد بالفديو: 8 ممارسات لتزرع الثقة في نفس طفلك

كيف أعرف أنَّ طفلي تعرَّض للعنف المدرسي؟

توجد علامات عدة قد تدل على تعرض الطفل للعنف المدرسي، ومنها:

1. التغيرات في السلوك:

مثل الانسحاب الاجتماعي، أو العدوانية المفرطة، أو القلق والتوتر، أو الاكتئاب، أو النوم المفرط، أو فقدان الشهية.

2. التغيرات الجسدية:

مثل الكدمات، أو الجروح، أو الإصابات التي لا يمكن تفسيرها، أو تغيرات في عادات الأكل أو النوم.

3. التغيرات في الأداء المدرسي:

مثل تراجع المستوى الدراسي، أو عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، أو الغياب المتكرر.

إقرأ أيضاً: أطفالنا والمدرسة - ملف شامل

4. التغيرات في العلاقات الاجتماعية:

مثل العزلة عن الأصدقاء، أو تجنُّب المشاركة في النشاطات المدرسية.

إذا لاحظت أياً من هذه العلامات على طفلك، فمن الهام أن تتحدث معه بعناية واهتمام، وتسأله عما يحدث له، كما يمكنك أيضاً التحدث إلى معلميه أو مدير المدرسة للحصول على مزيد من المعلومات، وفيما يأتي بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على طفلك للمساعدة على تحديد ما إذا كان يتعرض للعنف المدرسي:

  • هل يوجد شخص في المدرسة يضايقك أو يؤذيك؟
  • هل تشعر بالخوف أو القلق عندما تكون في المدرسة؟
  • هل يرفض أي شخص التحدث إليك أو اللعب معك؟
  • هل تتعرض للتنمر أو الإساءة اللفظية؟
  • هل تتعرض للتهديد أو الابتزاز؟
  • هل تتعرض للعنف الجسدي؟
  • إذا أخبرك طفلك أنَّه تعرض للعنف المدرسي، فمن الهام أن تدعمه وتثق به، ويمكنك مساعدته على التعامل مع الموقف من خلال:

  • الاستماع له باهتمام دون الحكم عليه.
  • طمأنته أنَّه ليس وحده وأنَّك ستساعده.
  • التحدث معه عن كيفية التعامل مع الموقف.
  • المساعدة على اتخاذ الإجراءات المناسبة، مثل الإبلاغ عن العنف إلى المدرسة أو السلطات.
  • من الهام أيضاً أن تتذكر أنَّ كل طفل يتعامل مع العنف المدرسي بشكل مختلف، فقد يحتاج بعض الأطفال إلى مزيد من الدعم من الآخرين، بينما قد يتمكن بعضهم الآخر من التعامل مع الموقف بأنفسهم.

    في الختام:

    العنف المدرسي على الأطفال هو ظاهرة خطيرة لها آثار سلبية لا يُستهان بها، لذلك من الهام العمل على الحد من العنف المدرسي من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي قمنا بذكرها آنفاً.

    من الهام أن نتذكر أنَّ العنف المدرسي لا يحدث في فراغ؛ بل هو نتيجة لعوامل متعددة، مثل البيئة الأسرية والمجتمعية، ومن خلال العمل على تغيير هذه العوامل، يمكننا المساهمة في الحد من العنف المدرسي وإنشاء بيئة مدرسية آمنة وصحية لجميع الأطفال.