العنف المدرسي وآثاره على التحصيل الدراسي

العنف المدرسي وآثاره على التحصيل الدراسي
(اخر تعديل 2024-04-23 06:35:14 )
بواسطة

ما هو العنف المدرسي وآثاره في التحصيل الدراسي؟

هو سلوك عدواني أو ألفاظ هجومية تدفع إلى العنف من طالب تجاه طالب آخر، أو من معلِّم تجاه طلابه ويسبب الأذى النفسي الشديد للشخص الذي تعرض للتعنيف، وله أشكال إمَّا لفظي أو جسدي أو جنسي أو نفسي، ومع تطوُّر الطب النفسي وُجِدَت له أسباب وحلول كثيرة.

آثار العنف المدرسي في التحصيل الدراسي:

يؤثر العنف المدرسي في التحصيل الدراسي بنسبة كبيرة، فلا يستطيع الطالب المعنَّف تجاوز أمر أهانه وأزعجه بسهولة؛ لذا إليك جميع الآثار التي يسببها ذلك في دراسة الطلاب:

  • تدني التحصيل الدراسي بسبب الإهمال وعدم متابعة الطالب للدروس.
  • الصعوبة في التركيز ومتابعة الدروس مع المعلِّم.
  • فقد الشغف والاهتمام بالمدرسة والتعليم.
  • قد يؤدي العنف المدرسي إلى انحراف الطالب عن التركيز على تحصيله الدراسي وتوجهه إلى طرائق مظلمة تؤدي به لسلوكات سيئة.

آثار العنف المدرسي النفسية:

إنَّ دور المدرسة الأساسي هو التربية ومن ثمَّ التعليم؛ لذا إنَّ اختيار أسلوب العنف في التربية لن يسبب آثاراً في التحصيل الدراسي فقط، وإنَّما سيؤثر بشكل أساسي في نفسية الطالب، ومن ثمَّ سيؤثر في شخصيته، وكل هذه الآثار ستتلاحم معاً وتنصب لتزعزع مستقبله، وإليك بعض تلك الآثار:

  • الشعور الداخلي بالخوف وعدم الأمان في المدرسة.
  • ضعف الاتزان النفسي، وهذا يؤدي إلى العزلة وعدم الاختلاط مع الآخرين من الزملاء.
  • ظهور سلوك عدواني مفاجئ على الطالب، والسبب الرئيس في ذلك السلوك هو آثار العنف المدرسي عليه.
  • قلة الثقة بالنفس وضعف الشخصية.
  • وضع فكرة الانتحار ضمن أفكاره، وقد تظن أنَّنا نبالغ في هذا الأثر، ولكن صدِّق أنَّ آثار العنف المدرسي النفسية أكبر بكثير من آثارها في التحصيل الدراسي، فتوخى الحذر إن كنت من المعلِّمين أو الأهل أو الطلاب لئلا تكون سبباً في موت غيرك دون قصد.
  • الشعور الدائم بالحزن والاكتئاب.
  • رفض الآخرين ويشعر المعنَّف بأنَّه مرفوض من الآخرين في الوقت ذاته.

سلبيات العنف المدرسي:

العنف المدرسي ظاهرة سلبية بحد ذاته من جميع النواحي، فتتوزع سلبياته بين آثار العنف المدرسي في التحصيل الدراسي وفي النفسية وفي الجسد، وبدمجها جميعها معاً لتوعيتك وجعلك شخصية أفضل إليك جميع السلبيات الممكنة فاحذر منها بشدة.

1. سلبيات العنف المدرسي في التحصيل الدراسي:

  • تدني درجات الطلاب في معظم المواد.
  • تكرار التغيب عن المدرسة بشكل مقصود.
  • عدم التفاعل مع المعلِّم في الصف حتى لو وجَّه للطالب الأسئلة.
  • الهروب من الدروس أو مشاركة رفاق السوء بأفعال تسيء للمدرسة بوصفه رد فعل للطالب على العنف المدرسي الذي تعرض له.
  • من الممكن أن يتسبب في أذى المعلِّمين وخاصة إن كانوا السبب في تعنيفه.

