الأهداف الذكية: تعريفها وأهميتها وكيفية تحقيقها
ولكن أساليب إعداد الأهداف مختلفة، وتشير النتائج التي تريدها في النهاية إلى جودة الأهداف التي تحددها لنفسك، وإذا كنت لا تستخدم أهدافاً ذكية (Smart Goals)، فقد تفشل في تحقيق أهدافك.
نفشل في بعض الأحيان في تحقيق أهدافنا، وهذا أمر طبيعي، ويفشل الجميع من وقت لآخر، وهذا جزء من رحلة بناء الحياة التي تستحقها، ولكن إذا كنت تفشل دائماً في تحقيق أهدافك أو تتخلى عنها، فقد حان الوقت لإيجاد طريقة جديدة لتحديد أهدافك.
عندما لا تحقق أهدافك، فمن المحتمل أنَّها ليست أهدافاً ذكية؛ أي ليست واضحة وقابلة للتحقيق ومدعومة بخطة لتحقيقها، وعلى نقيض الأهداف الغامضة أو المبالغ فيها أو غير المخطط لها، تهيئك الأهداف الذكية لتحقيق ما تريده في الحياة.
ما هي الأهداف الذكية (Smart Goals)؟
هي اختصار من خمسة حروف يمثل استراتيجية لتحقيق أي هدف، ويرمز كل حرف إلى مقياس معين: محددة (Specific) وقابلة للقياس (Measurable) وقابلة للتحقيق (Achievable) وواقعية (Realistic) ومؤطرة زمنياً (Time Frame)، والآن إليك شرح كل مقياس:
1. محددة:
عندما تقول إنَّك تريد كسب مزيد من المال، فهذا مقياس غامض جداً، لذا حدد مبلغاً من المال تريد كسبه، ولنقل إنَّك تريد كسب 150.000$ سنوياً، أو زيادة أرباح شركتك بنسبة 20%، لهذا اختر مبلغاً لتتبع التقدم الذي تحرزه، ويفيدك هذا بطريقتين: يمكنك تخيل النتيجة بسهولة، وتعرف أنَّك حققت هدفك دون لبس.
2. قابلة للقياس:
يتطلب إعداد أهداف ذكية تتبُّع التقدم الذي تحرزه، فإذا كان هدفك غير قابل للقياس، فلن تستطيع التوثق من أنَّك حققته، وفي مثالنا الهدف المحدد قابل للقياس؛ أي يمكنك التوثق من المبلغ مع مرور العام لمعرفة ما إذا كنت قد كسبت 150.000$ أم لا.
ينطبق هذا المفهوم على أهداف أخرى أيضاً، على سبيل المثال بدل أن تقول: "أريد تعلم كيفية لعب الجولف"، فاختر هدفاً قابلاً للقياس، مثل: "أريد تحسين أدائي في لعبة الجولف بنسبة 25%"؛ إذ يتيح لك هذا قياس تقدمك، ويتيح لك تحديد نتيجة قابلة للقياس بدقة تتبُّع هدفك وتصوُّره.
3. قابلة للتحقيق:
يعني تحديد هدف قابل للتحقيق اختيار هدف يمكن بلوغه، حتى لو كان ذلك يتطلب منك أن تضغط على نفسك، فإذا كنت تكسب حالياً 30.000$ وتريد كسب 5.000.000$ في العام المقبل، فمن المرجح أنَّك لن تحقق هدفك، فعندما تضع هدفاً صعب المنال يصيبك الإرهاق وتستسلم في النهاية؛ لذلك حدد أهدافاً ذكية لتكون على يقين من قدرتك في تحقيق تقدم ملموس وتجنُّب تعريض نفسك للفشل، ولا تقلق فأنت تستطيع زيادة صعوبة هدفك وتحقيق مزيد من التقدم تدريجياً.
