تسمى هذه العملية الاكتتاب (underwriting)؛ إذ تستطيع الشركات العامة والخاصة على حدٍّ سواء القيام بالاكتتاب، وفيما يأتي سنشرح أكثر عن مفهوم الاكتتاب وسنوضِّح الفرق بين الاكتتاب العام والخاص، فإذا كنت مهتماً فتابع القراءة.
الاكتتاب هو المرحلة التي تسمح للمستثمرين المشاركة في رأس المال الخاص بإحدى الشركات، سواء في مرحلة التأسيس لهذه الشركة أم بهدف زيادة رأس المال لشركة موجودة بالفعل؛ إذ تعلن الشركة عن رغبتها ببيع حصص أو أسهم، ومن ثم إتاحة فرصة الاستثمار في الشركة، ويُعرف الاكتتاب إذاً بأنَّه قيام شركة ما بطرح أسهمها للبيع في سوق البورصة، وهذا يتيح للمتداولين فرصة شراء الأسهم وبيعها من وقت لآخر، وهذا ما يجعل للشركة مُلَّاكاً عدة بدلاً من مالك واحد.
يعود الاكتتاب بكثير من الفوائد للشركة التي تبحث عن طرائق لضخ مزيد من السيولة لاستكمال مشاريعها، فالاكتتاب فرصة جيدة وقليلة الخطورة مقارنة بالقروض، فقد تضطر الشركة إلى إعلان إفلاسها في حال تعرضت لمشكلات مالية فيما بعد، ولا تتوقف هذه الفوائد على الشركة؛ بل أيضاً للاكتتاب فوائد للمستثمر نفسه الذي سيصبح مشاركاً في ملكية الشركة من خلال الأسهم التي يقوم بشرائها، وهذا ما يتيح لأصحاب الدخل المحدود خاصةً استثمار أموالهم في مشاريع كبيرة تعود عليهم بالأرباح.
قد تتساءل عن الخطوات التي تتبعها شركة ما للقيام بالاكتتاب، وفيما يأتي سنقوم بشرح خطوات الاكتتاب بإيجاز:
تبدأ الخطوة الأولى حين تقرر الشركة طرح أسهمها في الاكتتاب؛ إذ يتم تشكيل لجنة داخلية عقب هذا القرار، وعلى هذه اللجنة تحديد الحصة التي ستشارك بها الشركة، وأيضاً عليها اختيار بورصة معينة في بلد محدد بعد إجراء عملية البحث، وذلك لمعرفة جميع الشروط المتعلقة بالبورصات المتاحة واختيار الأنسب للشركة.
تتمثل الخطوة الثانية في اختيار البنك الاستثماري الذي يكون مسؤولاً عن إدارة عملية الاكتتاب وما يتبعها من عمليات لتسويق هذا الاكتتاب، إضافة إلى تلبية جميع المتطلبات والوثائق اللازمة للقيام بعملية البيع بشكل طبيعي، علماً أنَّ الشركة يمكنها أن تختار أكثر من بنك استثماري، وأنَّ الخدمات التي يقدمها البنك ستكون مقابل نسبة ربح يتم الاتفاق عليها.
يتم في هذه الخطوة تحضير بيان يضم كافة المعلومات المتعلقة بالشركة، مثل وضعها المالي وطبيعة عملها وتفاصيل عن مشروعها، ثم يتم تقديم هذا البيان إلى البورصة التي تم اختيارها.
في هذه الخطوة يتم عرض نشرة الإصدار من قِبل البنك، ويتم ذلك عن طريق عرض منشور ورقي وتوزيعه على المهتمين بشراء الأسهم، ويتم فيه شرح تفاصيل متعلقة بعمل الشركة ومستقبلها، وذلك بهدف جمع آراء المستثمرين بشأن سعر بيع الأسهم، وبعدها يبدأ البنك بالنقاش مع الشركة لتحديد السعر المناسب للأسهم مع الأخذ في الحسبان الآراء التي تم جمعها عند عرض نشرة الإعلان.