2. سلبيات العنف المدرسي في الحياة الاجتماعية للطالب:

  • ضعف التواصل مع الآخرين، فيشعر دوماً بالنقص عن أقرانه، ومن ثم لا يتواصل معهم.
  • آثار العنف المدرسي سلبية جداً في الحياة الاجتماعية للطالب فتجعله يميل لإنهاء حياته أحياناً.
  • القلق الدائم والشعور بالخوف من لومه.
  • جلد الذات الحاد، فيشعر الطالب من شدة تعنيفه أنَّه المخطئ دوماً وهذا ما يُحدِث فجوة كبيرة في شخصيته.
  • الشعور بالقهر والظلم والاضطهاد، فيشعر بأنَّه مرفوض من قبل الجميع وغير مرحب به.

شاهد بالفديو: 8 ممارسات لتزرع الثقة في نفس طفلك

أشكال العنف المدرسي:

عندما ذكرنا آثار العنف المدرسي هل ظننت أنَّنا نقصد عنف المعلِّم على طلابه فقط؟ أنت مخطئ، فتوجد أشكال كثيرة جداً للعنف المدرسي سنذكرها لك بالتفصيل الآن.

ينقسم العنف المدرسي إلى شكلين إما العنف المدرسي للمدرس على طلابه، أو العنف من طالب مدرسي على طالب آخر من فئته نفسها أو غيرها، وتنقسم هذه الأشكال أيضاً إلى أشكال أخرى كل منها يؤثر سلباً في التحصيل الدراسي للطلاب:

1. العنف اللفظي:

خروج ألفاظ نابية أو شتائم أو حتى الإساءة بالتفوه بكلام جارح جداً وقاسٍ يُحزِن الآخرين.

2. العنف الجسدي:

كاستخدام أدوات التعنيف مثل العصا أو الضرب باليد والتسبب بالأذى الجسدي للطرف الآخر.

3. التعنيف الجنسي:

ويجب التعامل مع هذه الناحية بحذر شديد، فهي أكثر أشكال العنف المدرسي خطراً وتؤثر في مستقبل الطالب وقد تدفعه إلى الانتحار.

4. التعنيف النفسي:

مثل التهديد أو استخدام أسلوب التخويف والترهيب، وهذا ما يثير القلق وعدم الاطمئنان في الطالب.

ما هي أسباب العنف المدرسي؟

نظر علماء النفس للعنف المدرسي من عدة زوايا مختلفة، ووجدوا أنَّ له أسباباً كثيرة بحسب نوع العنف المدرسي سواء من المعلِّمين على الطلاب أم من الطلاب على بعضهم، وبدورنا هذا سوف نلخِّصها لكم بالتفصيل من خلال ما يأتي:

أسباب العنف المدرسي بين الطلاب:

1. مشكلات في الأسرة:

قد تكون الخلافات الدائمة بين الوالدين أو الطلاق أو تعنيف الوالدين للطفل جسدياً أو لفظياً سبباً هاماً في ظهور العنف المدرسي لدى الطالب تجاه أصدقائه الآخرين.

2. المشكلات المادية:

إنَّ الفرق في المستويات بين الطلبة يؤدي إلى الشعور بالنقص لدى بعضهم فيلجأ لتعويض هذا النقص بالسلوك العدواني فيعتدي على أصدقائه.

3. التمييز بين الشرائح أو المستويات:

يميز معظم المعلِّمين بين طالب وآخر، وهذا ما يثير لدى الطالب شعوراً داخلياً برفض هذا الوضع فيُترجَم بسلوك العنف على الآخرين.

4. الضغط الشديد:

من المجتمع أو الأهل، ولهذا الضغط أسباب كثيرة قد يكون من أجل الدراسة أو غير ذلك.

5. التنمر:

هو أحد أهم أسباب العنف المدرسي، فيثير التنمر الضغينة في نفس الطلاب المتنمَّر عليهم وتترجم تلك الضغينة في السلوك على شكل عنف شديد.

