دور وسائل التواصل الاجتماعي في الأزمات السياسية

دور وسائل التواصل الاجتماعي في الأزمات السياسية
(اخر تعديل 2024-04-30 05:56:15 )
بواسطة

نقرة زر أو تغريدة صغيرة يمكن لها أن تمتلك القوة لقلب مسار الحروب والأزمات العالمية، فقد تحولت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم إلى قوة عالمية لا يمكن إغفالها، إذ أصبحت محط أنظار الحكومات والأفراد على حد سواء، في بادئ الأمر، كان استخدام هذه الشبكات لأغراض ترفيهية وتواصل عابر، إلا أنَّها تطورت بمرور الزمن إلى منصَّة لتبادل الآراء الثقافية والسياسية والاجتماعية، وأصبحت مكاناً يطمح الشباب إليه للمطالبة بالتغيير وتحسين واقعهم السياسي والاجتماعي.

مواقع التواصل الاجتماعي: مهمتها وأشهرها

وسائل التواصل الاجتماعي هي منصَّات رقمية تتيح للأفراد التواصل مع بعضهم بعضاً، ومشاركة المحتوى، وبناء شبكات اجتماعية عبر الإنترنت، وتشمل بعض أشهر مواقع التواصل الاجتماعي:

1. فيسبوك (Facebook):

يُعد واحداً من أكبر وأشهر مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، يتيح للمستخدمين مشاركة المحتوى والصور والفيديوهات والتفاعل معها، بلغ عدد مستخدميه في عام 2023 حوالي 2.9 مليار إنسان حول العالم، وكانت الهند، الولايات المتحدة الأمريكية، إندونيسيا، البرازيل، المكسيك الفلبين، فيتنام، تايلاند، بنغلادش، مصر، باكستان، المملكة المتحدة، من بين أكثر الدول استخداماً للفيس بوك على التوالي.

2. تويتر (Twitter) أو منصَّة إكس:

منصَّة تدوين قصيرة تسمح للمستخدمين بكتابة تغريدات بطول محدود ومشاركتها مع متابعيهم وتحتوي على حوالي 1.3 مليار حساب.

3. إنستغرام (Instagram):

تطبيق لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو وفيه أكثر من مليار حساب نشط شهرياً.

4. لينكدإن (LinkedIn):

منصَّة تواصل مهني تُستخدَم بشكل رئيسي للتواصل المهني والبحث عن فرص العمل.

5. تيك توك (TikTok):

منصَّة لمشاركة مقاطع الفيديو القصيرة، تُعد شعبية خاصةً بين الشباب.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأزمات العالمية:

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي قوة عظمى في تشكيل الرأي العام وتوجيه الأحداث العالمية، على سبيل المثال، في الثورات العربية التي بدأت عام 2011، كانت منصَّات التواصل الاجتماعي، بيئة للتعبير الحر والتنظيم السريع، فتمكَّن المحتجون من التواصل والتنسيق ونشر أفكارهم وصور الاحتجاجات بشكل فوري، واستُخدِم تويتر وفيسبوك ويوتيوب ومنصَّات أخرى بوصفها أدوات لتبادل الآراء وتنظيم الاحتجاجات.

من ناحية أخرى، استُخدِمَت هذه الوسائل في نشر الأخبار الزائفة والمعلومات غير المؤكدة والأكاذيب أيضاً، وهذا أدى إلى تشويه الحقائق وزيادة التوترات خلال الأزمة العربية في أكثر من منطقة، في المحصلة، سمحت هذه المنصَّات للناس بتجاوز حواجز الرقابة الحكومية والإعلام التقليدي، وهذا جعل الأحداث والتطورات تنتشر بسرعة وتصل إلى جمهور أوسع.

