13 صفة قيادية أساسية لتحقيق النجاح

13 صفة قيادية أساسية لتحقيق النجاح
(اخر تعديل 2024-04-21 05:35:14 )
بواسطة

وقد يُظهر بعضهم صفات قيادية نمطية مثل الخطابة والتنظيم، ولكنَّ القادة العظماء يمكن أن يكونوا أيضاً انطوائيين ومبدعين وطموحين.

لا تظن أنَّ الصفات القيادية فطرية؛ إذ تمنعك مثل هذه المعتقدات من استثمار كامل إمكاناتك وما هي إلا وهم في رأسك، وعندما تبحث عن صفات القائد الناجح، ستجد سمات مشتركة حتى في أساليب القيادة المختلفة اختلافاً كبيراً، وسواء كنت مسؤولاً عن قيادة شركة كبيرة، أم تعمل على تحقيق أهدافك الشخصية عليك أن تحدد أولاً أي نوع من القادة أنت، وهذا هو الأساس لتطوير الصفات القيادية الجيدة، وصفاتك ضرورية لنجاحك؛ إذ تساعدك الصفات القيادية على تذليل العقبات والمجازفة وإيجاد طرائق للعيش بسعادة والنجاح في الظروف الصعبة.

ما هي الخصائص القيادية؟

الخصائص القيادية هي الصفات والقيم والمعتقدات التي يمتلكها كل قائد عظيم، فهذه الصفات يمكن أن يكتسبها أي شخص، وذلك بدءاً من المديرين التنفيذيين إلى قادة فرق المبيعات، فهي لا تعتمد على المسمى الوظيفي أو الراتب أو المنصب أو الشخصية؛ يرتبط أسلوب قيادتك بمجموعة المهارات التي تمتلكها، ولكن لدى جميع القادة العظماء صفات محددة مشتركة.

إنَّ فهم ذلك ومن ثم العمل على تنمية مهاراتك القيادية هو أفضل طريقة لتحقيق نجاح باهر، ويتضمن تعريف القاموس للقيادة أن تكون في موقع حاكم أو لديك نفوذ على الأفراد أو المنظمة، ومع ذلك فإنَّ القيادة الحقيقية تتعمق أكثر في التفاصيل الدقيقة لتحمُّل المسؤولية، وعندما تدير مشروعاً تجارياً، فأنت تقود الأفراد.

إنَّ قيادة الآخرين وإلهامهم بشغف يتطلب أيضاً مهارات ممتازة في التعامل مع الناس، ولكي تكون قائداً مؤثراً، عليك أيضاً أن تتفاعل باستمرار مع موظفيك وزملائك وعملائك لتحقيق الأهداف، فلا يفرض القادة العظماء التعاون؛ بل يدعون إليه، وكما قال رائد الأعمال الراحل "ستيف جوبز" (Steve Jobs): "القيادة هي إلهام الناس لإنجاز ما يعتقدون أنَّهم لا يستطيعون إنجازه، والإدارة هي إقناعهم بإنجاز ما لا يرغبون في إنجازه".

13 صفة قيادية أساسية:

القيادة ليست حقاً مكتسباً؛ بل مهارة يمكن تنميتها مع مرور الوقت، وعندما تكون قادراً على تنمية صفات قيادية قوية، فأنت في وضع يسمح لك بإلهام فريقك بأكمله، لذا إليك 13 صفة قيادية أساسية لتحقيق النجاح:

1. الثقة:

يثق القادة العظماء بأنفسهم وغالباً ما يفكرون ويتصرفون بطريقة غير مألوفة للارتقاء بشركاتهم، وهم يعرفون أنَّ الصفات القيادية مثل الصراحة والمرونة العاطفية وسعة الحيلة أهم من القدرة على إجراء عملية بيع أو إثارة إعجاب مجموعة من المستثمرين.