شاهد بالفديو: أعراض التنمر المدرسي وعلاجه

أسباب عنف المعلِّمين على الطلاب:

  • الشعور بالسيادة والعظمة على الآخرين، ومن ثم يشعر المعلِّم بأنَّ استغلال الطلاب كما يرغب مباح له لأنَّه أعظم منهم.
  • مرض نفسي لدى المعلِّم ذاته وعلى أثر ذلك يتسبب بالعنف على طلابه.
  • أن يكون المعلِّم بطبعه ذا شخصيَّة ملولة ومتذمراً ويغضب بسرعة، ومن ثم يفقد السيطرة على أعصابه ويتسبب بضرب الطلبة أو شتمهم للتنفيس عن غضبه.
  • الضغط الشديد على المعلِّم، وهنا تختلف مسببات هذا الضغط لتؤدي به إلى العنف المدرسي، فقد يكون إرهاقاً جسدياً أو ضغطاً نفسياً أو تنمراً أو عوامل أخرى غير ذلك.

حلول لمواجهة العنف المدرسي:

إن كان مستقبل الطلبة لديك يهمُّك حقَّاً، فعليك اتِّخاذ الإجراءات الوقائية لمكافحة العنف المدرسي ومنع آثاره في التحصيل الدراسي وغير ذلك، وهذه الإجراءات يجب أن تأخذها على الفور وبأقصى سرعة ممكنة، ومن ذلك:

  • إنشاء ندوات للأهل بشكل دوري لتوعيتهم بأهمية السلام النفسي للطفل.
  • تعزيز التعاون في التربية الحديثة بين الأهل والطلاب.
  • نشر حملات توعية عن مخاطر العنف وطرائق التخلص منه.
  • توظيف عدد من الاستشاريين النفسيين المختصين في كل مدرسة؛ وظيفتهم الأساسية مراقبة سلوك الطلبة وتحسين حالتهم النفسية.
  • مساعدة الطلاب على التعبير عن رأيهم وأفكارهم بشكل دوري من خلال جلسات حوارية مع الاستشاري النفسي.
  • توفير الدعم النفسي للطلاب.
  • التعاون مع جمعيات متخصصة في الرعاية الاجتماعية؛ تدفع الطلاب للمساهمة في نشاطات مختلفة لديهم وإنشاء فعاليات توعوية ترشد الطلاب والأهل والمعلِّمين عن مدى خطورة آثار العنف المدرسي.

الإجراءات المتبعة للوقاية من العنف المدرسي:

لا بد من وجود إجراءات تتخذها المدرسة للوقاية من حدوث العنف المدرسي أو للتقليل من فرص حدوثه، فإليك بعض مقترحات المختصين النفسيين للتعامل مع هذا الأمر:

  • تخصيص فحص نفسي للمعلِّمين قبل تعيينهم بوظيفة مدرِّس والتأكد من سلامتهم التامة من أي مرض نفسي أو عقلي.
  • توقيع اتفاق مع الأهل يؤكدون فيه قبولهم تدخُّل المدرسة في حالة الطفل النفسية.
  • إنشاء مؤتمرات تؤكد على خطر العنف المدرسي.
  • اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة مباشرةً في حال تعرُّض أي طالب للعنف المدرسي، وهذا ما يجعل الطلاب يدركون مدى خطورة العنف.
  • توفير بيئة آمنة للطلاب يثقون فيها بالمعلِّمين ويشعرون بالاطمئنان والاستقرار النفسي.
  • أهم إجراء هو توعية الجيل النَّاشئ بقيم الاحترام فيما بينهم، والامتناع عن التنمر على الآخرين لخطورة ما قد يسببه.
  • عدم التدخل الدائم في شؤون الأولاد، فهذا يسبب لهم التوتر والقلق وقلة الثقة بالنفس.

في الختام:

إنَّ الأولاد في المدارس أمانة في أعناق المدرسين؛ لذا عليهم تربيتهم بلطف ورعايتهم وكأنَّهم جزء من الأسرة والابتعاد التام عن العنف المدرسي؛ بسبب آثاره السلبية جداً في التحصيل الدراسي وشخصية الفرد.