يبدأ البنك في هذه الخطوة بعرض الأسهم على المستثمرين للبيع، لكن بسعر أقل من السعر الذي سيُعرض في البورصة، ويتم ذلك تحت شروط معينة كأن يطلب من المستثمر عدم بيع الأسهم حتى انقضاء فترة محددة، وهذه العملية هي الاكتتاب، وبعد ذلك يتم طرح الأسهم في البورصة لتصبح حصة محددة من الشركة حصة عامة يتم تداولها في البورصة كما يتم تداول أي سهم آخر.
هذه هي الخطوات الخمس الأساسية لعملية الاكتتاب؛ أي توجد عدة تفاصيل أخرى متعلقة بعملية الاكتتاب التي تختلف من شركة إلى أخرى ومن بورصة إلى أخرى.
شاهد بالفيديو: 8 أمور هامّة لنجاح استثمارك الخاص
تحدد الشركة في هذا النوع أسعاراً ثابتة للأسهم وتعرضها للاكتتاب العام، وبذلك فإنَّ المستثمر يعرف سعر السهم قبل طرح الشركة الأسهم للاكتتاب العام، وهنا على المستثمر دفع سعر السهم بالكامل عندما يقوم بتقديم طلبه.
لا يتم تحديد سعر السهم؛ إنَّما يتم عمل مزايدة على السعر؛ إذ يقوم كل مستثمر بتقديم طلب يوضح فيه عدد الأسهم التي يريد شراءها والسعر المستعد لدفعه، وبعد ذلك ومن خلال دراسة الطلبات تتم المزايدة واختيار سعر معين للسهم.
لا بد أنَّك سمعت بمصطلحي الاكتتاب العام والخاص وتساءلت عن الفرق بينهما، وفيما يأتي سنقوم بتوضيح الفرق بين الاكتتاب العام والخاص:
تعرض الشركة أو المؤسسة الأسهم (الأوراق المالية) للتداول على المستثمرين في السوق المالي، ويُقدَّر سعر السهم تبعاً للتوقعات المستقبلية لتطور الشركة ونموها، ومن ثم فإنَّ الاكتتاب العام يعد فرصة للشركات والمستثمرين لتحقيق الأرباح، وباختصار يمكن القول إنَّ الاكتتاب العام هو طرح الشركة الأسهم للبيع إلى الجمهور عموماً.
هو بيع الأسهم بشكل مباشر لمجموعة محددة من المستثمرين، عوضاً عن طرحها إلى الجمهور كما في الاكتتاب العام.
من خلال التعريفين السابقين يمكننا توضيح الفرق بين الاكتتاب العام والخاص، فببساطة عندما تقوم الشركة بالإعلان عن رغبتها ببيع أسهم - أي طلب اكتتابات عامة ودعوة جميع الراغبين من الجمهور والمستثمرين للمشاركة في المشروع - يكون الاكتتاب عاماً، لكن في بعض الحالات التي يكون المشروع المقترح ليس عملاقاً، أو المالك من أصحاب الأموال ولا يحتاج إلى اكتتاب عام، فيقوم بتوجيه الدعوة إلى ناس محددين للاكتتاب في مشروعه؛ وهذا ما يسمى الاكتتاب الخاص أو المغلق.
أما في الاكتتاب الخاص لا يتم طرح الأسهم في الأسواق المالية؛ بل تتم المساعدة من قِبل وسيط مالي ويتم الشراء من قِبل المستثمرين بشكل مباشر، ويُشترط عليهم الاحتفاظ بها لفترة زمنية محددة، وبالمقابل تبيع الشركة لهم الأسهم بسعر منخفض.
يوجد للاكتتاب العديد من الفوائد سواء للشركات أم للمستثمرين، وفيما يأتي سنقوم بتعداد هذه الفوائد:
تعرفنا في هذا المقال إلى الفرق بين الاكتتاب العام والخاص، كما تطرقنا إلى الفوائد العديدة الناتجة عن عملية الاكتتاب، فكما بات واضحاً من خلاله، يعد الاكتتاب خياراً مناسباً للعديد من الشركات التي تبحث عن طريق للضخ المالي والسيولة المالية، ولا تريد المشاركة في رأس المال، وفي الوقت نفسه يتيح الاكتتاب الفرصة للمستثمرين للمشاركة في ملكية الشركات الكبيرة، أو تأسيس الشركات من خلال شراء الأسهم بعد طرحها للاكتتاب العام.