4. واقعية:
تؤدي الأهداف الكبيرة إلى نتائج كبيرة؛ لذلك عليك أن تكون جريئاً، ومع ذلك لتحديد أهداف ذكية مثمرة عليك الحرص على تحديد أهداف واقعية، فالأهداف الواقعية؛ هي تلك التي تكون مستعداً وقادراً على تحقيقها من خلال تحسين عاداتك الحالية، كما يقول خبير الأعمال "جاي أبراهام" (Jay Abraham): "عليك أن تعرف ما تحاول القيام به، ولماذا تحاول القيام به، وما هي مجموعة المهارات التي تملكها"، ولن تكون أهدافك ذات معنى إذا لم تكن مبنية على واقعك الحالي، وسواء كنت تحدد أهدافاً مهنية أم أهدافاً شخصية، فإنَّ كلمات "أبراهام" تنطبق عليها.
فكر فيما عليك القيام به لتحقيق أهدافك المالية، وسواء كنت تريد زيادة المبيعات، أم الترقية إلى منصب إداري، أم تولي زمام المبادرة مع عميل كبير، تأكَّد من قدرتك على توفير الوقت والطاقة اللازمَين لتحقيقه، وعلى الرغم من أنَّ النكسات تعدَّ حافزاً للتغيير وإعادة تنشيطك، فإذا لم يكن هدفك واقعياً، فستجد صعوبة في العودة إلى المسار الصحيح.
5. مؤطرة زمنياً:
المقياس الأخير للأهداف الذكية هو تحديد إطار زمني واضح يمكنك من خلاله تحقيق هدفك، لذا خصِّص قدراً معقولاً من الوقت لتحقيق هدفك.
هل تعتقد أنَّك تستطيع الحصول على الراتب الذي تريده في ستة أشهر أو سنة أو سنتين؟
يعدُّ وجود إطار زمني واضح أمراً ضرورياً لقياس تقدمك في أثناء سعيك إلى تحقيق هدفك، وإذا لم تحقق هدفك ضمن الإطار الزمني الذي حددته، فقد حان الوقت لإعادة التقييم، فهل كان هدفك قابلاً للتحقيق وواقعياً؟ وهل خصَّصت له وقتاً قصيراً جداً؟ أم أنَّك لم تكرس نفسك لتحقيقه؟
عندما تستخدم الأهداف الذكية، فلا حرج في إعادة إعدادها ما دمت تعرف سبب فشلك في تحقيقها.
شاهد بالفديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك
ما هي أهمية الأهداف الذكية؟
تظهر البحوث أنَّه إضافة إلى 98% من رجال الأعمال الذين لا يحققون أهدافهم أبداً 20% من الشركات الصغيرة تفشل في عامها الأول، و30% في عامها الثاني، و60% في عامها الخامس، وتتوقف بعد عقد من الزمن 70% من الشركات عن العمل.
تفشل الشركات لعدة أسباب، وذلك من إهمال أهمية الابتكار المستمر إلى مقاومة عقلية النمو الضرورية للصمود في الأزمات، وخلاصة القول هي أنَّ هذه الشركات فشلت في تحقيق أهدافها، ويرجع ذلك على الأرجح إلى مشكلات في الأهداف نفسها؛ لأنَّ الشركات الفاشلة لم تضع أهدافاً ذكية لتحقيق النجاح، فما هي الأخطاء التي يرتكبها أرباب العمل؟ وكيف يمكننا التعلم منها؟ وهل فشلوا في فهم مبدأ العمل الرئيسي أم لم يكن لديهم العقلية الصحيحة؟
تحقق الشركات النجاح عند استخدام أهداف ذكية، ولقد حان الوقت لاستخدامها في عملك لتغيير عقليتك وتحقيق النجاح، ويشيع استخدام الأهداف الذكية في العمل بسبب فاعليتها، ولكن بوسعك استخدامها في حياتك الشخصية أيضاً لبناء علاقات ناجحة أو إتقان مهارة جديدة، وبصرف النظر عن الجانب الذي تريد تحسينه في حياتك، فإنَّ هذه الاستراتيجية المجرَّبة توفر عليك الوقت الذي قد تضيعه في معرفة ما تريده بالضبط أو كيفية الحصول عليه، وتساعدك الأهداف الذكية على بلوغ طموحاتك مهما كانت كبيرة، فالعيش لأجل هدف وعقد النية لتحقيقه هو كل ما تدور حوله الأهداف الذكية.