مثال آخر هو حالة اضطهاد الروهينجا في ميانمار، الروهينجا هم أقلية مسلمة تعيش في ولاية راخين في ميانمار، وهم يواجهون اضطهاداً وتهميشاً منذ فترة طويلة، في عام 2017، شُنَّت حملة عسكرية شديدة الوحشية ضد الروهينجا في ولاية راخين، وقد أفادت التقارير بقتل واغتصاب وحرق القرى وتشريد الآلاف من الروهينجا، وأدت هذه الحملة إلى فرار ما يقرب من مليون روهينجا إلى بنغلاديش للبحث عن اللجوء، وقد أدت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً هاماً في توثيق ونشر معاناة الروهينجا في ميانمار وجذب الانتباه العالمي إلى الاضطهاد الذي يعانون منه ومحاولة المطالبة بحقوقهم.

في توضيح أبسط لقوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، نناقش الدور الذي أدته في التصدي لمحاولة الإبادة الجماعية للمسلمين في بورما، فقد ساهمت في:

1. انتشار الوعي العالمي:

من خلال منصَّات التواصل الاجتماعي، تمكَّن المستخدمون من نشر معلومات وصور توثق الجرائم والانتهاكات التي تعرَّض لها المسلمون في بورما، وساهم هذا النشر المكثف في زيادة الوعي العالمي المتعلق بالوضع الإنساني هناك.

2. الحشد والضغط الدولي:

عبر وسائل التواصل الاجتماعي، استطاع الناشطون والمنظمات الحقوقية جذب انتباه المجتمع الدولي إلى الأحداث في بورما، وهذا أدى إلى زيادة الضغط الدولي على الحكومة البورمية للتدخل ووقف الانتهاكات.

3. دعم الإغاثة والمساعدات:

تمكنت حملات التبرعات والمساعدات الإنسانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي من جمع التبرعات والدعم المالي للمتضررين في بورما، وهذا ساهم في تقديم المساعدات الضرورية.

4. ضغط على الشركات والمؤسسات:

بفضل حملات المقاطعة والضغط الاجتماعي، استطاعت المنظمات والأفراد عبر وسائل التواصل أن يدفعوا الشركات والمؤسسات إلى اتخاذ مواقف صارمة ضد الانتهاكات في بورما.

5. دعم اللاجئين والمهاجرين:

ساهمت وسائل التواصل في تسهيل عمليات الإغاثة والمساعدة للمهاجرين واللاجئين الذين فروا من العنف في بورما، فقد استُخدِمَت هذه الوسائل لتنظيم الدعم والإسعافات اللازمة.

شاهد بالفديو: إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي

تحليل دور وسائل التواصل في حروب الجماعات المتطرفة:

تستخدم عناصر الكيانات الإرهابية مجموعة متنوعة من وسائل التواصل الاجتماعي مثل Facebook وTwitter وYouTube والمدونات ومجموعة أخرى من تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل WhatsApp وTelegram وViber من أجل تحقيق أهدافها الآتية:

  • الوصول إلى جماهير هائلة على مستوى عالمي دون قيود جغرافية.
  • تبسيط التواصل: يسمح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بالتواصل الفوري والمباشر
  • وسيلة للتجنيد والتأثير.
  • توفير أدوات التدريب والموارد للمتطرفين.
  • جمع المال.
  • الإعلان عن نجاحات عملياتها والترويج لأعمال العنف والإرهاب.
  • التسويق لنفسها وحصد الدعم من المتطرفين.
  • نشر أخبار الميدان والتقارير العسكرية الفورية.
  • يستخدمها بعض المتحاربين لنشر التهديدات والرسائل المخيفة للمنافسين أو الأعداء.
  • نشر رسائل عاطفية تهدف إلى التأثير في المشاعر والقيم الشخصية للأفراد، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للتأثير والتجنيد.

وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها محركاً للصراعات والحروب:

قد تشكل وسائل التواصل الاجتماعي محركاً قوياً للصراعات والنزاعات بسبب تأثيرها الكبير في الرأي العام والقدرة على نشر الرسائل والأفكار بسرعة شديدة، إليك بعض الأمثلة:

1. التحريض والتأثير الإيديولوجي:

تستخدم المنظمات المتطرفة والجماعات المسلحة وسائل التواصل لتحريض الجماهير وترويج الأفكار الإيديولوجية، مثلاً: داعش استخدمَت منصَّات التواصل لجذب المتطوعين ونشر أفكارها الإرهابية، على سبيل المثال: التنظيم الإرهابي داعش (الدولة الإسلامية) كانت لديها استراتيجية قوية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب لنشر رسائلها الإيديولوجية، كانوا يستخدمون هذه الوسائل لتحريض الأفراد وجذب المتشددين، ونشر مقاطع الفيديو المروعة لعملياتهم العنيفة لنشر الرعب وجلب مزيد من الأتباع.

2. الحرب الإعلامية:

تستخدم الأطراف المتحاربة وسائل التواصل لنشر رسائلها وصورها بطريقة تصويرية معينة، سواء لتبرير أعمالها أم للتأثير في الرأي العام، مثلاً: قامت روسيا بحملة إعلامية مكثفة عبر الوسائل الإعلامية وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي لتبرير تدخلها في أوكرانيا، فأدارت حملات إعلامية للتأكيد على الحاجة لحماية السكان الروس في شبه جزيرة القرم، وكذلك استخدمت إسرائيل حرب الإعلام بشكل كبير لتبرير عملياتها العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية، مع التأكيد على الدفاع عن نفسها من هجمات المقاومة الفلسطينية وتقديم الصورة التي تبرر استخدام القوة.

3. التنافس السياسي:

في الصراعات السياسية، يستخدم المرشحون والأحزاب وسائل التواصل للترويج لبرامجهم والتأثير في الناخبين، مثلاً: ترامب الرئيس الأمريكي، كان يتمتع بحضور قوي على منصَّات التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر، فكان يقوم بتغريدات متكررة ويقدم محتوى قوياً يدعم حملته الانتخابية وينشر آراءه السياسية ويوجه رسائله إلى قاعدة جماهيرية واسعة.

4. تحريك الرأي العام:

تستخدم الحكومات والجماعات وسائل التواصل لتنظيم حملات لتحريك الرأي العام لصالح قضاياها أو للتأثير في الحوار العام.

5. التأثير في القرارات السياسية:

تؤدي وسائل التواصل دوراً في توجيه القرارات السياسية أو القوانين من خلال إثارة الضغوطات العامة.

6. التدخل في الانتخابات الديمقراطية:

مثل اتهام روسيا بالتزوير الإلكتروني للانتخابات الأمريكية 2016.

7. التحريض على العنف المسلح:

تاريخياً، استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الدعاية السياسية المتطرفة والتحريض على العنف في عدة حالات، على سبيل المثال، خلال الحرب في سوريا، استخدمت بعض الجماعات وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل المتطرفة والتحريض على العنف ضد الأعداء المفترضين، وهذا أدى إلى زيادة في الصراع والانقسامات.

8. ارتكاب جرائم ضد الإنسانية:

مثل الإبادة الجماعية في ميانمار ضد الروهينجا، فقد رصدت تقارير عديدة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لترويج الكراهية والتحريض ضد الروهينجا في ميانمار، فاستُخدِمَت منشورات ومقاطع فيديو مزيفة لتسليط الضوء على الروهينجا بطريقة سلبية ولتحريض السكان ضدهم.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصورة العامة للحروب والأزمات:

قبل استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، كانت الحروب تُشَنُّ باستخدام الجيوش وبضرب اقتصادات الدول، لكن تغير الحال الآن منذ ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فأصبحت حرب المعلومات جزءاً أساسياً من الديناميات العالمية اليوم، وأصبحت هذه الوسائل أداة رئيسة للتأثير والتوجيه في الساحة الدولية.

تركز هذه الوسائل على نشر المعلومات والدعاية والتأثير في الرأي العام في محاولة لتحقيق أهداف معينة، كمثال على دور وسائل التواصل الاجتماعي في رسم صورة الحرب وتوضيحها؛ حرب 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، فقد كانت أول حرب استُخدِمَت فيها وسائل التواصل الاجتماعي بنجاح بوصفها قوة تسوية من جانب الطرف الأضعف وهو الفلسطينيون.

في الحروب السابقة بين الطرفين استفادت الحكومة الإسرائيلية من قدرتها على السيطرة على ساحة المعركة، ورسمت رواية الحرب وصورتها للعالم حسب مصلحتها، وفهم العالم أنَّ إسرائيل تدافع عن وجودها ضد الإرهابيين، لكنَّ ذلك تغير مع انتشار الهواتف الذكية وتوفر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في غزة طوال السنوات السابقة، وبات يُنظر إلى هذا الصراع نظرة مختلفة تماماً.

خلال القصف المتكرر على مناطق غزة، اندفع الفلسطينيون نحو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنقل رؤاهم الشخصية المتعلقة بالصراع؛ فشارك الشباب والشابات الذين يعيشون في هذا القطاع صوراً وفيديوهات توثق الانتهاكات التي تعرَّض لها المدنيون، إلى جانب مشاركات توثق تجاربهم الشخصية خلال محاولاتهم اليائسة للنجاة من هجمات الجيش الإسرائيلي، وفي الصراعات السابقة، كانت هذه الأصوات مكبوتة، وكان التدمير مُركزاً على جانب واحد دون محاولة سماع القصص البشرية من الطرف الآخر، نجح الفلسطينيون في جذب دعم كبير لقضيتهم ورفع صوتهم عالياً على المنصَّات الرقمية العالمية.

كيف تشكل وسائل التواصل الاجتماعي مسار الأزمات والحروب؟

إنَّ تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في القرارات السياسية خلال الأزمات والحروب ملحوظٌ، على سبيل المثال، قضية اللاجئين السوريين، كانت وسائل التواصل الاجتماعي منبراً للتعبير عن آراء الناس ومشاركة قصص اللاجئين، فتم تداول صور وقصص اللاجئين السوريين بشكل كبير عبر منصَّات التواصل الاجتماعي، وهذا أثر في مشاعر وردود فعل الناس وشكَّل ضغطاً على الحكومات لاتخاذ إجراءات أكثر انفتاحاً نحو اللاجئين واستقبال مزيد منهم وتخصيص معونات اجتماعية خاصة بهم أيضاً.

هل يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتغيير السلمي في الصراعات الدولية؟

نعم، يُمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوصفه أداة للتغيير السلمي في الصراعات الدولية، وبفضل وصولها الواسع وقدرتها على توجيه الرسائل وتكوين الرأي العام، فتسهم في تحقيق التغيير الإيجابي، وذلك من خلال:

1. تنظيم حملات سلمية:

يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم حملات سلمية تهدف إلى تحقيق السلام ونشر رسائل التسامح والتعايش السلمي بين الشعوب في المناطق المتضررة من الصراعات.

2. نشر القصص الإيجابية:

من خلال مشاركة قصص النجاح والتعاون بين الأشخاص من خلفيات مختلفة، يُمكن أن تُلهم وسائل التواصل الاجتماعي التفاؤل وتعزز فكرة أنَّ السلام والتعايش السلمي ممكنان.

3. بناء الجسور الثقافية:

يُمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتبادل الثقافات والمعرفة بين الشعوب المختلفة، وهذا يُسهم في فهم أفضل وتقبل أكبر بين الثقافات.

4. توثيق الانتهاكات ونشر الوعي:

يمكن للمنصَّات الاجتماعية أن تساهم في توثيق الانتهاكات ونشر الوعي بأوضاع الضحايا والمتضررين من الصراعات، وهذا يفتح النقاش ويشجع على العمل من أجل السلام والعدالة.

5. الحوار والتفاعل:

توفر وسائل التواصل الاجتماعي منصَّة للحوار والتفاعل المباشر بين الأفراد من الجانبين المتصارعين، وهذا يُسهم في بناء الفهم وتقبل وجهات النظر المختلفة.

شاهد بالفديو: 20 نصيحة لإتقان فن الحديث والحوار مع الآخرين

دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز العمل الإنساني

1. جذب الانتباه:

الوعي إلى الأزمات الإنسانية والحروب، ونشر الوعي المتعلق بالظروف الصعبة التي يعاني منها الناس في هذه المناطق.

2. جمع التبرعات:

توفر هذه الوسائل منصَّة فعالة لجمع التبرعات، فيمكن للمنظمات الإنسانية والمساعدات أن تنشر قصصاً وصوراً توضح الحاجة الملحة للمساعدة وتشجيع الأشخاص على التبرُّع.

3. التواصل المباشر:

تسمح وسائل التواصل الاجتماعي بالتواصل المباشر مع الجمهور، وهذا يتيح للمنظمات الإنسانية والجهات المعنية نقل المساعدات والتفاعل مباشرة مع الأشخاص المتضررين وتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل.

4. التوعية بالطوارئ والسلامة:

يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر النصائح الخاصة بالسلامة والتعليمات في حالات الطوارئ، وذلك لحماية الناس وتقديم المساعدة الطارئة.

5. نقل القصص والشهادات:

يمكن للأشخاص المتأثرين مشاركة قصصهم وشهاداتهم مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يعزز التفاعل ويؤثِّر في المشاعر والتعاطف مع الوضع الإنساني.

6. تنظيم الجهود الإغاثية:

يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم الجهود الإغاثية وتوجيه المساعدات والدعم إلى الأماكن التي تحتاج إليها بشكل أكبر.

الوجهان المتناقضان لوسائل التواصل الاجتماعي: بين نشر العنف والوعي

وسائل التواصل الاجتماعي هي أداة قوية يمكن استخدامها لأغراض مختلفة، قد يسيء بعض الأفراد استخدامها لنشر العنف وترهيب الناس وإثارة الأزمات السياسية وإشعال الحروب وتعزيز الانقسامات ونشر المعلومات الخاطئة والتضليل، لكن في المقابل تُستخدم بشكل واسع للتوعية والتغيير الإيجابي، ومنصَّة للتواصل وتبادل الأفكار والمعرفة، فتعكس الوسائل الاجتماعية ما يعكف عليه مستخدموها.

يعتمد استخدامها السلمي والإيجابي على المحتوى الذي يتم نشره وكيفية تفاعل الأفراد معه، وتتوقف قوة الوسائل الاجتماعية على السياق والهدف الذي يستخدم فيها، فقد تكون أداة فعالة للتوعية والتغيير الاجتماعي الإيجابي إذا استُخدمت بشكل مسؤول وبهدف بناء وتحسين المجتمعات.

في الختام:

في زمن التكنولوجيا الحديثة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة لتبادل الأفكار والتأثير في العالم بشكل لم يسبق له مثيل، ويعني تجاهل قوة هذه الوسائل تجاهل جزءاً كبيراً من الواقع الذي نعيشه اليوم، فهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي منبر للتغيير والتوعية، في الحروب والأزمات السياسية، وقد كان للوسائل الاجتماعية دور كبير في نقل الحقيقة والتوثيق، ولكنَّها أيضاً استُغِلَّت أحياناً لنشر الكراهية والتأثير السلبي؛ لذا يجب أن ندرك القوة الهائلة التي تمتلكها هذه الوسائل وضرورة استخدامها بشكل مسؤول وبنَّاء، لتعزيز التواصل ونشر الوعي، وتحقيق التغييرات الإيجابية في مجتمعاتنا وحول العالم.