تمثل الإشارات غير اللفظية أكثر من 50% من التواصل بين الناس، لذا تعلَّم كيف تضبط أسلوب الحوار في شركتك بإظهار ثقتك بنفسك؛ إذ يكسب القادة الواثقون محبة الآخرين ويلهمونهم؛ لأنَّ الجميع يريد إظهار ثقته بنفسه أيضاً، لذا تمرَّن على التواصل غير اللفظي بالوقوف شامخاً، والنظر مباشرة إلى الشخص الذي تتحدث إليه، والتحكم في حركاتك التي تدل على شعورك بالملل، فعندما تبدو واثقاً حتى لو لم تكن واثقاً، سيرى الآخرون صفاتك القيادية ويصدِّقون أنَّك شخص واثق من نفسه.

2. التركيز:

الأشخاص الذين يتمتعون بصفات قيادية قوية منظمون تنظيماً مذهلاً، ويركزون على الهدف، ويخططون للمستقبل، ولديهم ما يكفي من المرونة للتعامل مع التحديات غير المتوقعة، ويفكر القائد الناجح مثل محترف الشطرنج في كل استراتيجية ويفهم تأثير كل إجراء في أي موقف معين.

لا يسمح القادة العظماء للمشتتات بالتأثير في تركيزهم، وكما يقول المتحدث التحفيزي "توني روبنز" (Tony Robbins): "حيثما يتجه التركيز، تتدفق الطاقة"؛ لذا قلِّل من عوامل التشتيت بطريقة توفير بيئة تساعد على التركيز، على سبيل المثال حدد ساعات عمل محددة للتواصل مع الآخرين، ولكن أعلِمهم بالتوقيت الذي تريد فيه التركيز حتى تتمكن من العمل دون انقطاع.

3. الرؤية:

فكر في بعض أعظم قادة العالم: "مارتن لوثر كينغ الابن" (Martin Luther King, Jr)، أو "نيلسون مانديلا" (Nelson Mandela)، أو "الأم تريزا" (Mother Teresa)، فكان لكل منهم صفات قيادية مختلفة، ولكن كان لديهم جميعاً شيء واحد ومشترك، وهو رؤية قوية لحياتهم والعالم وإيمانهم القوي بأنفسهم وأحلامهم.

تأتي هذه الرؤية الفريدة من وجود هدف واضح وقوي يُلهم الآخرين للانضمام إليك، ويضفي لحياتك معنى ويجعلك تشعر بالرضى، ويساعدك هذا الهدف الهام على تحقيق أهدافك وتعزيز روح القيادة بين موظفيك.

4. المرونة:

لم يولد معظم القادة بصفات قيادية فطرية، ولاكتسابها يجب أن تكون على استعداد لتقبُّل عقلية النمو، وتطوير مهاراتك، وتحسين نقاط ضعفك، وتحدي نفسك يومياً، لذا كن مستعداً لبذل قصارى جهدك، والفشل ثم النهوض والفشل مرة أخرى.

تشمل صفات القائد الناجح المرونة والقوة الداخلية، وهذا يأتي من إدراك أنَّ الحياة تقف إلى جانبك لا ضدك، لذا اعلم أنَّ كل ما تمر به يمكن أن يعلمك شيئاً ما، وابحث عن الدروس في جميع أحداث الحياة واعتبر منها، ومن ثم ألهم الآخرين ليفعلوا الشيء نفسه.

5. الصدق:

يعتقد كثير من الناس أنَّ رجال الأعمال والقادة السياسيين الناجحين غير صادقين بطبيعتهم؛ ولكنَّ الأشخاص الذين يتمتعون بصفات قيادية قوية يعاملون الآخرين بأمانة، وهذه هي الطريقة الوحيدة لبناء علاقات قوية وقيادة عملك بنزاهة، وسواء كنت تقود شركة أم عائلة، فإنَّ صدقك وأخلاقك يحددان الأسس التي يجب أن يسير عليها كل من تتعامل معه.

احرص على أن يعرف كل عضو في فريقك أو أسرتك ثقافتك وتوقعاتك منهم، وأظهر لهم مدى تقديرك للصدق عبر تجسيده في تعاملك معهم، ولا تحاول تجميل المعلومات؛ لذلك اتبع نهجاً مباشراً وحنوناً لتقديم تعليقات وتغذية راجعة صادقة.

6. الإيجابية:

إحدى أفضل الصفات القيادية هي نقل التفاؤل إلى الآخرين، ويعرف القادة الملهمون كيف يحولون النكسات إلى نجاحات ويحرصون على إظهار التفاؤل في حياتهم اليومية.

استبدل أنماط التفكير السلبية بأخرى إيجابية تدفعك إلى الأمام، وعلى سبيل المثال، رؤية الفرص في التحديات بدلاً من رؤية العقبات فيها هي صفة قيادية حيوية، لذا يمكن أن يصبح التفكير الإيجابي عادة معرفية قوية تسمح لك بطمأنة من حولك والارتقاء بهم.

شاهد بالفديو: 10 طرق لبناء علاقات عمل إيجابية وفعالة

7. الحسم:

يجب على كل قائد اتخاذ قرارات صعبة، والنجاح في ذلك يعدُّ من أفضل الصفات القيادية، ويساعدك الحسم على مواجهة الأزمات بكفاءة بدلاً من المعاناة من الضغط، فلا يعني اتخاذ القرارات الصعبة بأنَّك ستكون محبوباً دائماً، ولكن حسن تقديرك للأمور سيكسبك احترام الأصدقاء والعائلة والزملاء.

إذا كان عليك تصحيح قرار خاطئ، فإنَّ الحسم أفضل من المماطلة أو السماح للآخرين باتخاذ القرار نيابةً عنك، ويتخذ القائد الناجح القرار المناسب لا السهل.

8. القدرة على الإلهام:

لدى كل منا مهارات طبيعية، وقد يؤدي اكتشافها إلى إلهام الآخرين للعثور على نقاط قوتهم، وأحد أسرار النجاح هو صقل رؤيتك القيادية وتوصيلها للآخرين؛ إذ يدفع الإلهام الإنسان إلى اجتياز الظروف الصعبة وتحقيق أهدافه، ويعرِّف معظم الناس أنفسهم بهويتهم وعملهم التجاري بعلامتهم التجارية، لذا أعد التركيز على هويتك وطورها لإلهام أعضاء فريقك.

9. التواصل الفعَّال:

معرفة أسلوب فريقك في التواصل هو صفة قيادية يمكن أن تعزز عملك؛ إذ يعرف القادة العظماء كيفية إثارة حماسة فرقهم بطريقة التعبير بوضوح عن أهدافهم ورؤيتهم، لذا لا تستخف بقوة الكلمات؛ إذ يعرف القادة الناجحون تأثير الكلمات في النفوس وإسهامها في تحقيق الإنجازات مثل العديد من الصفات القيادية الحيوية، وغالباً يعني التواصل البناء الإصغاء إلى الآخرين، لذا أظهر اهتمامك بإسهامات موظفيك عبر الإصغاء إليهم وطرح أسئلة مدروسة عليهم.

10. المساءلة:

حتى القادة يرتكبون الأخطاء، ولكن يؤدي إلقاء اللوم على الآخرين أو تبرير أفعالك أو تجاهل أخطائك إلى تراجع ثقة أعضاء فريقك بك وإحجامهم عن تحمل مسؤولية أخطائهم.

يتحمل القادة العظماء أكثر من نصيبهم من اللوم وأقل من نصيبهم من الفضل؛ وهذا يوفر ثقافة تنظيمية تقوم على الثقة والتواضع، لذا بوسعك إخضاع أعضاء فريقك للمساءلة عندما ترتضيها لنفسك أولاً، فهذا يدفعهم إلى السعي إلى تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية.

يتمتع القادة المؤثرون في إحساس واضح بالهدف، ويقودون فرقهم نحو الاتجاه الصحيح، ويستخدمون الصفات القيادية القوية لتوفير إحساس دائم بالانتماء إلى المجموعة؛ إذ تتمثل قدرتك على التغيير في تحقيق شيء أفضل للمجموعة وتشجيع من حولك على تبني صفاتهم القيادية.

11. التعاطف:

يتيح لك التعاطف عندما تريد التواصل مع شخص ما معرفة ما إذا كنت قد وصَّلت رسالتك أم لا، كما أنَّ رؤية وجهة نظر شخص آخر تسمح لك بالتنبؤ بكيفية تأثير كلماتك في الآخرين، ودون التعاطف أنت تخاطر بتنفير العملاء أو الموظفين أو الزملاء أو المنافسين، وإضافة إلى ذلك تعدُّ تنمية التعاطف شرطاً أساسياً لاكتساب كل المهارات الشخصية الأخرى المطلوبة للقيادة، وذلك بدءاً من الوعي الذاتي وحتى التفكير النقدي؛ وهذا يجعل التعاطف أحد أهم الصفات القيادية الأساسية.

12. التواضع:

غالباً ما يُساء فهم التواضع، ولكنَّه صفة قيادية هامة، لذا يعدُّ التواضع من أهم الصفات القيادية، ولكن هذا لا يعني أن تذل نفسك؛ يعني التواضع الاعتراف بنقاط ضعفك دون فقدان ثقتك بنفسك؛ وهذا يشجعك على تقبُّل التغذية الراجعة والأفكار الجديدة التي يطرحها الآخرون.

يدفع تواضعك الآخرين إلى التقرب منك وتوطيد علاقاتهم معك، ويذلل أي عقبات تقف في طريق تواصلهم معك ما دمت تتعامل معهم من منطلق إنساني.

13. الإبداع:

يستخف معظم الناس بصفة الإبداع عندما يتعلق الأمر بالقيادة، ولكنَّها أيضاً إحدى أهم الصفات المطلوبة للقائد الناجح، فالإبداع والابتكار هما ما يميزك من المنافسين.

لدى كل قائد عظيم مهارات وسمات شخصية مختلفة تؤهله للنجاح، وسواء كان هؤلاء القادة اجتماعيين أم انطوائيين أم متعاونين أم متسلطين، فإنَّهم جميعاً يحاولون تطوير سمات قيادية معينة تساعدهم على اتخاذ إجراءات حاسمة وإلهام الآخرين وتوصيل رؤيتهم.

شاهد بالفديو: كيف تتبنى أساليب قيادة حديثة؟

سمات القادة التنفيذيين الناجحين:

لا تحتاج إلى مكتب فخم أو راتب كبير لتجسيد صفات القائد الناجح، ومع ذلك إذا كنت تطمح إلى هذا المنصب، فيجب عليك اكتساب سمات معينة للمنافسة على أعلى المستويات:

1. القدرة التنافسية:

تزداد صعوبة تسلق السلم كلما اقتربت من القمة، فسوف تكون محاطاً بآخرين لديهم موهبة مماثلة ودافع كبير، لذا يجب ألا تفقد حماستك حتى تستطيع تحقيق أهدافك.

2. المخاطرة:

لدى كل شخص مستوى معين من القدرة على المخاطرة، ولكنَّ هذا المستوى أكبر لدى المديرين التنفيذيين؛ وهذا يسمح لهم بالتغلب على الخوف من الفشل وخوض مخاطر استراتيجية ذكية قد لا يكون الآخرون على استعداد لخوضها.

3. محو الأمية المالية:

لا تقتصر الحاجة إلى المعرفة المالية على المديرين الماليين والمصرفيين الاستثماريين؛ بل يجب على أي مسؤول تنفيذي كبير أن يعرف كيفية قراءة البيانات المالية، فلا يمكنك قيادة طائرة دون قراءة المؤشرات، وبالمثل لا يمكنك قيادة شركة دون فهم شؤونها المالية.

في الختام:

كثيراً ما نسمع عبارة "القادة يولدون، لا يُصنعون"، ولكنَّ الحقيقة هي نقيض ذلك؛ إذ يمكن بالتأكيد صنع قادة ناجحين، واكتساب الصفات القيادية وتطويرها بالخبرة والدراسة والتكيف والالتزام، وعندما تتقبل التغيير والنمو، تستطيع تطوير الصفات القيادية الحيوية، ومن الهام أيضاً أن نفهم أنَّ القادة الناجحين لا يتوقفون عن تحسين ذواتهم وتنميتها، وفكرة أنَّ الصفات القيادية الجيدة لا تحتاج إلى تعلمها إلا مرة واحدة هي خرافة.

يمكنك تطوير الصفات القيادية بالطريقة نفسها التي تنمي فيها أي مهارة أخرى، وبخاصة إذا استعنت بمساعد لديه سجل حافل بالإنجازات؛ إذ يساعدك مدرب الأعمال أيضاً على تحديد الأهداف وتتبع التقدم والمساءلة الشخصية.