كيفية تحقيق الأهداف الذكية:
الآن بعد أن عرَّفنا الأهداف الذكية، إليك بعض النصائح التي تساعدك على تحقيقها:
1. ابدأ بخطوات صغيرة:
لا تبدأ بهدف كبير، مثل تحقيق ثروة أو العثور على شريك الحياة؛ بل اختر هدفاً صغيراً في البداية، مثل تعلُّم التنظيم أو الطبخ، وقسِّم هدفك إلى عناصر أصغر وقابلة للتنفيذ وحدد أي الإجراءات ستتخذها بعد ذلك؛ إذ يؤدي ذلك إلى تسهيل تصوُّر هدفك، وسيساعدك أيضاً على إنشاء خطة عمل كبيرة تؤدي إلى النجاح.
يساعدك إنشاء خطوات صغيرة على تركيز طاقتك، ويتيح لك هذا المستوى من الوضوح الفرصة لقياس التقدم الذي تحرزه على فترات متكررة، واتخاذ إجراءات جديدة وتحقيق النجاح.
2. اكتب أهدافك:
حسب دراسة أُجريت في جامعة "الدومينيكان" (Dominican University) في "كاليفورنيا" (California)، إنَّ احتمال نجاح الذين يكتبون أهدافهم أكبر بنسبة 42% ممن لا يكتبونها، فلا يهم ما إذا كنت تكتب أهدافك الذكية في مفكرة، أو في تطبيق أو أي مستند، فقط احرص على توثيقها، ومن ثم راجع القائمة المرجعية لتتوثق من أنَّ أهدافك تتبع مخطط الأهداف الذكية، وإذا لم تكن أهدافك محددة وقابلة للقياس ويمكن تحقيقها وواقعية ومؤطرة زمنياً، فأعد تقييمها وابدأ من جديد.
3. راجِع أهدافك بانتظام:
كم من الوقت ستستغرق لتحقيق أهدافك الذكية؟ وكيف تعرف إذا خرجت عن المسار الصحيح؟
تتيح لك المراجعة الدورية تقييم تقدمك وتصحيح مسارك عند الضرورة، وإذا لم تكن متجهاً نحو هدفك، فعليك أن تعرف بالضبط متى انحرفت عنه، لذا راجع أهدافك في وقت مبكر وعلى نحو متكرر لتلاحظ أي تغييرات في تقدمك؛ فهذا يمنحك فرصة لتحويل النكسات إلى نجاح.
4. لا تدع الخوف يعوق تقدمك:
إذا لم تحرز التقدم المطلوب، فانظر إلى ما يعوقك، فهل أنت متردد لأنَّ هدفك أو نهجك غير مناسب؟ أم أنَّك متحفظ بسبب خوف دفين من الفشل؟
يعدُّ العثور على مصدر ترددك أمراً هاماً جداً؛ لأنَّ التغلب على مخاوفنا ضروري لإتقان الأهداف والتطور على الصعيدين الشخصي والمهني، وبمجرد أن تعرف مصدر خوفك، افعل ما يلزم للقضاء عليه بينما تسعى إلى تحقيق أهدافك.
5. مارِس تمرينات العقل والجسد:
تحررك لهفتك - لحسن الحظ - في تحقيق هدفك من خوفك من الفشل حتى لو كان الهدف يبدو مخيفاً، لذا بدلاً من أن تدع مخاوفك تسيطر عليك، مارس تمرينات العقل والجسد؛ وذلك للسيطرة على عواطفك وتحقيق أفضل حالة يمكنك الوصول إليها، وبهذه الطريقة يعد تحديد الأهداف الذكية دربك نحو اكتشاف الذات الذي بدوره يساعدك على تحقيق نتائج لم تظن أنَّها ممكنة من قبل.
