15 نشاطاً لتنمية مهارات الطفل الاجتماعية

15 نشاطاً لتنمية مهارات الطفل الاجتماعية
(اخر تعديل 2024-04-04 06:07:14 )
بواسطة

إلا أنَّ هذا لا ينطبق على غيرهم، ولحسن الحظ يمكنك استخدام نشاطات المهارات الاجتماعية لمساعدة طفلك على التحسن في المجالات هذه، لذا سنتعرف في مقالنا اليوم إلى 15 نشاطاً للمهارات الاجتماعية لمساعدة أطفالك على التطور عاطفياً، وهي ليست نشاطات معقدة، ولا تستغرق وقتاً طويلاً، فمعظم نشاطات المهارات الاجتماعية هي نشاطات يومية عادية، ولكن مع التركيز على تنمية الوعي الاجتماعي والتعاطف والتعاون في نفس الطفل.

ما هي نشاطات المهارات الاجتماعية؟

نشاطات المهارات الاجتماعية هي نشاطات مدروسة يمكن لطفلك المشاركة فيها، فهي تساعده على التفاعل بصورة أفضل مع الآخرين، والمهارات الاجتماعية هامة جداً؛ فوفقاً للمعالجة النفسية "إيمي مورين" (Amy Morin): "تتيح المهارات الاجتماعية الفعَّالة للأطفال تطوير علاقات أفضل مع أقرانهم، ولكنَّ فوائد المهارات الاجتماعية القوية لا تقتصر على القبول الاجتماعي، وقد يجني الأطفال الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية فعَّالة فوائدها فوراً".

تشمل بعض الفوائد هذه قلة التوتر وبناء صداقات أفضل، وحتى إنَّ إحدى الدراسات المنشورة في مجلة "أميركان جورنال أوف بوبليك هيلث" (American Journal of Public Health) تُشيد بأهمية المهارات الاجتماعية القوية في مرحلة رياض الأطفال بوصفها عاملاً رئيساً في النجاح الوظيفي مدى الحياة، ومع تزايد نسبة التوتر بسبب البطالة والاختلافات الثقافية والتغييرات القسرية في نمط الحياة، فمن الضروري أن يحرص الآباء على أن يمتلك أطفالهم المهارات الاجتماعية والتكيفية اللازمة للعيش في الوضع الطبيعي الجديد؛ لذلك دعنا نتحدث عن النشاطات المختلفة التي يمكنك استخدامها لمساعدة أطفالك على النمو.

15 نشاطاً للمهارات الاجتماعية لمساعدة أطفالك على التطور العاطفي:

1. الرياضات الجماعية:

تُعدُّ الرياضات الجماعية من أفضل الطرائق لمساعدة الأطفال على الشعور بالانتماء والمثابرة وتكوين الصداقات، حتى إنَّ معظم الأطباء ينصحون بإشراك الأطفال في الرياضات الجماعية لبناء المهارات الاجتماعية وممارسة التمرينات الرياضية اللازمة.

يوصي الدكتور "راندي غولدستاين" (Randy Goldstein)، وهو طبيب الأطفال المتخصص في الطب الرياضي الأطفالَ بممارسة الرياضات الجماعية؛ لأنَّها تمنحهم فرصة للعمل معاً لتحقيق هدف مشترك، كما يرى جانباً هاماً آخر للرياضات الجماعية، وهو إتاحة الفرصة للطفل لتلقي التعليمات من شخص آخر غير والديه، وذلك ليتعلم كيفية التعامل مع معلمه ومديره وقائده في المستقبل.

يجب أن تُراعي في الرياضات الجماعية قدرات الطفل الفردية وشخصيته، وينبغي تجنب الرياضات الجماعية المجهدة وشديدة التنافسية؛ لذا استفسر من أولياء الأمور الذين يلعب أطفالهم في الفرق التي تنوي تسجيل طفلك فيها عن مستوى المنافسة والمواعيد.

2. المعسكرات:

لن تنمو مهارات الأطفال الاجتماعية ما لم تسنح لهم فرصة ممارستها، ولكن من الهام أن يرتاح الآباء لفكرة السماح لأطفالهم بالابتعاد عنهم لبعض الوقت، وتُعد المعسكرات طريقة رائعة للقيام بذلك، فهي تمنح الأطفال فرصة اختبار أنفسهم خارج إطار الأسرة، وهو الأمر الذي يُعدَّ جزءاً هاماً من التنمية الاجتماعية الطبيعية، كما تنظِّم معظم المعسكرات نشاطات لبناء المهارات الاجتماعية؛ وهذا يساعد على تعزيز تطور الأطفال اجتماعياً أكثر.

3. المشاركة الدينية:

توفر المشاركة الدينية فرصة رائعة لبناء المهارات الاجتماعية؛ فهي تعتمد بطبيعتها على المجتمع؛ وهذا يمنح الأطفال الفرصة للتفاعل مع الآخرين، ويمكن أن تساعد المشاركة في النشاطات والمجموعات الدينية طفلك على تنمية الشعور بالانتماء والأمان.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتنمية الذكاء الاجتماعي للطفل

4. تربية حيوان أليف:

قد تعتقد بأنَّ امتلاك حيوان ورعايته ليس له علاقة بالمهارات الاجتماعية تجاه البشر، ولكنَّ تربية الحيوانات الأليفة؛ هي طريقة رائعة لمساعدة طفلك على التفاعل والتعاطف؛ إذ تُعد الحيوانات فرصة آمنة ليتعلم الأطفال اللطف والمسؤولية تجاه الكائنات الحية الأخرى، إضافة إلى تقديم اللطف والتعاطف دون أي حكم أو انتقاد.

إنَّ تعزيز المهارات الاجتماعية لطفلك قد يكون سيفاً ذا حدين؛ فلن يكون جميع الناس لطفاء، فعندما يمر طفلك بتجربة سلبية مع شخص ما، فقد يؤدي ذلك إلى عرقلة تطوره الاجتماعي، لذا تساعد تربية الحيوانات الأليفة الأطفال على بناء الثقة وتقديم الرعاية والتعاطف، وليتلقوا بالمقابل المودة والرفقة المتبادلة.

5. انتظار الدور:

يملك الأطفال في مجتمعنا الحديث كل ما يشتهون ومن ذلك الألعاب والتكنولوجيا، ولكن إذا قدمنا لكل أطفالنا أحدث الألعاب وأروعها، فلن يتعلمون أن ينتظروا دورهم لأجل أي شيء، لذا فإنَّ مهمة الوالدين هي التعمد في جعل الأطفال ينتظرون دورهم، وذلك من خلال تجنب شراء لعبة لكل طفل في المنزل، وتخصيص عدد من الألعاب أو الأجهزة "للمشاركة"؛ وذلك لتنمية فهم طفلك لفكرة الإشباع المتأخر (delayed gratification)، إضافة إلى اكتساب المهارة الاجتماعية الهامة المتمثلة في التفكير في الآخرين أولاً وانتظار الدور.

لا يجب أن تساعد الطفل على تجنب انتظار دوره، فقد ينزعج الطفل من انتظار دوره، فيشجعه والده على اللعب بلعبة مختلفة أو ممارسة نشاط مختلف، بدلاً من السماح له بتجربة شعور انتظار دوره، يساعد توجيه انتباه الطفل إلى نشاط آخر على تحقيق النمو الاجتماعي أو العاطفي؛ لذا يجب تشجيعه على انتظار دوره.

6. قضاء الوقت مع مختلف الفئات العمرية:

يساعد الأطفال الأكبر سناً أحياناً في رعاية أشقائهم الصغار، ومن المفيد أن يعيش الأطفال مع أقارب ينتمون لأجيال مختلفة لتنميتهم اجتماعياً، وغالباً يتم فصل الأطفال إلى فئات عمرية في المدرسة، وهذا يفرض عليهم تكوين صداقات مع أبناء جيلهم فقط.

يساعد تشجيع الأطفال على قضاء الوقت مع أشخاص من فئات عمرية مختلفة على التواصل بصورة أفضل مع الناس، فيتعلَّم الصغار كثيراً من الأمور من كبار السن، وعندما يقضي أطفالنا الوقت مع أصدقاء أو أقارب أصغر منهم سناً، سينمِّي ذلك شعورهم بالقيادة والمسؤولية.

7. ألعاب الطاولة:

على الرغم من أنَّ معظم الناس قد يعتقدون أنَّ ألعاب الطاولة هي مجرد شكل من أشكال الترفيه، إلا أنَّها يمكن أن تكون فرصةً رائعةً لتنمية المهارات الاجتماعية للأطفال.

تتطلب ألعاب الطاولة امتلاك عدة مهارات هامة للتفاعل الاجتماعي، كانتظار الدور والتعاون والصدق والعمل الجماعي على سبيل المثال لا الحصر، وتتميز ألعاب الطاولة أيضاً بأنَّها تمنح العائلات فرصة لقضاء وقت ممتع معاً.

8. تنظيم لقاءات اللعب:

إذا لم يكن لدى طفلك مجموعة من الأصدقاء الذين يلعب معهم دوماً، فيعدُّ تنظيم لقاءات للعب طريقة رائعة لمنحه فرصةً لتطوير مهاراته الاجتماعية، وتساعد لقاءات اللعب طفلك على التعرف إلى أشخاص جدد؛ وذلك بهدف تكوين صداقات جديدة.

تشجع "سوزان دايموند" (Susan Diamond)، وهي مؤلفة الكتاب الشهير "القواعد الاجتماعية للأطفال" (Social Rules for Kids) الآباء على استخدام لقاءات اللعب بوصفها وسيلة لتعريف الطفل بمفهوم اتباع القواعد عندما يأتي صديق، وتعليمه كيفية التصرف بأدب أمام الضيوف، كما تعتقد "سوزان" أنَّ لقاءات اللعب؛ هي طريقة آمنة ليمارس الأطفال المهارات الاجتماعية التي يطورونها، فلا يكون هناك مجال للتنمر والانتقاد في بيئة بسيطة يلعب فيها طفلان.

9. المشاركة المجتمعية:

عندما يفكر الآباء في تنمية المهارات الاجتماعية لطفلهم، فغالباً ما يركزون على كيفية تفاعل طفلهم مع الأطفال الآخرين، ولكن أحد الجوانب الأساسية لتنمية المهارات الاجتماعية هو مساعدة أطفالنا على فهم دورهم في المجتمع؛ فغالباً ما يتفاعل الأطفال ضمن نطاق أُسَرهم ومدارسهم وأصدقائهم، فلا تُتاح لهم فرصة رؤية حياة الناس من مناحي أخرى، لذا فإنَّ إشراك طفلك في المجتمع يمنحه فرصة لقاء أشخاص من خلفيات مختلفة وفهم الاختلافات بين العائلات، وهو مفهوم هام لتجنب العيوب الاجتماعية، مثل الشعور بالاستحقاق والتحيز ضد الأشخاص المختلفين.

10. العمل التطوعي:

أحد أفضل الطرائق لمساعدة طفلك على زيادة مشاركته المجتمعية هي من خلال العمل التطوعي، فهي ستجعلك أنت وأطفالك على تواصل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص من مختلف الثقافات والخلفيات، وكلما زاد تنوع الأشخاص الذين يتفاعل طفلك معهم، ازدادت الفرص المتاحة له لتطوير المهارات الاجتماعية وفهم دوره في المجتمع، كما يُعدُّ العمل التطوعي أحد أفضل الطرائق لإسعاد نفسك ونشر تلك السعادة للآخرين.

11. الأعمال المنزلية:

على الرغم من أنَّ الأعمال المنزلية لا تُعدُّ عادةً نشاطاً لتنمية المهارات الاجتماعية، إلا أنَّها وسيلة هامة للتنمية الاجتماعية؛ إذ لا تقتصر المهارات الاجتماعية على تكوين الصداقات أو أن تكون صديقاً جيداً - على الرغم من أهمية ذلك - بل تتضمن مجموعة المهارات الكاملة التي تتيح للطفل معرفة دوره في المجتمع.

أحد الحقائق الهامة للعيش في المجتمع هو فهم أنَّ عليك القيام بواجباتك والوفاء بمسؤولياتك، فتساعد الأعمال المنزلية على إعداد الطفل ليكون فاعلاً في المجتمع لاحقاً.

12. ألعاب تمثيل الأدوار:

تُعدُّ ألعاب تمثيل الأدوار طريقة رائعة أخرى لمساعدة طفلك على التعامل مع المواقف الاجتماعية بطريقة آمنة، لذا العب مع طفلك لعبة "ماذا ستفعل في مثل هذا الموقف؟".

يمكن استخدام هذه الألعاب لمعالجة التفاعلات الاجتماعية اليومية، كأن تسأل الطفل: ماذا ستفعل إذا أخذ شخص ما دورك في الطابور؟ أو قضايا أهم مثل: ماذا ستفعل إذا رأيت صديقاً يتعرض للتنمر؟

مثِّل هذه المواقف مع طفلك لمساعدته على التفكير في طرائق مناسبة اجتماعياً للتعامل مع هذه الأحداث.

13. التحدث مع الطفل:

لا تقلل أبداً من أهمية التحدث مع أطفالك؛ لأنَّهم يتعلمون معظم مهاراتهم الاجتماعية من خلال التفاعل مع أُسِرهم أولاً، لذا خصص وقتاً للتحدث معهم عند تناول الطعام مع العائلة وقبل النوم، وفي أي وقت يكون فيه التحدث مع أطفالك مناسباً.

14. التربية القائمة على التدخل المحدود:

يعتمد معظم الآباء على التشدد في التربية؛ ولكنَّهم لا يدركون كيفية تأثير أسلوب التربية هذا في التطور الاجتماعي للطفل، ويصف الطبيب النفسي "جورج جلاس" (George Glass) والمتخصص في التربية الأبوية "ديفيد تاباتسكي" (David Tabatsky) في كتابهما: "وباء التشدد في التربية" (The Overparenting Epidemic)، التشدد في التربية كما يأتي:

"يحدث التشدد في التربية عندما يحاول الآباء إدارة نتائج حياة أطفالهم، ويفرضون توقعاتهم الخاصة دون حتى وضع أي اعتبار لرغبات الأطفال أو قدراتهم".

عندما يكون الوالدان مسؤولَين جداً عن حياة طفلهما، سيشعر الطفل بأنَّ لا رأي ولا كلمة له في حياته الخاصة؛ بل موجود ببساطة ليتلقى الأوامر من والديه، وهذا الأمر له تأثير سلبي جداً في الحياة الاجتماعية؛ إذ تنمو الثقة بالنفس عندما تترك الطفل يخوض التجارب ويُخطئ ويتحمل عواقب أخطائه، لذا يمكن أن تكون التربية القائمة على التدخل المحدود وسيلة فعَّالة لتترك طفلك يجرب عالمه الاجتماعي وينمي ثقته بنفسه.

15. تشجيع الأطفال على حل مشكلاتهم بأنفسهم:

إحدى أفضل الطرائق لمساعدة طفلك على تطوير مهاراته الاجتماعية هي منحه الفرصة لتسوية مشكلاته مع الأطفال الآخرين دون أن تسارع لإنقاذه طوال الوقت، فإذا لم يكن طفلك في خطر التعرض لإصابة جسدية، فدعه يتعامل مع المشكلة؛ لأنَّ حل المشكلات جزء كبير من التنمية الاجتماعية، وهو مهارة يستخدمونها الأطفال طوال حياتهم، لذا امنح أطفالك الفرصة لتطويرها.

في الختام:

يُعدُّ تطوير المهارات الاجتماعية أمراً هاماً جداً لسعادة طفلك كل يوم، إضافة إلى نجاحه فيما بعد، لذا يمكنك استخدام هذه النشاطات السهلة إضافة إلى غيرها؛ للمساعدة على تطوير هذه المهارات وتعزيزها، وإنَّ أفضل طريقة لتطوير المهارات الاجتماعية هي إيجاد اللحظات المناسبة لتعليم أطفالك كيف يمكن أن يكونوا أكثر فائدة وتعاوناً وتعاطفاً.