لماذا يترك الموظفون عملهم رغم عدم تأمين عمل

لماذا يترك الموظفون عملهم رغم عدم تأمين عمل
(اخر تعديل 2024-04-23 06:07:15 )
بواسطة

حتى في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي والتغيير، وتشير البيانات إلى أنَّ الاستقالة قد تكون مُعدية، وهذا يجعل من الصعب على المؤسَّسات وقف فقدان الموظفين.

مع ذلك، تقوم معظم المؤسسات بوقف التوظيف، وتفقد بعض المؤسسات موظفين دون وعد بالتعويض أو زيادة في عدد الموظفين، وهذا يعني أنَّه من الواجب على المؤسَّسات إشراك موظفيها أكثر من أي وقت مضى.

إذاً؛ لماذا يترك الموظفون عملهم رغم عدم تأمين عمل بديل؟ بصفتكم أرباب عمل، ماذا يمكنكم أن تفعلوا للحفاظ على مواهبكم البارزة وتطويرها؟ في ظل عدم الاستقرار الاقتصادي والتغير المستمر، لماذا ما يزال الموظفون يتركون وظائفهم؟ سنعرف ذلك في المقال الآتي، فتابعوا القراءة.

لماذا يترك الموظفون عملهم رغم عدم تأمين عمل بديل؟

إليك أهم الأسباب التي تجعل الموظفين يقررون الاستقالة من عملهم:

1. الحاجة إلى تحدٍّ أكبر:

بعد العمل في نفس الوظيفة لفترة من الوقت، تبدأ في التعرف إلى جميع مهامك ومسؤولياتك بشكل جيد، فعندما يكون أمامك القليل لتعلمه في دورك، قد تبدأ في الشعور بأنَّك جاهز لتحدٍّ أكبر، وهذا جزء طبيعي من نمو مسارك المهني، خاصة عندما تشعر بالرغبة في تعلم مهارات جديدة.

2. البحث عن راتب أعلى:

عندما تشعر بأنَّك تحصل على أجر أقل مما تستحق على العمل الذي تقوم به، قد يكون الوقت قد حان للانتقال إلى وظيفة جديدة، وبالمثل، قد تكون جاهزاً لتحمل مزيد من المسؤوليات ومع ذلك يأتي راتب أعلى، عندما تتغير حياتك الشخصية أو يزداد عدد أفراد عائلتك، قد تحتاج إلى كسب مزيدٍ من المال لتحمل نفقاتك المعيشية.

3. الشعور بالإحباط:

ما بدأ بوصفه فرصة مثيرة قد يتسبب في شعورك بالإحباط مع مرور الوقت، والعثور على وظيفة جديدة هو وسيلة رائعة للشعور بالشغف تجاه عملك مرة أخرى، فقد لا يكون لدى شركتك الحالية فرص لك للقيام بعمل ذي مغزى، ولهذا يجب أن تتناسب قيم ورسالة الشركة التالية مع قيمك الخاصة.

4. الرغبة في الشعور بالتقدير:

قد يجعلك الشعور بالاستبدال في وظيفتك تبحث عن مكان يتم تقدير جهودك فيه أكثر، فيشعر الإنسان بالراحة عند معرفته أنَّ عمله هام ويؤثر في نجاح الشركة، وفي بعض الأحيان تجعل الوظائف ذلك صعباً، فتكون لديك مسؤوليات أقل، وفي هذا السيناريو، قد تكون جاهزاً للانتقال إلى وظيفة على مستوى أعلى.

شاهد بالفديو: 7 علامات تدل على ضرورة ترك عملك والبحث عن عمل جديد

5. البحث عن علاقة إدارية أفضل:

مع تقدمك في مسارك المهني، قد تكتشف أنَّك تتفاعل مع بعض الأشخاص بشكل أفضل من غيرهم، وهذا جزء طبيعي تماماً من العمل في أي شركة، على الرغم من أنَّ العثور على وظيفة جديدة قد يتيح لك بناء علاقات أكثر صحة، فإذا شعرت أنَّك تحتاج إلى مدير أو مشرف أكثر دعماً، فقد حان الوقت للبحث عن شركة تقدِّر علاقات الموظفين مع المديرين أكثر.