6. احتفِ بمكاسبِك:
يحصل دماغك عندما تحتفي بمكاسبك حتى الصغيرة منها على دفعة من الدوبامين الذي يعيد تنشيطك ويعيد تركيزك، فإذا كنت تنجز أهدافاً ذكية مهنية، فاحتفِ بالمكاسب الصغيرة مع فريقك، فيساعدك هذا على مواصلة المضي قدماً، وسيلهم فريقك أيضاً لفعل الشيء نفسه، وأما إذا كانت المكاسب شخصية، فاحتف بها مع أصدقائك أو عائلتك، وبعد ذلك ارجع إلى عملك حتى تتمكن من الاحتفاء بالنجاح التالي.
أخطاء الأهداف الذكية الشائعة:
إذا كنت لا تعرف مقاييس الأهداف الذكية، فقد ترتكب مثل هذه الأخطاء:
1. تحديد أهداف غامضة:
هذا أشيع خطأ عند تحديد أهداف ذكية، فكيف تعرف أنَّ هدفك غامض جداً؟
ابحث عن عبارات مثل "التحسن في كذا" و"المساعدة في شيء ما"، ومع أنَّ التحسين؛ هو الهدف النهائي، فعليك أن تكون أكثر تحديداً بشأن ما تريد تحسينه أو المساعدة فيه، لذا استخدم دائماً معايير قابلة للقياس أو "مؤشرات الأداء الرئيسة" كما يطلق عليها في عالم الأعمال.
2. تحديد أهداف غير ملهمة:
تأتي أهمية الأهداف الذكية من كونها تساعدك على تحقيق أحلامك؛ بل إنَّها تتناول شيئاً يهمك وتجعله ملموساً، فإذا كنت تحدد أهدافاً لا تلهمك، فلن تتمكن من تحقيقها أبداً، وذلك حتى لو كانت تتبع صيغة الأهداف الذكية، وكما يقول "توني روبنز": "الناس ليسوا كسالى، وإنَّما أهدافهم غير مؤثرة، أي لا تلهمهم"، وإذا كان هذا هو حالك، فقد حان الوقت لإعادة النظر في خطتك وإعادة ضبط أهدافك، وعندما تحاول تحقيق شيء تريده حقاً، فسوف تعمل بجد أكبر.
3. تحديد أهداف غير قابلة للتحقيق:
النمو يسبب الإدمان؛ بل إنَّه يلهمنا للطموح على نحو أكبر، ولا ضير في ذلك، لذا فقط تذكر أن تقسِّم تلك الأحلام الكبيرة إلى أجزاء قابلة للتحقيق حتى لا تصاب بالإرهاق وتستسلم، وفي الوقت نفسه قد تحدد أهدافاً سهلة المنال أيضاً، وتساعدك الأهداف الذكية على إيجاد التوازن بين السهل والمستحيل حتى تتمكن من النمو دون أن تصاب بالإحباط.
أمثلة عن الأهداف الذكية:
استخدم الأمثلة الآتية عن الأهداف الذكية لتعرف كيفية تحديد الأهداف لحياتك المهنية ومهاراتك الشخصية وصحتك:
أولاً: الأهداف المهنية
الحصول على خمسة عملاء جدد يدفعون لك ما لا يقل عن 2000$ شهرياً في الأشهر الستة المقبلة، ولكسب هذا المبلغ قابل 20 عميلاً محتملاً في الشهر وأرسل 15 عرضاً جديداً شهرياً.
1. محدد:
اذكر بوضوح عدد العملاء الذين يجب كسبهم والمبلغ الذي عليهم دفعه.
2. قابل للقياس:
ينصُّ الهدف على الجهد اللازم بذله لكسب العملاء المحتملين، ألا وهو لقاء 20 عميلاً محتملاً في الشهر.
3. قابل للتحقيق:
لنفترض أنَّ الشركة كانت تكسب عميلين إلى ثلاثة عملاء شهرياً، فهذا يجعل الهدف في متناول اليد.
4. واقعي:
لجميع الأسباب المذكورة آنفاً، فهذا الهدف معقول جداً.
5. مؤطر زمنياً:
ينصُّ الهدف على ما يجب القيام به كل شهر والمدة اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
ثانياً: بناء المهارات
إتقان عزف أغنية "هافانا" (Havana) على البيانو في شهر واحد بالتدرب عليها مدة ساعة لثلاثة أيام في الأسبوع.
1. محدد:
يحدد هذا الهدف الأغنية التي يجب تعلمها إضافة إلى وقت التدريب اللازم لإتقانها.
2. قابل للقياس:
يمكنك قياس معاييرك (وقت التدريب) وكذلك ما إذا كنت قد حققت الهدف العام أم لا.
3. قابل للتحقيق:
يستطيع عازف البيانو المبتدئ تحقيق هذا الهدف، ففي أثناء تعلمك وتحسين مهاراتك في العزف، حدد أهدافاً أصعب.
4. واقعي:
هذا الهدف واقعي ما دمت تخصص وقتاً للتدرب على العزف.
5. مؤطر زمنياً:
اختبر نفسك بعد شهر لترى ما إذا كنت أتقنتَ عزف الأغنية أم لا.
شاهد بالفديو: استراتيجيات لوضع ورقة عمل خاصة بالأهداف الذكية
ثالثاً: الصحة
فقدان كيلو غرام واحد من الوزن أسبوعياً على مدار ثمانية أسابيع؛ إذ يمكنك القيام بذلك بطريقة المشي مدة 30 دقيقة يومياً، ولخمسة أيام في الأسبوع، والاكتفاء بـ 1200 سعرة حرارية في اليوم.
1. محدد:
يوجد أهداف أسبوعية ويومية هنا؛ وهذا يجعل الهدف محدداً.
2. قابل للقياس:
توجد ثلاثة جوانب قابلة للقياس لهذا الهدف: الدقائق والأيام والسعرات الحرارية.
3. قابل للتحقيق:
بدلاً من تحديد الوزن الإجمالي الذي تريد خسارته، فإنَّ تحديد مراحل لإبقاء هدفك قابلاً للتحقيق يجعل منه هدفاً ذكياً.
4. واقعي:
من الهام التفكير على الأمد الطويل عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، وكيلوغرام واحد في الأسبوع هو هدف واقعي لن يرهقك.
5. مؤطر زمنياً:
زن نفسك كل أسبوع لتعرف ما إذا كنت قد حققت هدفك.
الأسئلة الشائعة عن تحديد الأهداف الذكية:
1. لماذا نَستخدم أهدافاً ذكية؟
بناء حياة غير عادية لا يحدث على الفور، وقد يستغرق تحقيق أحلامنا عاماً، أو حتى مدى الحياة؛ إذ تحدد الأهداف الذكية معايير قابلة للقياس حتى تتمكن من رؤية التقدم الذي تحرزه، بل إنَّها تمنحك معايير يمكن تحقيقها؛ وهذا يسمح لك بالاحتفاء بنجاحاتك في أثناء تحقيق هدفك والحفاظ على إلهامك للمضي قدماً.
2. كيف أحدد الأهداف الهامة حقاً؟
طبِّق تقنية الأهداف الذكية؛ إذ يبدأ تحديد الأهداف الذكية باختيار الأهداف الصحيحة، ويقول "جاي أبراهام" إنَّ كسب مزيد من المال ليس هدفاً، بل هو أمنية أو حلم، وكما تعلَّمنا، فإنَّ وضع أهداف محددة هو أمر أساسي، لذا لا تقل فقط: "أريد كسب مزيد من المال"، بل اعرف سبب رغبتك في كسب مزيد من المال، والمبلغ الذي تريد كسبه، وكيف ستكسبه.
