ثلاثة أسباب للتوقف عن السعي وراء الكمال

ثلاثة أسباب للتوقف عن السعي وراء الكمال
(اخر تعديل 2023-10-12 06:39:14 )
بواسطة

الكمال على الصعيد الشخصي له معانٍ عديدة، وقد تكون "الجاذبية" هي المعنى الأكثر شيوعاً والأكثر إشكالاً في الوقت نفسه، وعلى الرغم من وجود أدلة علمية توضح معنى كلمة الجاذبية، إلا أنَّها من غير الضروري أن تنطبق على تعريف "الكمال"، فالشعبية مثلاً لا تعني أنَّ الشخص كامل.

فيما يأتي بعض الأسباب التي قد تحد من رغبتك الملحة بتحقيق الكمال لدرجة مؤذية لك:

1. أهمية الراحة للجسد والعقل:

الجسد والعقل كلاهما يحتاج إلى الراحة ليعملا بأفضل مستوى، وخاصة بين فترات العمل المكثفة، وأفضل مثال عن ذلك هو تمرينات رفع الأثقال، فالعضلات لن تكبر ولن تحصل على النتائج المرجوة دون وجود فترة راحة بين أيام التمرين، فالراحة لها ذات أهمية التمرين في بناء العضلات، وكذلك بالنسبة إلى الأهداف التي تحتاج إلى مجهود ذهني، فالراحة وتقسيم فترات العمل هامان جداً، لا سيما للأشخاص الساعين نحو الكمال؛ وذلك لأنَّهم غالباً ما يقسون على أنفسهم، ويعملون عملاً مجهداً.

2. الإنتاجية ليست ثابتة:

يظن معظم الأشخاص بوجود خلل ما لأنَّهم لا يعملون بنفس الكفاءة منذ الصباح وحتى انتهاء الدوام، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ الجسم لا يستطيع العمل بشكل جيد وبكفاءة لثماني ساعات متواصلة، والمشكلة هنا تكمن باللجوء إلى السكريات المصنعة ومشروبات الطاقة، في محاولة لشحن طاقة الجسم من جديد، وهذا بحد ذاته يشكل خطراً سنتحدث عنه لاحقاً في المقال.

تتوفر عدة خيارات جديدة للأشخاص الذين يتطلعون إلى التخلص من هذه المشكلة؛ إذ تتيح العديد من الشركات في الوقت الحالي لموظفيها إمكانية العمل عن بُعد، وبعضها الآخر تتيح لموظفيها إمكانية وضع جدول العمل بما يتناسب مع ظروف حياتهم، طالما سيتم الحفاظ على سوية الإنتاجية المتفق عليها، فإذا كنت تطمح إلى تحقيق أفضل النتائج في عملك، بإمكانك مناقشة ذلك مع صاحب العمل، ووضع جدول مهام يتناسب مع قدراتك الفعلية الجسدية والذهنية.

شاهد بالفيديو: 8 خطوات لزيادة إنتاجية يومك

3. تناول مواد مصنَّعة كيميائية من أجل زيادة طاقة وكفاءة العقل والجسم في العمل يحمل ضرراً كبيراً على الأمد البعيد:

لا توجد أيَّة مادة مصنعة تؤثر إيجاباً في الجسم مع استخدامها المتكرر على الأمد الطويل، حتى إنَّ الخضروات والفواكه الطبيعية تصبح مُضرة إذا تم تناولها بكميات مفرطة، كما أنَّ بعض المنتجات المرخصة والمليئة بالمواد الكيميائية التي تُسوَّق على أنَّها منتجات طبيعية، لها تأثير ضار في صحة الجسم أكثر من المخدرات.

من المحتمل أن تكون قدراتك البدنية والذهنية لا تتناسب مع جدول عملك، وهنا الحل الوحيد هو أن تعطي جسمك الراحة الكافية، وفي حال لم تسمح ظروف عملك بذلك، يمكنك أن تأخذ معك وجبات خفيفة وصحية للجسم في أثناء ساعات العمل، وهذا سيساعدك على تجنب الأطعمة السريعة والمشروبات والسكريات المصنعة الضارة، وحتى الأطعمة الجاهزة والمصنَّفة على أنَّها صحية لا تعدو كونها حلويات مضافاً إليها مغذيات لا يمتص منها الجسم سوى 10%.

هذا لا ينفي وجود مكملات ومنتجات غذائية مفيدة، لكن يجب توخي الحذر والانتباه إلى مكوناتها، والأفضل أن تحتوي على العناصر الغذائية الموجودة عادة في الخضار والفاكهة، وألا تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، وخاصة بالنسبة إلى المكملات التي تؤخذ قبل التمرينات الرياضية.

في الختام:

يقول المثل: "خير الأمور أوسطها"؛ أي إنَّ الاعتدال هو الطريقة الأفضل للتعامل مع جميع جوانب الحياة، كما أنَّ التوقف عن السعي وراء الكمال سيعود عليك بالراحة، وقد يساعدك على تحقيق ما تريده بسرعة أكبر، فالنجاح ليس بالضرورة أن يكون تصاعدياً باستمرار، كما أنَّ الجسم والعقل بحاجة إلى الراحة، وصحتك العقلية والجسدية يجب أن تكون أولوية في حياتك، حتى تستطيع تقديم أفضل ما لديك.