العنف ضد الأطفال وتأثيره على بناء شخصية الطفل

العنف ضد الأطفال وتأثيره على بناء شخصية الطفل
(اخر تعديل 2024-03-31 06:14:14 )
بواسطة

ما هي أضرار العنف ضد الأطفال؟

يعنِّف معظم الأهل أطفالهم بطرائق عديدة سواء أكان التعنيف جسدياً أم لفظياً، وهنا تظهر أضرار العنف ضد الأطفال الجسدية والنفسية، ومن هذه الأضرار:

1. أضرار العنف ضد الأطفال: الجسدية

  • تصبح ذاكرة الطفل وكأنَّها ذاكرة لرجل كبير بالسن، فتصبح مشوشة وينسى الأحداث بسرعة كبيرة.
  • الإصابة بمرض السمنة، فلا يجد الطفل أمامه إلا طريقة تناول الطعام بكثرة للحد من تفكيره النفسي وهروبه من الواقع، ومن الممكن هنا أن تظهر أمراض ضغط الدم وارتفاع الكولسترول والشحوم.
  • إصابة دماغ الطفل، فيصبح غير قادر على إدراك أي أمر يحدث حوله.
  • إنَّ خوف الطفل منذ مراحله الأولى يسبب له صعوبة في النطق إلى جانب مشكلات لغوية أخرى كعدم النطق السليم.
  • نمو الدماغ بطريقة غير صحيحة وقد تكون بطيئة، فيصبح عمره غير مناسب مع عمر دماغه.
  • الإصابة بكدمات وجروح وتشوهات، وهذا قد يسبب له عاهة دائمة.

2. أضرار العنف ضد الأطفال: النفسية

  • عدم السيطرة على الغضب حتى وإن كان الأمر بسيطاً جداً.
  • الهروب من المدرسة وتناول المخدرات للهرب من الواقع.
  • يصبح الطفل أكثر عنفاً مع من حوله حتى وإن كانوا مدرسيه، ويصبح وحيداً بسبب عدم الاقتراب منه.
  • رؤية الكوابيس باستمرار، وهذا نتيجة الضغط عليه والألم المسبب له، فيجد أنَّ النوم هو الوسيلة الوحيدة للهروب من الواقع والأمان فيه، فيجتمع الألم دفعة واحدة في أثناء راحته على هيئة كوابيس.
  • الرفض الدائم للذهاب للمدرسة إلى جانب الانخفاض في التحصيل العلمي فيفشل دراسياً.

3. أضرار العنف ضد الأطفال: الاجتماعية

  • عدم وجود أصدقاء حوله بسبب ردود أفعاله غير المتحكم بها فتتم خسارتهم.
  • ليس لديه شخصية اجتماعية تتعرف إلى من حولها؛ بسبب قلة الحديث معهم ومحاولة الابتعاد عنهم.
  • يصبح غير محبب وجوده بين أفراد المجتمع بسبب الحزن الدائم والخوف في حال وجود أشخاص جدد، إضافة إلى شعوره بعدم الاستقرار إلى أن يرحلوا.
  • يلجأ إلى السرقة في بعض الأحيان وتخريب الممتلكات العامة.
  • شعوره بالحقد والكراهية على أفراد المجتمع بأكمله.

ما هو تأثير العنف ضد الأطفال في بناء شخصية الطفل ونفسيته؟

لا شك أنَّ من أكثر تأثيرات العنف التي تظهر على الطفل تؤثر في نفسيته في الدرجة الأولى إضافة إلى ضعف في بناء شخصيته ومن الممكن انعدامها، وذلك بسبب انعدام أغلب احتياجاته الأساسية سواء أكانت العاطفية أم النفسية بما تناسب عمره.

هنا يتم الإهمال من الناحية الطبية إلى جانب الرعاية التعليمية، إضافة إلى إهمال غذائه وملابسه، فيظهر هذا الإهمال على شخصيته ويصبح غير نظيف ومرتب ويتم الابتعاد عنه من قبل أصدقائه.

إضافة إلى ذلك، يصبح مستوى المعرفة لديه متدنياً من خلال تحصيله الأكاديمي، وتظهر عليه علامات اهتزاز الثقة بالنفس والثقة بالآخرين، كما يتأثر بناء شخصيته بسبب رفضه الدائم من قبل والديه أو من يرعاه وانتقاده بشكل مستمر والتسلط عليه والسخرية الدائمة منه، فلا يجد من يشجِّعه لبناء شخصية واثقة.

شاهد بالفيديو: 7 أخطاء تدمر الطفولة

أسباب العنف ضد الأطفال وأنواعه وكيفية علاجه:

تتنوع أسباب العنف ضد الأطفال بحسب البيئة المحيطة بالطفل المعنف، وتختلف هذه الأسباب باختلاف الحالة التي يمر بها من يرعى هذا الطفل والمسؤول عنه، وتكون هذه الأسباب هلاكاً بالنسبة إلى شخصية الطفل ونفسيته ومن هذه الأسباب.

1. أسباب العنف ضد الأطفال: النفسية

  • تعد الحالة النفسية التي يمر بها أحد الأبوين من اكتئاب أو مرض من أهم الأسباب لظاهرة عنف الأطفال.
  • الضغط النفسي الذي يتعرض له أحد الوالدين في العمل، فهو يعكس تعامله مع أهل بيته ومع أطفاله تحديداً.
  • عدم الثقة بين الوالدين يؤثر في عدم ثقة الطفل بهما، ومن ثم فقدان الثقة بنفسه.
  • تعاطي الأب المخدرات ولجوؤه إلى تعنيف أطفاله بسبب فقدان وعيه للواقع، وهذا ما يعكس حالة التعنيف التي يقوم بها الطفل لأصدقائه والوسط المحيط به.

2. أسباب العنف ضد الأطفال: الاقتصادية

  • عدم قدرة الوالدين على توفير الاحتياجات الأساسية للأطفال كالسكن والطعام والملابس، وهذا ما يشعرهم بالعجز تجاه أطفالهم ويظهر العنف في تعاملهم معهم.
  • مرور الأب بأزمة اقتصادية وتعرضه للفقر الشديد، فعدم تقبُّل الفقر من قبل الآباء وعدم قدرتهم على التعايش مع وضعهم يؤدي إلى العنف الأسري تجاه أطفالهم.

3. أسباب العنف ضد الأطفال: الأسرية

  • عدم معرفة أساس التعامل مع الطفل وعدم إدراكهم لكيفية التربية الصحيحة والجهل بقيمة الطفل.
  • انعزال الأبوين عن الحياة الاجتماعية في الخارج والعيش وحدهم دون وجود العائلة حولهم، وهذا ما يؤثر في نفسية الطفل ويجعله وحيداً.
  • عدم معرفة الاحتياجات الأساسية التي يحتاجها الطفل.
  • وجود أفكار تؤدي إلى العنف موجودة عند الوالدين في عمر صغير، فتُطبَّق هذه الأفكار على أطفالهم.

4. أسباب العنف ضد الأطفال: الاجتماعية

  • عدم المساواة بين أفراد المجتمع وانتشار الاضطهاد بينهم.
  • انتشار الجهل وعدم الرغبة في التعلم.
  • ظهور العنف لدى أفراد المجتمع، وهذا يؤثر في نفسية الوالدين وشعورهما.

5. أنواع العنف ضد الأطفال

يظهر العنف ضد الأطفال بصور مختلفة ولكن كلها تؤثر في صحة الطفل ونفسيته ومشاعره، ومن هذه الأنواع:

1. العنف العاطفي:

يستخدم هذا النوع من خلال مقارنة الطفل مع أصدقائه وأقاربه، والاستهزاء الدائم منه، والسخرية تجاه أفعاله، وعدم إشباع رغبته من خلال بث الحب والعاطفة به.

2. العنف الجسدي:

هذا النوع من أخطر أنواع العنف ضد الأطفال، وقد ينتهي بموت الطفل أحياناً، فيبدأ من الكدمات البسيطة نتيجة الضرب وصولاً إلى تشويهه نتيجة الضرب المبرح، وهذا النوع يسبب آثاراً سلبية في المجتمع كوقوع الجرائم وتعاطي المخدرات، ويعد هذا النوع من العنف متوارثاً، فعندما يكبر الطفل المعنف يمارس العنف الجسدي على أطفاله.

3. العنف الجنسي:

هو تعرض الطفل من قبل شخص بالغ سواء أكان الطفل ذكراً أم أنثى إلى نشاط من النوع الجنسي غير مناسب مع عمره بسبب عدم اكتمال نمو جسده، ويعد هذا الفعل مخالفاً للقوانين والعادات ويرفضه الطفل.

يأتي هذا النوع بسبب ثقة الطفل في الآخرين لاعتقاده أنَّ المجرم سيوفر له الأمان والحماية وإشباع رغباته العاطفية الفاقد لها من قبل أسرته، وهنا يقل مستوى تقدير الطفل لذاته مع شعوره الدائم بالعار، ويلجأ إلى تعاطي المخدرات بسبب حدوث اضطرابات نفسية.

4. التنمر:

بيَّنت الدراسات أنَّ طفلاً مقابل ثلاثة أطفال عرضة للتنمر حول العالم، وهذا من أخطر أنواع العنف المنتشرة حالياً، فتجتمع مجموعة من الأطفال على طفل واحد للقيام بسلوك عدواني تجاهه سواء أكان لفظياً أم جسدياً.

6. كيفية علاج العنف ضد الأطفال:

عند معرفة أنَّ الطفل يتعرض للعنف بأحد أشكاله، فيجب المسارعة إلى علاجه للمحافظة على صحة الطفل وشخصيته، إضافة إلى التقليل من الجرائم الاجتماعية المنتشرة، ومن طرائق العلاج:

  • مراقبة التصرفات التي يقوم بها الطفل إلى جانب معرفة حالته المزاجية.
  • توفير جميع المتطلبات التي يحتاجها الطفل في عمره وخاصة الألعاب، ومشاركة الأهل فيها ليجد الطفل السعادة الضائعة معهم.
  • محاولة امتصاص غضبه وتدريبه المستمر على الاعتذار عند الوقوع بالخطأ، إضافة إلى إحضار مكافآت في حال التخلص من هذه السلوكات التي قام باتباعها عند تعرضه للعنف.
  • إخباره دوماً بأنَّ وجوده هام بالنسبة إلى أسرته.
  • محاولة الوالدين التخلص من ضغوطات العمل والحياة وعدم إظهار هذه الضغوطات عليهم من خلال غضبهم وتعنيفهم.
  • إشباع رغبة الطفل العاطفية من قبل الوالدين ببث الحنان إليه وتدليله بشكل منطقي.
  • تدريب الطفل على عدم الثقة بالآخرين حتى يتجنب التعرض للعنف الجنسي.
  • تقوية شخصية الطفل ومحاولة بناء ثقته بنفسه حتى يستطيع تجاوز التنمر الذي يتعرض له من قبل زملائه.
  • عدم مقارنة الطفل بأصدقائه وزملائه، فكل طفل لديه قدرة للقيام بالمهام.
  • إقامة حملات إعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو التلفاز عن أهمية الحد من العنف ضد الأطفال.
  • إدراج قوانين وطنية لحماية الطفل من العنف بكافة أشكاله في المدارس والأسرة التي ترعاه.
  • محاولة الأهل فهم الطفل وما يشعر به والتدريب المستمر على التعامل معه.

في الختام:

لقد ذكرنا في هذا المقال أضرار العنف ضد الأطفال وما هي أنواعه المتبعة، إلى جانب الأسباب التي أدت إلى ممارسته وكيفية الحد والتخلص منه؛ لأنَّ العنف يشكل جرائم اجتماعية يصعب الحد منها.