ماذا يقال في العزاء

ماذا يقال في العزاء

أمر الله عباده أن يشاركوا بعضهم البعض في جميع الأحزان والمصائب المختلفة، وأن يقوموا بواجب التعزية فيما بينهم، وأن يحثّوا المصاب بالحزن على تحمّل الصّبر والرّضا بقضاء الله وقدره. لكن قد يجهل بعضنا بالألفاظ الواجب قولها ليعزّي فيها المسم أخاه المسلم، لذا اخترنا لك عزيزي القارئ بعضاً من الأقوال والألفاظ الّتي وردت في القرآن الكريم والسنّة النبويّة والّتي تقال في المواساة والتعزية.


بيّن الأئمّة والشّيوخ أنّه لا يوجد لفظ محدّد ينبغي على المسلم اعتماده والتمسّك به عند التعزية، و من ذلك:

  • قال ابن مفلح رحمه الله تعالى: ( لا أعلم في التّعزية شيئاً محدوداً).
  • قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: وأمّا لفظة التّعزية فلا حجر فيها، فبأيّ لفظٍ عزاه حصلت.
  • وقال الشّوكاني: (فكلّ ما يجلب للمصاب صبراً يقال له تعزية بأيّ لفظ كان، ويحصل به للمعزّي الأجر المذكور في الأحاديث.
  • وقال الشّيخ محمّد بن عثيمين: (وإن عزّى بغير هذا اللفظ مثل أن يقول: أعظم الله لك الأجر، وأعانك على الصّبر، وما أشبهه فلا حرج؛ لأنّه لم يرد شيء معين لا بدّ منه.


رغم إجماع الشّيوخ والعلماء على عدم وجود لفظ محدّد للتعزية، فقد ورد عن النبيّ عليه أفضل الصلوات والتّسليم بعضاً من الأحاديث التي تبيّن شيئاً ممّا يقال في ذلك، ومنها:

  • قيام المعزّي بالدّعاء للميّت قائلاً: ( اللهم أغفر له، واغفر لنا يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره ونوّر له فيه.
  • ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكلّ شيء عنده بأجل مسمّى).
  • الدعاء لأهل الميت بـ(اللهم أخلف فلان في أهله ثلاثاً).
  • ويقال عند التعزية أيضاً ( رحمك الله وآجرك) أو يرحمه الله ويأجرك. فقد عزَّى رسولنا الكريم رجلاً فقال:" رحمك الله وآجرك.
  • ويمكن أيضاً استخدام أيّ لفظ من ألفاظ المواساة التالية: ( أعظم الله أجرك)،أو (غفر لميّتك) أو (أحسن الله عزاءك)، أو ( جبر الله مصابك) ونحوها.
  • ويقال أيضاً: آجرك الله، وقد جاءت هذه العبارة من فقه الإمام البخاريّ؛ حيث قال في كتاب الإجارة: (باب إذا استأجر أجيراً فبيّن له الأجر ولم يبيّن العمل لقوله تعالى: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ إلى قوله: وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ يأجر فلاناً يعطيه أجراً، ومنه في التّعزية آجَرَكَ الله).