لتعيين أهداف ذكية من شأنها أن تغير حياتك عند تحقيقها، عليك التركيز على العقبات الحالية في حياتك، فهل علاقتك المتعثرة مع شريك الحياة تسبب لك الضيق؟ أو هل نمط حياتك غير الصحي يستنزف طاقتك ويحرمك الاستمتاع بالحياة؟
بمجرد أن تعرف هذه العقبات، يمكنك استخدام الأهداف الذكية لمعالجة هذه الجوانب من حياتك.
3. ماذا يحدث إذا خرجتَ عن المسار الصحيح؟
يعني تحديد الأهداف الذكية التقدم وليس الكمال، لذا سوف تفشل في المتابعة، وقد تحيد عن المسار، وربما تفشل فشلاً ذريعاً، وهنا عليك العودة إلى بداية عملية تحديد الأهداف الذكية وإجراء تعديلات لتحسينها.
كما يقول "توني روبنز": "تذكر أنَّك تدير دائماً أمرين: الواقع الحالي، والواقع الذي تريد الوصول إليه"، وقد يكون تحقيق التوازن بين هذين الواقعين صعباً، ولكن عندما تطبق مقاييس الأهداف الذكية، ستتمكن من العودة إلى المسار الصحيح.
4. لماذا لا أحقق أهدافي الذكية؟
إذا لم تحقق أهدافك الشخصية أو المهنية، فمن المحتمل أنَّك فعلتَ أحد الأمرين: إما أنَّك اخترت أهدافاً خاطئة أو فشلت في القيام بكل خطوة من خطوات عملية تحديد الأهداف الذكية، وثمة احتمال ثالث وهو أنَّه كان مقدراً لك ألا تحقق هدفك؛ لأنَّ شيئاً أفضل كان ينتظرك، لذا عندما ترى أنَّ الحياة تقف إلى جانبك لا ضدك، فإنَّ معنى الفشل يتحول إلى فرصة، وبمجرد تحديد سبب عدم تحقيق أهدافك، فأعد التقييم، ومن ثم أعد التنظيم وابدأ من جديد.
5. ما هو متوسط الإطار الزمني للأهداف الذكية؟
بينما يمكن تتبع الأهداف الذكية ضمن أي إطار زمني، فإنَّ سنة واحدة هي الإطار الزمني الأشيع عندما يتعلق الأمر بتحقيق النجاح، ويمنحك هذا متسعاً من الوقت لوضع خطة للتحسين الذاتي وإجراء التعديلات إذا لم ينجح أحد أجزاء الخطة، لذا إذا كنت غير صبور، فعليك التحلي بالصبر لتتمكن من تحقيق أهدافك، وسواء كنت تحدد أهدافاً ذكية مهنية أم شخصية، فإنَّ التقدم المطرد بمرور الوقت هو النتيجة المثلى، وكما يقول "أبراهام": "اجعل عملك يعمل بجد أكبر من أجلك، وإلا ستعمل بجد أكبر من أجله"، لذا تذكر أنَّ الأهداف الذكية تركز على تحقيق نتائج ملموسة، ويتبين لك هذا عندما يصبح عملك أكثر كفاءة ويتطلب منك جهداً أقل.
6. هل من الأفضل تحديد الأهداف الذكية وحدك؟
أحد عناصر تحقيق أي هدف هو إحاطة نفسك بأشخاص داعمين ومتشابهين في التفكير، لذا اطلب من أصدقائك وأفراد عائلتك وزملائك مساعدتك على تحقيق أهدافك الذكية، وإذا كنت تريد حقاً تسريع نموك، فاستعن بمساعد أو مدرب مهني يمكنهما مساعدتك على مهمتك.
الأهداف الذكية هي مجرد البداية، لذا يمكنك تغيير حياتك خطوة خطوة، ويبدأ الأمر بالقلم والورقة والتأمل وتحديد الأهداف الذكية، ولكن اعلم أنَّك لست وحدك أبداً، فهناك دائماً نظام دعم متاح لك، وما عليك سوى العثور عليه.