6. البحث عن نمو وتقدم مهني:

إذا كانت شركتك الحالية محدودة في عدد الترقيات أو فرص التعلم التي يمكنها تقديمها، فقد ترغب في العثور على صاحب عمل يمتلك هذه الموارد، ووجود مجال للنمو في مسارك المهني هو جزء هام من الشعور بالرضى، فتقدم الشركات ذات الجودة العالية التعليم المستمر، مثل ورش العمل والندوات والمحاضرات أو حتى تعويض الرسوم الدراسية.

7. الحاجة إلى مزيد من التقييم والهيكلية:

بعض الأشخاص يزدهرون في بيئة عمل أكثر سلاسة بينما يحتاج بعضهم الآخر إلى مزيد من الهيكلية، والشعور بعدم اليقين بشأن "كيف يرى مديرك تقدمك وجهدك" هو سبب شائع للبحث عن وظيفة جديدة، والحصول على تقييمات منتظمة من جانب صاحب العمل هو جزء أساسي من تحسين أدائك؛ لذا ابحث عن وظيفة يُجرى فيها تقييم الأداء بانتظام.

8. الرغبة في بيئة عمل مختلفة:

كل شركة لديها نوع مختلف من بيئة العمل، وتكون هذه الهيكلية الفعلية لمكان العمل، مثل المكاتب المغلقة، أو التصميم المفتوح، أو الأقسام، ويمكن أيضاً أن تشير إلى ثقافة الشركة، سواء كانت أكثر رسمية، اجتماعية أم احترافية، وقد ترغب في وظيفة تقدم لك بيئة عمل تشعر فيها بالراحة القصوى.

9. الرغبة في العيش في مكان آخر:

توجد عدة أسباب قد تجعلك ترغب في الانتقال، مثل تكاليف المعيشة أو النشاطات، وقد تفضِّل العيش في مكان أقرب إلى العائلة، وبالمثل، قد يبحث كثير من الناس الذين يعملون في المدينة عن وظيفة في الضواحي عندما يكونون جاهزين لتكوين أسرة، فإذا كانت وظيفتك لا تسمح بالعمل عن بُعد وترغب في الانتقال، قد تحتاج إلى البحث عن وظيفة جديدة.

10. الشعور بالتناقض مع سياسات مكان العمل:

يستمتع كثير من الموظفين بمكان عمل يقدم جدولاً زمنياً مرناً وفرص العمل عن بُعد، فإذا شعرت أنَّ سياسات العمل تجعل الأمور صعبة في هذا الصدد، فاعلم أنَّ كثيراً من الشركات الأخرى تقدِّم مثل هذه المزايا، وبالمثل، قد تجد أنَّ سياسات الإجازة المدفوعة والإجازة المَرَضية في شركتك لا تتناسب مع احتياجاتك الشخصية، وهذه أسباب شائعة لاستقالة كثير من الأشخاص من وظائفهم.

11. الإيمان بوجوب الاستقالة:

عندما تبدأ في وظيفة جديدة، يرسم لك صاحب العمل جميع فوائدك وامتيازاتك وسير مسؤولياتك، ومع تطور الشركة، قد تدرك أنَّ وظيفتك تبدو مختلفة تماماً عندما بدأت في البداية، وقد يعني ذلك أنَّ بعض المزايا الخاصة بك قد تم تقليلها أو أنَّك تقوم بعمل لم تتقدم للقيام به.

12. الرغبة في رؤية أوضح للشركة:

جزء أساسي من العثور على وظيفة ذات مغزى هو العمل لصالح شركة تمتلك رؤية واضحة، فإذا كانت أهداف صاحب العمل وبيان مهمته غير واضحَين، قد تشعر بالاهتمام بالبحث عن شركة تتمتع بقيم أوضح، وبهذه الطريقة، يمكنك فهم كيف تساعد مساهماتك الشركة على تحقيق أهدافها الكبيرة.

13. الحاجة إلى تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية:

إدماج الوقت للأصدقاء والعائلة والهوايات هو جزء هام من الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية، فقد تجد أنَّ مديرك يتصل بك دائماً خارج ساعات العمل أو أنَّك تعمل بشكل دائم في وقت إضافي، وفي وقت ما، يؤثر هذا في وقتك الشخصي ويجعلك تشعر بالإرهاق؛ لذا يساعدك البحث عن وظيفة جديدة تقدِّر وقت الموظفين الشخصي على تحقيق هذا التوازن مرة أخرى.

14. البحث عن شركة ذات استقرار مالي أكبر:

تكون أشياء مثل تقليص الميزانية والموارد المحدودة تحديات للعمل معها، ومع تعرُّض شركتك لصعوبات مالية، قد تشعر أنَّك أقل تأميناً في دورك، وإنَّ العثور على وظيفة تقدم أجوراً عادلة، وفرصاً للنمو، وفرصاً للتعلم، وزيادات منتظمة في الأجور يساعدك على الشعور بالثقة أكثر في ظل الاستقرار المالي للشركة.

15. الرغبة في مزيد من الاستقلالية:

يستخدم بعض المديرين إدارة الأمور بشكل دقيق بوصفها وسيلة لتتبع كل ما تقوم به، ويجعلك ذلك تشعر أنَّك تحتاج إلى مزيد من الاستقلالية والتحكم في دورك، فيثق صاحب العمل ذو الجودة في موظفيه ويمنحهم فرصة لتحديد الأمور وحدهم.

16. البحث عن مزيد من التقدير:

التعليقات الإيجابية والإشادة هي الوسيلة التي يمكن للمديرين من خلالها جعل موظفيهم يشعرون بالتقدير، والعمل لدى شركة نادراً ما تمنحك التقدير يجعل من الصعب الشعور بالدافع والحافز كل يوم، والاستقالة من وظيفتك والبحث عن وظيفة تقدم الاعتراف للموظفين الذين يعملون بجد يُشعِرك أنَّك أكثر قيمة.

شاهد بالفديو: 5 نصائح قبل تقديم الاستقالة

متى تصبح استقالة الموظفين مشكلة؟

لا توجد نقطة محددة تبدأ عندها استقالة الموظفين في التأثير السلبي في أداء المؤسسة، فيعتمد ذلك على ظروف سوق العمل التي تتنافس فيها المؤسسة، فقد يكون من السهل نسبياً العثور على موظفين جدد وتدريبهم بسرعة وبتكلفة معقولة، ويمكن الحفاظ على خدمة عالية الجودة على الرغم من ارتفاع معدلات الاستقالة.

مع ذلك، خاصةً في حالة ندرة المهارات، أو حين تكون عمليات التوظيف مكلفة، أو حين يواجه أصحاب العمل صعوبة في شغل الشواغر صعبة الاستيعاب، تكون الاستقالة مشكلة، والموظفون الذين يحملون مهارات أكثر طلباً أو تخصصاً، أو قد صنعوا علاقات قوية مع العملاء، سيكونون أكثر قيمة لأصحاب العمل، ومن ثم سيكونون أكثر ضرراً للشركة إذا ما انتقلوا إلى منافس مباشر أو تركوا العمل ببساطة.

ينبغي على أصحاب العمل مراقبة استقالة الموظفين وفهم كيف تؤثر في أدائهم التنظيمي وقدرتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية، فتسلِّط استقالة الموظفين الضوء على قضايا في القوى العاملة مثل عدم الرضى عن فرص التقدم المهني؛ لذا يجب على أصحاب العمل معالجة أي قضايا والتأكد من تجربة موظفيهم فيها، وهذا ينعكس على جودة الوظيفة العامة، فيتأسس الاحتفاظ بالموظفين على الفهم الفعال لمفهوم لتوظيف، والتوجيه، والعقد النفسي، والقيمة المقدمة للموظف.

في الختام:

يظهر ترك الموظفين وظائفهم برغم عدم وجود تأمين لوظيفة بديلة بوصفه تحدياً معقداً يواجهه أصحاب العمل، ويرتبط ذلك بتطلعات الموظفين نحو فرص تطوير مهني، والتقدير والرؤية الواضحة للشركة.

في ظل التغيرات الاقتصادية والثقافية، تظهَر استقالة الموظفين على أنَّها ليست فقط مسألة مادية، بل تحديات أعمق تتعلق بتوازن الحياة وتحقيق الرضى المهني، ويدفع هذا الاتجاه الشركات لتحسين أوضاع العمل وتقديم فرص مستدامة لتحفيز استمرارية الموظفين والحفاظ على المهارات القيمة في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة.